أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
05-10-2007, 12:29 PM
فتاوى مختارة
علاج الوسواس القهري
* تقول في هذا السؤال سماحة الشيخ : أنا فتاة مصابة بمرض الوسوسة منذ زمن لقد كان الشيطان يوسوس لي في الغُسل والوضوء فكان يجب علي إعادة الوضوء لمرات عدة ثم ازدادت وسوسته لي في الصلاة أحيانا تكون قبل الصلاة فأستعيذ بالله واتفل عن يساري وأحيانا أثناء الصلاة فأضطر إلى إعادتها إلى ثلاث أو أربع مرات أما الآن فلقد زادت وسوسته إنه يوسوس لي بالشرك والعياذ بالله أحيانا من كثرة الوسوسة أتفوّه بكلمات لا ترضي ربي يوسوس لي بأشياء لا ترضي الله فأستغفر الله وأبكي أحيانا وأصلي وأطلب من ربي الغفران لقد أصبت بسببه بمرض القلق وأنا أقلق لأتفه الأسباب وبسبب القلق أصبت بمرض في القلب وقد نصحني الطبيب بتجنب القلق لأجل صحة قلبي وكذلك طبيبة أمراض المعدة والقولون قالت لي إن لم تُشْفًي من القلق فلن تُشْفي منها وكذلك طبيب أمراض الجلد لقد أتعبني كثيراَ ذلك الوسواس أحس إني مهما عملت من أعمال صالحة فلن تُقْبل مني ولماذا يزداد ولا ينقص مع أني أقرأ أذكار الصباح والمساء كل يوم وأصلي وأقرأ القرآن وأدعو الله أن يشفيني منه فكيف لي بالتخلص منه أرجو أن أجد عند سماحتكم طريقة تخلصني من وسوسته وهل يحاسبني الله على تلك الكلمات التي أتفوّه بها حتى وإن استغفرت وأطلب منكم أن تدعُ الله أن يشفيني وأن يهديني إلى طريقه المستقيم .. جزاكم الله عنا خيراَ ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين ، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك وأميرك على وحيك، بلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، اللهم صلي وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد: سمعنا جميعًا رسالة الأخت من الجزائر وسمعنا جميعًا عرضها لتلك المشكلات التي هي واقعة فيها، وسوسة في الوضوء، وساوس في الصلاة ، تطور هذا الوسواس حتى أصبحت تعيد الوضوء مرارًا، وتحاول الدخول في الصلاة فيصرفها ثم تتغلب فتدخل في الصلاة ثم تعيدها المرة بعد الأخرى كل مرة تقول لم أأدي الواجب المطلوب ، زادت هذه الوساوس عليها حتى أصبحت تتفوه بكلام تندم عليه وكلمات سيئة تتمنى أنها لم تقلها، وتعدى الأمر حده إلى أن أصيبت بقلقٍ وتعبٍ نفسي ، والطبيب نصحها بترك القلق والإعراض عن ذلك وقد أصيبت بمرض في قلبها وجلدها إلى غير ذلك، نقولوا يا أختي : أولاً: أوصيك بالصبر، واعلمي أن هذا بلاء، والمسلم يصبر على البلاء << ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور>>، هذه مصيبة من جملة المصائب، فاصبري على هذه المصيبة وتحملي هذا الأمر ولكن أوصيك بتقوى الله قبل كل شيء والالتجاء إلى الله في كل آن وحين، ولاسيما آخر الليل ولاسيما في الصلوات وفي آخر ساعة من ساعات الجمعة فتوجهي إلى الله وتصرعِ بين يديه أن يرفع عنكِ هذا البلاء وهذا الامتحان ، يا أختي الوساوس بلاء من البلاء ومصيبة من أنواع المصائب، كيف لا؟ وهو جعل العبد في اضطرابًا في طهارته وصلاته وأموره كلها، يتوضأ مرارًا ويرى أنه ما أدى شيء ، فوصيتي لكِ تقوى الله ثم أوصيك بأن تتوضأ مرة واحدة ولا تكرر هذا الوضوء ولا تعيده، وإن كان يصيبك قلق وهم أنكِ لم تؤدي هذا الوضوء فاصبري على هذا البلاء ولا تعيدِ الوضوء ثانية، لأنك إن أعدت الوضوء مرارًا، فقد استرسلت مع الوساوس فذهب خير دينكِ ودنياك، لكن أوصيك بالصبر، توضئ مرة واحدة واقتنعي بها وروضي نفسك على أن لا تعودِ ثانية مهما قال لكِ إبليس ووسوس لكِ بأن وضوؤك فيه خلل، لاشك أن هذا بلاء وتحتاجنا إلى جهاد عدو الله أن لا تعيدِ الوضوء ثانية وتصبري على ما يصيبكِ من وساوس ، فعسى الله أن يرفع ذلك الوسواس ويخلصكِ من شره، إذا أديت صلاتك كالظهر مثلاً ، العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر، أديتها مرة واحدة فإياكِ أن تعيدها وأن تفتحِ على نفسك