المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاصمة الخافضة لفرقة المرجئة الخامسة داحضة(الردعلى ربيع المدخلي) لفضيلة الشيخ فوزي


كيف حالك ؟

سيف الله السني
12-24-2006, 12:29 AM
القاصمة الخافضة

لفرقة الْمُرْجِئَة الْخَامِسَة داحضة

حوار

مع الناطق الرسمي لَهَذِه الْفُرْقَة فِي هَذَا الْعَصْر فِي مقاله الْأَخِير رَبِيع بَن هَادِي المدخلي


لفضيلة الشَّيْخ الْعَلَامَة فوزي بَن عَبد اللّه الْحُمَيْدِيّ الأثري حَفِظَه اللّه



فَهَذَا ردٌ لفضيلة الشَّيْخ الْعَلَامَة الْمُحْدِث النَّاقِد فوزي بَن عَبد اللّه بَن مُحَمَد الْحُمَيْدِيّ الأثري حَفِظَه اللّه عَلَى مَا كَتَبَه وسطره رَبِيع بَن هَادِي الَمدخلي فِي مسائل الإيمَان لَا سيمَا فِي مقاله الْأَخِير ، وَالَّذِي يقرر فِيه أَن الإيمَان أَصْل وَالْعَمَل فَرع .
وقد أجاد وأفاد الشَّيْخ الأثري حَفِظَه اللّه فِي رَدَّه هَذَا أيمَا إجادة حَيْث أستدل عَلَى بطلَان مَا قَرَّرَه رَبِيع الَمدخلي مَن الْكِتَاب وَالسَّنَة وَآثَار السَّلَف وأقوال الْأَئِمَّة والحفاظ ممَا لَم يَدَع مجالَاً لرَبِيع الَمدخلي فِيه متنفساً أَو كلَامَاً .
فجزا اللّه الشَّيْخ خَيْر الْجَزَاء عَلَى مَا قَدَّم ، وَنَحْن ننصح جَمِيع طالبي الْحَق ومريديه وملتمسيه أَن يَسمع هَذَا الرَّدّ بِأُذُن صاغية وَقَلَب متجرد عن الْهَوَى والعصبية ، واللّه الهَادِي إِلَى سَوَاء السَّبِيل .

بيانات: المدة : ساعيتن إلا شيء.

الحجم : 6 ميجا والمضغوط أقل

للاستماع:

http://sheikfawzi.net/sound.php?ID=267&cat=17&do=show_subject


الملف المضغوط للتحميل :

http://www.sheikfawzi.net/fm/rabee/alkasma.rar

........

الملفات المقسمة للتحميل:

http://www.sheikfawzi.net/fm/rabee/mo2/alkasma.part1.rar

http://www.sheikfawzi.net/fm/rabee/mo2/alkasma.part2.rar

http://www.sheikfawzi.net/fm/rabee/mo2/alkasma.part3.rar

http://www.sheikfawzi.net/fm/rabee/mo2/alkasma.part4.rar

http://www.sheikfawzi.net/fm/rabee/mo2/alkasma.part5.rar

http://www.sheikfawzi.net/fm/rabee/mo2/alkasma.part6.rar

شرح فك الضغط عن الملفات القسمة:


http://www.sheikfawzi.net/fm/rabee/mo2/a2252.jpg


موقع الشيخ فوزي الأثري حفظه الله :

http://sheikfawzi.net/sound.php?do=show_sound_files&cat=17

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
12-24-2006, 10:22 AM
حفظ الله شيخنا الفاضل العلامة المحدث أبا عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري و بارك الله فيه و في علمه و عمله و دعوته و عمره

خالد جلالي
12-24-2006, 01:35 PM
جزاكم الله خيرا

أبو سفيان
12-24-2006, 02:40 PM
جزاكم الله خير،وماشاء الله الشيخ فوزي البحريني

الاثري83
12-25-2006, 02:38 PM
حفظ الله لؤلؤة البحرين وبارك فيه.

البلوشي
12-25-2006, 07:07 PM
جزاك الله خيرا الشيخ فوزي الأثري

أبو عمر الدوسري
12-26-2006, 04:26 PM
جزى الله الشيخ فوزي خيرا الجزاء ونفع به

قاسم علي
12-27-2006, 04:25 PM
جزى الله الشيخ فوزي خيرا الجزاء ونفع به

أبو عبدالعزيز الأثري
12-27-2006, 04:28 PM
جزاكم الله خير أخي على هذا النقل المبارك , وجزئ شيخنا أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري السلفي حفظه الله تعالى وجعله سيف في وجوه أهل البدع في كل مكان اللهم آمين ..آمين

عبدالجبار
12-27-2006, 10:31 PM
جزى الله فضيلة الشيخ العلامة أبي عبد الرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري
و حفظه الله و نفع بعلمه و بارك في عمره

عبد القادر البكري
12-27-2006, 11:24 PM
جزاكم الله خير أخي على هذا النقل المبارك , وجزئ شيخنا أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري السلفي حفظه الله تعالى وجعله سيف في وجوه أهل البدع في كل مكان اللهم آمين ..آمين

فواصل
12-29-2006, 05:06 PM
نريد من طلاب الشيخ تفريغ المادة الصوتية والقراءة أسهل من السمع وأضبط

فكري الدينوري
12-29-2006, 05:14 PM
بارك الله في ريحانة البحرين


والقول ما قال الأخ فواصل :


نريد من طلاب الشيخ تفريغ المادة الصوتية
والقراءة أسهل من السمع وأضبط

فكري الدينوري
01-01-2007, 01:04 PM
من خلال هذا الرابط يوجد تحذير الشيخ فوزي من دلائل البرهان ، لكن للأسف تم حذف الرابط من موقع الشيخ فليت أن الأخوة في البحرين يضعون الدرس من جديد او يضعوا الفتوى مستقلة في موقع الشيخ ليكي يعم النفع بها .



http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=10630

أبوعكاشة الأثري
01-03-2007, 09:29 PM
جزى الله الشيخ فوزي الأثري خير الجزاء

سليمان الحربي
01-08-2007, 02:28 PM
.........................

