المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم الانتماء إلى الطوائف الموجودة الآن؟ التبليغ والأخوان /الشيخ الجليل الجامي


كيف حالك ؟

هادي بن علي
07-01-2007, 10:53 PM
السؤال الثاني: ما حكم الانتماء إلى الطوائف الموجودة الآن؟
تقديرا للظروف لاحتمال أنه لم يسمع ولم يسأل قبل هذه المرة نجيب بما يفتح الله.
الانتماءات إلى الطوائف غير جائزة، الانتماء غير جائز إلى هذه الطوائف الموجودة التي أشار إليها السائل، الانتماءات من أسباب التفرق وضعف المسلمين وتباغضهم وتشتتهم وتفرقهم، هذا هو الواقع، الواجب البقاء على الخط بعد أن تعرف الخط، الخط محفوظ: الخط المستقيم منذ أن خطط النبي صلى الله عليه وسلم موجود ومعروف وواضح الخط هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ( تركتكم على بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك) .
تقدم لهذه الانتماءات الموجودة الآن الفرق القديمة خروج الخوارج وتشيع الشيعة وظهور القدرية في أواخر عهد الصحابة ثم ظهور الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية في عهد العبّاسيين، وجود هذه الفرق أضعف المسلمين شيئا تعلمونه كلكم، ضعف المسلمين، تفرق المسلمين جهل المسلمين لدينهم وتسلط الأعداء من الكفار من الشرق والغرب على المسلمين واستعمارهم لبلادهم واستعبادهم في أرضهم جاءوا من الشرق والغرب واستعبدوا المسلمين في أراضيهم، لأنهم فقدوا الوحدة ، وجهلوا حقيقة الإسلام، والغرب يدرس دراسة فاحصة، ولم يستعمر البلدان التي استعمرها إلا بعد أن درس الغرب حقيقة وضع المسلمين وجهلهم لإسلامهم وبعدهم عن الإسلام، حتى صار العلماء يفتون أن الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله فقط، إذا شهدت أن لا إله إلا الله لا يضرك بعد ذلك أن تحكم بالإسلام أو بالقوانين أو أن تفعل كل شي وترتكب جميع المحرمات وتترك جميع الواجبات، طالما يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهو مسلم، جاء المستعمر ففعل كل شيء وصرفهم عن الإسلام إلا عن التلفظ بالكلمة الجوفاء التي لا معنى لها ولا تطبق، صار العلماء حجة للمستعمرين قال لهم أنتم مسلمون لأنكم تقولون لا إله إلا الله وحده وانتهى، هذا المعنى ناقشه "محمد قطب" في كتابه الجديد "عالمنا المعاصر" ينبغي أن ترجعوا إليه، وفِّق في هذه النقطة أيما توفيق.
الشّاهد هذه الانتماءات الجديدة الآن التي تجددت تشبه تلك الانتماءات القديمة كون الشباب هذا ينتمي إلى من سموا أنفسهم بــ "الإخوان المسلمين" وذاك ينتمي إلى من أطلقوا على أنفسهم بــ "التبليغيين" وذاك إلى "شباب محمد" وما أكثرهم، هكذا تفرقوا، لماذا اختلفتم؟ قالوا لا اختلفنا في المنهج فقط، والجماعة الكبيرة تقول لا الإسلام يجب أن يكون في هذا الإطار، ويجب أن يدخل المسلمون جميعا في هذا الإطار (إطار الإخوان المسلمين) أو (الجماعة الإسلامية) من لم يدخل في هذا فليس بمسلم، أُلفت كتب ولا تزال تُؤلف، الصحوة الإسلامية عندهم الصحوة في داخل هذا الإطار، ليس خارج هذا الإطار كل ما يكتب حول الإسلام والدعوة إلى الإسلام بالمفهوم الإخونجي، غير هذا ليس بإسلام، هذا تغيير لمفهوم الإسلام، هذه جريمة ينبغي أن يُدرك أصحابها أن هذا تغيير لمفهوم الإسلام، ومفهوم أخوة الإسلام، مفهوم أخوة الإسلام أعمّ، أما أني لا اعترف بأخوة الإسلام لأخي المسلم إلا إذا انضم إلى هذا الإطار الضيق والتزم باللوائح الموضوعة من قبل زعمائهم، معنى ذلك أننا قضينا على الإسلام وكفرنا المسلمين جميعا، هذا خطأ ، ثم هذا الانتماء الكبير تبين أخيرا وهذا كلام مكرر أنه انتماء عبارة عن حركة سياسية طموحة وليست دعوة إلى الإسلام، حركة طموحة سياسية تستخدم الإسلام وسيلة ليقفزوا يوما ما على السلطة إن تيسر /.../، هذا ما تسعى إليه هذه الجماعة، هذا في الواقع موقف خطير جدا لا ينبغي أن ينظر إليه نظرة عادية.
