المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البرهان على التوافق بين فتوى المدخلي في صندوق الزكاة الجزائري وفتوى الخوراج لذي خولان


كيف حالك ؟

عامي
04-26-2007, 02:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد؛
فقد كلف ولي الأمر فخامة الرئيس عبد العزيز أبو تفليقة - وفقه الله لكل خير و شفاه عاجلا غير آجل - وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بجمع الزكاة من الشعب الجزائري فقامت بدورها فأسست "صندوق الزكاة" فهب ربيع بن هادي المدخلي فأفتى بفتوى باطلة عاطلة تنصر مذهبه فقال :(لا يجوز إعطاء الزكاة لهذا الصندوق ،،،،لا يحل لمسلم طيب الحال أن يركن لمثل هؤلاء حتى لا يكون سببا في تشجيعهم وإهلاك نفسه) و نبشر هذا الشيخ الدعي صحاب الفتنة أن قوله هذا يشبه تماما قول الخوارج الحرورية لذي خولان حين حرموا عليه دفع الزكاة لولي أمره في صنعاء و ما أفتى به الخوارج الجدد الذين خرجوا على ولي أمرنا في الجزائر فهنيئا له و هنيئا لأتباعه المقلدة العميان من هذه الموافقة و حقيقة تذكرنا هذه الفتوى الباطلة بفتاوى شيوخ الفتنة ( سلمان و سفر و عائض ،أبو قتادة ، ابن لادن ،،،،) الذين دعوا الجزائريين ذات يوم إلى أن يتمردوا على سلطتهم الشرعية، وإلى أن يقتل بعضهم بعضا، وإلى أن تحرق عليهم مساجدهم ومدارسهم ومؤسساتهم، و الله المستعان و لا حول ولا قوة إلا بالله .

و ندخل في صلب الموضوع وهو أوجه الشبه بين ما أفتى به المدخلي وما أفتى به خوارج صنعاء ، جاء في كتاب ( مناصحة وهب بن منبه لرجل تأثر بالخوارج) :0

قال علـــي بـن المدينـــي: حدثنــا هشــام بــن يوســف الصنعــاني أبـو عبـــد الرحمــن قاضــي صنعـــاء قــال: أخبرنــي داود بـن قيـــس قـــال: كـــان لــي صديـــق مــن أهـــل بيـــت خـــولان مـــن حضـــور يقــال لــه: أبـــو شمــر ذو خــولان قـــال: فخرجــت مــن صنعـاء أريد قريته فلما دنوت منها وجدت كتاباً مختوماً في ظهره إلى أبي شمر ذي خولان ، فجئته فوجدته مهموماً حزيناً فسألته عن ذلك فقال: قدم رسول من صنعاء فذكر أن أصدقاء لي كتبوا إلي كتابا فضيعه الرسول فبعثت معه من رقيقي من يلتمسه بين قريتي وصنعاء فلم يجدوه ، وأشفقت من ذلك قلت: فهذا الكتاب قد وجدته ، فقال: الحمد لله الذي أقدرك عليه ، ففضه فقرأه فقلت: أقرئنيه ، فقال: إني لأستحدث ستك ، قلت: فما فيه؟ قال: ضرب الرقاب قلت: لعله كتبه إليك ناس من أهل حروراء في زكاة مالك؟
قال: من أين تعرفهم؟
قلت: إني وأصحاباً لي نجالس وهب بن منبه ، فيقول لنا: احذورا أيها الأحداث الأغمار هؤلاء الحروراء لا يدخلوكم في رأيهم المخالف فإنهم عرة لهذه الأمة.
فدفع إلي الكتاب فقرأته فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم إلى أبي شمر ذي خولان سلام عليك ، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، ونوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له ، فإن دين الله رشد وهدى في الدنيا ونجاة وفوز في الآخرة ، وإن دين الله طاعة الله ومخالفة من خالف سنة نبيه وشريعته ، فإذا جاءك كتابنا ، هذا فانظر أن تؤدي إن شاء الله ما افترض الله عليك من حقه تستحق بذلك ولاية الله وولاية أوليائه والسلام عليك ورحمة الله.
فقلت له: فإني أنهاك عنهم.
قال: فكيف أتبع قولك وأترك قول من هو أقدم منك؟
قال: قلت: أفتحب أن أدخلك على وهب بن منبه حتى تسمع قوله ويخبرك خبرهم؟
قال: نعم.
فنزلت ونزل معي إلى صنعاء ثم غدونا حتى أدخلته على وهب بن منبه ، ومسعود بن عوف وال على اليمن من قبل عروة بن محمد ، قال علي ابن المديني هو عروة بن محمد بن عطية السعدي ولاؤنا لهم من سعد بن بكر بن هوازن.
قال: فوجدنا عند وهب نفراً من جلسائه ، فقال لي بعضهم: من هذا الشيخ؟
فقلت: هذا أبو شمر ذو خولان من أهل حضور وله حاجة إلى أبي عبد الله.
قالوا: أفلا يذكرها؟
قلت: إنها حاجة يريد أن يستشيره في بعض أمره فقام القوم ، وقال وهب: ما حاجتك يا ذا خولان؟ ، فهرج وجبن من الكلام ، فقال لي وهب: عبر عن شيخك.
فقلت: نعم يا أبا عبد الله إن ذا خولان من أهل القرآن أهل الصلاح فيما علمنا والله أعلم بسريرته ، فأخبرني أنه عرض له نفر من أهل صنعاء من أهل حروراء ، فقالوا له: زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزي عنك فيما بينك وبين الله لأنهم لا يضعونها في مواضعها فأدها إلينا فإنا نضعها في مواضعها نقسمها في فقراء المسلمين ونقيم الحدود[ قلت ( عامي ) : هذا هو عين ما أفتى به ربيع المدخلي للجزائريين وهو عدم دفع الزكاة لهذا الصندوق لأنه لا يضعونها في مواضعها فـتأمل اخي السلفي و تتدبر و إسأل ربك العافية و السلامة ] ، ورأيت أن كلامك يا أبا عبد الله أشفى له من كلامي ولقد ذكر لي أنه يؤدي إليهم الثمرة لواحدة مائة فرق على دؤابه ويبعثها مع رقيقه.
فقال له وهب: يا ذا خولان أتريد أن تكون بعد الكبر حرورياً ، تشهد على من هو خير منك بالضلالة فماذا أنت قائل لله غداً حين يقفك الله ، ومن شهدت عليه الله يشهد له بالإيمان وأنت تشهد عليه بالكفر والله يشهد له بالهدى وأنت تشهد عليه بالضلالة فأن تقع إذا خالف رأيك أمر الله وشهادتك شهادة الله؟ ، أخبرني يا ذا خولان ماذا يقولون لك؟
فتكلم عند ذلك ذو خولان وقال لوهب: إنهم يأمرونني أن لا أتصدق إلا على من يرى رأيهم ولا أستغفر إلا له.
فقال وهب: صدقت هذه محبتهم الكاذبة ، فأما قولهم في الصدقة: فإنه قد بلغني أن رسول الله ذكر: أن امرأة من أهل اليمن دخلت النار في هرة ربطتها فلا هي تطعمها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ، أفإنسان ممن يعبد الله ويوحده ولا يشرك به شيئاً أحب إلى الله من أن تطعمه من جوع أو هرة؟ والله يقول في كتابه: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا {8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا {9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا {10} (سورة الإنسان) ، يقول: يوماً عسيراً غضوباً على أهل معصيته لغضب الله عليهم {فوقاهم الله شر ذلك اليوم ..حتى بلغ وكان سعيكم مشكوراً} (1)
ثم قال وهب: ما كاد تبارك وتعالى أن يفرغ من نعت ما أعد لهم بذلك من النعيم في الجنة ، وأما قولهم لا يستغفر إلا لمن يرى رأيهم أهم خير من الملائكة والله تعالى يقول في سورة حم عسق {وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ} (2)
، وأنا أقسم بالله ما كانت الملائكة ليقدروا على ذلك ولا ليفعلوا حتى أمروا به ، لأن الله تعالى قال: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {27}} (الأنبياء) ، وأنه أثبتت هذه الآية في سورة حم عسق ، وفسرت في حم الكبرى قال: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ
وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}(3) الآيات ، ألا ترى يا ذا خولان إني قد أدركت صدر الإسلام فوالله ما كانت للخوارج جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم ، وما أظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه ، وما اجتمعت الأمة على رجل قط من الخوارج ، ولو أمكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض ، وقطعت السبل ، وقطع الحج عن بيت الله الحرام ، وإذن لعاد أمر الإسلام جاهلية حتى يعود الناس يستعينون برؤوس الجبال كما كانوا في الجاهلية ، وإذن لقام أكثر من عشرة أو عشرين رجلا ليس منهم رجل إلا وهو يدعو إلى نفسه بالخلافة ومع كل رجل منهم أكثر من عشرة آلاف يقاتل بعضهم بعضاً ، ويشهد بعضهم على بعض بالكفر ، حتى يصبح الرجل المؤمن خائفاً على نفسه ، ودينه ، ودمه ، وأهله ، وماله ، لا يدري أين يسلك أو مع من يكون ، غير أن الله بحكمه وعلمه ورحمته نظر لهذه الأمة فأحسن النظر لهم فجمعهم وألف بين قلوبهم الأمة فأحسن النظر لهم فجمعهم وألف بين قلوبهم على رجل واحد ليس من الخوارج ، فحقن الله به دماؤهم وستر به عوراتهم وعورات ذراريهم ، وجمع به فرقتهم ، وأمن به سبلهم ، وقاتل به عن بيضة المسلمين عدوهم ، وأقام به حدودهم ، وأنصف به مظلومهم ، وجاهد به ظالمهم رحمة من الله رحمهم بها، قال الله تعالى في كتاب {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ.. إلى العالمين(4) {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا.... حتى بلغ تهتدون}(5) ، وقال الله تعالى {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا... إلى الأشهاد}(6) ، فأين هم من هذه الآية فلو كانوا مؤمنين نُصروا ، وقال: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ {171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ {172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ {173}} (الصافات) ، لو كانوا جند الله غلبوا ولو مرة واحدة في الإسلام.
وقال الله تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِم.... حتى بلغ نصر المؤمنين}(7) ، فلو كانوا مؤمنين نصروا.
وقال: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم.....حتى بلغ لا يشركون بي شيئاً}(8) ، فأين هم من هذا؟ ، هل كان لأحد منهم قط أخبر إلى الاسم من يوم عمر بن الخطاب بغير خليفة ولا جماعة ولا نظر وقد قال الله تعالى {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه.. }(9)
وأنا أشهد أن الله قد أنفذ ما وعدهم من الظهور والتمكين والنصر على عدوهم ومن خالف رأي جماعتهم.
وقال وهب: ألا يسعك يا ذا خولان من أهل التوحيد ، وأهل القبلة وأهل الإقرار بشرائع الإسلام وسننه وفرائضه وما وسع نبي الله نوحاً من عبدة الأصنام والكفار إذ قال له قومه: { قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ {111}‏..... حتى بلغ تشعرون}(10)
أولا يسعك منهم ما وسع نبي الله وخليله إبراهيم من عبدة الأصنام إذ قال: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ {35} .....حتى بلغ غفور رحيم} (11).
أولا يسعك يا ذا خولان ما وسع عيسى من الكفار الذين اتخذوه إلها من دون الله ، وإن الله قد رضي قول نوح ، وقول إبراهيم ، وقول عيسى إلى يوم القيامة ليقتدي به المؤمنون ومن بعدهم يعني {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{118}) (سورة المائدة) ، ولا يخالفون قول أنبياء الله ورأيهم فبمن يقتدي إذا لم يقتد بكتاب الله وقول أنبيائه ورأيهم.
وأعلم أن دخولك علي رحمة لك إن سمعت قولي وقبلت نصيحتي لك ، وحجة عليك غدا عند الله إن تركت كتاب الله وعدت إلى قول الحروراء.
قال ذو خولان: فما تأمرني؟
فقال وهب: انظر زكاتك المفروضة فأدها إلى من ولاه الله أمر هذه الأمة وجمعهم عليه فإن الملك من الله وحده وبيده يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء فمن ملكه الله لم يقدر أحد ان ينزعه منه فإذا أديت الزكاة المفروضة إلى والي الأمر برئت منها فإن كل فضل فصل به من أرحامك ومواليك وجيرانك من أهل الحاجة وضيف إن ضافك.[ قلت : ( عامي ) : وقول هذا الإمام الجليل رحمه الله هو قول أهل السنة و عليه إجماعهم فتدفع الزكاة لولي الأمر و إلم يعطيها لمستحيها فإلزم قول السلف و إياك و قول المدخلي فإنه يدعو إلى قول الخوارج و سيحدث فتنة إلم يوقف عند حده و الله المستعان ]
فقال ذو خولان فقال: أشهد أني نزلت عن رأي الحرورية وصدقت ما قلت.
فلم يلبث ذو خولان إلا يسيرا حتى مات.
*************************
(1): وتمامها: { فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا {11} وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا {12} مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا {13}وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا {14} وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا {15} قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا {16} وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا {17} عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا {18} وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا
{19} وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا {20} عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا {21} إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا {22}.} (سورة الإنسان).
(2): سورة الشورى وتمامها: وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي
الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {5}.
(3): سورة غافر ، وتمامها: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ {7}.
(4): سورة البقرة ، وتمامها: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ {251} }.
(5): سورة آل عمران: وتمامها: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {103}}
(6): سورة غافر: وتمامها: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ {51}}.
(7): سورة الروم ، وتمامها: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ {47} }
(8): سورة النور ، وتمامها: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55}}
(9): سورة التوبة (33) – سورة الفتح (28) – سورة الصف (9)
(10): سورة الشعراء ، وتمامها: {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {112} إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ {113}}.
(11): سورة إبراهيم: وتمامها: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ {35} رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {36}}.