أبو علي السلفي
01-08-2007, 07:14 PM
هذا تفريغ الأخ سليمان الحربي لمحاضرة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله

أرجوا من الإخوه القريبين من الشيخ نسخه وعرضه على الشيخ ,فإن كان هناك خطأ في التفريغ نرجوا التنبيه عليه

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
01-09-2007, 04:46 PM
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم

سليمان الحربي
01-10-2007, 03:10 PM
التفريغ بعد التصحيح لرد الشيخ فوزي على ربيع المدخلي، ونرجو عرضه على الشيخ فوزي للملاحظة وتعديل ما يراه لا زماً.

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
01-10-2007, 05:39 PM
نفع الله الأمة الإسلامية بهذا الرد المفحم..فجزى الله شيخنا العلامة المحدث أبا عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري و نفع الله بعلمه و دعوته و بارك الله في عمره

العربي
01-15-2007, 10:48 AM
جزى الله الشيخ أبي عبدالرحمن فوزي الاثري خير الجزاء

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:23 PM
جزاك الله خيرا أخي سليمان على هذا التفريغ
وسأضعه هنا في هذه الصفحة لكي يسهل النقل منه


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأبتدئ السؤال عن مقال ربيع المدخلي الذي تكلم فيه من فترة قصيرة ويقرر فيه مذهب المرجئة ويريد كثير من الإخوان أن نجيب عليه إجابات أثرية.
فأولاً أقول: السؤال هو من وضع ربيع، ثم أجاب عليه بكلام مخلط وخبط فيه كعادته في الإجابة على بعض مسائل الإيمان، وخالف السلف فيها، فالسؤال يختلف عن الإجابة، والإجابة تختلف عن السؤال تماماً، وأنا اطلعت على جميع ما كتبه، ثم رجعت إلى المراجع التي ذكرها بأكملها من قول ابن منده في كتابه الإيمان، وكذلك قول شيخ الإسلام ابن تيميه وابن رجب وغيرهم من علماء الأمة.
فالسؤال الذي وضعه ربيع ثم أجاب عنه: هو هل يجوز أن يرمى بالإرجاء من يقول إن الإيمان أصل والعمل كمال (فرع) ؟ ثم ذكر الآيات، وهي في الحقيقة عليه لا له؛ لأن أهل العلم أهل التوحيد وأهل العقيدة ردوا عليه في هذه المسألة وغيرها، وبينوا خطاه في مسائل الإيمان وغيرها، بل ردوا عليه في مسألة التنازل عن الأصول، وعدم تأدبه مع الله - سبحانه وتعالى -، ولا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولا مع الصحابة، وخطأه كذلك في مسائل في الصفات، ومسألة نصيحة أهل البدع، والجلوس معهم للنصح - زعم-، ومسألة سفر وسلمان والقرني، وغير ذلك مما بينه أهل العلم بالأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال السلف في تبيين خطأه ومع هذا كله ما زال يجادل في الله بغير علم ولا هدىً ولا كتاب منير ليضل عن سبيل الله - سبحانه وتعالى -، بل جادل بالباطل ليدحض به المنهج السلفي الأثري، فهذا الرجل في كل فترة يفاجئنا بكلام غريب عن السلف في الاعتقاد والمنهج، وهذه هي الأخطاء التي يقع فيها في كل فترة؛ بسبب أنه يبحث في هذه المسائل، فيظن أنه وجد شيئاً يتعلق به ليبرر به كلامه المنحرف في العقيدة والمنهج، فهو يريد أن يصحح الخطأ بالخطأ، فيقع في الخطأ وما زال، فهذا هو الجدال بالباطل .
واعلم أن أي شخص يخالف الحق يظن أن يبتلى بالباطل، والجدل بالباطل، وجدل ربيع هذا يذكرني بجدل عبد الرحمن عبد الخالق الإخواني القطبي مع علماء أهل السنة والجماعة، وهذا الكل يعرفه، والله - سبحانه وتعالى - يقول وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ، وهذه عليه ليست له، فهذا الرجل ضل عن سبيل الله - سبحانه وتعالى - بما جادل بالباطل، فهو يذكر هذه الآية، وهذه الآية عليه، وكذلك قوله – تعالى - وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، فهو أول رجل من الداخلين في هذه الآية فعندما ركن إلى وساوس الشيطان وخبط وخلط في دين الله - سبحانه وتعالى - أضله والله - سبحانه وتعالى - على علم والله المستعان.
وقوله تعالى  وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ، كذلك يدخل هو في هذه الآية، فهو له نصيب وفير من هذه الآيات التي ذكرها، وهذه الآيات تدحضه هو وأشكاله، فهذا الرجل اختـرع أصولاً لا علاقة لها بالكتاب والسنة ومنهج السلف لا من قريب ولا من بعيد، والفترة التي رد عليه فيها أهل العلم كانت له الفرصة إلى أن يراجع أهل العلم، ويجلس معهم، ويتفاهم معهم عن أخطائه، وعن منهجه خاصةً في الأصول، وكانت له الفرصة أن يتوب ويرجع، وهي فترة طويلة لكنه كان يبحث في الكتب وينظر، لكنه يفهم كلام السلف فهماً خاطئاً كما سوف يأتي بيانه، ولذلك ترى شيعته واتباعه على هذا الفهم السقيم، بل ترى من منهجهم المنحرف يتعاونون الآن مع الإخوانية، ومنهم من يتعاون مع السرورية، ومنهم من يتعاون مع التراثية، ومنهم من يتعاون مع اللادينية وهكذا، فمن أصولهم التمييع، ورأيناهم، وضربنا أمثلة وأدلة على ذلك في الدروس أو في الإنترنت، وهذا المنهج المميع جرهم إلى مخالفات كثيرة لمنهج السلف الصالح، فقوله الإيمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص إلى هاهنا وافق السلف، أما قوله حتى لا يبقى منه إلا مثقال ذرة فهذا تضليل، ومخالف لمنهج السلف، فهو لا يقول كما قال السلف حتى لا يبقى منه شيء كما نطقت الآثار في ذلك، وبينا هذا الأمر في الرد عليه، وربيع في ذلك لم يتبع الآثار السلفية، والأقوال الأثرية، وهو يدعي اتباع الأثر وأقوال السلف، فما باله هنا يخالف ولا يريد أن ينظر لقول السلف في هذا بأن الإيمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص، وينقص حتى لا يبقى منه شيء؛ لأن الإيمان أما أن يبقى منه شيء، وهذا بالنسبة كما بينا للمسلم إن بقي من إيمانه شيء، فممكن أن يبقى منه ذرة أو أدنى من ذلك كما نطقت الأدلة بذلك، وبينت هذا في كتابي "القناعة في شذوذ زيادة قل اعملوا خيراً قط في حديث الشفاعة"، ونقلت عن السلف في هذا، وأقوال أهل العلم فالروايات تبين بأن هؤلاء العباد من المسلمين الذين دخلوا النار؛ بسبب ذنوبهم، وضعف إيمانهم، ومنهم من يكون إيمانه بقدر الذرة من الخير بقلبه، وهذا لا يكن إلا من المسلم، ثم يخرجون من النار لبقاء شيء من الخير فيهم.

