المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الولاء والبراء من الإيمان


كيف حالك ؟

هادي بن علي
05-19-2007, 09:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الولاء والبراء من الإيمان

يتكلم الشيخ -رحمه الله- عن معاداة أعداء الله ، وأنها شرط للإيمان ، فيقول : فإن نفس الإيمان ينافي موادتهم كما ينفي أحد الضدين الآخر . فإذا وجد الإيمان انتفى ضده وهو موالاة أعداء الله ، فإذا كان الرجل يوالي أعداء الله بقلبه كان ذلك دليلا على أن قلبه ليس فيه الإيمان الواجب ، ومثله قوله تعالى في الآية الأخرى : تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ؛ فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف " لو " ، التي تقتضي انتفاء المشروط ، فقال : وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ؛ فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده ، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب ، ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه .
ومثله قوله تعالى : لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ؛ فإنه أخبر في تلك الآيات أن متوليهم لا يكون مؤمنا ، وأخبر هنا أن متوليهم هو منهم ، فالقرآن يصدق بعضه بعضا ، قال الله تعالى : اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ الآية ، وكذلك قوله : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ؛ دليل على أن الذهاب المذكور بدون استئذانه لا يجوز ، وأنه يجب أن لا يذهب حتى يستأذن؛ فمن ذهب ولم يستأذن كان قد ترك بعض ما يجب عليه من الإيمان؛ فلهذا نفى عنه الإيمان ، فإن حرف : " إنما " تدل على إثبات المذكور ونفي غيره .
وكذلك قوله تعالى : وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .
إلى أن قال -رحمه الله- : والمقصود هنا أن كل ما نفاه الله ورسوله من مسمى أسماء الأمور الواجبة كاسم الإيمان والإسلام والدين ، والصلاة والصيام والطهارة والحج وغير ذلك؛ إنما يكون لترك واجب من ذلك المسمى ، ومن هذا قوله تعالى : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، فلما نفى الإيمان حتى توجد هذه الغاية؛ دل على أن هذه الغاية فرض على الناس ، فمن تركها كان من أهل الوعيد ولم يكن قد أتى بالإيمان الواجب الذي وعد أهله بدخول الجنة بلا عذاب . فإن الله إنما وعد بذلك من فعل ما أمر به ، وأما من فعل بعض الواجبات فإنه معرض للوعيد .
ومعلوم بالاتفاق أنه يجب تحكيم الرسول في كل ما شجر بين الناس في أمر دينهم ودنياهم في أصول دينهم وفروعه ، وعليهم كلهم إذا حكم الشرع بشيء أن لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما حكم ويسلموا تسليما ، قال تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ، وقوله : إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، قد أنزل الله الكتاب والحكمة ، وهي السنة قال تعالى : وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ ، وقال تعالى : وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ، والدعاء إلى ما أُنزل يستلزم الدعاء إلى الرسول ، والدعاء إلى الرسول يستلزم إلى ما أنزله الله ، وهذا مثل طاعة الله والرسول فإنهما متلازمان؛ فمن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن أطاع الله فقد أطاع الرسول ، وكذلك قوله تعالى : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ فإنهما متلازمان ، فكل من شاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى فقد اتبع غير سبيل المؤمنين ، وكل من اتبع غير سبيل المؤمنين فقد شاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ، فإن كان يظن أنه متبع سبيل المؤمنين وهو مخطئ ، فهو بمنزلة من ظن أنه متبع للرسول وهو مخطئ .
وهذه الآية تدل على أن إجماع المؤمنين حجة من جهة أن مخالفتهم مستلزمة لمخالفة الرسول ، وأن كل ما أجمعوا عليه فلا بد أن يكون فيه نص عن الرسول ، فكل مسألة يقطع فيها بالإجماع وبانتفاء المنازع من المؤمنين فإنها مما بيّن الله فيه الهدى ، ومخالف هذا الإجماع يكفر كما يكفر مخالف النص البيِّن ، وأما إذا كان يظن الإجماع ولا يقطع به فهنا قد لا يقطع أيضا بأنها مما تبين فيه الهدى من جهة الرسول ، ومخالف مثل هذا الإجماع قد لا يكفر ، بل قد يكون ظن الإجماع خطأ ، والصواب في خلاف هذا القول ، وهذا هو فصل الخطاب فيما يكفَّر به من مخالفة الإجماع وما لا يكفر .
إلى أن قال -رحمه الله- :
كل ما أجمع عليه المسلمون فإنه لا يكون إلا حقا موافقا لما في الكتاب والسنة ، لكن المسلمون يتلقون دينهم كله عن الرسول ، وأما الرسول فينزل عليه الوحي ، وحي القرآن ووحي آخر هو الحكمة كما قال -صلى الله عليه وسلم- : ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه وقال حسان بن عطية : كان جبريل ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسنة فيعلمه إياها كما يعلمه القرآن . بخلاف ما يقوله أهل الإجماع فإنه لا بد أن يدل عليه الكتاب والسنة؛ فإن الرسول هو الواسطة بينهم وبين الله في أمره ونهيه وتحليله وتحريمه .
ومن هذا الباب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر وقوله : آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار فإن من علم ما قامت به الأنصار من نصر الله ورسوله من أول الأمر ، وكان محبا لله ورسوله أحبهم قطعا فيكون حبه لهم علامة الإيمان في قلبه ، ومن أبغضهم لم يكن في قلبه الإيمان الذي أوجبه الله عليه .