الاثري83
04-26-2007, 03:16 PM
ادن فالبدار البدار يااثريين في الجزائر العاصمة لتقديم شكوى ضد هدا الرجل مصحوبة ببيان الوزارة من موقعها في القنصلية السعودية بالجزائرقبل ان يستفحل شره ويختلط الحابل بالنابل.والله المستعان. والله الموفق.ونسال الله السلامة والعافية.

سيف الله السني
04-26-2007, 05:52 PM
الان ممكن ربيع لايستطيع النوم من هذه الاخبار التي تجعله في حيره وترقب ماذا سيحصل لو وصل الامر الى ولاة الامر في البلدين!!

مبغضة المرجئة
04-26-2007, 11:30 PM
حقا الامر خطير جدا جدا جدا.

أبو سفيان
04-28-2007, 01:03 AM
نعم هذه طريقة الخوارج

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
04-28-2007, 11:31 AM
جزاكم الله خيرا

عبدالعزيز الجنوبي
04-28-2007, 12:18 PM
جزاكم الله خيرا

فهذا الرجل قد فضح أمره

ابو يحي
04-28-2007, 05:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيراً أخي عامي ونفع الله بك

وعندنا في مدينتنا إمام مسجد قام بالتحذير من ربيع المدخلي الذي أصبح يدعوا للخروج على ولي أمرنا

والحمد لله فتواه هذه كما قالت الهيئة الشرعية لصندوق الزكاة الموقرة نسأل الله أن يوفقهم لكل خير

قالت عن فتواه الباطلة :لا تتعدى صرخة في واد ولا نفخة في رماد.

والحمد لله ربي العالمين

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
04-28-2007, 06:08 PM
قلت عن الهيئة الشرعية لصندوق الزكاة أنها"الموقرة"!!! ما ننسى أن نذكر أنهم مبتدعة "صوفية"..

الواضح
04-29-2007, 01:37 PM
اخواني أين أجد المصدر الذي ذكر فيه الشيخ ربيع هذه الفتوى

أبي التياح الضبعي
04-29-2007, 07:27 PM
زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزي عنك فيما بينك وبين الله لأنهم لا يضعونها في مواضعها فأدها إلينا فإنا نضعها في مواضعها نقسمها في فقراء المسلمين ونقيم الحدود[ قلت ( عامي ) : هذا هو عين ما أفتى به ربيع المدخلي للجزائريين وهو عدم دفع الزكاة لهذا الصندوق لأنه لا يضعونها في مواضعها فـتأمل اخي السلفي و تتدبر و إسأل ربك العافية و السلامة ]

أبو عبدالرحمن السلفي هل قرأت موضوع أخونا عامي بتمعن قبل التعليق وخاصة قصة وهب

الاثري83
04-29-2007, 11:13 PM
هل وصل هدا الامر الخطير الى ولاة امور السعودية ليوقفوا هدا المدخلي عند حده قبل ان يستفحل شره ويتزعزع الامن في جزائرنا الجريحة.فلابد ان لانفوت هدا الامر الخطير على المدخلي يااخواننا اليس كدلك؟.

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
04-30-2007, 11:22 AM
زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزي عنك فيما بينك وبين الله لأنهم لا يضعونها في مواضعها فأدها إلينا فإنا نضعها في مواضعها نقسمها في فقراء المسلمين ونقيم الحدود[ قلت ( عامي ) : هذا هو عين ما أفتى به ربيع المدخلي للجزائريين وهو عدم دفع الزكاة لهذا الصندوق لأنه لا يضعونها في مواضعها فـتأمل اخي السلفي و تتدبر و إسأل ربك العافية و السلامة ]
أبو عبدالرحمن السلفي هل قرأت موضوع أخونا عامي بتمعن قبل التعليق وخاصة قصة وهب
يا أبا التياح ما فهمت قصدك ؟؟؟!!!..
أولا: ليس الأخ عامي قال:"الموقرة" و لكن هو أبو يحيى..
ثانيا: إذا كان قصدك أي فهمت (خطأ) مني أن لا أرى طاعتهم في ذلك!!! فأنت ما تتبعت المشاركات السابقة في نفس الموضوع..فانظر ما كتبت مثلا لأن تتأكد من ذلك في هذا الرابط:http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=11684&page=2&highlight=%D5%E4%CF%E6%DE
ثالثا: نعم هم صوفية و لابد أن نبين ذلك كما كان يفعل الإمام أحمد رحمه الله..كان يأمر بطاعة ولي الأمر في وقته و هم كانوا جهمية و لكن في نفس الوقت كان يبين حالهم إعتقاديا و منهجيا و قد ضربوه و سجنوه على ذلك..و كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله..فولي أمر المسلمين طاعنهم في غير معصية الله واجبة..و لكن إن كانوا على مذهب مبتدع فنبين ما هم عليه لأن لا يتبعهم الناس على ذلك..و لا ننزع اليد عن الطاعة..هذا هو منهج أهل السنة و الجماعة..المنهج السلفي..

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
05-01-2007, 12:18 PM
"فولي أمر المسلمين طاعنهم (1)في غير معصية الله واجبة"
(1) "طاعتهم"

عامي
05-01-2007, 06:18 PM
بارك الله فيكم حصل خطأ في الكتابة أرجو من المشرفين إصلاحه وهو ( فقال: إني لأستحدث ستك )و الصحيح ( فقال: إني لأستحدث سنك ).

عامي
05-07-2007, 03:17 PM
أخي أبو عبد الرحمن أرجو منك أن تتأمل هذا الأثر عن إمام أهل السنة و الجماعة أحمد بن حنبل - رحمه الله -
يقول – حنبل - رحمه الله تعالى -: "إجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله - يعني: الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى-، وقالوا له: أن الأمر قد تفاقم وفشا (قلت ( عامي ): يعنون (إظهار القول بخلق القرآن، وغير ذلك)) ولا نرضى بإمارته، ولا سلطانه. فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر ويُستراح من فاجر. وقال: ليس هذا - يعني: نزع أيديهم من طاعته - صواباً، وهذا خلاف الآثار". "الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/195-196)؛ وأخرج القصة الخلاّل في "السنّة" (ص133).

