المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أداء الأمانة في اختبارات المدارس /العلامة الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين


كيف حالك ؟

البلوشي
01-05-2007, 05:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أداء الأمانة في اختبارات المدارس /العلامة الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين
فيا أيها المسلمون قد قال الله عز وجل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) وقال سبحانه (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) فسبحان الله ما أظلم الإنسان وما أجهل الإنسان تعرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فيمتنعن من حملها ثم يحملها الإنسان ويتحملها، ويتحملها بمسئوليتها إن هذا الإنسان الذي تحمل الأمانة بما وهبه الله تعالى من عقل وما أعطاه من إرادة وتصرف وما أرسل إليهم من الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام إن هذا لمسئول عن هذه الأمانة قال الله عز وجل )وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ) وقال عز وجل (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) أيها المسلمون أيها المسلمون أيها المسلمون عباد الله إن الأمانة لمسئولية عظيمة وعبء ثقيل وعبء ثقيل على غير من خففه الله عليه إنها التزام الإنسان بالقيام بحق الله وعبادته على الوجه الذي شرعه مخلصاً له الدين وكذلك التزام القيام بحقوق الناس من غير تقصير فكما تحب أن يقوموا بحقوقك من غير تقصير فإنهم يحبون أن تقوم بحقوقهم من غير تقصير ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :(من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) أيها المسلمون إن الله عز وجل أمرنا أن نؤدي الأمانة إلى أهليها وأمرنا أن إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل وهذان الأمران لا تقوم الأمة إلا بهما أداء الأمانة إلى أهليها والحكم بين الناس بالعدل وإننا الآن وإننا الآن على أبواب اختبارات الطلبة من ذكور وإناث وإن الاختبارات أمانة وحكم فهي أمانة حين وضع الأسئلة وأمانة حين مراقبة التلاميذ عند إعطائهم الأسئلة وهي حكم حين التصحيح تصحيح الأسئلة أمانة حين وضع الأسئلة فيجب على واضع الأسئلة مراعاة الأمانة بحيث تكون الأسئلة على مستوى الطلبة المستوى الذي يبين به مدى تحصيل الطالب في عام دراسته بحيث لا تكون بحيث لا تكون سهلة لا تكشف عن تحصيل ولا صعبة تؤدي إلى التعجيز والاختبارات أمانة حين المراقبة فعلى المراقب أن يراعي تلك الأمانة التي ائتمنه عليها التي ائتمنته عليها إدارة المدرسة ومن ورائها الوزارة أو الرئاسة وفوق ذلك وفوق ذلك دولة ائتمنته على المجتمع كله فعلى المراقب أن يكون مستعيناً بالله بحيث إذا دخل قاعة الامتحان قال اللهم أعني فلا حول ولا قوة إلا بك وأن يكون يقظاً في مراقبته مستعملاً حواسه السمعية والبصرية والفكرية يسمع وينظر ويستنتج من الملامح والإشارات إن على المراقب أن يكون قوياً لا تأخذه في الله لومة لائم يمنع إي طالب من الغش أو من محاولة الغش لأن تمكين الطالب من الغش خيانة وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :(من غش فليس منا ) ولا فرق بين درس وآخر لا بين درس التفسير والحديث والفقه ولا بين درس اللغة العربية واللغة الإنجليزية كل ذلك أمانة تجب المحافظة عليه وتمكين الطالب من الغش ظلم لزملائه الحريصين على العلم المجدين في طلبه الذين يرون من العيب أن ينالوا درجة النجاح بالطرق الملتوية إن المراقب إذا مكن أحد من هؤلاء من هؤلاء المهملين الفاشلين، الفاشلين في دراستهم إذا مكنهم من الغش فأخذوا درجة نجاح يتقدمون بها على الحريصين المجدين كان ذلك ظلم لهم وكان كذلك ظلماً للطالب الغاش وهو في الحقيقة مغشوش حيث أنخدع بدرجة نجاح وهمية لم يحصل بها على ثقافة ولا علم ليس له من ثقافته ولا علمه سواء بطاقة يحمل بها شهادة زيف لا حقيقة وإذا بحث معه في أدنى مسألة من ما تنبئ عنه هذه البطاقة لم تحصل منه على علم إن تمكين الطالب من الغش خيانة لإدارة المدرسة وللوزارة أو الرئاسة إلا وللوزارة أو الرئاسة التي من ورائها وخيانة للدولة وخيانة للمجتمع كله ولمن، ولمن مكن الطالب من هذا الغش إنه لا يحل بآي حال من الأحوال تمكين الطلاب من الغش أو محاولته لأنه يبقى المجتمع لا ثقافة عنده في الحقيقة فيحصل الفشل الذريع عندما يتولى هذا الطالب الذي نجح في هذه الغش فلا يستطيع أن يقوم أمام الطلبة ولا أن يدبر شئ يوكل إليه وإن من المهم جداً أن أقول إنه إذا نجح في الشهادة عن غش فأخشى أن يكون راتبه حرام عليه ذلك لأن هذا الراتب مرتب على هذه الشهادة التي تكون حقيقة لا زيفا فليتقي الله فليتقي الله أمرؤ وليجعل راتبه حلالاً طيباً إن تمكين الطالب من الغش كما يكون خيانة وظلماً من الناحية العلمية والتقديرية كذلك يكون خيانة وظلماً من الناحية التربوية لأن الطالب بممارسته الغش يكون مستسيقاً له هيناً في نفسه فيتربى عليه ويربى عليه أجيال المستقبل ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه أزرها وأزر من عمل بها إلى يوم القيامة إن على المراقب أن لا يراعي شريفاً لشرفه ولا قريباً لقرابته ولا غني لماله ولا فقير لحاله إن عليه أن يراقب الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور عليه أن يؤدي الأمانة كما تحملها لأنه مسئول عن ذلك يوم القيامة فليعد لهذا السؤال جواباً صوابا أيها الأخوة وأخص بذلك المدرسين إن الاختبارات حكم حين التصحيح فإن المعلم الذي يقدر درجات أجوبة الطلبة ويقدر درجات سلوكهم هو حاكم بينهم لأن أجوبتهم بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي فإذا أعطى طالباً درجات أكثر من ما يستحق فهذا يعني أنه حكم له بالفضل على غيره مع قصوره وهذا جور في الحكم وإذا كان لا يرضى أن يقدم على ولده من هو دونه فكيف يرضى أن يقدم على أولاد الناس من هو دونهم وإن من الأساتذة من لا يتقي الله عز وجل في تقدير درجات الطلبة فيعطي أحدهم ما لا يستحق إما لأنه أبن لصديقه أو قريبه أو أبن لشخص ذي شرف أو مال أو رئاسة ويمنع بعض الطلبة ما يستحق إما لعداوة شخصية بينه وبين الطالب أو بينه وبين أبيه أو لغير ذلك من الأسباب وهذا كله خلاف العدل الذي أمر به الله ورسوله فإن إقامة العدل واجبة، واجبة في كل حال على من جعلك الله حاكماً بينهم ألا فليتقي الله هؤلاء المصححون وأن يعطوا كل إنسان ما يستحق وأن لا يحرموا من وأن لا يحرموا حق من يستحقه إن ذلك لظلم يقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) ويقول جل وعلا ( وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وفقني الله وإياكم لأداء الأمانة وجعلني وإياكم من يتحملونها على وجه الاستقامة وغفر لنا ولكم الذنوب وستر منا العيوب إنه على كل شئ قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة يوم نلاقيه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أبو عبد الله الحربي
01-06-2007, 02:49 AM
بارك الله فيك

البلوشي
06-11-2007, 05:24 PM
جزاك الله خيرا

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
06-11-2007, 07:05 PM
جزاك الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==