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:26 PM
وإليك أقوال أهل العلم في ذلك:
قال شيخنا الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله تعالى - في فتح رب البرية: "ترك الطاعة بأن الإيمان ينقص به والنقص به على حسب تأكد الطاعة فكلما كانت الطاعة أوكد كان نقص الإيمان بتركها أعظم وربما فقد الإيمان كله كترك الصلاة"، وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى - في التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية: "فالرد عليه من أن الذنوب تضر على كل حال منها ما يزيل الإيمان بالكلية، ومنها ما لا يزيل بالكلية، بل ينقصه وصاحبه معرض للوعيد المترتب عليه"، وكذلك هذا الذي بينه الشيخ فالح الحربي – حفظه الله تعالى - في تنبيه الألباء، وبين بأن اعتقاد أهل السنة والجماعة بأن الأعمال جزء من الإيمان ولا يصح بدونه ويذهب بذهابه بالكلية، وسيأتي أقوال بعض أهل العلم في هذا الأمر كقول ابن تيمية وغيره، وهؤلاء العلماء وغيرهم من علماء السنة موافقون لمذهب السلف بذهاب الإيمان بالكلية، الذي لا يريد ربيع المدخلي أن يعترف بهذا، وينطق به، فهو يريد أن يقرر بأن العمل شرط كمال في الإيمان يصح الإيمان بدون العمل، وهذا هو مذهب المرجئة، وهذا مذهب المرجئة الخامسة، فأما إنكاره لفظ ينقص حتى لا يبقى منه شيء، فيرد عليه من أقوال السلف وهو يدعي بأن السلف قالوا وقرروا بأن العمل من الإيمان، وأن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وهو يقول بذلك فقط، لكن ذلك من أقوال السلف، كذلك بأن الإيمان ينقص ينقص حتى لا يبقى منه شيء فهذا من أقوال السلف، فلماذا لا يأخذ بهذه الآثار، وهو في الحقيقة لا يريد أن يقول قد أخطأت في ذلك ويتوب إلى الله - سبحانه وتعالى -، ثم نذكر له أقوال السلف في ذلك كما ذكرناها من قبل: فيقول الإمام إسحاق - رحمه الله تعالى - : "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ينقص حتى لا يبقى منه شيء" وهذا في الأثر أخرجه الخلال في شرح السنة وغيره بإسناد صحيح، وكذلك وافق الإمام إسحاق بن منصور قول إسحاق – رحمه الله تعالى - بقوله كما في مسائله، وكذلك قول سفيان بن عيينة - رحمه الله تعالى - بأن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء، كما أخرج ذلك الحميدي في أصول السنة والصابوني في الاعتقاد واللالكائي في الاعتقاد والعدني في الإيمان وغيرهم بإسناد صحيح، وأقر الإمام أحمد ابن حنبل - رحمه الله تعالى - وابن عيينة على ذلك بأن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء، كما ذكر ذلك الخلال في السنة بإسناد صحيح، وذكر الإمام أحمد كذلك من نسبته للإيمان يزيد حتى يبلغ أعلى السماوات السبع وينقص حتى يصير إلى أسفل السافلين السبع كما ذكر عنه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، وكذلك قال الإمام البربهاري في شرح السنة والإيمان: بأن الإيمان قول وعمل وعمل وقول ونية وإصابة يزيد وينقص يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه شيء، وهكذا قال الإمام الأوزاعي - رحمه الله تعالى - نعم حتى يكون مثل الجبال وينقص حتى لا يبقى منه شيء كما ذكر عنه الأصم في حديثه، وكذلك اللالكائي في الاعتقاد، وابن عساكر في تاريخ دمشق وإن كان في سنده ضعف، لكن هذا الأثر يشهد له الآثار الأخرى للسلف، وكذلك قول الخفاق - رحمه الله تعالى -: "الإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص حتى يكون أعظم من الجبل وينقص حتى لا يبقى منه شيء"، كما أخرج ذلك حرب في المسائل بإسناد صحيح عنه، وهذا كذلك قول الإمام ابن المديني – رحمه الله تعالى - عند ما سئل عن الإيمان فقال: "قول وعمل ونية"، ثم قال: "يزداد وينقص حتى لا يبقى منه شيء"، كما ذكر عنه الثعلبي في تفسيره، وكذلك قول عمر الواسطي هذا كما ذكر عنه الثعلبي في تفسيره، وكذلك قال الإمام ابن منده - رحمه الله تعالى - في كتابه الإيمان: "ذكر خبر يدل على أن الإيمان ينقص حتى لا يبقى في قلب العبد مثقال حبة من خردل"، وأن المجاهد بالقلب واللسان واليد من الإيمان، فهذا الإمام ابن منده يذكر هذا الأمر، وربيع ينقل منه ما يشاء ويترك من كتاب الإيمان لابن منده ما يشاء، فلماذا لا يقول بقول ابن منده هذا؟!
ومن هنا يتبين بأن ربيع المدخلي لا يقول بقول السلف في هذه المسألة