أما جماعة التبليغ جماعة صوفية ولكن ليست لهم منهج موحد كالجماعة الكبرى، هذه الجماعة الانتماء الكبير الذي تحدثنا عنه التي سميناهم "حركة سياسية" حيث ما كانوا خيوطهم متصلة بعضها ببعض، في أي مكان، وهو الذي يدلكم على أنها حركة سياسية طموحة تحاول القفز يوما ما على المدى البعيد على السلطة، لكن جماعة التبليغ ليس لهم منهج موحد جماعة مفككة صوفية بدأت من القارة الهندية على أساس صوفي محض ثم لما انتشرت في العالم وتفرقت اختلفت في عملها، وجدناها في بعض البلدان عملهم بناء المساجد والمدارس ورفض التبرعات، لا يقبلون أي تبرع ولكن يعملون هذه الأعمال الإسلامية من أموالهم الحرة، وفي بعض البلدان من أعمالهم التجول ودعوة الناس إلى الإسلام في مفهومهم الضيق، رأيت هؤلاء وهؤلاء، وحضرت مؤتمرا كبيرا لهم في "دكّا" في "بنغلاديش" اجتمع فيه خلق كثير وجاء بعض شبابنا من المسلمين أكثرهم من الدول العربية من المغرب ومن السعودية ومن الكويت قبل فترة طويلة منذ عشر سنوات فحدثني هؤلاء الشباب أنهم ذهبوا إلى طلب العلم والدراسة (على الأصح) إلى دول أوربا، لكن غلبت عليهم البيئة فتأقلموا فصاروا كالأوروبيين في أخلاقهم، مجالسهم البارات وشرابهم الخمور وهم من أبنائنا من هنا من السعودية والمغرب والكويت شافهوني بهذا الخبر يقولون: أنقذنا الله على أيدي هؤلاء، مشيرين إلى جماعة التبليغ الذين حضروا المؤتمر جاءوا من بلاد أوربا وأتوا معهم هؤلاء الشباب، والشباب حدثوني من أنفسهم بأنفسهم، كنت أنا وزميل لي حضرنا هذا المؤتمر لدعوة من الجماعة موجهة إلى الجامعة الإسلامية حضرنا ممثلو الجامعة الإسلامية في ذلك المؤتمر، كما حضر من جامعاتنا بعض الوفود حتى من جامعة "الملك عبد العزيز" من "جدة"، اندهشنا مما فعل أولئك وأنقذ الله شبابنا على أيديهم، شاب سعودي تعرف علي قال يا شيخ : خرجت من السعودية بعد أن تخرجت من الثانوية وأدرس في فرنسا، ولكن لم أعتمر قط ولا أعرف كيف العمرة، سجل لي أعمال العمرة لأعتمر ثم أزورك في المدينة ثم أرجع إلى أوربا إن شاء الله هذه المرة طالبا وداعيا، يجيد اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية، سجلت له أعمال العمرة فاعتمر وجاءني بالمدينة فزودته بالكتب المترجمة فرجع إلى أوربا فتعلم فتخرج، الآن مسئول في بعض الدوائر في بعض مدننا هنا في السعودية وأنا على اتصال به وهو على اتصال بي دائما، هداه الله على أيدي هذه الجماعة، هذا مثال واقعي والمغاربة عدد كبير منهم، كانوا يحكون لي كيفية دخول الجماعة عليهم وكيف أخرجوهم من البارات، فيتلطفون بهم فيطلبون منهم يقولون لهم أنتم أشبال وآباؤكم أسود، والشبل لا يعيش مع الغنم، هؤلاء بهائم الأوروبيين أنتم تعيشون مع البهائم، أنتم أشبال ، والشبل يلحق بالأسود تعالوا نريكم وجوهكم في المرآة، قالوا أين المرآة، أخذوهم خارج باريس في المسجد، فاغتسلوا ودخلوا المسجد، وقالوا هذه المرآة، هذا الذي يليق بكم، جئتم من بلد يصلون في المساجد ويعبدون الله. فتابوا على أيديهم فحسن إسلامهم، أعمال لا يمكن لإنسان أن ينكر أنه عمل إسلامي، أعمال كتبنا