وكذلك من لم يكن في قلبه بغض ما يبغضه الله ورسوله من المنكر الذي حرمه الله ورسوله من الكفر والفسوق والعصيان لم يكن في قلبه الإيمان الذي أوجبه الله عليه ، فإن لم يكن مبغضا لشيء من المحرمات أصلا لم يكن إيمان أصلا ، وكذلك من لا يحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه لم يكن معه ما أوجبه الله عليه من الإيمان ، فحيث نفى الله الإيمان عن شخص فلا يكون إلا لنقص ما يجب عليه من الإيمان ، ويكون من المعرضين للوعيد ليس من المستحقين للوعد المطلق .
وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- : من غشنا فليس منا و من حمل علينا السلاح فليس منا ؛ كله من هذا الباب لا يقوله إلا لمن ترك ما أوجب الله عليه ، أو فعل ما حرمه الله ورسوله ، فيكون قد ترك من الإيمان المفروض عليه ما ينفى عنه الاسم لأجله ، فلا يكون من المؤمنين المستحقين للوعد السالمين من الوعيد .
وكذلك قوله تعالى : وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، فهذا حكم اسم الإيمان إذا أطلق في كلام الله ورسوله ، فإنه يتناول فعل الواجبات وترك المحرمات ، ومن نفى الله ورسوله عنه الإيمان فلا بد أن يكون قد ترك واجبا أو فعل محرما ، فلا يدخل في الاسم الذي يستحق أهله الوعد دون الوعيد ، بل يكون من أهل الوعيد .
وكذلك قوله تعالى : اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ .
قال محمد بن نصر المروزي : لما كانت المعاصي بعضها كفر وبعضها ليس بكفر ، فرق بينها فجعلها ثلاثة أنواع : نوع منها كفر ، ونوع منها فسوق وليس بكفر ، ونوع عصيان ليس بكفر ولا فسوق ، وأخبر أنه كرهها كلها إلى المؤمنين ، ولما كانت الطاعات كلها داخلة في الإيمان ، وليس فيها شيء خارج عنه لم يفرق بينها ، فيقول : حبب إليكم الفرائض وسائر الطاعات ، بل أجمل ذلك فقال : حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ ، فدخل في ذلك جميع الطاعات؛ لأنه قد حبب إلى المؤمنين الصلاة والزكاة وسائر الطاعات حبَّ تديُّن؛ لأن الله أخبر أنه حبب إليهم ذلك وزينه في قلوبهم ، لقوله : حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ ، ويكرهون جميع المعاصي؛ الكفر منها والفسوق وسائر المعاصي كراهة تديُّن؛ لأن الله أخبر أنه كره ذلك إليهم ، ومن ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- : من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ؛ لأن الله حبب إلى المؤمنين الحسنات وكره إليهم السيئات .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : قلت : وتكريهه جميع المعاصي إليهم يستلزم حب جميع الطاعات؛ لأن ترك الطاعات معصية ، ولأنه لا يترك المعاصي كلها إن لم يتلبس بضدها فيكون محبا لضدها وهو الطاعة . إذ القلب لا بد له من إرادة؛ فإذا كان يكره الشر كله فلا بد أن يريد الخير ، والمباح بالنية الحسنة يكون خيرا ، وبالنية السيئة يكون شرا ، ولا يكون فعل اختياري إلا بإرادة ، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح : أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن . وأصدق الأسماء حارث وهمام ، وأقبحها حرب ومرة ؛ لأن كل إنسان همام حارث؛ والحارث الكاسب العامل ، والهمام الكثير الهم ، وهو مبدأ الإرادة ، وهو حيوان ، وكل حيوان حساس متحرك بالإرادة . فإذا فعل شيئا من المباحث فلا بد له من غاية ينتهي إليها قصده ، وكل مقصود : إما يقصده لنفسه ، وإما أن يقصد لغيره . فإن كان منتهى مقصوده ومراده عبادة الله وحده لا شريك له ، وهو إلهه الذي يعبده لا يعبد شيئا سواه ، وهو أحب إليه من كل ما سواه فإن إرادته تنتهي إلى إرادته وجه الله فيثاب على مباحاته التي يقصد الاستعانة بها على الطاعة . كما في " الصحيحين " عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة وفي " الصحيحين " عنه أنه قال لسعد بن أبي وقاص لما مرض بمكة وعاده : إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا ازددت بها درجة ورفعة ، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك وقال معاذ بن جبل لأبي موسى إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي وفي الأثر : نوم العالم تسبيح ، وإذا كان أصل مقصوده عبادة غير الله لم تكن الطيبات مباحة له ، فإن الله أباحهما للمؤمنين من عباده ، بل الكفار وأهل الجرائم والذنوب وأهل الشهوات يحاسبون يوم القيامة على النعم التي تنعموا بها ، فلم يذكروه ولم يعبدوه بها ، ويقال لهم : أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ، وقال تعالى : ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ؛ أي : عن شكره ، والكافر لم يشكر على النعيم الذي أنعم الله عليه به فيعاقبه على ذلك ، والله إنما أباحها للؤمنين وأمرهم معها بالشكر كما قال تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ( البقرة : 172 ) .
أضواء من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة
الشيخ العلامة العلامة صالح الفوزان حفظه الله

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
05-20-2007, 10:50 AM
جزاك الله خيرا

هادي بن علي
05-24-2007, 04:59 PM
بارك الله فيك

12d8c7a34f47c2e9d3==