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
05-07-2007, 05:59 PM
أخي أبو عبد الرحمن أرجو منك أن تتأمل هذا الأثر عن إمام أهل السنة و الجماعة أحمد بن حنبل - رحمه الله -
يقول – حنبل - رحمه الله تعالى -: "إجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله - يعني: الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى-، وقالوا له: أن الأمر قد تفاقم وفشا (قلت ( عامي ): يعنون (إظهار القول بخلق القرآن، وغير ذلك)) ولا نرضى بإمارته، ولا سلطانه. فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر ويُستراح من فاجر. وقال: ليس هذا - يعني: نزع أيديهم من طاعته - صواباً، وهذا خلاف الآثار". "الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/195-196)؛ وأخرج القصة الخلاّل في "السنّة" (ص133).
آه نعم بارك الله فيك..هذا هو ندين الله به..و لكن ما فهمت قصدك!!!..هل قلت عكس ذلك؟؟؟!!!..الظاهر تقصد لما قلت:"..الإمام أحمد رحمه الله..كان يأمر بطاعة ولي الأمر في وقته و هم كانوا جهمية و لكن في نفس الوقت كان يبين حالهم إعتقاديا و منهجيا.."..أي فهمت من قول الإمام أحمد الذي نقلت أنت:"..عليكم بالإنكار في قلوبكم.."أنه رحمه الله كان لا راى أن يبين حال هؤلاء الجهمية!!!!! سبحان الله هذا بهتان عظيم..لا تعرف سيرة الإمام أحمد و لا تعرف منهجه!!!..قوله:"..عليكم بالإنكار في قلوبكم.."يفسر ما بعده "ولا تخلعوا يداً من طاعة،.."إلخ..أي لا تخرجوا عليهم لا باليد و باللسان أي بالقول "لا نرضى بإمارته، ولا سلطانه"..و ليس المقصود السكوت على بدعتهم أي القول بخلق القرآن..بل كان الإمام أحمد يبين أن القول بخلق القرآن بدعة بل كفر..و أن عقيدة أهل السنة هو أن القرآن كلام الله غير مخلوق..و هذا معروف لأي طالب علم درس عقيدة و منهج و أصول الإمام أحمد رحمه الله..كان لا يرضى بالسكوت على تلك البدعة و لذلك ضربوه و سجنوه..و لكن كان يأمر بطاعتهم لذلك قال:"..عليكم بالإنكار في قلوبكم (قلت(أبو عبدالرحمن):أي:"لا تنكرون و تقولون بألسنتكم:"لا نرضى بإمارته، ولا سلطانه"")، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر ويُستراح من فاجر.."

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
05-07-2007, 06:17 PM
و جاء في كتاب:"كتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل"ص 18 "وكان يقول الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر وما يجري مجرى ذلك فهي دار كفر"
و هذا هو رابط الكتاب:
http://www.alathary.net/books/book.php?book_id=500

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
05-07-2007, 06:34 PM
كتاب:الرد على الزنادقة والجهمية
عبدالله ابن أحمد بن حنبل
و قد جاء فيه..
الرد على الجهمية
قال الإمام أحمد رحمه الله: وكذلك الجهم وشيعته دعوا الناس إلى المتشابه من القرآن والحديث فضلوا وأضلوا بكلامهم بشرا كثيرا، فكان مما بلغنا من أمر الجهم عدو الله أنه كان من أهل خراسان من أهل ترمذ وكان صاحب خصومات وكلام وكان أكثر كلامه في الله تعالى فلقي أناسا من المشركين يقال لهم السمنية فعرفوا الجهم فقالوا له نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له ألست تزعم أن لك إلها قال الجهم نعم فقالوا له فهل رأيت إلهك قال لا قالوا فهل سمعت كلامه قال لا قالوا فشممت له رائحة قال لا قالوا فوجدت له حسا قال لا قالوا فوجدت له مجسا قال لا قالوا فما يدريك أنه إله قال فتحير الجهم فلم يدر من يعبد أربعين يوما ثم إنه استدرك حجة مثل حجة زنادقة النصارى وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الذي في عيسى هو روح الله من ذات الله فإذا أراد أن يحدث أمرا دخل في بعض خلقه فتكلم على لسان خلقه فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء وهو روح غائبة عن الأبصار ، فأستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة فقال للسمنى ألست تزعم أن فيك روحا قال نعم فقال هل رأيت روحك قال
لا قال فسمعت كلامه قال لا قال فوجدت له حسا أو مجسا قال لا قال فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت ولا يشم له رائحة وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان ووجد ثلاث آيات من المتشابه قوله (ليس كمثله شيء) الشورى (وهو الله في السموات والأرض) الأنعام لا تدركه الأبصار (وهو يدرك الأبصار) الأنعام فبنى أصل كلامه على هذه الآيات وتأول القرآن على غير تأويله وكذب بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وزعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدث عنه رسوله كان كافرا وكان من المشبهة فأضل بكلامه بشرا كثيرا وتبعه على قوله رجال من أصحاب أبي حنيفة وأصحاب عمرو بن عبيد بالبصرة ووضع دين الجهمية فإذا سألهم الناس عن قول الله (ليس كمثله شيء) يقولون ليس كمثله شيء من الأشياء وهو تحت الأرضين السبع كما هو على العرش ولا يخلو منه مكان ولا يكون في مكان دون مكان ولم يتكلم ولا يتكلم ولا ينظر إليه أحد في الدنيا ولا في الآخرة ولا يوصف ولا يعرف بصفة ولا يفعل ولا له غاية ولا له منتهى ولا يدرك بعقل وهو وجه كله وهو علم كله وهو سمع كله وهو بصر كله وهو نور كله وهو قدرة كله ولا يكون فيه شيئان ولا يوصف بوصفين مختلفين وليس له أعلى ولا أسفل ولا نواحي ولا جوانب ولا يمين ولا شمال ولا هو خفيف ولا ثقيل ولا له لون ولا له جسم وليس هو بمعمول ولا معقول، وكلما خطر على قلبك أنه شيء تعرفه فهو على خلافه.
قال أحمد:
وقلنا هو شيء فقالوا هو شيء لا كالأشياء فقلنا إن الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء فعند ذلك تبين للناس أنهم لا يؤمنون بشيء ولكن يدفعون عن أنفسهم الشنعة بما يقرون في العلانية، فإذا قيل لهم من تعبدون قالوا نعبد من يدبر أمر هذا الخلق فقلنا هذا الذي يدبر أمر هذا الخلق هو مجهول لا يعرف بصفة قالوا نعم فقلنا قد عرف المسلمون أنكم لا تؤمنون بشيء وإنما تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرونه فقلنا لهم هذا الذي يدبر هو الذي كلم موسى قالوا لم يتكلم ولا يكلم لأن الكلام لا يكون إلا بجارحة والجوارح عن الله منفية، فإذا سمع الجاهل قولهم يظن أنهم من أشد الناس تعظيما لله ولا يعلم أنهم إنما يعود قولهم إلى ضلالة وكفر ولا يشعر أنهم لا يقولون قولهم إلا فرية في الله.