في تقريرنا عندما رجعنا إلى المدينة وكتبنا تقريرا عن رحلتنا فيه الإشادة بأفعال هؤلاء بما رأينا من كثرة عبادتهم في تلك الرحلة ومن أعمالهم وتأثيرهم في شبابنا وأن الله أنقذ شبابنا على أيديهم، ثم عملت معهم في جيبوتي وفي كينيا الأعمال التي سمعتم رأيت منهم ما ،/.../، أيام المجاعة التي سمعتم -التي أصابت إفريقيا- ترسل المساعدات من هنا إلى شرق إفريقيا إلى جيبوتي إلى كينيا فتبتلعها جماعة من الجماعات في الطريق ( يقولون هاتوا أيها العرب لا تدخلوا البلد ليس فيه أمن يقتلوكم إذا دخلتم فيأخذوا المساعدات فيبتلعوها)، فإذا عرضوا هذه المساعدة على جماعة التبليغ يقولون لا، خلوا مساعدتاكم عندكم فتعالوا بنا، أنا ممن حمل المساعدة إلى "كينيا" فعرضت على رئيس جماعة التبليغ، فقال لا خذوا السيارة من مكتب الدعوة ونحن بسيارتنا ونحن نوصلكم إلى حيث تموت الناس مع بهائمهم في البوادي، تجولنا خمسة أيام، ونحن بسيارتنا من مكتب الدعوة التابع لإدارة البحوث العلمية وهم في سيارتهم فنشتري الطعام ونوزع عليهم، قال أهل البلد سلموا ما لديكم من المساعدات من النقود، نحن ما نريد النقود لجماعة التبليغ ، لا نريد بناء المساجد ولا المدارس، نريد قوتا، فسلمنا لهم النقود وبحضورنا اشتروا ووزعوا ونحن معهم، أبوا أن يتركونا حتى توزع المساعدة، محافظة على مبدئهم عدم قبول المساعدة، وإنما ينفقون من أموالهم، هذا شيء مشاهد حضرت معهم وعملت معهم، لذلك إذا سمعتم مني أني مدحت أو أثنيت على جماعة التبليغ فيما رأيت وما سمعت في "دكا" وما رأيت وما شاهدت في "كينيا" وفي "جيبوتي"، ولا يلزم على ذلك أنهم على هدى في كل شيء، مَثلي في ذلك مَثل شيخ الإسلام الذي ينقل من علماء التصوف الكلام الطيب ثم يقول ( ليس كل من نقلنا كلامهم نقول بكل ما يقولون ) وأنا أقول ليس ما يفعله جماعة التبليغ إسلاما وحقا وصوابا، فيهم أخطاء، قد تصل أخطاؤهم إلى درجة الشرك، كما بلغني أنهم قد يصلون في المساجد التي فيها أضرحة في القبلة ولا ينكرون ذلك ربما كلفوا من يتبعهم أن يفعل ذلك، وأخيرا انتشروا عندنا هنا فبدؤوا يسرقون السلفيين سرقة، كثير من شبابنا الآن مسروقون عندهم ونحن نطالبهم بأن يردوا سرقتنا، شبابنا إلى صفوفنا حتى نتعاون معهم، وإلا فنحن نعاديهم لكونهم زهّدوا شبابنا في العلم قالوا طلب العلم يسبب قساوة القلب، فقالوا لهم تعالوا نحن نهذب نفوسكم ونطهر ضمائركم لأن طلب العلم يتنافى مع طهارة الضمير، هذا الكلام فيه من الخطورة ربما يؤدي إلى الكفر والردة، تزهيد الناس في دراسة الكتاب والسنة وطلب العلم الواجب، وحملهم على مجرد الخروج واعتقاد أن مجرد الخروج عبادة وأنه في سبيل الله، هذه من الأخطاء، أريد أن أقول هذه الجماعة من الناحية السياسية ليس فيها من أمور سياسية، جماعة تريد أن تعبد الله وتريد أن تفعل الخير ولكن عن جهل ليس بعده جهل، زهّدوا في العلم وزهّدوا الناس في العلم ويريدون أن يعبدوا الله تعالى على جهل، فعبادة الجاهل في الغالب الكثير غير مقبولة لأنها تخبط ولأنها مبتدعة، يبتدعون في دين الله ما ليس منه هذه حقيقة التبليغ سواء كانت هذه الجماعة أو الجماعة التي تحدثنا عنها قبل قليل أو غيرها من الجماعات التي لا نعرفها، جميع الانتماءات بدعة وضلالة وتفريق بين المسلمين، وإذا كان لا بد من وجود جماعة التبليغ وجماعة الإخوان المسلمين فليذهبوا فلينشؤوا هذا الانتماء وهذه الجماعات في أوربا وفي البلدان الكافرة هناك ينفعون، ولا معنى لوجود الإخوان المسلمين بين المسلمين هنا نحن من قبل مسلمون من أين تحطون؟