فهد
02-04-2007, 12:31 PM
"الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ وبعد :
فقد جاء دين الإسلام الحنيف داعياً لكل فضيلة ، و ناهياً عن كل رذيلة ، لأنه دين التربية الإسلامية الصافية ، والفضائل الإنسانية النبيلة ، والآداب الكريمة ، والأخلاق الحسنة التي تسمو بصاحبها ، وترتقي به في مدارج الشرف والرفعة والمثالية البشرية .
ومن هذه الآداب الإسلامية الكريمة ، والأخلاق الإنسانية الفاضلة ما يُسمى ( المروءة ) التي كثُرت تعاريفها ، وتعددت معانيها حتى اختُلفَ في تحديد تعريفٍ موحّدٍ لها . فقد عَُرِّفت بأنها : " استعمال كل خُلقٍ حسنٍ ، واجتناب كل خُلقٍ قبيح "
وجاء في تعريفها كما ورد عند بعض السلف وقد سُئل عن المروءة فأجاب : " أن لا تعمل في السرِّ شيئاً تستحي منه في العلانية "
كما ورد في تعريفٍ آخرٍ أن المروءة تعني :" اجتناب الرجل ما يشينه ، واجتناؤه [ أي اكتسابه ] ما يزينه "
وقيل إن المقصود بالمروءة : " أن يجتنب الرجل القبائح لقبحها ووخامة عاقبتها "
كما ورد عن أبي حاتم البُستي قوله : " والمروءة عندي خصلتان : اجتنابُ ما يكره الله والمسلمون من الفِعالِ ، واستعمالُ ما يُحب الله والمسلمون من الخِصال "
وهكذا يتبين لنا أن التعريفات المذكورة تتفق في الدلالة والمفهوم العام والقصد ، ولا تختلف إلا على مستوى التعبير .
وعلى كل حال فإن كثرة تعاريف المروءة واختلافها وعدم الاتفاق على تعريفٍ محددٍ لها دليلٌ واضحٌ على سمو منـزلتها ، وعظيم شأنها ؛ لاسيما وأنها خُلقٌ كريم ، وسلوكٌ قويم ، وفضيلةٌ من الفضائل التي لا تكتمل إنسانية الإنسان إلا بتوافرها في سلوكه القولي والفعلي ، نظراً لما تدل عليه من كمال الصفات ومحاسن الآداب ؛ حتى قيل في شأنها " المروءةُ اسمٌ جامعٌ للمحاسن كلِّها "
ومن هنا يمكن القول : إن المروءة تعني جماع مكارم الأخلاق وكمال الأدب وحُسن السلوك ، وتمام الخُلق الإنساني الرفيع .
وصدق من قال :
إنـي لتُطرِبُني الـخِلالُ كريمةً =
طرَبَ الغريبِ بأوبـةٍ وتلاقي
وتـهزُّني ذكرى المروءةِ والندى =
بين الشمائل هِـزَّةَ المـُشتاقِ
وليس هذا فحسب فهي خصلةٌ إنسانيةٌ رفيعة القدر لما يترتب على التحلي بها من جلالٍ وجمالٍ وكمالٍ في الخُلق ، وهي إلى جانب ذلك كله من خِصال الرجولة المحمودة ؛ فقد جاء في لسان العرب أن " المروءة : كَمالُ الرُّجُولِيَّة "
وهذا يعني أن من كانت مروءته كاملةً من الرجال فقد كمُلت رجولته و علا مقامه . قال الشاعر :
وإذا الفتى جمع المروءة والتُقى = وحوى مع الأدب الحياء فقد كمُل
كما أن من كانت مروءتها كاملةً من النساء فقد كمُلت أُنوثتها ، وفي ذلك ما فيه من العون على صلاح الأمر بين الزوجين ، لما ورد أن مسلمة بن عبد الملك قال : " ما أعان على مروءةِ المرءِ كالمرأةِ الصالحة " .
وفي هذا المعنى يقول الشاعر :
إذا لم يكن في منـزل المرءِ حُرَّةٌ =
مُدبِّرةٌ ضاعتْ مروءةُ داره
"
يتبع ...