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:32 PM
وأما قوله عن جنس العمل أخرجه من الإيمان بقوله: "جنس العمل وهو لفظ لا وجود له في الكتاب والسنة ولا خاصم به السلف ولا ادخلوه في قضايا الإيمان"، انظروا أخرج العمل من الإيمان أو عن الإيمان بقوله ولا ادخلوه في قضايا الإيمان، وهذا هو الإرجاء، وهذا هو الإرجاء، فهو أخرج العمل عن الإيمان، والسلف ادخلوه في الإيمان، وقالوا أنه جزء من الإيمان، وكلمة (جنس العمل) لا يبنى عليها أشياء، ونافح عنها ربيع كثيراً، وطعن في أهل العلم عندما تلفظوا (بجنس العمل)، وهذا الأمر تلفظ به بعض علماء أهل السنة والجماعة: كشيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الفوزان، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ الغديان، والشيخ فالح الحربي وغيرهم، فهو لماذا يتشدد في هذه المسألة ويقول لا وجود لها وما شابه ذلك؟!؛ كل ذلك يريد أن يقرر مذهب الإرجاء فمن تركها فله، ومن قال بها فلا بأس في ذلك، وسؤاله واضح في جعل الإيمان أصلاً والعمل كمالاً أو فرعاً، وبهذا يريد أن يقول بأن العمل شرط كمال في الإيمان، ثم إن سؤاله يختلف عن الإجابة، خاصة نقله عن ابن منده وابن تيمية وابن القيم وغيرهم، فالسؤال يقول: إن الإيمان أصل والعمل كمال (فرع)

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:33 PM
نقل قول ابن منده في الإيمان.
قال أهل الجماعة: الإيمان هو الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلاً وفرعاً فأصله المعرفة بالله والتصديق له وبه وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب له والخوف منه والتعظيم له مع ترك التكبر والاستنكار والمعاندة فإذا أتى بهذا العقد فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ولا يكون مستكملاً له حتى يأتي بفروعه وفروعه المفترض عليه أو الفرائض واجتناب المحارم، ومن قبل هذا قال ابن منده في الإيمان: "ذكر اختلاف أقاويل الناس في الإيمان ما هو؟ فقالت طائفة من المرجئة الإيمان فعل القلب دون اللسان، وقالت طائفة منهم الإيمان فعل اللسان دون القلب وهم أهل الغلو في الإرجاء، وقال جمهور أهل الإرجاء الإيمان هو فعل القلب واللسان جميعاً، وقالت الخوارج الإيمان فعل الطاعات المفترضة كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح، وقال آخرون الإيمان فعل القلب واللسان مع اجتناب الكبائر"، ثم ذكر قول الجماعة كما ذكرنا، ثم ذكر ابن منده حديث "الإيمان بضع وسبعون أو ستون شعبة أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" يقول ابن منده - رحمه الله تعالى - : "فجعل الإيمان شعباً بعضها باللسان والشفتين وبعضها بالقلب وبعضها بسائر الجوارح ثم ذكر حديث وفد عبد القيس "أو آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله، شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة" الحديث، ثم ذكر الأحاديث فيها "الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون" من حديث أبي هريرة وابن عمر في الحياء وعمران بن الحصين في صحيح البخاري ومسلم، فهذه الأحاديث التي أوردها ابن منده - رحمه الله تعالى - دالة على مذهب أهل السنة والجماعة من أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، وهو ما يذهب إليه المصنف وهو مراده في إيراد هذه الأحاديث، والرد على المرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان، فهو مراده - رحمه الله تعالى - بأن يبين بأن الإيمان له شعب، ولم يقل بأن العمل كمال في الإيمان، أو شرط كمال في الإيمان، أو فرع في الإيمان، فلم يقل ابن منده ذلك، وهذا قول ربيع ليس قول ابن منده، وأهل السنة والجماعة، بل ذكر جزءاً من قول ابن منده - رحمه الله تعالى - في الإيمان وهذا لا يتبين منه مراد ابن منده - رحمه الله تعالى -، بل لا بد أن ينقل هذه الآثار وهذه الأحاديث وأقوال في المرجئة وأهل السنة والجماعة حتى يتبين له مراد ابن منده - رحمه الله تعالى - وهو يريد أن يقرر بأن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح؛ إذن الجواب على مراد ابن منده، أن أهل السنة والجماعة يجعلون العمل من الإيمان، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : "الإيمان بضع وسبعون شعبة" وذكر منها "إماطة الأذى عن الطريق" وهو فعل الجوارح وإن كان إماطة الأذى بنفسه من الفروع لا من الأصول لكن هذا تقرير بأن العمل جزء من الإيمان لكن العمل نفسه أصل في الإيمان ومن الإيمان وجزء من الإيمان بخلاف المرجئة فإنهم لا يعدون العمل من الإيمان أصلاً، بل (فرعا).

