السلفيه
12-17-2003, 02:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عن حذيفه بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا انتظر الآخر:((حدثنا أن الامانه نزلت في جذور قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القران وعلموا من السنه ثم حدثنا عن رفع الامانه فقال :((ينام الرجل النومة فتقبض الامانه من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام النومة فتقبض الامانه من قلبه فيظل أثرها مثل اثر المجل كجمر دحرجته رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شئ)) ثم أخذ حصاه فدحرجها على رجله ,((فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الامانه حتى يقال:إن في بني فلان رجلا أمينا حتى يقال للرجل: ما اجلده ما أظرفه ما اعقله! وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان )). ولقد أتى على زمان وما أبالي آيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه على دينه وإن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه على ساعية وأما اليوم فما كنت أبايع منكم إلا فلانا وفلانا )).
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن حذيفه بن اليمان رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قدر رأيت أحدهما وأنا انتظر الآخر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث الصحابة ما يراه مناسبا والنبي عليه الصلاة والسلام إذا حدث أحد بشيء فإنه حديث له وللامة إلى يوم القيامة وحذيفه بن اليمان يقال له صاحب السر لان النبي صلى الله عليه وسلم حدثه عن قوم من المنافقين علمهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر بهم حذيفه وكانوا نحو ثلاثة عشر رجل سماهم بأسمائهم.
فذكر رضي الله عنه ما حدثه به النبي صلى الله عليه وسلم من نزع ألامانه من قلوب الرجال فقوله صلى الله عليه وسلم :(( إن الامانه نزلت في قلوب الرجال)) يعني في اصلها ثم أنزل عليهم من القران والسنه ما يثبت ويؤيد هذا الأصل فجاء القرآن والسنه مؤيدا للفطره التي فطر الناس عليها وعلموا من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فازدادوا بذلك أيمانا وثباتا وأداء للأمانة.
ولكن اخبر بالحديث الثاني أن هذه الأمانة سوف تنزع من قلوب الرجال والعياذ بالله تنزع فيصبح الناس يتحدثون إن في بني فلان رجل أمين يعني أنك لا تكاد تجد في القبيلة رجل واحد أمينا والباقي كلهم خيانة لم يؤدوا الأمانة.
ولقد شاهد الناس اليوم مصداق هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك تستعرض الناس رجلا رجلا حتى تبلغ على حد المائة أو المئات لا تجد الرجل الأمين الذي أدى الامانه كما ينبغي في حق الله، يؤدي الصلاة، يؤدي الزكاة، يصوم ،يحج، يذكر الله كثيرا، يسبح، لكنه في المال ليس أمينا إن وكل إليه عمل حكومي فرط وصار لا يأتي للدوام ألا متأخر، ويخرج قبل انتهاء الوقت ويضيع الأيام الكثيرة في أشغاله الخاصة، ولا يبالي، مع أنك تجده في مقدمة الناس في المساجد، وفي الصدقات، وفي الصيام، وفي الحج، لكنه ليس أمينا من جهة أخرى.
كذلك تجد الرجل يقيم الصلاة ويصوم ويحج ويتصدق ولكنه ليس أمينا في وظيفته يعرف انه لا يجوز للموظف أن يتاجر أو يفتح محل تجاره ولكنه لا يبالي ويفتح محل تجاره إما باسمه صريحا أو باسم مستعار واما برجل أجنبي يجعله في هذا الدكان وما أشبه ذلك فيكذب ويخون الدولة ويأكل المال بالباطل وهذا الذي يأكله من الحرام مانع لإجابة دعوته والعياذ بالله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :(( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى :(( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله أن كنتم إياه تعبدون)). وقال تعالى (( يا آيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وإني بما تعملون عليم)) ثم ذكر الرجل – (( يطيل السفر أشعث اغبر يمد يديه إلى السماء: يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك)).
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :(( أنى يستجاب لذلك)) بعيد أن يستجيب الله لهذا الرجل، الذي هو أشعث أغبر،يمد يديه للسماء:يارب يارب، ومع ذلك يبعد أن الله يستجيب له،لانه يأكل الحرام هذا الذي يكون موظفا بمقتضى عهد الوظيفة فإنه يمنع من مزاولة التجارة فكل كسب كسبه من هذه التجارة فهو حرام عليه سحت والعياذ بالله، ونقول لمثل هذا:أنت ألان بالخيار!إن شئت أن تبقى على الوظيفة فاترك التجارة وإن رأيت التجارة أنسب لك وأكثر فائده فاترك الوظيفة.
قال تعالى :(( أوفوا بالعقود )) وقال تعالى :(( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا)) يتعلل بعض الناس فيقول : كيف تمنعوني من التجارة وهناك وزراء يتاجرون بألاراضي وعندهم شركات كبيره فنقول :إذا ضل الناس لم يكن ضلالهم هدى وإذا كانوا هم ضالين ظالمين بما صنعوا فلا تضل أنت، فإذا قال مثلا :هذه النظم جاءت من تحت أيديهم هم الذين شرعوها فكيف يخالفونها؟ نقول حسابهم على الله وسيكونون هم أول من يحزن ويتحسر على ما صنعوا يوم القيامة حيث لا مال عندهم يفدون به أنفسهم ولا خدم ولا حراس يحتجزون عنهم. ولا نسب ولا قرابة تنفعهم فأنت لا تتخذ من مخالفات الناس دليلا وسلما لمعصية الله ولكن عليك بالوفاء بما عاهدت غيرك عليه وإن كان غيرك خالف ذلك فليس لك أن تخالفه أنت.