،هذا الذي يقال عن "الملك عبد العزيز" رحمه الله عندما حجّ "حسن البنا" فقال له (يا طويل العمر أنا أريد أن أنشئ لي جماعة هنا عندكم) ، قال له : (يا طويل العمر أنا شعبي كلهم مسلمون أين تحط جماعتك؟،ما لهم مكان، خليهم هناك في مصر). فرفض، جواب رزين عاقل متزن، هكذا لا محل لما يسمى جماعة المسلمين أو الجماعة الإسلامية أو الإخوان المسلمين أو جماعة التبليغ لا محل لهم في البلدان الإسلامية ولكن أن يكون لهم عمل وتأثير في البلدان غير الإسلامية، هذا الذي يقال من الإنصاف.
أيها السائل إذا كنت ترى السلفيون والإخوان المسلمون و جماعة التبليغ من قبيل واحد فأنت مخطئ غير متصور لمعنى السلف، هذا خطا فاحش، السلفية معناها المفهوم الصحيح للإسلام، أكرر هذا الجواب: السلفية : المعنى الصحيح للإسلام، بمعنى المنهج الذي كان عليه السلف وذلك المنهج ليس بوضعي ولا اجتهادي، منهج مأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وهو المنهج الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال للصحابة (تركتكم على بيضاء نقية) ذلك هو المنهج، ذكر السّلفية مع الإخونجية والتبليغية خطأ، خطأ كبير إيش النسبة، عندما خط النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم خطا مستقيم وخطّ خطوطا ألا ترون أن هذا الخط المستقيم هو السلفية وتلك الخطوط هي الجماعات المتفرقة المتفرعة هذا هو الواقع ينبغي أن تفهموا الحقائق، لا يجوز ذكر السلفية مع هذه الجماعات، هذه السلفية أما السلفيون نسبة إلى السلف، نحن نعتز ونحمد الله أننا سلفيون ولسنا بسلف، ولكننا سلفيون السلف كل من سبقك من آبائك وأجدادك وإذا جئت بعدهم وخالفتهم فأنت خلفي، وإن وافقتهم فأنت سلفي أي متبع للسلف، افهموا الحقائق الخَلَفي أو الخَلْفي من خالف من سبقه -(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ )- [مريم/59] "خَلْف" القرآن سماهم "خلف"، هؤلاء الخلف لأنهم خالفوا من سبقهم في عقيدتهم وسلوكهم أطلق عليهم خَلَفٌ وخَلْف، أما من جاء بعد من سبقهم ووافقهم وتبعه فإنه سلفي أي منسوب إليهم ومتبع لهم، لا يجوز أن تضع السلفية مقابل هذه الجماعات.
نسأل الله تعالى أن يجمعنا على خير وأن يجعلنا من المتحابين في الله والعاملين في سبيل الله، وان يقينا وإياكم هذه الفتن وآثارها، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الشريط الرابع من "توجيهات بعد العشاء" للشيخ أمان الجامي –رحمة الله عليه
توجيهات بعد العشاء (http://ilmsahih.com/tapes/jami/13-lessons/Chaikh%20Mohamed%20Aljamy_Tawjihat%203a9iba%20Sala t%20Al3icha2%204-8.rm)

12d8c7a34f47c2e9d3==