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:35 PM
إذن مراد ابن منده من ذكر العمل الرد على المرجئة الذي كلامه لم ينقله ربيع، وكل ما أورده ابن منده في رده على المرجئة بين وواضح، بل هذا أي كلام ابن منده - رحمه الله تعالى - فيه رد على قول ربيع هذا، وفهمه الذي يجعل العمل فرع وشرط كمال، فابن منده خلاف مذهب ربيع في ذلك، فربيع لم يفهم كلام ابن منده جيداً، وأكبر دليل بأن ابن منده ألحق هذا الباب بباب واضح بأن مذهب ابن منده بأن العمل من الإيمان حيث قال - رحمه الله تعالى - في الإيمان: "ذكر خبر يدل على أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالأركان يزيد وينقص" أ.هـ، فألحق ابن منده بعد الباب الذي ذكرناه، والذي نقل منه ربيع ولم يتفطن ربيع للباب الذي بعده حتى يتبين له مراد ابن منده جيداً، والأبواب هذه التي ذكرها ابن منده متلاحقة ويفسر بعضها بعضاً، وهذا أكبر دليل بأن ابن منده يريد في هذه الأبواب أن يرد على المرجئة بذكر خبر يدل على أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالأركان يزيد وينقص، ثم ألحقه بباب أخفاه ربيع ولم يذكره؛ لأنه ضد مذهبه، فقال ابن منده - رحمه الله تعالى - في الإيمان: "ذكر خبر يدل على أن الإيمان ينقص حتى لا يبقى في قلب العبد مثقال حبة خردل" ثم ذكر الأحاديث التي تدل على ذلك، فلماذا ربيع لم ينقل هذا الباب؟، ويقول بقول ابن منده بأن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء، وينكر هذه اللفظة أن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء، ثم أن ابن منده - رحمه الله تعالى - يقصد بالإيمان الإسلام؛ وربيع ذكر مقاطع أو مقطع من ذلك لكن لو اطلع ربيع على كلام ابن منده كاملاً شاملاً لتبين له بأنه يقصد بالإيمان الإسلام لأنه ذكر ابن منده حديث وفد عبد القيس "الإيمان بالله، شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا حق الله" الحديث، فهذا الإسلام، فابن منده رحمه الله تعالى يرى أن الإسلام والإيمان قسمان لمعنى واحد، فيقصد بالإيمان الإسلام، وليس مراد ابن منده - رحمه الله تعالى - من الإيمان الكلام الخاص وأصول الإيمان التي تكلم عليها أهل العلم بالنسبة لأركانه، وكذلك لنقصانه أو زيادته هذه المسائل الخاصة فابن منده - رحمه الله تعالى- يتكلم عن الإسلام، ولذلك ذكر ابن منده حديث جبريل المعروف الطويل في صحيح مسلم "أخبرني عن الإسلام؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان....إلخ الحديث، ثم الإيمان أن تؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره" قال: الإسلام والإيمان، ثم ذكر ابن منده في الإيمان باب ذكر المثل الذي ضربه الله - سبحانه وتعالى – والنبي - صلى الله عليه وسلم - للمؤمن يعني: المسلم والإيمان يعني: الإسلام

