المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوة إلى الله ومفهومها في الشريعة الإسلامية/الشيخ العلامة صالح الفوزان


كيف حالك ؟

البلوشي
07-02-2007, 09:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أ. د. صالح بن فوزان الفوزان
الدعوة إلى الله ومفهومها في الشريعة الإسلامية

الحمد لله.. وبعد فإن الدعوة إلى الله تعالى تعني الدعوة إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والتقيد بشريعته. قال تعالى: { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (104) سورة آل عمران. وقال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } (33) سورة فصلت.

والدعوة منصب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن اتبعه: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) (108) سورة يوسف.

والدعوة تكون للكافر ليسلم وتكون للمسلم العاصي أن يتوب إلى الله وتكون للجاهل أن يتعلم وتكون للعالم الضال أن يرجع إلى الحق قال - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه -: ( إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) الحديث.

والدعوة إلى الله لها منهج نبوي أول ما يبدأ بالدعوة إلى تصحيح العقيدة ثم الدعوة إلى إصلاح الأعمال والمعاملات والأخلاق والعادات.

والدعوة إلى الله تكون بالتعليم للجاهل والموعظة للعالم المتساهل بالعمل وتكون برد شبهات المجادل بالتي هي أحسن.

قال تعالى: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (125) سورة النحل. ومهمة الداعي بيان الحق ورد الباطل وليس عليه هداية القلوب: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } (56) سورة القصص.

وتكون الدعوة بالأسلوب المناسب مع المدعو: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أو يَخْشَى } (44) سورة طه.

وتكون بالرفق بالجاهل. قال - صلى الله عليه وسلم -: ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه. وما كان العنف في شيء إلا شانه ) تكون الدعوة بالصبر والتحمل قال تعالى: { ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } (125) سورة النحل. { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ } (127) سورة النحل. ولا يكون هم الداعية كثرة الأتباع وتجمهر الناس حوله. قال - صلى الله عليه وسلم -: ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيراً لك من حُمر النعم ). وقال عن نوح عليه السلام: { وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } (40) سورة هود. وقال عن لوط عليه السلام: { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ } (36) سورة الذاريات.

على الداعية أن يستمر على الدعوة ولا ييأس وينظر للمستقبل كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ( لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا شريك له ).. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء
جرايدة الجزيرة الجمعة 14 جمادىالآخرة 1428 العدد 12692
الدعوة إلى الله ومفهومها في الشريعة الإسلامية (http://www.al-jazirah.com/86890/is10d.htm)

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
07-03-2007, 11:39 AM
ما شاء الله..يرفع..و يكتب بماء الذهب..حفظ الله شيخنا العلامة الفوزان

12d8c7a34f47c2e9d3==