مسألة خلق القرآن
الفرق بين الخلق والجعل :
فمما يسأل عنه الجهمي يقال له تجد في كتاب الله أنه يخبر عن القرآن أنه مخلوق فلا يجد فيقال له فتجده في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن القرآن مخلوق فلا يجد فيقال له فمن أين قلت فسيقول من قول الله (إنا جعلناه قرآنا عربيا) الزخرف وزعم أن جعل بمعنى خلق فكل مجعول هو مخلوق فادعى كلمة من الكلام المتشابه يحتج بها من أراد أن يلحد في تنزيله ويبتغي الفتنة في تأويلها.
وذلك أن جعل في القرآن من المخلوقين على وجهين:
على معنى (التسمية) وهي معنى (فعل من أفعالهم) وقوله (الذي جعلوا القرآن عضين) الحجر قالوا هو شعر وأنباء الأولين وأضغاث أحلام فهذا على معنى التسمية، قال (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) الزخرف يعنى أنهم سموهم إناثا ثم ذكر جعل على غير معنى التسمية فقال (يجعلون أصابعهم في آذانهم) البقرة فهذا على معنى فعل من أفعالهم، وقال (حتى إذا جعله نارا) هذا على معنى فعل فهذا جعل المخلوقين ثم جعل من أمر الله على معنى خلق وجعل على معنى غير خلق لا يكون إلا خلق ولا يقوم إلا مقام خلق خلقا لا يزول عنه المعنى وإذا قال الله جعل على غير معنى خلق لا يكون خلق ولا يقوم مقام خلق ولا يزول عنه المعنى .
فمما قال الله جعل على معنى خلق قوله(الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور) الأنعام يعنى وخلق الظلمات والنور، وقال (وجعل لكم السمع والأبصار) النحل يقول وخلق لكم السمع والأبصار وقال (وجعلنا الليل والنهار آيتين)الإسراء ويقول وخلقنا الليل والنهار آيتين وقال (وجعل الشمس سراجا) نوح وقال (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها) الأعراف يقول خلق منها زوجها يقول وخلق من آدم حواء وقال (وجعل لها رواسي) النحل يقول وخلق لها رواسي ومثله في القرآن كثير ، فهذا وما كان مثله لا يكون إلا على معنى خلق .
ثم ذكر جعل على غير معنى خلق قوله (ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة) المائدة لا يعنى ما خلق الله من بحيرة ولا سائبة، وقال الله لإبراهيم (إني جاعلك للناس إماما) البقرة لا يعنى إني خالق للناس إماما لأن خلق إبراهيم كان متقدما، وقال إبراهيم (رب اجعل هذا البلد آمنا) إبراهيم ، وقال إبراهيم (رب اجعلني مقيم الصلاة) إبراهيم لا يعنى اخلقني مقيم الصلاة، وقال (يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة) آل عمران، وقال لأم موسى (إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)القصص لا يعنى وخالقوه من المرسلين لأن الله وعد أم موسى أن يرده إليها ثم يجعله من بعد ذلك رسولا، وقال (ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم) الأنفال ، وقال (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) القصص ، وقال (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) الأعراف لا يعنى وخلقه دكا ، ومثله في القرآن كثير.
فهذا وما كان على مثاله لا يكون على معنى خلق فإذا قال الله جعل على معنى خلق وقال جعل على غير معنى خلق فبأي حجة قال الجهمي جعل على معنى خلق فإن رد الجهمي الجعل إلى المعنى الذي وصفه الله فيه وإلا كان من الذين يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون فلما قال الله (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) الزخرف وقال(لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) وقال (فإنما يسرناه بلسانك) مريم فلما جعل الله القرآن عربيا ويسره بلسان نبيه صلى الله عليه وسلم كان ذلك فعلا من أفعال الله تبارك وتعالى جعل القرآن به عربيا يعني هذا بيان لمن أراد الله هداه مبينا وليس كما زعموا معناه أنزلناه بلسان العرب وقيل بيناه.
الرد على من ادعى أن القرآن هو الله أو غيره
ثم إن الجهم ادعى أمرا آخر وهو من المحال فقال: أخبرونا عن القرآن أهو الله أو غير الله فادعى في القرآن أمرا يوهم الناس فإذا سئل الجاهل عن القرآن هو الله أو غير الله فلا بد له من أن يقول بأحد القولين فإن قال هو الله قال له الجهمي كفرت وإن قال هو غير الله قال صدقت فلم لا يكون غير الله مخلوقا فيقع في نفس الجاهل من ذلك ما يميل به إلى قول الجهمي، وهذه المسألة من الجهمي من المغاليط فالجواب للجهمي إذا سأل فقال أخبرونا عن القرآن هو الله أو غير الله قيل له وإن الله جل ثناؤه لم يقل في القرآن إن القرآن أنا ولم يقل غيري وقال هو كلامي فسميناه باسم سماه الله به فقلنا كلام الله فمن سمى القرآن باسم سماه الله به كان من المهتدين ومن سماه باسم غيره كان من الضالين وقد فصل الله بين قوله وبين خلقه ولم يسمه قولا فقال (ألا له الخلق والأمر) الأعراف فلما قال ألا له الخلق لم يبق شيء مخلوق إلا كان داخلا في ذلك ثم ذكر ما ليس بخلق فقال والأمر فأمره هو قوله تبارك الله رب العالمين أن يكون قوله خلقا وقال (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم) الدخان ثم قال القرآن (أمرا من عندنا) الدخان، وقال (لله الأمر من قبل ومن بعد) الروم، يقول لله القول من قبل الخلق ومن بعد الخلق فالله يخلق ويأمر وقوله غير خلقه، وقال ذلك أمر الله أنزله إليكم الطلاق وقال (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور) هود، وذلك أن الله جل ثناه إذا سمى الشيء الواحد باسمين أو ثلاثة أسامى فهو مرسل غير منفصل وإذا سمى شيئين مختلفين لا يدعهما مرسلين حتى يفصل بينهما من ذلك قوله (يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا) يوسف فهذا شيء واحد سماه بثلاثة أسامي وهو مرسل ولم يقل إن له أبا وشيخا وكبيرا، وقال (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات) التحريم ثم قال (ثيبات وأبكارا) التحريم فلما كانت البكر غير الثيب لم يدعه مرسلا حتى فصل بينهما فذلك قوله وأبكارا وقال (وما يستوى الأعمى) فاطر ثم قال (والبصير) فلما كان البصير غير الأعمى فصل بينهما ثم قال (ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور) فاطر فلما كان كل واحد من هذا الشيء غير الشيء الآخر فصل بينهما، ثم قال (الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارىء المصور) الحشر فهذا كله شيء واحد فهو مرسل ليس بمفصل،فلذلك إذا قال الله (ألا له الخلق والأمر) لأن الخلق غير الأمر فهو منفصل .
إثبات أن القرآن وحيا وليس بمخلوق:
قوله (والنجم إذا هوى) النجم قال وذلك أن قريشا قالوا إن القرآن شعر وقالوا أساطير الأولين وقالوا أضغاث أحلام وقالوا تقوله محمد من تلقاء نفسه وقالوا تعلمه من غيره فأقسم الله بالنجم إذا هوى يعني القرآن إذا نزل فقال (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم -يعني محمدا- وما غوى وما ينطق عن الهوى) يقول إن محمدا لم يقل هذا القرآن من تلقاء نفسه فقال (إن هو -يقول ما هو يعنى القرآن- إلا وحي يوحى) فأبطل الله أن يكون القرآن شيئا غير الوحي لقوله إن هو يقول ما هو إلا وحي يوحى ثم قال (علمه -يعنى علم محمدا جبريل صلىالله عليه وسلم وهو- شديد القوى ذو مرة فاستوى) إلى قوله (فأوحى إلى عبده ما أوحى) فسمى الله القرآن وحيا ولم يسمه خلقا.
الفرق بين قول الرحمن وما كان بقوله:
ثم إن الجهم ادعى أمرا آخر فقال أخبرونا عن القرآن هو شيء فقلنا نعم هو شيء فقال إن الله خلق كل شيء فلم لا يكون القرآن مع الأشياء المخلوقة وقد أقررتم أنه شيء فلعمري لقد ادعى أمرا أمكنه فيه الدوى ولبس على الناس بما ادعى فقلنا إن الله في القرآن لم يسم كلامه شيئا إنما سمى شيئا الذي كان يقوله ألم تسمع إلى قوله تبارك وتعالى (إنما قولنا لشيء) النحل فالشيء ليس هو قوله إنما الشيء الذي كان بقوله وفي آية أخرى (إنما أمره إذا أراد شيئا) يس فالشيء ليس هو أمره إنما الشيء الذي كان بأمره، ومن الأعلام الدلالات أنه لا يعنى كلامه مع الأشياء المخلوقة قال الله للريح التي أرسلها على عاد (تدمر كل شيء بأمر ربها) الأحقاف وقد أتت تلك الريح على أشياء لم تدمرها منازلهم ومساكنهم والجبال التي بحضرتهم فأتت عليها تلك الريح ولم تدمرها وقال (تدمر كل شيء) فكذلك إذا قال (خالق كل شيء) لا يعنى نفسه ولا علمه ولا كلامه مع الأشياء المخلوقة، وقال لملكة سبأ (وأوتيت من كل شيء) النمل وقد كان ملك سليمان شيئا ولم تؤته وكذلك إذا قال (خالق كل شيء) لا يعنى كلامه مع الأشياء المخلوقة.
وقال الله لموسى (واصطنعتك لنفسي) طه (يحذركم الله نفسه) آل عمران وقال (كتب ربكم على نفسه) الأنعام وقال (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) المائدة ثم قال (كل نفس ذائقة الموت) آل عمران فقد عرف من عقل عن الله أنه لا يعنى نفسه مع الأنفس التي تذوق الموت وقد ذكر الله عز وجل كل نفس فكذلك إذا قال (خالق كل شيء) لا يعنى نفسه ولا علمه ولا كلامه مع الأشياء المخلوقة ففي هذا دلالة وبيان لمن عقل عن الله فرحم الله من فكر ورجع عن القول الذي يخالف الكتاب والسنة ولم يقل على الله إلا الحق فإن الله قد أخذ ميثاق خلقه فقال (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق) الأعراف، وقال في آية آخرى (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) الأعراف فقد حرم الله أن يقال عليه الكذب وقد قال (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) الزمر فأعاذنا الله وإياكم من فتن المضلين.
وقد ذكر الله كلامه في غير موضع من القرآن فسماه كلاما ولم يسمه خلقا قوله (فتلقى آدم من ربه كلمات) البقرة وقال (وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ) البقرة وقال (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) الأعراف وقال (إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي)الأعراف وقال (وكلم الله موسى تكليما) النساء وقال (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته) الأعراف، فأخبرنا الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤمن بالله وبكلام الله وقال (يريدون أن يبدلوا كلام الله) الفتح وقال (لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي) الكهف وقال (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) التوبة ولم يقل حتى يسمع خلق الله، فهذا منصوص بلسان عربي مبين لا يحتاج إلى تفسير هو مبين بحمدالله.
وقد سألت الجهمي أليس إنما قال الله (قولوا آمنا بالله) البقرة (و قولوا للناس حسنا) البقرة (و قولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم) العنكبوت (و قولوا قولا سديدا) الأحزاب و (فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) آل عمران وقال (وقل الحق من ربكم) الكهف وقال (فقل سلام) الأنعام ولم نسمع الله يقول قولوا إن كلامي خلق وقال (ولا تقولوا ثلاثة انتهوا) النساء وقال (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا)النساء (و لا تقولوا راعنا)البقرة (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) البقرة (لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ) الكهف (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما) الإسراء (لا تدع مع الله إلها آخر) القصص (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق)الأنعام (لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) الإسراء (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) الأنعام (لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) الأنعام (لا تمش في الأرض مرحا) لقمان، ومثله في القرآن كثير فهذا ما نهى الله عنه ولم يقل لنا لا تقولوا إن القرآن كلامي وقد سمت الملائكة كلام الله كلاما ولم تسمه خلقا قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم) سبأ وذلك أن الملائكة لم يسمعوا صوت الوحي ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وبينهما كذا وكذا سنة فلما أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم سمع الملائكة صوت الوحي كوقع الحديد على الصفا فظنوا أنه أمر من الساعة ففزعوا وخروا لوجوههم سجدا فذلك قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم) يقول حتى إذا انجلى الفزع عن قلوبهم رفع الملائكة رؤوسهم فسأل بعضهم بعضا فقالوا ماذا قال ربكم ولم يقولوا ماذا خلق ربكم فهذا بيان لمن أراد الله هداه.
الرد على من احتج بقوله ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث:
ثم إن الجهم ادعى أمرا آخر فقال أنا أجد آية في كتاب الله تبارك وتعالى تدل على القرآن أنه مخلوق فقلنا في أي آية فقال (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) الأنبياء فزعم أن الله قال للقرآن محدث وكل محدث مخلوق، فلعمري لقد شبه على الناس بهذا وهي آية من المتشابه فقلنا في ذلك قولا واستعنا بالله ونظرنا في كتاب الله ولا حول ولا قوة إلا بالله :
أعلم أن الشيئين إذا اجتمعا في اسم يجمعهما فكان أحدهما أعلى من الآخر ثم جرى عليهما اسم مدح فكان أعلاهما أولى بالمدح وأغلب عليه وإن جرى عليه اسم ذم فأدناهما أولى به ومن ذلك قول الله تعالى في كتابه (إن الله بالناس لرؤوف رحيم) الحج (عينا يشرب بها عباد الله) الإنسان يعنى الأبرار دون الفجار فإذا اجتمعوا في اسم الإنسان واسم العباد فالمعنى في قول الله جل ثناؤه (عينا يشرب بها عباد الله) يعنى الأبرار دون الفجار لقوله إذا انفرد الأبرار (إن الأبرار لفي نعيم) الإنفطار وإذا انفرد الفجار (وإن الفجار لفي جحيم) الإنفطار وقوله (إن الله بالناس لرؤوف رحيم) فالمؤمن أولى به وإن اجتمعا في اسم الناس لأن المؤمن إذا انفرد أعطى المدحة لقوله (إن الله بالناس لرؤوف رحيم) البقرة (وكان بالمؤمنين رحيما) الأحزاب وإذا انفرد الكفار جرى عليهم الذم في قوله (ألا لعنة الله على الظالمين) هود، وقال (أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون) المائدة فؤلاء لا يدخلون في الرحمة وفي قوله (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض) الشورى فاجتمع الكافر والمؤمن في اسم العبد والكافر أولى بالبغي من المؤمنين لأن المؤمنين انفردوا ومدحوا فيما بسط لهم الرزق وهو قوله (وإذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا) الفرقان وقوله (ومما رزقناهم ينفقون) البقرة وقد بسط الرزق لسليمان ابن داود ولذي القرنين وأبي بكر وعمر ومن كان على مثالهم ممن بسط له فلم يبغ وإذا انفرد الكافر وقع عليه اسم البغي في قوله لقارون (فبغى عليهم) القصص نمرود بن كنعان حين آتاه الله الملك فحاج في ربه وفرعون حين قال موسى (ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا) يونس فلما اجتمعوا في الاسم الواحد فجرى عليهم اسم البغي كان الكفار أولى به كما أن المؤمن أولى بالمدح فلما قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) فجمع بين ذكرين ذكر الله وذكر نبيه فأما ذكر الله إذا انفرد لم يجر عليه اسم الحدث ألم نسمع إلى قوله (ولذكر الله أكبر) العنكبوت (هذا ذكر مبارك) الأنبياء وإذا انفرد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه جرى عليه اسم الحدث ألم تسمع إلى قوله (والله خلقكم وما تعملون) الصافات فذكر النبي صلى الله عليه وسلم له عمل والله له خالق محدث والدلالة على أنه جمع بين ذكرين لقوله (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) فأوقع عليه الحدث عند إتيانه إيانا وأنت تعلم أنه لا يأتينا بالأنبياء إلا مبلغ ومذكر وقال الله (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) الذاريات (فذكر إن نفعت الذكرى) الأعلى (إنما أنت مذكر) الغاشية، فلما اجتمعوا في اسم الذكر جرى عليهم اسم الحدث وذكر النبي إذا انفرد وقع عليه اسم الخلق وكان أولى بالحدث من ذكر الله الذي إذا انفرد لم يقع عليه اسم خلق ولا حدث فوجدنا دلالة من قول الله (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) إلى النبي صلى الله عليه وسلم لإن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم فعلمه الله فلما علمه الله كان ذلك محدثا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. الرد على من احتج بما ذكر في عيسى عليه السلام:
ثم إن الجهم ادعى أمرا آخر فقال إنا وجدنا آية في كتاب الله تدل على أن القرآن مخلوق فقلنا أي آية فقال قول الله (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته) النساء وعيسى مخلوق فقلنا إن الله منعك الفهم في القرآن عيسى تجرى عليه ألفاظ لا تجرى على القرآن لأنه يسميه مولودا وطفلا وصبيا وغلاما يأكل ويشرب وهو مخاطب بالأمر والنهى يجرى عليه اسم الخطاب والوعد والوعيد ثم هو من ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم ولا يحل لنا أن نقول في القرآن ما نقول في عيسى هل سمعتم الله يقول في القرآن ما قال في عيسى ولكن المعنى من قول الله جل ثناؤه (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم) فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له كن فكان عيسى بكن وليس عيسى هو الكن ولكن بالكن كان فالكن من الله قول وليس الكن مخلوقا، وكذب النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى وذلك أن الجهمية قالوا عيسى روح الله وكلمته لأن الكلمة مخلوقة وقالت النصارى عيسى روح الله من ذات الله وكلمته من ذات الله كأن يقال إن هذه الخرقة من هذا الثوب وقلنا نحن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو الكلمة، وأما قول الله (روح منه) يقول من أمره كان الروح فيه كقوله (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه) الجاثية يقول من أمره وتفسير روح الله إنما معناها أنها روح بكلمة الله خلقها الله كما يقال عبد الله وسماء الله وأرض الله.