باب الوساوس فتقول هذه الصلاة ناقصة، هذه الصلاة لم تؤدى على الوجه المطلوب، لا، أدها وانتهي ، وما يصيبك من وساوس الشيطان فاصبري واحتسبي، وجهاد النفس فعسى الله أن يفتح باب الفرج، أيتها الأخت المسلمة إن القلق وعدم راحة البال لاشك أنه ضرب من ضروبِ البلايا وأنه مصيبة من جملة المصائب فأوصيك بتقوى الله، والإكثار من ذكر الله ففي ذكر الله طمأنينة للقلوب وتفريج للهموم قال الله تعالى: <<الذين آمنوا وتطمأنوا قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله، تطمأنوا القلوب>>، أكثري من الاستغفار فمن لازم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرج ومن كل ضيقٍ مخرج ومن كل بلاءٍ عافية، لا تستبطئ إجابة الدعاء فالله يحب منا أن ندعوه وأن تلح في الدعاء ومن المصائب أن تستعجل ونقول دعونا فلم يستجيب لنا ، هذا كله من الخطأ ففي الحديث (( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي))، فعند ذلك يستحسر فيدع الدعاء، واصل الدعاء، فسواء تحقق المطلوب أو لم يتحقق لأن الدعاء عبادة لله، وكلما تعلق القلب بالله، وكلما افتقر العباد إلى ربه فذاك عنوان سعادته وعنوان هدايته، أسأل الله أن يرفع البلاء ويمن بالعافية ويثيبكِ على ما أصابك من تلك المصائب أعلى كل شيء قدير.
الأخ حمد الدريهم يتدخل قائلاً: بالنسبة للكلمات التي تتفوه بها سماحة الشيخ؟
سماحة المفتي: بالنسبة لهذه الكلمات أرجو من الله العفو أرجو من الله المغفرة والعفو وأن هذه الكلمات ربما تكون من باب أنه أمر غلب عليها ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم <<عفي لأمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه>> فأرجو أن يعفو الله عنكِ ولكن يا أختي واصلي الأخذ بالأسباب التي تخلصكِ من هذه الوساوس واصبري على ما يصيبك من هم وحزن بأسباب مخالفتك لتلك الوساوس فإن الفرج من الله قريب بتوفيق منه ورحمة.
سماحة المفتي الشيخ
عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ.
علاج الوسواس القهري
* تقول في هذا السؤال سماحة الشيخ : أنا فتاة مصابة بمرض الوسوسة منذ زمن لقد كان الشيطان يوسوس لي في الغُسل والوضوء فكان يجب علي إعادة الوضوء لمرات عدة ثم ازدادت وسوسته لي في الصلاة أحيانا تكون قبل الصلاة فأستعيذ بالله واتفل عن يساري وأحيانا أثناء الصلاة فأضطر إلى إعادتها إلى ثلاث أو أربع مرات أما الآن فلقد زادت وسوسته إنه يوسوس لي بالشرك والعياذ بالله أحيانا من كثرة الوسوسة أتفوّه بكلمات لا ترضي ربي يوسوس لي بأشياء لا ترضي الله فأستغفر الله وأبكي أحيانا وأصلي وأطلب من ربي الغفران لقد أصبت بسببه بمرض القلق وأنا أقلق لأتفه الأسباب وبسبب القلق أصبت بمرض في القلب وقد نصحني الطبيب بتجنب القلق لأجل صحة قلبي وكذلك طبيبة أمراض المعدة والقولون قالت لي إن لم تُشْفًي من القلق فلن تُشْفي منها وكذلك طبيب أمراض الجلد لقد أتعبني كثيراَ ذلك الوسواس أحس إني مهما عملت من أعمال صالحة فلن تُقْبل مني ولماذا يزداد ولا ينقص مع أني أقرأ أذكار الصباح والمساء كل يوم وأصلي وأقرأ القرآن وأدعو الله أن يشفيني منه فكيف لي بالتخلص منه أرجو أن أجد عند سماحتكم طريقة تخلصني من وسوسته وهل يحاسبني الله على تلك الكلمات التي أتفوّه بها حتى وإن استغفرت وأطلب منكم أن تدعُ الله أن يشفيني وأن يهديني إلى طريقه المستقيم .. جزاكم الله عنا خيراَ ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين ، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك وأميرك على وحيك، بلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، اللهم صلي وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد: سمعنا جميعًا رسالة الأخت من الجزائر وسمعنا جميعًا عرضها لتلك المشكلات التي هي واقعة فيها، وسوسة في الوضوء، وساوس في الصلاة ، تطور هذا الوسواس حتى أصبحت تعيد الوضوء مرارًا، وتحاول