فقد جاء دين الإسلام الحنيف داعياً لكل فضيلة ، و ناهياً عن كل رذيلة ، لأنه دين التربية الإسلامية الصافية ، والفضائل الإنسانية النبيلة ، والآداب الكريمة ، والأخلاق الحسنة التي تسمو بصاحبها ، وترتقي به في مدارج الشرف والرفعة والمثالية البشرية .
ومن هذه الآداب الإسلامية الكريمة ، والأخلاق الإنسانية الفاضلة ما يُسمى ( المروءة ) التي كثُرت تعاريفها ، وتعددت معانيها حتى اختُلفَ في تحديد تعريفٍ موحّدٍ لها . فقد عَُرِّفت بأنها : " استعمال كل خُلقٍ حسنٍ ، واجتناب كل خُلقٍ قبيح "
وجاء في تعريفها كما ورد عند بعض السلف وقد سُئل عن المروءة فأجاب : " أن لا تعمل في السرِّ شيئاً تستحي منه في العلانية "
كما ورد في تعريفٍ آخرٍ أن المروءة تعني :" اجتناب الرجل ما يشينه ، واجتناؤه [ أي اكتسابه ] ما يزينه "
وقيل إن المقصود بالمروءة : " أن يجتنب الرجل القبائح لقبحها ووخامة عاقبتها "
كما ورد عن أبي حاتم البُستي قوله : " والمروءة عندي خصلتان : اجتنابُ ما يكره الله والمسلمون من الفِعالِ ، واستعمالُ ما يُحب الله والمسلمون من الخِصال "
وهكذا يتبين لنا أن التعريفات المذكورة تتفق في الدلالة والمفهوم العام والقصد ، ولا تختلف إلا على مستوى التعبير .
وعلى كل حال فإن كثرة تعاريف المروءة واختلافها وعدم الاتفاق على تعريفٍ محددٍ لها دليلٌ واضحٌ على سمو منـزلتها ، وعظيم شأنها ؛ لاسيما وأنها خُلقٌ كريم ، وسلوكٌ قويم ، وفضيلةٌ من الفضائل التي لا تكتمل إنسانية الإنسان إلا بتوافرها في سلوكه القولي والفعلي ، نظراً لما تدل عليه من كمال الصفات ومحاسن الآداب ؛ حتى قيل في شأنها " المروءةُ اسمٌ جامعٌ للمحاسن كلِّها "
ومن هنا يمكن القول : إن المروءة تعني جماع مكارم الأخلاق وكمال الأدب وحُسن السلوك ، وتمام الخُلق الإنساني الرفيع .
وصدق من قال :
إنـي لتُطرِبُني الـخِلالُ كريمةً =
طرَبَ الغريبِ بأوبـةٍ وتلاقي
وتـهزُّني ذكرى المروءةِ والندى =
بين الشمائل هِـزَّةَ المـُشتاقِ
وليس هذا فحسب فهي خصلةٌ إنسانيةٌ رفيعة القدر لما يترتب على التحلي بها من جلالٍ وجمالٍ وكمالٍ في الخُلق ، وهي إلى جانب ذلك كله من خِصال الرجولة المحمودة ؛ فقد جاء في لسان العرب أن " المروءة : كَمالُ الرُّجُولِيَّة "
وهذا يعني أن من كانت مروءته كاملةً من الرجال فقد كمُلت رجولته و علا مقامه . قال الشاعر :
وإذا الفتى جمع المروءة والتُقى = وحوى مع الأدب الحياء فقد كمُل
كما أن من كانت مروءتها كاملةً من النساء فقد كمُلت أُنوثتها ، وفي ذلك ما فيه من العون على صلاح الأمر بين الزوجين ، لما ورد أن مسلمة بن عبد الملك قال : " ما أعان على مروءةِ المرءِ كالمرأةِ الصالحة " .
وفي هذا المعنى يقول الشاعر :
إذا لم يكن في منـزل المرءِ حُرَّةٌ =
مُدبِّرةٌ ضاعتْ مروءةُ داره
"
يتبع ...