الرد على من احتج بقوله خلق السماوات والأرض وما بينها:
ثم إن الجهم ادعى أمرا آخر فقال إن الله يقول (خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام) السجدة فزعم أن القرآن لا يخلو أن يكون في السموات أو في الأرض أو فيما بينهما فشبه على الناس وليس عليهم فقلنا له أليس إنما أوقع الله جل ثناؤه الخلق والمخلوق على ما في السموات والأرض وما بينهما فقالوا نعم فقلنا هل فوق السموات شيء مخلوق قالوا نعم فقلنا فإنه لم يجعل ما فوق السموات مع الأشياء المخلوقة وقد عرف أهل العلم أن فوق السموات السبع الكرسي والعرش واللوح المحفوظ والحجب وأشياء كثيرة لم يسمها ولم يجعلها مع الأشياء المخلوقة وإنما وقع الخبر مع الله على السموات والأرض وما بينهما، قلنا فيما ادعوا أن القرآن لا يخلو أن يكون في السموات أو في الأرض أو فيما بينهما فقلنا الله تبارك وتعالى يقول (ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق) الروم فالذي خلق به السموات والأرض قد كان قبل السموات والأرض والحق الذي خلق به السموات والأرض هو قوله لأن الله يقول الحق وقال (فالحق والحق أقول) ص (ويوم يقول كن فيكون قوله الحق) بالحق الذي خلق به السموات والأرض قد كان قبل السموات والأرض والحق قوله وليس قوله مخلوقا.
الرد على من أنكر رؤية المؤمنين لله جل شأنه يوم القيامة:
قال أحمد رحمه الله:
فقلنا لهم لم أنكرتم أن أهل الجنة ينظرون إلى ربهم فقالوا لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى ربه لأن المنظور إليه معلوم موصوف لا يرى إلا شيء يفعله فقلنا أليس الله يقول (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) القيامة فقالوا إن معنى إلى ربها ناظرة إنها تنظر الثواب من ربها وإنما ينظرون إلى فعله وقدرته وتلو آية من القرآن (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل) الفرقان فقالوا إنه حين قال (ألم تر إلى ربك) أنهم لم يروا ربهم ولكن المعنى ألم تر إلى فعل ربك فقلنا إن فعل الله لم يزل العباد يرونه وإنما قال (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) فقالوا إنما تنظر الثواب من ربها فقلنا إنها مع ما تنتظر الثواب هي ترى ربها فقالوا إن الله لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة وتلو آية من المتشابه من قول الله جل ثناؤه (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف معنى قول الله (لا تدركه الأبصار) وقال(إنكم سترون ربكم) وقال لموسى (لن تراني) الأعراف ولم يقل (لن أرى) فأيهما أولى
أن نتبع النبي صلى الله عليه وسلم حين قال (إنكم سترون ربكم) أو قول الجهمي حين قال لا ترون ربكم والأحاديث في أيدي أهل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة يرون ربهم لا يختلف فيها أهل العلم، ومن حديث سفيان عن أبي إسحق عن عامر بن سعد في قول الله (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) يونس قال (النظر إلى وجه الله) ، ومن حديث ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال (إذا استقر أهل الجنة في الجنة نادى مناد يا أهل الجنة إن الله قد أذن لكم في الزيادة قال فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله لا إله إلا هو)
وإنا لنرجو أن يكون الجهم وشيعته ممن لا ينظرون إلى ربهم ويحجبون عن الله لأن الله قال للكفار (كلا إنهم عند ربهم يومئذ لمحجوبون) المطففين فإذا كان الكافر يحجب عن الله والمؤمن يحجب عن الله فما فضل المؤمن على الكافر .
والحمد لله الذي لم يجعلنا مثل جهم وشيعته وجعلنا ممن اتبع ولم يجعلنا ممن ابتدع والحمد لله وحده إثبات أن الله كلم موسى عليه السلام ، فقلنا أنكرتم ذلك قالوا إن الله لم يتكلم ولا يتكلم إنما كون شيئا فعبر عن الله وخلق صوتا فأسمع وزعموا أن الكلام لا يكون إلا من جوف ولسان وشفتين فقلنا هل يجوز لمكون أو غير الله أن يقول (يا موسى إني أنا ربك) طه أو يقول (أنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى) طه فمن زعم ذلك فقد زعم أن غير الله ادعى الربوبية كما زعم الجهم أن الله كون شيئا كان يقول ذلك المكون يا موسى (إني أنا الله رب العالمين) القصص وقل قال جل ثناؤه (وكلم الله موسى تكليما) النساء وقال (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) الأعراف (وقال إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي) الأعراف فهذا منصوص القرآن فأما ما قالوا إن الله لا يتكلم فكيف يصنعون بحديث الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم الطائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ما بينه وبينه ترجمان) وأما قولهم إن الكلام لا يكون إلا من جوف وفم وشفتين ولسان أليس الله قال للسموات والأرض (ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) فصلت أتراها أنها قالت بجوف وفم وشفتين ولسان وأدوات وقال (وسخرنا مع داود الجبال يسبحن) الأنبياء أتراها سبحت بجوف وفم ولسان وشفتين والجوارح إذ شهدت على الكافر فقالوا (لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء) أنراها أنها نطقت بجوف وفم ولسان ولكن الله أنطقها كيف شاء، وكذلك الله تكلم كيف شاء من غير أن يقول بجوف ولا فم ولا شفتين ولا لسان.
قال أحمد رضى الله عنه:
فلما خنقته الحجج قال: إن الله كلم موسى إلا أن كلامه غيره فقلنا وغيره مخلوق قال نعم فقلنا هذا مثل قولكم الأول إلا أنكم تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرون وحديث الزهري قال (لما سمع موسى كلام ربه قال يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك قال نعم يا موسى هو كلامي إنما كلمتك بقوة عشر آلاف لسان ولي قوة الألسن كلها وأنا أقوى من ذلك وإنما كلمتك على قدر ما يطيق بدنك ولو كلمتك بأكثر من ذلك لمت، قال فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له صف لنا كلام ربك قال سبحان الله وهل أستطيع أن أصفه لكم قالوا فشبهه قال هل سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها فكأنه مثله) ، وقلنا للجهمية من القائل يوم القيامة (يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس أتخذوني وأمي إلهين من دون الله) المائدة أليس الله هو القائل قالوا فيكون الله شيئا فيعبر عن الله كما كون شيئا فعبر لموسى، قلنا فمن القائل (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين فلنقصن عليهم بعلم) الأعراف أليس الله هو الذي يسأل قالوا هذا كله إنما يكون شيئا فيعبر عن الله قلنا قد أعظمتم على الله الفرية حين زعمتم أنه لا يتكلم فشبهتموه بالأصنام التي تعبد من دون الله لأن الأصنام لا تتكلم ولا تتحرك ولا تزول من مكان إلى مكان، فلما ظهرت عليه الحجة قال إن الله يتكلم ولكن كلامه مخلوق قلنا وكذلك بنو آدم كلامهم مخلوق فقد شبهتم الله بخلقه حين زعمتم أن كلامه مخلوق ففي مذهبكم قد كان في وقت من الأوقات لا يتكلم حتى خلق التكلم وكذلك بنو آدم كانوا لا يتكلمون حتى خلق الله لهم كلاما وقد جمعتم بين كفر وتشبيه وتعالى الله عن هذه الصفة بل جمعتم نقول إن الله لم يزل متكلما إذا شاء ولا نقول إنه كان ولا يتكلم حتى خلق الكلام ولا نقول إنه قد كان لا يعلم حتى خلق علما فعلم ولا نقول إنه قد كان ولا قدرة له حتى خلق لنفسه القدرة ولا نقول إنه قد كان ولا نور له حتى خلق لنفسه نورا ولا نقول إنه قد كان لا عظمة له حتى خلق لنفسه عظمة، فقالت الجهمية لما وصفنا الله بهذه الصفات إن زعمتم أن الله ونوره والله وقدرته والله وعظمته فقد قلتم بقول النصارى حين زعموا أن الله لم يزل ونوره ولم يزل وقدرته، قلنا لا نقول إن الله لم يزل وقدرته ولم يزل ونوره ولكن نقول لم يزل بقدرته ونوره لا متى قدر ولا كيف قدر فقالوا لا تكونوا موحدين أبدا حتى تقولوا قد كان الله ولا شيء، فقلنا نحن نقول قد كان الله ولا شيء ولكن إذا قلنا إن الله لم يزل بصفاته كلها أليس إنما نصف إلها واحدا بجميع صفاته وضربنا لهم في ذلك مثلا فقلنا أخبرونا عن هذه النخلة أليس لها جذع وكرب وليف وسعف وخوص وحجار واسمها اسم شيء واحد وسميت نخلة بجميع صفاتها فكذلك الله وله المثل الأعلى بجميع صفاته إله واحد لا نقول إنه قد كان في وقت من الأوقات ولا يقدر حتى خلق له قدرة والذي ليس له قدرة هو عاجز ولا نقول قد كان في وقت من الأوقات ولا يعلم حتى خلق له علما فعلم والذي لا يعلم هو جاهل ولكن نقول لم يزل الله عالما قادرا لا متى ولا كيف وقد سمى الله رجلا كافرا اسمه الوليد بن المغيرة المخزومي فقال (ذرني ومن خلقت وحيدا) المدثر وقد كان هذا الذي سماه الله وحيدا له عينان وأذنان ولسان وشفتان ويدان ورجلان وجوارح كثيرة فقد سماه الله وحيدا بجميع صفاته فكذلك الله وله المثل الأعلى هو بجميع صفاته إله واحد .
قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) وإثبات البينونة لله جل شأنه:
فقلنا لهم أنكرتم أن يكون الله على العرش وقد قال تعالى(الرحمن على العرش استوى) طه وقال (خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) يونس فقالوا هو تحت الأرض السابعة كما هو على العرش وفي السموات وفي الأرض وفي كل مكان ولا يخلو منه مكان ولا يكون في مكان دون مكان وتلوا آية من القرآن (وهو الله في السموات وفي الأرض) الأنعام فقلنا قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظم الرب شيء فقالوا أي مكان فقلنا أجسامكم وأجوافكم وأجواف الخنازير والحشوش والأماكن القذرة ليس فيها من عظم الرب شيء وقد أخبرنا أنه في السماء فقال (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) الملك (أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا) الملك وقال (إليه يصعد الكلم الطيب) فاطر وقال (إني متوفيك ورافعك إلي) آل عمران وقال (بل رفعه الله إليه) النساء ، وقال (وله من في السموات والأرض ومن عنده) الأنبياء وقال (يخافون ربهم من فوقهم) النحل وقال (ذي المعارج) المعارج وقال (وهو القاهر فوق عباده) الأنعام وقال (وهو العلي العظيم) البقرة، فهذا خبر الله أخبرنا أنه في السماء ووجدنا كل شيء أسفل منه مذموما يقول الله جل ثناؤه (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) النساء (وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) فصلت ، وقلنا لهم أليس تعلمون أن إبليس كان مكانه والشياطين مكانهم فلم يكن الله ليجتمع هو وإبليس في مكان واحد وإنما معنى قول الله جل ثناؤه (وهو الله في السموات وفي الارض) يقول هو إله من في السموات وإله من في الأرض وهو على العرش وقد أحاط علمه بما دون العرش ولا يخلو من علم الله مكان ولا يكون علم الله في مكان دون مكان فذلك قوله (لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما) الطلاق.
ومن الإعتبار في ذلك: لو أن رجلا كان في يديه قدح من قوارير صاف وفيه شراب صاف كان بصر ابن آدم قد أحاط بالقدح من غير أن يكون ابن آدم القدح فالله وله المثل الأعلى قد أحاط بجميع خلقه من غير أن يكون في شيء من خلقه.
وخصلة أخرى: لو أن رجلا بنى دارا بجميع مرافقها ثم أغلق بابها وخرج منها كان ابن آدم لا يخفى عليه كم بيت في داره وكم سعة كل بيت من غير أن يكون صاحب الدار في جوف الدار فالله وله المثل الأعلى قد أحاط بجميع خلقه وعلم كيف هو وما هو من غير أن يكون في شيء مما خلق قالوا إن الله معنا وفينا فقلنا الله جل ثناؤه يقول (ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض) المجادلة ثم قال (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم -يعنى الله بعلمه- ولا خمسة إلا هو -يعني الله بعلمه- سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا وهو معهم -يعني بعلمه فيهم- أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) المجادلة، يفتح الخبر بعلمه ويختم الخبر بعلمه ويقال للجهمي إن الله إذا كان معنا بعظمة نفسه فقل له هل يغفر الله لكم فيما بينه وبين خلقه فإن قال نعم فقد زعم أن الله بائن من خلقه دونه وإن قال لا كفر ، إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها:
1إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه .
2 وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء .
3وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة.
إذا أردت أن تعلم أن الجهمي لا يقر بعلم الله فقل له الله يقول (ولا يحيطون بشيء من علمه) البقرة وقال (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) النساء وقال (فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله) هود قال (وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) فصلت فيقال له تقر بعلم الله هذا الذي وقفك عليه بالأعلام والدلالات أم لا، فإن قال ليس له علم كفر، وإن قال لله علم محدث كفر حين زعم أن الله قد كان في وقت من الأوقات لا يعلم حتى أحدث له علما فعلم، فإن قال لله علم وليس مخلوقا ولا محدثا رجع عن قوله كله وقال بقول أهل السنة وهذا على وجوه:
قال الله جل ثناؤه لموسى (إنني معكما طه يقول في الدفع عنكما وقال (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) التوبة يقول في الدفع عنا وقال (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) البقرة يقول في النصر لهم على عدوهم وقال (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم) محمد في النصر لكم على عدوكم وقال (ولا يستخفون من الله وهو معهم) النساء يقول بعلمه فيهم وقال (فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين) الشعراء يقول في العون على فرعون فلما ظهرت الحجة على الجهمي بما ادعى على الله أنه مع خلقه قال هو في كل شيء غير مماس لشيء ولا مباين منه فقلنا إذا كان غير مباين أليس هو مماس قال لا قلنا فكيف يكون في كل شيء غير مماس لشيء ولا مباين فلم يحسن الجواب فقال بلا كيف فيخدع جهال الناس بهذه الكلمة وموه عليهم فقلنا له أليس إذا كان يوم القيامة أليس إنما هو في الجنة والنار والعرش والهواء قال بلى فقلنا فأين يكون ربنا فقال يكون في كل شيء كما كان حين كان في الدنيا في كل شيء فقلنا فإن مذهبكم إن ما كان من الله على العرش فهو على العرش وما كان من الله في الجنة فهو في الجنة وما كان من الله في النار فهو في النار وما كان من الله في الهواء فهو في الهواء فعند ذلك تبين كذبهم على الله جل ثناؤه.
الرد على من ادعى أن الله في القرآن هو اسم مخلوق :
وزعمت الجهمية أن الله جل ثناؤه في القرآن إنما هو اسم مخلوق فقلنا قبل أن يخلق هذا الاسم ما كان اسمه قالوا لم يكن له إسم فقلنا وكذلك قبل أن يخلق العلم كان جاهلا لا يعلم حتى يخلق لنفسه علما وكان ولا نور له حتى يخلق لنفسه نورا وكان ولاقدرة له حتى يخلق لنفسه قدرة فعلم الخبيث أن الله قد فضحه وأبدى عورته حين زعم أن الله جل ثناؤه في القرآن إنما هو اسم مخلوق وقلنا للجهمية لو أن رجلا حلف بالله الذي لا إله إلا هو كاذبا كان لا يحنث لأنه حلف بشيء مخلوق ولم يحلف بالخالق ففضحه الله في هذه وقلنا له أليس النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء من بعدهم والحكام والقضاة إنما كانوا يحلفون الناس بالله الذي لا إله إلا هو فكانوا في مذهبهم مخطئين إنما كان ينبغي للنبي عليه السلام ولمن بعده في مذهبكم أن يحلفوا بالذي اسمه الله وإذا أرادوا أن يقولوا لا إله إلا الله يقولون لا إله إلا الذي خلق الله وإلا لم يصح توحيدهم ففضحه الله بما ادعى على الله الكذب ولكن نقول إن الله هو الله وليس الله باسم إنما الأسماء شيء سوى الله لأن الله إن لم يتكلم فبأي شيء خلق الخلق قالوا أموجود عن الله أنه خلق الخلق بقوله وبكلامه وحين قال (إنما قولنا لشيء إذا أردنا أن نقول له كن فيكون) النحل فقالوا إنما معنى قولنا لشيء إذا أردنا يكون قلنا فلم أخفيتم أن يقول له فقالوا إنما معنى كل شيء في القرآن معانيه وقال الله مثل قول العرب قال الحائط وقالت النخلة فسقطت فالجهمية لا يقولون بشيء فقلنا على هذا أفتيتم قالوا نعم فقلنا فبأي شيء خلق الخلق إن كان الله في مذهبكم لا يتكلم فقالوا بقدرته فقلنا هي شيء قالوا نعم فقلنا قدرته مع الأشياء المخلوقة قالوا نعم فقلنا كأنه خلق خلقا بخلق وعارضتم القرآن وخالفتموه حين قال الله جل ثناؤه (خالق كل شيء) فأخبرنا الله أنه يخلق وقال(هل من خالق غير الله) فاطر فإنه ليس أحد يخلق غيره وزعمتم أنه خلق الخلق غيره فتعالى الله عما قالت الجهمية علوا كبيرا.
فرحم الله من عقل عن الله ورجع عن القول الذي يخالف الكتاب والسنة وقال بقول العلماء وهو قول المهاجرين والأنصار وترك دين الجهم وشيعته.
هذا آخره والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه لنفسه محمد بن محمد بن علي بن أحمد المقدسي الحنبلي ثالث من شهر ذي الحجة الحرام سنة إحدى وعشرين وثمانمائة.
و هذا هو رابط الكتاب:
http://www.alathary.net/books/book.php?book_id=268