شرح رياض الصالحين الجزء الأول صفحه578 باب الأمر بأداء الأمانه للشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى
عن حذيفه بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا انتظر الآخر:((حدثنا أن الامانه نزلت في جذور قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القران وعلموا من السنه ثم حدثنا عن رفع الامانه فقال :((ينام الرجل النومة فتقبض الامانه من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام النومة فتقبض الامانه من قلبه فيظل أثرها مثل اثر المجل كجمر دحرجته رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شئ)) ثم أخذ حصاه فدحرجها على رجله ,((فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الامانه حتى يقال:إن في بني فلان رجلا أمينا حتى يقال للرجل: ما اجلده ما أظرفه ما اعقله! وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان )). ولقد أتى على زمان وما أبالي آيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه على دينه وإن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه على ساعية وأما اليوم فما كنت أبايع منكم إلا فلانا وفلانا )).
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن حذيفه بن اليمان رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قدر رأيت أحدهما وأنا انتظر الآخر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث الصحابة ما يراه مناسبا والنبي عليه الصلاة والسلام إذا حدث أحد بشيء فإنه حديث له وللامة إلى يوم القيامة وحذيفه بن اليمان يقال له صاحب السر لان النبي صلى الله عليه وسلم حدثه عن قوم من المنافقين علمهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر بهم حذيفه وكانوا نحو ثلاثة عشر رجل سماهم بأسمائهم.
فذكر رضي الله عنه ما حدثه به النبي صلى الله عليه وسلم من نزع ألامانه من قلوب الرجال فقوله صلى الله عليه وسلم :(( إن الامانه نزلت في قلوب الرجال)) يعني في اصلها ثم أنزل عليهم من القران والسنه ما يثبت ويؤيد هذا الأصل فجاء القرآن والسنه مؤيدا للفطره التي فطر الناس عليها وعلموا من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فازدادوا بذلك أيمانا وثباتا وأداء للأمانة.
ولكن اخبر بالحديث الثاني أن هذه الأمانة سوف تنزع من قلوب الرجال والعياذ بالله تنزع فيصبح الناس يتحدثون إن في بني فلان رجل أمين يعني أنك لا تكاد تجد في القبيلة رجل واحد أمينا والباقي كلهم خيانة لم يؤدوا الأمانة.
ولقد شاهد الناس اليوم مصداق هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك تستعرض الناس رجلا رجلا حتى تبلغ على حد المائة أو المئات لا تجد الرجل الأمين الذي أدى الامانه كما ينبغي في حق الله، يؤدي الصلاة، يؤدي الزكاة، يصوم ،يحج، يذكر الله كثيرا، يسبح، لكنه في المال ليس أمينا إن وكل إليه عمل حكومي فرط وصار لا يأتي للدوام ألا متأخر، ويخرج قبل انتهاء الوقت ويضيع الأيام الكثيرة في أشغاله الخاصة، ولا يبالي، مع أنك تجده في مقدمة الناس في المساجد، وفي الصدقات، وفي الصيام، وفي الحج، لكنه ليس أمينا من جهة أخرى.
كذلك تجد الرجل يقيم الصلاة ويصوم ويحج ويتصدق ولكنه ليس أمينا في وظيفته يعرف انه لا يجوز للموظف أن يتاجر أو يفتح محل تجاره ولكنه لا يبالي ويفتح محل تجاره إما باسمه صريحا أو باسم مستعار واما برجل أجنبي يجعله في هذا الدكان وما أشبه ذلك فيكذب ويخون الدولة ويأكل المال بالباطل وهذا الذي يأكله من الحرام مانع لإجابة دعوته والعياذ بالله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :(( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى :(( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله أن كنتم إياه تعبدون)). وقال تعالى (( يا آيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وإني بما تعملون عليم)) ثم ذكر الرجل – (( يطيل السفر أشعث اغبر يمد يديه إلى السماء: يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك)).
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :(( أنى يستجاب لذلك)) بعيد أن يستجيب الله لهذا الرجل، الذي هو أشعث أغبر،يمد يديه للسماء:يارب يارب، ومع ذلك يبعد أن الله يستجيب له،لانه يأكل الحرام هذا الذي يكون موظفا بمقتضى عهد الوظيفة فإنه يمنع من مزاولة التجارة فكل كسب كسبه من هذه التجارة فهو حرام عليه سحت والعياذ بالله، ونقول لمثل هذا:أنت ألان بالخيار!إن شئت أن تبقى على الوظيفة فاترك التجارة وإن رأيت التجارة أنسب لك وأكثر فائده فاترك الوظيفة.
قال تعالى :(( أوفوا بالعقود )) وقال تعالى :(( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا)) يتعلل بعض الناس فيقول : كيف تمنعوني من التجارة وهناك وزراء يتاجرون بألاراضي وعندهم شركات كبيره فنقول :إذا ضل الناس لم يكن ضلالهم هدى وإذا كانوا هم ضالين ظالمين بما صنعوا فلا تضل أنت، فإذا قال مثلا :هذه النظم جاءت من تحت أيديهم هم الذين شرعوها فكيف يخالفونها؟ نقول حسابهم على الله وسيكونون هم أول من يحزن ويتحسر على ما صنعوا يوم القيامة حيث لا مال عندهم يفدون به أنفسهم ولا خدم ولا حراس يحتجزون عنهم. ولا نسب ولا قرابة تنفعهم فأنت لا تتخذ من مخالفات الناس دليلا وسلما لمعصية الله ولكن عليك بالوفاء بما عاهدت غيرك عليه وإن كان غيرك خالف ذلك فليس لك أن تخالفه أنت.
شرح رياض الصالحين الجزء الأول صفحه578 باب الأمر بأداء الأمانه للشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى