مليحان بن مرهج الفايد
12-17-2003, 11:07 PM
قال الحافظ أبو بكر الآجري – رحمه الله - : ( من أحب أن يبلغ مراتب الغرباء فليصبر على جفاء أبويه وزوجته وإخوانه وقرابته .
فإن قيل : فلم يجفوني وأنا لهم حبيب وغمهم لفقدي إياهم إياي شديد ؟!!
قيل : لأنك خالفتهم على ما هم عليه من حبهم الدنيا وشدة حرصهم عليها ، ولتمكن الشهوات من قلوبهم ما
يبالون ما نقص من دينك ودينهم إذا سَلِمَتْ لهم بك دنياهم ، فإن تابعتهم على ذلك كنت الحبيب القريب ، وإن
خالفتهم وسلكت طريق أهل الآخرة باستعمالك الحق جفا عليهم أمرك ، فالأبوان متبرمان بفعالك ، والزوجة بك
متضجرة فهي تحب فراقك ، والأخوان والقرابة فقد زهدوا في لقائك ، فأنت بينهم مكروب محزون ، فحينئذ
نظرت إلى نفسك بعين الغربة فأَنِسْتَ ما شاكلك من الغرباء ، واستوحشت من الإخوان والأقارب ، فسلكت
الطريق إلى الله الكريم وحدك ، فإن صبرت على خشونة الطريق أياما يسيرة واحتملت الذل والمداراة مدة
قصيرة وزهدت في هذه الدار الحقيرة أعقبك الصبر أن ورد بك إلى دار العافية ، أرضها طيبة ورياضها خضرة ، وأشجارها مثمرة ، وأنهارها عذبة ... ) صفة الغرباء من المؤمنين : ص 39 .
فإن قيل : فلم يجفوني وأنا لهم حبيب وغمهم لفقدي إياهم إياي شديد ؟!!
قيل : لأنك خالفتهم على ما هم عليه من حبهم الدنيا وشدة حرصهم عليها ، ولتمكن الشهوات من قلوبهم ما
يبالون ما نقص من دينك ودينهم إذا سَلِمَتْ لهم بك دنياهم ، فإن تابعتهم على ذلك كنت الحبيب القريب ، وإن
خالفتهم وسلكت طريق أهل الآخرة باستعمالك الحق جفا عليهم أمرك ، فالأبوان متبرمان بفعالك ، والزوجة بك
متضجرة فهي تحب فراقك ، والأخوان والقرابة فقد زهدوا في لقائك ، فأنت بينهم مكروب محزون ، فحينئذ
نظرت إلى نفسك بعين الغربة فأَنِسْتَ ما شاكلك من الغرباء ، واستوحشت من الإخوان والأقارب ، فسلكت
الطريق إلى الله الكريم وحدك ، فإن صبرت على خشونة الطريق أياما يسيرة واحتملت الذل والمداراة مدة
قصيرة وزهدت في هذه الدار الحقيرة أعقبك الصبر أن ورد بك إلى دار العافية ، أرضها طيبة ورياضها خضرة ، وأشجارها مثمرة ، وأنهارها عذبة ... ) صفة الغرباء من المؤمنين : ص 39 .