الدخول في الصلاة فيصرفها ثم تتغلب فتدخل في الصلاة ثم تعيدها المرة بعد الأخرى كل مرة تقول لم أأدي الواجب المطلوب ، زادت هذه الوساوس عليها حتى أصبحت تتفوه بكلام تندم عليه وكلمات سيئة تتمنى أنها لم تقلها، وتعدى الأمر حده إلى أن أصيبت بقلقٍ وتعبٍ نفسي ، والطبيب نصحها بترك القلق والإعراض عن ذلك وقد أصيبت بمرض في قلبها وجلدها إلى غير ذلك، نقولوا يا أختي : أولاً: أوصيك بالصبر، واعلمي أن هذا بلاء، والمسلم يصبر على البلاء << ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور>>، هذه مصيبة من جملة المصائب، فاصبري على هذه المصيبة وتحملي هذا الأمر ولكن أوصيك بتقوى الله قبل كل شيء والالتجاء إلى الله في كل آن وحين، ولاسيما آخر الليل ولاسيما في الصلوات وفي آخر ساعة من ساعات الجمعة فتوجهي إلى الله وتصرعِ بين يديه أن يرفع عنكِ هذا البلاء وهذا الامتحان ، يا أختي الوساوس بلاء من البلاء ومصيبة من أنواع المصائب، كيف لا؟ وهو جعل العبد في اضطرابًا في طهارته وصلاته وأموره كلها، يتوضأ مرارًا ويرى أنه ما أدى شيء ، فوصيتي لكِ تقوى الله ثم أوصيك بأن تتوضأ مرة واحدة ولا تكرر هذا الوضوء ولا تعيده، وإن كان يصيبك قلق وهم أنكِ لم تؤدي هذا الوضوء فاصبري على هذا البلاء ولا تعيدِ الوضوء ثانية، لأنك إن أعدت الوضوء مرارًا، فقد استرسلت مع الوساوس فذهب خير دينكِ ودنياك، لكن أوصيك بالصبر، توضئ مرة واحدة واقتنعي بها وروضي نفسك على أن لا تعودِ ثانية مهما قال لكِ إبليس ووسوس لكِ بأن وضوؤك فيه خلل، لاشك أن هذا بلاء وتحتاجنا إلى جهاد عدو الله أن لا تعيدِ الوضوء ثانية وتصبري على ما يصيبكِ من وساوس ، فعسى الله أن يرفع ذلك الوسواس ويخلصكِ من شره، إذا أديت صلاتك كالظهر مثلاً ، العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر، أديتها مرة واحدة فإياكِ أن تعيدها وأن تفتحِ على نفسك باب الوساوس فتقول هذه الصلاة ناقصة، هذه الصلاة لم تؤدى على الوجه المطلوب، لا، أدها وانتهي ، وما يصيبك من وساوس الشيطان فاصبري واحتسبي، وجهاد النفس فعسى الله أن يفتح باب الفرج، أيتها الأخت المسلمة إن القلق وعدم راحة البال لاشك أنه ضرب من ضروبِ البلايا وأنه مصيبة من جملة المصائب فأوصيك بتقوى الله، والإكثار من ذكر الله ففي ذكر الله طمأنينة للقلوب وتفريج للهموم قال الله تعالى: <<الذين آمنوا وتطمأنوا قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله، تطمأنوا القلوب>>، أكثري من الاستغفار فمن لازم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرج ومن كل ضيقٍ مخرج ومن كل بلاءٍ عافية، لا تستبطئ إجابة الدعاء فالله يحب منا أن ندعوه وأن تلح في الدعاء ومن المصائب أن تستعجل ونقول دعونا فلم يستجيب لنا ، هذا كله من الخطأ ففي الحديث (( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي))، فعند ذلك يستحسر فيدع الدعاء، واصل الدعاء، فسواء تحقق المطلوب أو لم يتحقق لأن الدعاء عبادة لله، وكلما تعلق القلب بالله، وكلما افتقر العباد إلى ربه فذاك عنوان سعادته وعنوان هدايته، أسأل الله أن يرفع البلاء ويمن بالعافية ويثيبكِ على ما أصابك من تلك المصائب أعلى كل شيء قدير.
الأخ حمد الدريهم يتدخل قائلاً: بالنسبة للكلمات التي تتفوه بها سماحة الشيخ؟
سماحة المفتي: بالنسبة لهذه الكلمات أرجو من الله العفو أرجو من الله المغفرة والعفو وأن هذه الكلمات ربما تكون من باب أنه أمر غلب عليها ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم <<عفي لأمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه>> فأرجو أن يعفو الله عنكِ ولكن يا أختي واصلي الأخذ بالأسباب التي تخلصكِ من هذه الوساوس واصبري على ما يصيبك من هم وحزن بأسباب مخالفتك لتلك الوساوس فإن الفرج من الله قريب بتوفيق منه ورحمة.
سماحة المفتي الشيخ
عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ.