المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمراض القلوب


كيف حالك ؟

أبو عبد العزيز الكثيري
02-07-2007, 03:03 PM
الحلقة الأولى :
في مَرَضِ القلُوبِ وَشِفَائِهَا

قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ :

( قال الله تعالى عن المنافقين‏:‏ ‏{ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا }‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 10‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ ِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 53‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 60‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 31‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 57‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا‏}‏، ‏[‏الإسراء‏:‏ 82‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ‏.‏ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 14، 15‏]‏‏.‏

ومرض البدن خلاف صحته وصلاحه، وهو فساد يكون فيه يفسد به إدراكه وحركته الطبيعية، فإدراكه إما أن يذهب كالعمى والصمم، وإما أن يدرك الأشياء على خلاف ما هي عليه كما يدرك الحلو مرًا، وكما يخيل إليه أشياء لا حقيقة لها في الخارج‏.‏
وأما فساد حركته الطبيعية، فمثل أن تضعف قوته عن الهضم، أو مثل أن يبغض الأغذية التي يحتاج إليها، ويحب الأشياء التي تضره، ويحصل له من الآلام بحسب ذلك، ولكن مع ذلك المرض لم يمت ولم يهلك، بل فيه نوع قوة على إدراك الحركة الإرادية في الجملة، فيتولد من ذلك ألم يحصل في البدن إما بسبب فساد الكمية، أو الكيفية‏.‏

فالأول‏:‏ إما نقص المادة فيحتاج إلى غذاء، وإما بسبب زيادتها، فيحتاج إلى استفراغ‏.‏
والثاني‏:‏ كقوة في الحرارة والبرودة خارج عن الاعتدال، فيداوى‏. ) أ .هـ مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية / الآداب والتصوف .

12d8c7a34f47c2e9d3==