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
05-07-2007, 06:53 PM
أصول السنة
عقيدة الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد حنبل - 241 هـ -
جاء فيه..
والقرآن كلام الله وليس بمخلوق ، ولا يضعف أن يقول : ليس بمخلوق ، فإن كلام الله ليس ببائن منه ، وليس منه شيء مخلوق ، وإياك ومناظرة من أحدث فيه ، ومن قال باللفظ وغيره ، ومن وقف فيه ، فقال : لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق ، وإنما هو كلام الله فهذا صاحب بدعة مثل من قال : ( هو مخلوق ) ، وإنما هو كلام الله وليس بمخلوق .

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
05-07-2007, 07:31 PM
كتاب شرح السنة
إمام أهل السنة والجماعة في عصره
أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري
و جاء فيه
76 - ومن قال لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن سكت ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ
77 - واعلم أنه إنما جاء هلاك الجهمية من أنهم فكروا في الرب عز وجل فأدخلوا لم وكيف وتركوا الأثر ووضعوا القياس وقاسوا الدين على رأيهم فجاءوا بالكفر عيانا لا يخفي ف كفروا وكفروا الخلق واضطرهم الأمر إلى أن قالوا بالتعطيل
78 - قال بعض العلماء منهم أحمد بن حنبل الجهمي كافر ليس من أهل القبلة حلال الدم لا يرث ولا يورث لأنه قال لا جمعة ولا جماعة ولا عيدين ولا صدقة وقالوا من لم يقل القرآن مخلوق فهو كافر واستحلوا السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وخالفوا من كان قبلهم وامتحنوا الناس بشيء لم يتكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه وأرادوا تعطيل المساجد والجوامع وأوهنوا الإسلام وعطلوا الجهاد وعملوا في الفرقة وخالفوا الآثار وتكلموا بالمنسوخ واحتجوا بالمتشابه فشككوا الناس في أديانهم واختصموا في ربهم وقالوا ليس هناك عذاب قبر ولا حوضا ولا شفاعة والجنة والنار لم يخلقا وأنكروا كثيرا مما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحل من استحل تكفيرهم ودمائهم من هذا الوجه لأنه من رد آية من كتاب الله فقد رد الكتاب كله ومن رد حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رد الأثر كله وهو كافر بالله العظيم فدامت لهم المدة ووجدوا من السلطان معونة على ذلك ووضعوا السيف والسوط على من دون ذلك فدرس علم السنة والجماعة وأوهنوها فصاروا مكتومين لإظهار البدع والكلام فيها ولكثرتهم فاتخذوا المجالس وأظهروا آراءهم ووضعوا فيها الكتب وأطمعوا الناس وطلبوا لهم الرياسة فكانت فتنة عظيمة لم ينج منها إلا من عصم الله فأدنى ما
كان يصيب الرجل من مجالستهم أن يشك في دينه أو يتابعهم أو يرى رأيهم على الحق ولا يدري أنهم على حق أو على باطل فصار شاكا فهلك الخلق حتى كانت أيام جعفر الذي يقال له المتوكل فأطفأ الله به البدع وأظهر به الحق وأظهر به أهل السنة وطالت ألسنتهم مع قلتهم وكثرة أهل البدع إلى يومنا هذا
فالرسم والبدع وأهل الضلالة قد بقي منهم قوم يعملون بها ويدعون إليها لا مانع يمنعهم ولا حاجز يحجزهم عما يقولون ويعملون

