المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفات النبي الخلقية والخلقية /العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


كيف حالك ؟

قاسم علي
06-04-2007, 08:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صفات النبي الخلقية والخلقية /العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
اتقوا الله عباد الله واعرفوا ما له من الحكم البالغة في شرعه وخلقه وجزائه فإن الله فإن لله تعالى في ذلك الحكمة البالغة الصادرة عن علم تام ورحمة واسعة شرع الشرائع فأحكمها وخلق المخلوقات فأتقنها وجعل الجزاء على وفق الحكمة دائرا بين العدل والفضل لا ظلم ولا جور الحسنة بعشر أمثالها أو أكثر والسيئة بمثلها أو يعفو فيما دون الشرك ويغفر يقول الله عز وجل : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) (القصص:68) ويقول جل وعلا : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) (طـه:112) ويقول تعالي : ( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)(لنجم: من الآية31) أيها ال أيها المسلمون إن الحكمة هي وضع الشيء في موضعه اللائق به عينا ووصفا ولقد شاء الله تعالى ولقد شاء الله تعالى بحكمته أن يجعل الرسالة العظمي المتضمنة للدين الأكمل والهدي الأقوم في محمد صلى الله عليه وسلم والله محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي الذي أكمله الله تعالى خِلقا وخُلقا وهيئة لحمل هذه الرسالة العظمى فكان صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خِلقة حيث جاء جسده متكاملاً ومتناسباً حسناً جميلاً فكان صلى الله عليه وسلم ربعة من الرجال ليس بالطويل البائن ولا القصير بعيد ما بين المنكبين رحب الصدر ضخم الأعضاء مع تناسبها وكان صلى الله عليه وسلم وجهه أحسن الوجوه أزهر اللون مشربا بحمرة مستديرا مع سهولة الخدين وكان صلى الله عليه وسلم أكحل العينين أدعجهما اسبق الحواجب في غير قرن بينهما وكان صلى الله عليه وسلم دقيق الأنف أغني العرنين حسن الفم مفلج الأسنان براق الثنايا كث اللحية حسنها قال أنس بن مالك رضي الله عنه وكان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم: (توفى الله نبيه وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء إنما كان شمط عند العنفقة وفي الصدغين والرأس يسيرا ) وكان صلى الله عليه وسلم يتخذ شعر رأسه أحيانا يبلغ شحمة أذنيه وأحيانا يبلغ منكبيه وكان صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة يسدله ثم عدل إلى تفريقه على جانبي الرأس أيها المسلمون هذه صفات النبي صلى الله عليه وسلم بل من صفاته الخلقية ذكرناها لفائدة عظيمة وهي أن بعض الناس يرى في المنام رجلا فيقع في قلبه أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصبح يحدث الناس أنه رأي النبي صلى الله عليه وسلم ولكن إذا كان هذا الرجل الذي رآه على الصفة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو النبي صلى الله عليه وسلم لأن الشيطان لا يتمثل به أما إذا كان على صفة غير صفة النبي صلى الله عليه وسلم التي هو عليها فليس هو النبي صلى الله عليه وسلم وأما من رأي غيره من الناس فإنه من الجائز أن يكون الشيطان قد تمثل به لأن الشيطان قد يتمثل للإنسان في المنام بصورة أبيه الميت أو الحي أو أحد من أقاربه أو أصحابه وليس هو إياه أما صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية فكان أكمل الناس خلقاً في جميع محاسن الأخلاق أقسم الله تعالى على ذلك في قوله : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) لأن هذه الجملة معطوفة على الجمل السابقة التي هي المقسم عليها الله عز وجل: (نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ*مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ*وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ*وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:1 -4) ففي الكرم صلى الله عليه وسلم كان صلى الله عليه وسلم أكرم الناس يعطي عطاء لا تبلغه الملوك وكان عطاءه صلى الله عليه وسلم لله تعالى وفي سبيله وبمقتضي شرعه سأله رجل فأعطاه غنماً بين جبلين تأليفا على الإسلام فرجع الرجل إلى قومه فقال: يا قوم اسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى فاقة قال جابر رضي الله عنهما : ( ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فقال لا ) وتعلقت به الأعراب يسألونه أن يقسم بينهم في رجوعه من غزوة حنين فقال صلى الله عليه وسلم: ( لو كان لي عدد هذه العضاه نعماً يعني عدد هذه الأشجار إبلاً لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذوباً ولا جباناً ) وكان صلى الله عليه وسلم يؤثر على نفسه فيعطي العطاء ويمضي الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار أهديت إليه شمله فلبسها وهو محتاج إليها فسأله رجل إياها فأعطاه إياها فلامه الناس وقالوا كان محتاجا إليها وقد علمت أنه لا يرد سائلاً يعني فكيف تسأله فقال: إنما سألته إياها لتكون كفني وكانت كفن ذلك الرجل) وكان كرمه صلى الله عليه وسلم كرماً في محله ينفق المال لله إما في سبيل الله إو لفقير أو محتاج أو تأليفاً على الإسلام أو تشريعاً للأمة ليس ينفق ماله في غير فائدة وليس ينفقه على وجه التبذير والاسراف وأما كرمه صلى الله عليه وسلم النفسي وجوده بنفسه صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأمضاهم عزماً وأمضاهم عزماً وإقداما كان الناس يفرون وهو ثابت قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه : ( لما التقى المسلمون والكفار في غزوة حنين وولى المسلمون مدبرين طفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار وأنا أخذ بلجامها أكفها أرادة أن لا تسرع ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يقول: أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب ) وقال علي رضي الله عنه: ( كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحدق نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه ) وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس لقد فزع أهل المدينة ليلة فأنطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً قد سبقهم إلى الصوت واستبرأ الخبر على فرس لأبي طلحة عري والسيف في عنقه وهو يقول صلى الله عليه وسلم لن تراعوا ) ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ولا لشيء صنعته لما صنعته ولا لشيء تركته لما تركته ) وكان صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويضعهم في حجره وربما بال الصبي في حجره فلا يعنف ولا يغضب وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر وكان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة بنته ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله ( أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (لأنفال: من الآية28) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما وقال الحسين بن علي رضي الله عنهما سألت أبي عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائه فقال: ( كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب يتغافل عما لا يشتهي ولا أحم ولا يتكلم إلا في ما رجى ثوابه وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير وإذا سكت تكلموا لا يتنازعون عنده الحديث ومن تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ وكان يصبر على جفوة الغريب في منطقه ومسألته ولا يقطع على أحد حديثه حتى يتجوزه) وكان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك ) هذه أيها المسلمون درر من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ومن صفاته الخلقية الكاملة فاجتهدوا أيها المسلمون بقراءة حياة النبي صلى الله عليه وسلم لتزدادوا إيمانا وأخلاقا رزقنا الله وإياكم محبة هذا النبي الكريم ورزقنا اتباعه ظاهرا وباطنا وتوفانا على الصراط المستقيم ونسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم به في جنات النعيم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين أنه جواد كريم وعلى كل شيء قدير ..
أيها الأخوة المؤمنون فلقد سمتعم من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم ما سمعتم أما بالنسبة لصفاته الخِلقية فإنه ليس للإنسان إليها سبيل لأن الخِلقة بيد الله عز وجل كما قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:6) وأما بالنسبة للصفات الخُلقية والأخلاق الكاملة فإنه يمكن للإنسان أن يتأسى فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطاع إلى ذلك سبيلا لذلك أحث نفسي وإياكم على معرفة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الاقتداء به فيها فإنها والله هي الخلق الذي يرضي الله عز وجل ويرضي عباد الله (وأكمل المؤمنين أيمانا أحسنهم خلقا ) واجعلوا دائما واجعلوا دائما بين أعينكم ما حكي عنه صلى الله عليه وسلم من أنه كان دائما البشر أي دائم السرور دائم أي دائم السرور دائم الانبساط وأملوا وارجوا ولا تتشائموا ولا تجعلوا البؤس بين أعينكم فإن هذا يؤدي إلى أن تكونوا دائما في غم كذلك انظروا إلى خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه ومع الأسف أن كثير منا إذا رأي الصبيان قد دخلوا إلى المجلس الذي فيه الرجال كح انتهرهم وزجرهم حتى يخرجهم وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم بل الأولى بالإنسان أن يمكنهم من الدخول وإذا أساءوا في الأدب أن ينبهم على الإساءة ليعودهم مكارم الأخلاق هذه هي الصفة الحميدة أما كون الإنسان فظا غليظا على صبيانه فإن هذا خلاف هدي محمد صلى الله عليه وسلم

أبو سفيان
06-04-2007, 08:47 PM
جزاك الله خيرا

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
06-05-2007, 10:38 AM
جزاك الله خيرا

ابوخالد الاثري
06-05-2007, 10:46 AM
جزاك الله خيرا أخي قاسم علي وبارك فيك ووفقك الله لكل خير

ورحم الله العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين وأسكنه الفردوس الاعلى آمين.

قاسم علي
01-11-2008, 03:46 PM
جزاكم الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==