المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع ربيع الإرجاء حوار مع ربيع المدخلي في تقريره الإرجاء في بلد الحرمين


كيف حالك ؟

أبو حامد السلفي
03-09-2007, 05:12 PM
وقفات مع ربيع الإرجاء


حوار
مع ربيع المدخلي في تقريره الإرجاء
في بلد الحرمين

إعداد
أحمد بن عبدالرحمن القحطاني

[line]




الوقفة الأولى:
قرر ربيع المدخلي مذهب الإرجاء في مسائل الإيمان بقوله: أن جنس العمل غير داخل في الإيمان، بل وأنكر لفظ (جنس العمل) بالكلية، كما في مقال له في شبكة سحاب بتاريخ 2/11/2006.
وهذا التقرير يعتبر من بدع المرجئة لأنه مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة في مسألة الإيمان.
ولقد قرر أهل العلم أن من ترك جنس العمل فهو كافر(1 )، وتكلموا عن جنس العمل في كتبهم المصنفة في السنة منهم (شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن رجب والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهم الله تعالى) وغيرهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج7 ص621): (وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله بقلبه، أو بقلبه ولسانه، ولم يؤد واجباً ظاهراً، ولا صلاة، ولا زكاة، ولا صياماً، ولا غير ذلك من الواجبات [أو] لا لأجل أن الله أوجبها، مثل أن يؤدي الأمانة أو يصدق الحديث، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر، فإن المشركين، وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج7 ص611): (ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج، ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب، وزندقة لا مع إيمان صحيح، ولهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع عن السجود الكفارَ). اهـ
وقال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم (ج1 ص58): (والمشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان: قول وعمل ونية، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان، وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم، وأنكر السلف على من أخرج الإعمال من الإيمان إنكاراً شديداً، وممن أنكر ذلك على قائله، وجعله قولاً محدثاً: سعيد بن جبير، وميمون ابن مهران، وقتادة، وأيوب السختياني، وإبراهيم النخعي، والزهري، ويحيى بن أبي كثير، وغيرهم.
وقال الثوري: هو رأي محدثٌ، أدركنا الناس على غيره، قال الأوزاعي: كان من مضى من السلف لا يفرقون بين العمل والإيمان). اهـ
وسئل فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله: من شهد أن لا إله إلا الله، واعتقد بقلبه، ولكن ترك جميع العمل، هل يكون مسلماً؟
فأجاب فضيلته: (لا، ما يكون مسلماً حتى يوحد الله بعمله، يوحد الله بخوفه ورجائه، ومحبته، والصلاة، ويؤمن أن الله أوجب كذا وحرم كذا. ولا يتصور... ما يتصور أن الإنسان المسلم يؤمن بالله يترك جميع الأعمال، هذا التقدير لا أساس له. لا يمكن يتصور أن يقع من أحد... نعم لأن الإيمان يحفزه إلى العمل الإيمان الصادق... نعم).(2 ) اهـ
وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في مسائل في الإيمان (ص34): (العمل من الإيمان، فمن تركه يكون تاركاً للإيمان، سواء ترك العمل كله نهائياً فلم يعمل شيئاً أبداً، أو أنه ترك بعض العمل لأنه لا يراه من الإيمان ولا يراه داخلاً في الإيمان فهذا يدخل في المرجئة، والعمل قد يزول الإيمان بزواله كترك الصلاة). اهـ
وقال الحافظ أبو عبيد رحمه الله في الإيمان (ص65): (فلم يجعل الله للإيمان حقيقة إلا بالعمل على هذه الشروط، والذي يزعم أنه بالقول خاصة يجعله مؤمناً حقاً، وإن لم يكن هناك عمل فهو معاند لكتاب الله والسنة). اهـ
وقال الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن رحمه الله: (ومجرد الإتيان بلفظ الشهادة، من غير علم بمعناها، ولا عمل بمقتضاها: لا يكون به المكلف مسلماً).(3 ) اهـ
ولقد أكد أهل العلم في كتبهم التكلم بـ(جنس العمل) ولم ينكر عليهم أحد من العلماء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج7 ص616): (وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب، وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع سواء جعل الظاهر من لوازم الإيمان، أو جزءً من الإيمان كما تقدم بيانه). اهـ
وقال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله – وهو يذكر اختلاف السلف فيما يصح به الإيمان من العمل -: (إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً).(4 ) اهـ
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في فتح ربِّ البرية (ص56): (من جهة حسن العمل وجنسه فكلما كان العمل أحسن كانت زيادة الإيمان به أعظم، وحسن العمل يكون بحسب الإخلاص والمتابعة.
وأما جنس العمل فإن الواجب أفضل من المسنون، وبعض الأعمال أفضل من بعض فمتى أتى الإنسان بما هو أفضل كانت زيادة الإيمان به أعظم). اهـ

[line]

1) لأن ترك جنس العمل مسقط لأصل الإيمان، فلا يوجد مؤمن عند أهل السنة والجماعة إلاّ ولابد أن يأتي بجنس العمل.
2) نقلاً من (التعليق على فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) الشريط الثاني أول الوجه الثاني.
3 ) انظر ((الدُّر السّنية في الأجوبة النجدية)) (ج1 ص522).
4 ) ((جريدة الرياض)) العدد (12506) في تاريخ 13/7/1423هـ .

الاثري83
03-10-2007, 02:58 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.

12d8c7a34f47c2e9d3==