عامي
05-08-2007, 03:58 AM
ذهبت مشرقة و رحت مغربا ** شتان بين مشرق و مغرب

قصدي من إيراد الأثر هو الرد على ما نسبته لإمام أهل السنة و الجماعة أحمد بن حنبل - رحمه الله - وهي قولك أنه كان يبين بدع السلطان و الذي يفهم من سياق كلامك أنه نصحه علانية و شهّر به و حذر منه و بين أنه من أهل بدع و هذا باطل يرده عقيدة و سيرة هذا الإمام المبجل المدونة و أبلغ ما يرد عليك في إيرادك هذا الزعم الباطل نصوص الكتاب و السنة القواطع التي بينت طريقة أهل السنة في نصح السلطان سرا و إن وقع في معصية أو فجور أو بدعة و إليك بعض النصوص التي تبين ذلك فإلزم طريقة سلفك الصالح و إياك و مشاقتهم فكم زلة أقدام في هذه المسألة و الله المستعان ،،،،

1ـ "جَلدَ عياض بن غُنْمٍ صاحبَ دارا حين فُتحت ، فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض ، ثم مكث ليالي ، فأتاه هشام بن حكيم ، فاعتذر إليه ، ثم قال هشام لعياض : ألم تسمع النبي r يقول : ) إن من أشد الناس عذاباً أشدهم عذاباً في الدنيا للناس( ؟ فقال عياض بن غنم : يا هشام بن حكيم ، قد سمعنا ما سمعت ، و رأينا ما رأيت ، أو لم تسمع رسول الله r يقول : ) من أراد أن ينصح لسلطانٍ بأمرٍ فلا يبد له علانيةً ، و لكن ليأخذ بيده ، فيخلو به ، فإن قبل منه فذاك ، و إلا كان قد أدى الذي عليه له( .و إنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترىء على سلطان الله ، فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك و تعالى ؟ " أخرجه الإمام أحمد وابن أبي عاصم في " السنة " وغيرهما ، وصححه الألباني في "ظلال الجنة في تخريج السنة" ( 2 / 508 ) . عياض بن غنم وهشام بن حكيم صحابيان رضي الله عنهما.

وهذا الحديث أصل في إخفاء نصيحة السلطان ، وأن الناصح إذا قام بالنصح على هذا الوجه ، فقد برىء ، وخلت ذمته من التبعة .

وفي القصة التي دارت بين الصحابيين الجليلين هشام بن حكيم بن حزام وعياض بن غنم أبلغ ردٍ على من أستدل بإنكار هشام بن حكيم علانيةً على السلطان أو بإنكار غيره من الصحابة ، إذ أن عياض بن غنم أنكر عليهم ذلك ، وساق النص القاطع للنزاع الصريح في الدلالة ، وهو قوله r : ) من أراد أن ينصح لسلطانٍ بأمرٍ فلا يبد له علانيةً ، و لكن ليأخذ بيده ، فيخلو به ، فإن قبل منه فذاك ، و إلا كان قد أدى الذي عليه له ( فما كان من هشام بن حكيم رضي الله عنه إلا التسليم والقبول لهذا الحديث الذي هو غايةٌ في الدلالة على المقصود. والحجة إنما هي في حديث رسول اللهr ، لا في قول أو فعل أحد من الناس ، مهما كان .

2ـ ومما يدل على إخفاء النصيحة للسلطان والمنع من إعلان الإنكار عليه ما أخرجه الإمام أحمد في "المسند" عن سعيد بن جهمان قال : ( أتيت عبدالله بن أبي أوفى وهو محجوب البصرة ، فسلمت عليه . قال لي: من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان . قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزارقة . قال : لعن الله الأزارقة لعن الله الأزارقة ، حدثنا رسول الله r أنهم كلاب النار . قال : قلت : الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها ؟ قال : بلى الخوارج كلها . قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم . قال فتناول يدي ، فغمزها بيده غمزةً شديدة ، ثم قال : ويحك يا ابن جهمان ، عليك بالسواد الأعظم ، عليك بالسواد الأعظم ، إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته ، فأخبره بما تعلم ، فإن قبل منك ، وإلا فدعه ؛ فإنك لست بأعلم منه ) وقد أخرج جزء منه ابن أبي عاصم في "السنة" وحسنه الألباني رحمه الله في "ظلال الجنة " (2/424 ) .

3ـ ومما يدل على ذلك أيضاً ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قيل له : " ألا تدخل على عثمان لتكلمه ؟ فقال : ( أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه ) " . هذا سياق مسلم .

قال القاضي عياض رحمه الله كما في " فتح الباري " للإمام ابن حجر رحمه الله ( 13/57 ) : (مراد أسامة أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام لما يخشى من عاقبة ذلك ، بل يتلطف به، وينصحه سراً فذلك أجدر بالقبول ) اهـ .

وقال الإمام القرطبي في "المفهم شرح صحيح مسلم" ( 6 / 619 ) : ( يعني أنه كان يتجنب كلامه بحضرة الناس ، ويكلمه إذا خلا به ، وهكذا يجب أن يعاتب الكبراء والرؤساء، يعظمون في الملأ ، إبقاءً لحرمتهم ، وينصحون في الخلاء أداء لما يجب من نصحهم .. وقوله : "لقد كلمته فيما بيني وبينه .." يعني أنه كلمه مشافهةً ، كلام لطيف ، لأنه أتقى ما يكون عن المجاهرة بالإنكار والقيام على الأئمة ، لعظيم ما يطرأ بسبب ذلك من الفتن والمفاسد " اهـ .

وقال العلامة الألباني رحمه الله في تعليقه على "مختصر صحيح مسلم" ( ص335 ) : ( يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ ، لأن في الإنكار جهاراً ما يُخشى عاقبته كما اتفق في الإنكار على عثمان جهاراً إذ نشأ عنه قتله ) اهـ .

وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في "السيل الجرار" ( 4/556 ) : ( ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد ، بل كما ورد في الحديث أنه يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة ولا يذل سلطان الله ، وقد قدمنا في أول كتاب "السير" هذا أنه لا يجوز الخروج على الأئمة وإن بلغوا في الظلم أي مبلغ ما أقاموا الصلاة ، ولم يظهر منهم الكفر البواح .. الخ ) .
وقال الإمام عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في "حقوق الراعي والرعية" ( ص27 – 29 ) : (ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة ، وذكر ذلك على المنابر ، لأن ذلك يفضي إلى الفوضى، وعدم السمع والطاعة في المعروف ، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع. ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان ، والكتابة إليه ، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير. وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل ، فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله ، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها لا حاكم و لا غير حاكم ."

العلامة صالح الفوزان حفظه الله في "الأجوبة المفيدة على أسئلة المناهج الجديدة" ( ص 99 – 100 ) : ( ومن النصيحة لهم – أي لولاة الأمور – تنبيههم على الأخطاء والمنكرات التي تحصل في المجتمع – وقد لا يعلمون عنها ـ ، ولكن يكون هذا بطريقة سرية فيما بين الناصح وبينهم ، لا النصيحة التي يجهر بها أمام الناس ، أو على المنابر ؛ لأن هذه الطريقة تثير الشر ، وتحدث العداوة بين ولاة الأمور والرعية. ليست النصيحة أن الإنسان يتكلم في أخطاء ولاة الأمور على منبر، أو على كرسي أمام الناس ؛ هذا لا يخدم المصلحة ، وإنما يزيد الشر شراً . إنما النصيحة أن تتصل بولاة الأمور شخصياً ، أو كتابياً ، أو عن طريق بعض الذين يتصلون بهم ، وتبلغهم نصيحتك سراً فيما بينك وبينهم . وليس من النصيحة – أيضاً - : أننا نكتب نصيحة وندور بها على الناس ، أو على كل أحد ليوقعوا عليها ، ونقول : هذه نصيحة . لا ، هذه فضيحة ؛ هذه تعتبر من الأمور التي تسبب الشرور ، وتفرح الأعداء ، ويتدخل فيها أصحاب الأهواء ) انتهى كلامه حفظه الله ، وأضيف إليه أن نصح ولي الأمر علانية فيه مخالفة لأمر الرسول r القائل : ) من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ، وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه ) .

وقال الشيخ محمد السبيل في "الأدلة الشرعية في بيان حق الراعي والرعية" ( ص81 ) :( ينبغي على من أراد مناصحة ولاة الأمور وموعظتهم ، وتذكيرهم بالحق عند مخالفته ، وبيانه لهم أن يكون سراً فيما بينه وبينهم ، عملاً بالتوجيه النبوي الشريف ، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده ، وابن أبي عاصم في "السنة" : "من أراد أن ينصح السلطان بأمر ، فلا يبذل له علانية ، ولكن ليأخذ بيده ، فيخلو به ، فإن قبل منه ذلك ، وإلا كان قد أدى الذي عليه" . وقد سار وفق هذا التوجيه النبوي سلف هذه الأمة ، من الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم من أئمة الإسلام المشهورين … إلخ ). وقد كتب العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله مقدمة لهذا الكتاب .

جاء في " التمهيد " (21/287)قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله : ( إن لم يتمكن نصح السلطان ، فالصبر والدعاء ، فإنهم كانوا – يعني الصحابة – ينهون عن سب الأمراء : أخبرنا محمد بن خليفة قال حدثنا محمد بن الحسين البغدادي قال : حدثنا عبدالله بن محمد بن عبد الحميد قال حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا يحيى بن يمان قال : حدثنا سفيان عن قيس بن وهب عن أنس بن مالك قال : كان الأكابر من أصحاب رسول الله r ينهوننا عن سب الأمراء ) اهـ
وقد قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ حفظه الله ـ في " لقاء الباب المفتوح " ( اللقاء الثاني والستون ) ( ص 46 ) : ( إن إنكار المنكرات الشائعة مطلوب ولا شيء في ذلك. ولكن كلامنا على الإنكار على الحاكم مثل أن يقوم إنسان في المسجد ويقول مثلاً : الدولة ظلمت، الدولة فعلت ، فيتكلم في الحكام بهذه الصورة العلنية ، مع أن الذي يتكلم عليهم غير موجودين في المجلس ، وهناك فرق بين أن يكون الأمير أو الحاكم الذي تريد أن تتكلم عليه بين يديك وبين أن يكون غائباً ، لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف كانت حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم. الفرق أنه إذا كان حاضراً أمكنه أن يدافع عن نفسه ، ويبين وجهة نظره ، وقد يكون مصيباً ونحن المخطئون ، لكن إذا كان غائباً لم يستطع أن يدافع عن نفسه وهذا من الظلم ، فالواجب أن لا يتكلم على أحد من ولاة الأمور في غيبته ، فإذا كنت حريصاً على الخير فاذهب إليه وقابله وانصحه بينك وبينه ) اهـ .
وغير ذلك من النصوص و أقوال الأئمة أضعاف مضعفة التي تبين هذه العقيدة التي لم تفهمها بعد نسأل الله أن يبصرك بدينك .
و إعلم أن التحذير من السلطان و بيان بدعته و التشهير به هو خروج عليه بالكلمة و عليه بنى الخوارج أصل بدعتهم بدعوى إنكار المنكر فقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في الكلام الذي سبق نقله وهو يتحدث عن طريقة نصح السلطان قال :"وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل ، فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله ، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها لا حاكم و لا غير حاكم " قلت : وهذا هو منهج أهل السنة في معاملة السطان و إن كان من أهل البدع و هذا ما فعله الإمام أحمد فلم يبين بدعة السلطان علانية و لم يعينه بالإسم و لم يشهر به أو حذر منه بل بين بدعة الجهمية و رد على دعاتها و أما قول هذا الإمام الذي يكتب بماء الذهب و الذي لم يفقهه الكاتب هداه الله وهو قوله " عليكم بالإنكار في قلوبكم " يوضحه ما يعتقده هذا الإمام حيث كان مثالاً للسنة في معاملة الوُلاة رحمه الله رحمة واسعة فقد بين أن النصحية تؤدى للسلطان سرا كما جاء ذكره الحديث فإلم يقبل نصحك فقد برئت ذمتك فحينئذ ما عليك إلا بالإنكار بالقلب لأنه لا تملك غير ذلك في دين الإسلام و هذا أدنى مراتب إنكار المنكر وهو الواجب الذي لا يسقط على أحد من المسلمين "ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها " خلافا لدين الخوارج فإن هذا المنهج يعتبر عندهم غشا و كتمانا و سكوت عن الحق و أخيرا أخي أرجو منك أن تضبط منهج أهل السنة في نصح السلطان و طريقة معاملته و إن وقع في بدع و إن كان من أهل البدع و ان تحقق ذلك نظريا و عمليا لكي لا تجني على نفسك و على مجتمعك ،،،نسأل الله أن يبصرنا بالحق و أن يثبتنا عليه حتى الممات.

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
05-08-2007, 01:41 PM
أخي في الله..قولك هذا:"قصدي من إيراد الأثر هو الرد على ما نسبته لإمام أهل السنة و الجماعة أحمد بن حنبل - رحمه الله - وهي قولك أنه كان يبين بدع السلطان و الذي يفهم من سياق كلامك أنه نصحه علانية و شهّر به و حذر منه و بين أنه من أهل بدع.."
1:"..أنه كان يبين بدع السلطان.." كان يبين بدع الجهمية..نعم..و قد نقلت بعض أقواله أعلى..
2:"..أنه نصحه علانية.." كان يبين بدع الجهمية و ذلك جهرا ليعرفوا الناس دين الله عقيدة أهل السنة و الجماعة..لأن ديننا هو دين الحق و لا نخصه به ناس دون ناس..ليس كان دين اليهود..
3:"..و شهّر به و حذر منه.." بين بدع الجهمية..و أنكر قول بخلق القرآن..نعم..
4:"..و بين أنه من أهل بدع.." بين أن القول بخلق القرآن قول مبتدع و كفر و بين بدع الجهمية..نعم..
و لكن كان يأمر بطاعة السلطان و ولي أمر المسلمين..و لكن بغير تعيين ولي الأمر..و كان ينصح السلطان سرا..نعم..و نهى عن الخروج عليهم..إلخ..
5: بنسبة نقلك لهذه الأحاديث فهل قلت العكس؟؟؟!!! سبحان الله هذا بهتان عظيم..بل هذا الذي ندين الله به..
6: أما ما قلت:"..يرد عليك في إيرادك هذا الزعم الباطل.." "..هذه العقيدة التي لم تفهمها .." سبحان الله هذا بهتان عظيم..هل أخذت الوقت أن تفهم كلامي؟؟؟!!! الخصوم أمام الله عز و جل يوم القيامة..
7: قولك:"..الإمام أحمد فلم يبين بدعة السلطان علانية و لم يعينه بالإسم و لم يشهر به أو حذر منه بل بين بدعة الجهمية و رد على دعاتها.." هل قلت عكس ذلك؟؟؟!!! بل هو عين ما قلت..و هذا هو الذي ندين الله به..سبحان الله..
8: و قول إمام العصر المحدث العلامة الحجة سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:"قال :"وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل ، فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله ، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها لا حاكم و لا غير حاكم .." هذا هو الذي نعتقد و ندين الله به كما قلت سابقا..فلا تتهم علي..و الخصوم أمام الله يوم القيامة..
9:"نسأل الله أن يبصرنا بالحق و أن يثبتنا عليه حتى الممات" آمين يا رب العالمين

عبد الله الجزائري السلفي
05-08-2007, 02:33 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
كمشاركة بسيطة في المووضع:
أنصح نفسي و إخوتي بكتاب شيخ الإسلام : [السياسة الشرعية] بتعليق شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمة الله عليه: فإنه يحوي فوائد مهمة وقواعد هامة في انكار المنكر على ولاة الأمر ..الخ .
وفقني الله و إياكم لما يحبه الله و يرضاه-

ابو يحي
05-08-2007, 05:45 PM
جزاك الله خيراً أخي عبد الله الجزائري السلفي على النصيحة

كم نحن محتاجون للسياسة الشرعية للتعامل مع كل الناس وخاصة ولاة الأمر .

أسأل الله جل وعلا أن يوفقنا لكل خير آمين.

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
05-08-2007, 06:37 PM
بارك الله فيك يا عبدالله

الاثري83
05-08-2007, 09:07 PM
ولنعد الى صلب الموضوع .هل وصل امر هدا المدخلي والمتعلق بفتواه بعدم اعطاء اموال الزكاة الى من وكلهم ولي امرنا - عبد العزيز بوتفليقة - حفظه الله ووفقه لكل خير- الى ولاة امور المملكة العربية السعودية - حفظها الله وجميع بلاد الاسلام من كل شر وفساد- ام لا .وجزاكم الله خيرا .

عبدالعزيز الجنوبي
08-08-2007, 12:23 AM
للرفع ليعلموا سبب حجب سحاب الارهاب

قامع البدع
08-10-2007, 12:47 AM
لا يستغرب حجب موقع سحاب بعد هذا الكلام

عبد القادر الاثري
08-10-2007, 01:09 AM
ولنعد الى صلب الموضوع .هل وصل امر هدا المدخلي والمتعلق بفتواه بعدم اعطاء اموال الزكاة الى من وكلهم ولي امرنا - عبد العزيز بوتفليقة - حفظه الله ووفقه لكل خير- الى ولاة امور المملكة العربية السعودية - حفظها الله وجميع بلاد الاسلام من كل شر وفساد- ام لا .وجزاكم الله خيرا .
انا متؤكد انه لو يصل هذا الامر الى ولي امرنا عبد العزيز بوتفليقة - حفظه الله ووفقه لكل خير- سيأمر بحجب هذه الشبكة الارهابية " سحاب " عن رعيته .
لانه معروف - ولله الحمد - باطفاء نار فتنة الخوارج في بلادنا فهو لايريدها ان تعود كما صرح بذلك مرارا وتكرارا.والله الموفق.

بن حمد الأثري
10-22-2007, 03:00 PM
ربيع يسب ويلعن أتباعه الغلاة الذين يتبعونه في أخطائه بالصوت
http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=7134

يقولون عن هذه الأدلة والبراهين افتراءات وأباطيل ؟!!!!!!!! مساكين

12d8c7a34f47c2e9d3==