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:38 PM
، فذكر هذا الباب أن الله - سبحانه وتعالى - ضرب للمؤمن يعني: المسلم، وضرب الإيمان يعني: الإسلام، وضرب مثلاً الله - سبحانه وتعالى – والنبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك ثم ذكر الآية التي استدل بها ربيع أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ إلخ الآية التي ذكرها ربيع، وهذه الآية في سورة إبراهيم، يقول ابن منده فضرب بها مثلاً لكلمة الإيمان ويدخل في ذلك الإسلام وجعل لها أصلاً وفروعاً وثمراً ثم فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بسنته فمراد ابن منده هنا أن يستدل في هذه الآية بالإيمان يعني الإسلام والإسلام له أصول وفروع كما هو معروف، فابن منده - رحمه الله تعالى - يتكلم عن الإيمان عموماً ولا يتكلم عن الإيمان خصوصاً من نقصانه مثلاً أو زيادته أو أنه قول وعمل وما شابه ذلك.
هذه المسائل خاصة بالإيمان يتكلم فيها أهل العلم لكن هنا بإيراد هذه الآية يريد أن يتكلم عن الإسلام عموماً، ثم قال ابن منده: "فالذي سمى الإيمان التصديق هو الذي أخبر أن الإيمان ذو شعب فمن لم يسم الأعمال شعباً من الإيمان كما سماها - النبي صلى الله عليه وسلم - ويجعل له أصلاً وشعباً كما جعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما ضرب الله المثل فيه كان مخالفاً له، فالإسلام أصولاً وفروعاً، ثم ذكر حديث وفد عبد القيس ثم قال ابن منده في الإيمان (1/ 351): "فالإسلام الحقيقي ما تقدم وصفه وهو الإيمان، بيان ما تقدم من الخبر" أ.هـ، فبعد ما ذكر الآية والأحاديث التي ذكرها ربيع، ذكر ابن منده القول هذا الذي لم يذكره ربيع والذي يبين التفسير الصحيح لذكر ابن منده الإيمان، فلذلك يقول ابن منده - رحمه الله تعالى - بعد ذلك: فالإسلام الحقيقي ما تقدم وصفه: كل ما تقدم من الآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم، فالإسلام الحقيقي ما تقدم وصفه وهو الإيمان، فجعل الإسلام هنا هو الإيمان، فالإيمان هنا هو الإسلام حتى أن المعلِّق على كتاب الإيمان ذكر بقوله، وسبق أن المصنف - يعني ابن منده - يرى أن الإسلام والإيمان قسمان بمعنى واحد، فلعله يقصد بالإيمان الإسلام، فبلا شك بأن ابن منده يقصد بالإيمان الإسلام، فهذه الآية ليست أو ليس فيها أي دليل لمذهب ربيع بأن العمل كمال وفرع في الإيمان، بل هو أصل في الإيمان وجزء في الإيمان، والعمل من الإيمان كما سبق من كلام ابن منده – رحمه الله تعالى – وإذاً مقصد ابن منده باسم الإيمان هنا هو الإسلام، فيتكلم عن الإسلام عموماً، وعن الإيمان عموماً، ولم يتكلم عن مسائل خاصة بالإيمان المعروفة، وهذا الذي بينه علماء السنة والأثر والحديث، كما قال ابن رجب – رحمه الله تعالى – في التفسير المجموع له: "وقد ضرب الله ورسوله مثل الإيمان والإسلام بالنخلة قال تعالىضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا إبراهيم:24،25، فالكلمة الطيبة هنا كلمة التوحيد، وهي أساس الإيمان، وهي جارية على لسان المؤمن، وثبوت أصلها هو ثبوت التصديق في القلب، في قلب المؤمن أو ثبوت التصديق بها في قلب المؤمن وارتفاع فرعها في السماء هو علو هذه الكلمة إلى أن قال ضرب العلماء مثل الإيمان بمثل الشجرة لها أصل وفروع وشعب، ثم قال: وقد ضرب الله مثل الإيمان بذلك فذكر الآية، والمراد بالكلمة كلمة التوحيد وبأصلها التوحيد الثابت في القلوب وأكلها هو الأعمال الصالحة الناشئة منه، وضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل المؤمن والمسلم بالنخلة، وهذا واضح في كلام ابن رجب، وهذا نهاية كلام ابن رجب في هذه المسألة فابن رجب بين مراد الله - سبحانه وتعالى- في هذه الآية أن يبين الإسلام عموما،ً والإيمان عموماً، وأكبر دليل بأنه ذكر التوحيد والأعمال الصالحة وغير ذلك مما ذكرنا، والإسلام له أصول وفروع، كما هو معروف ويبين هذا الأمر كذلك ابن حيان - رحمه الله تعالى - في البحر المحيط "في هذه الآية الكلمة الطيبة هي لا إله إلا الله قاله ابن عباس، أو الإيمان قاله مجاهد وابن جريج أو المؤمن نفسه قاله العوفي أو جمع طاعاته أو القرآن قاله الأصم أو دعوة الإسلام قاله ابن بحر أو الثناء على الله أو التسبيح أو التنزيه....إلخ"أ.هـ.
فيذكر بأن هنا الكلمة الطيبة والإيمان، فبين على سبيل العموم وكذلك يذكر هنا الإسلام، فمنهم من ذكر لا إله إلا الله، ومنهم من ذكر الإيمان، ومنهم من ذكر الطاعات والقرآن ودعوة الإسلام والثناء والتسبيح والتنزيه ....إلخ كلامه، وهذا هو الإسلام فلم يكن مراد العلماء الذي نقله ربيع بأن مرادهم بأن الأعمال فرع في الإيمان ليس المقصد، والمراد كذلك.

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:41 PM
وقال الألوسي في روح المعاني من هذه الآية: "والمراد بالكلمة الطيبة شهادة أن لا إله إلا الله على ما أخرجه البيهقي وغيره عن ابن عباس، وعن الأصم أنها القرآن، وعن ابن بحر دعوة الإسلام، وقيل التسبيح والتنزيه، وقيل الثناء على الله مطلقا،ً وقيل كل كلمة حسنة، وقيل جميع الطاعات، وقيل المؤمن نفسه" أ.هـ، وكذلك من أراد الزيادة في هذا فيرجع إلى تفسير السعدي - رحمه الله تعالى –، وتفسير ابن كثير، وتفسير ابن جرير وغيرهم من التفاسير، فبينوا بأن مراده الإيمان هنا عموماً، وهو الإسلام ولذلك ما ترى أحداً يقول بقول ربيع وبفهمه هذا الذي فهمه من أقوال أهل العلم، ويوضح هذا الأمر ابن رجب في جامع العلوم والحكم، فيقول: - وهو يبين الفرق بين الإسلام والإيمان – "أن من الأسماء ما يكون شاملاً بمسميات متعددة عند انفراده وإطلاقه فإذا قرن لك الاسم غيره صار دالاً على بعض المسميات والاسم المقرون به دالاً على باقيها، وذاك اسم الإسلام والإيمان. إذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر ودل بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده فإن قرن بينهما دل أحدهما على بعض ما يدل عليه في انفراده ودل الآخر على الباقي) أ.هـ.
فقاعدة ابن رجب - رحمه الله تعالى - تبين أن الإسلام والإيمان إذا اجتمع افترقا وإذا افترقا اجتمعا بمعنى إذا أفرد الإيمان شمل الإسلام كما في قوله تعالى فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فهنا يشمل الإيمان والإسلام فأي من المسلمين وإذا أفرد الإسلام شمل الإيمان كقوله تعالى الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ فهنا يشمل الإسلام والإيمان يعني وكانوا مؤمنين، وذكر ابن تيمية - رحمه الله تعالى - "الإحسان يدخل فيه الإيمان، والإيمان يدخل فيه الإسلام" انظر الدرر السنية (1 /336). وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله تعالى – في الدرر (1/ 335) "أعمال الإسلام داخلة في مسمى الإيمان شاملاً لها ففسرت بالإسلام وهو جزء من مسمى الإيمان؛ لكون الإيمان مثلاً لها ولغيرها من الأعمال الباطنة والظاهرة فإذا أفرد الإيمان بالآية في آية أو حديث دخل فيه الإسلام فالآية تنقل عن الإيمان والمراد بها الإسلام فيبين الشيخ عبد الرحمن بن حسن فإذا أفرد الإيمان بآية أو حديث دخل فيه الإسلام، وهذا هو الفهم الصحيح من الآية التي ذكرها ربيع، ويقول – أيضا -ً الشيخ عبد الرحمن بن حسن "وهذا الذي قلنا من معنى الإسلام والإيمان هو مذهب الإمام أحمد، وطائفة من السلف، والمحققين، وذهب طائفة من أهل السنة – أيضا -ً إلى أن الإسلام والإيمان شيء واحد، وهو الدين فيسمى إسلاماً وإيماناً" أ.هـ،

فلا يلتفت إلى ما يخالف ذلك، وقال شيخنا الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في التعليق على صحيح مسلم من كتاب الإيمان "إذا افترقا فالإسلام يشمل الدين كله والإيمان كذلك يشمل الدين كله، فهؤلاء العلماء يبينون بأنه إذا أفرد الإيمان يشمل الدين كله"، فكيف يدعي ربيع بأن الإيمان الخاص له أصول وفروع، وشرط كمال، وما شابه ذلك مما ذكره، والمراد من الآية، وأقوال أهل العلم بأن هنا الإيمان هو الإسلام والدين كله والدين له فروع وأصول، وإذا اجتمعا دل على كل واحد منهما على شيء معين فإذا اجتمع الإسلام والإيمان دل كل واحد منهما على شيء معين لحديث جبريل الطويل وفيه "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه....إلخ" الحديث، وهنا يكون الإسلام بمعنى الأعمال الظاهرة، والإيمان يكون بمعنى الأعمال الباطنة، ومن هنا يظهر خطأ ربيع، وأن فهمه بأن مراد ابن منده أن يتكلم على مسائل الإيمان الخاصة، وهذا خلاف ذلك كما ثبت، بل يتكلم على الإيمان والإسلام عموماً، ولا يقصد بأن الإيمان أصل والأعمال شرط كمال أو فرع،

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:46 PM
وكذلك فهمه الخاطيء لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - وظن بأن ابن تيمية - رحمه الله تعالى – يقصد بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان، وأنها فرع في الإيمان، بل ابن تيمية - رحمه الله تعالى – تكلم عن الإسلام عموماً كما هو واضح من كلامه، وأنه له أصول وفروع وليس مراد ابن تيمية – رحمه الله تعالى – من قوله والدين القائم بالقلب من الإيمان علماً وحالاً هو الأصل والأعمال الظاهرة هي الفروع، وهي كمال الإيمان ليس مراده بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان أي: إذا انتفت بقي الإيمان أي مراده بأن العبد إذا أتى بالأصول لا بد أن يكمل ذلك بالفروع، فالفروع مكملة للإيمان، إيمان العبد من الأعمال، والمقصد هنا الإيمان هو الإسلام ومراد ابن تيمية أن يقول بأن لا يكمل إيمان العبد حتى يكمله بالأعمال الظاهرة أعمال الجوارح، ومراده بأن الأعمال الظاهرة جزء من الأعمال وهذا كلام يدور عليه كلام ابن تيمية فالإيمان أصل والأعمال لازمة له هذا هو تخريج كلامه، وليس مراده ما فهمه ربيع بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان، وفرع في الإيمان، وفي الإسلام، فتنبه! كما قال عنه الذي نقله ربيع وقد بينا أن الإيمان إذا أطلق أدخل الله ورسوله فيه الأعمال المأمور بها ولذلك ابن تيمية - رحمه الله تعالى – ذكر الصلاة والزكاة والحج وغير ذلك من الأعمال الظاهرة، وهو هل هذه الأعمال عند ربيع شرط كمال في الإيمان؟ وابن تيمية – رحمه الله تعالى – ذكر الصلاة والزكاة والحج وغير ذلك من الأصول! فهل هذه الأعمال عند ربيع شرط كمال في الإيمان؟ وهذا هو مذهب المرجئة! لأن ابن تيمية – رحمه الله تعالى – على عقيدة أهل السنة والجماعة، فلا بد أن يؤخذ كلامه كاملاً شاملاً من أوله إلى آخره حتى يتبين المراد منه، كما نقلنا عنه كثيراً بأن الأعمال جزء من الإيمان، ولا يبقى الإيمان في قلب العبد إذا ترك الأعمال بالكلية، ثم فسر ابن تيمية - رحمه الله تعالى – قول الله – سبحانه وتعالى -  ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً على أصول أهل السنة والجماعة وأن الله – سبحانه وتعالى – هنا يتكلم عن الإسلام عموماً والإيمان عموماً وكذلك ابن القيم فسر هذه الآية كذلك، و نقلنا عن ابن رجب ولم يكن في كلامهم أي حجة لمذهب ربيع في الإرجاء، وقد بينا التفسير الصحيح من أقوال أهل السنة والجماعة، والكلام الذي نقله ربيع أو بعضه يتكلم عن الإسلام عموماً وعن الإيمان عموماً، وأنا اطلعت على كلام ابن تيمية الذي نقله ربيع من الفتاوى، وفي بعض كتبه كذلك لم يطلع عليها فبين ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في نفس الصفحات التي نقلها ربيع كلاماً واضحاً بأنه يقصد الإسلام عموماً فذكر ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في الفتاوى (7 / 623) يقول: "قد ذكرت في ما تقدم من القواعد أن الإسلام الذي هو دين الله الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله وهو أن يسلم العبد لله رب العالمين فيستسلم لله وحده لا شريك له" ثم قال:" ورأس الإسلام وهو شهادة أن لا إله إلا الله ولفظ الإسلام يتضمن الاستسلام والسلامة التي هي الإخلاص ثم ذكر الآيات في ذلك وذكر عن الشرك والكفر والصراط والنفاق"، ثم ذكر في (ص635) يقول: "لفظ الإسلام يستعمل على وجهين"

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:47 PM
فكلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - من(ص623 إلى ص637) كان يتكلم عن الإسلام عموماً ولم يتكلم عن مسائل محدودة في الإيمان تكون حجة لمذهب ربيع في الإرجاء والعجيب إن ربيعاً نقل كلام ابن تيمية في آخر (ص637) وترك ما تبقى الذي يتضح من مراد ابن تيمية - رحمه الله تعالى – لذكر هذه الآية وغير ذلك والذي نقله فقط ربيع لا يخدم مذهبه، بل لو اطلع العبد على كلام ابن تيمية في الصفحات التي أشرنا عليها لتبين بأن ابن تيمية تكلم عن الإسلام عموماً، وله فروع وأصول، ثم في المجلد نفسه (7/ 638) تكلم ابن تيمية – رحمه الله تعالى - عن الإيمان عموماً فقال: معلوم أن أصل الإيمان هو الإيمان بالله ورسوله، وهو أصل العلم الإلهي، ثم قال: ومعلوم أن الإيمان هو الإقرار لا مجرد التصديق والإقرار ضمن قول القلب الذي هو التصديق وعمل القلب الذي هو الانقياد تصديق الرسول – صلى الله عليه وسلم – في ما أخبر، والانقياد له في ما أمر كما أن الإقرار بالله هو الاعتراف به والعبادة له، ثم ذكر في (ص642) بقوله: "اسم الإيمان يستعمل مطلقاً، مطلقاً ويستعمل مقيداً وإذا استعمل مطلقاً فجميع ما يحبه الله ورسوله من أقوال العبد وأعماله الباطنة والظاهرة يدخل في مسمى الإيمان عند عامة السلف والأئمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين يجعلون الإيمان قولاً وعملاً يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويدخلون جميع الطاعات فرضها ونفلها في مسماه ثم ذكر الإيمان بضع وستون أو سبعون و ذكر إماطة الأذى والحياء وقول لا إله إلا الله"، فابن تيمية هنا ذكر بأن الأعمال هذه داخلة في مسمى الإيمان، وهذا قول عامة السلف والأئمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وربيع خالف هؤلاء السلف والأئمة، فكيف يدعي بأن الأئمة يوافقونه في ذلك وأنه وافق الأئمة؟ وذكر اسم الإيمان يستعمل مطلقاً ويستعمل مقيداً على ما ذكرناه وهذا الكلام في الصفحات التي لم ينقلها ربيع، ثم ذكر ابن تيمية – رحمه الله تعالى – حديث وفد عبد القيس بذكر الشهادتين والصلاة والزكاة، ثم قال في (ص644): فأصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد، وما كان في القلب فلا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه، يعني: عدم الإيمان وضعفه، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه فلا بد من العمل الظاهر والباطن، ثم ذكر أحاديث وآيات تبين ذلك ثم رد على الفرق من الجهمية والمعتزلة والمرجئة وغيرهم في مسائل الإيمان ثم قال في (ص671) الطرف الثاني قول من يقول إيمانهم باقٍ كما كان لم ينقص بناءً على أن الإيمان هو مجرد التصديق والاعتقاد الجازم وهو لم يتغير، وإنما نقصت شرائع الإسلام وهذا قول المرجئة والجهمية ومن سلك سبيلهم، وهو – أيضاً - قول مخالف للكتاب والسنة ومجموع السابقين والتابعين لهم بإحسان ثم ذكر الآيات والأحاديث التي تدل على مذهب السلف، وهذا واضح، ثم قال في ص (672) ويتبع الاعتقاد قول اللسان ويتبع عمل القلب الجوارح من الصلاة والزكاة والصوم والحج ونحو ذلك، فيذكر الأصول هذا إلى آخر (ص 676) دائماً يتكلم عن الإيمان عموماً والإسلام عموما،ً ويدل على بطلان قول ربيع قول ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في أول كتاب الإيمان: "اعلم أن الإيمان والإسلام يجتمع فيهما الدين كله وقد كثر كلام الناس في حقيقة الإيمان والإسلام وتنازعهم وانقراضهم فالإيمان والإسلام يجتمع فيهما الدين كله كما افترض ربيع في الإيمان والإسلام ثم ذكر في (ص6) وهذا الكلام الذي سلف من الفتاوى (7 /5) وهنا في (ص6) ثم ذكر في (ص6) مسمى الإسلام ومسمى الإيمان ومسمى الإحسان وبين ذلك بالأحاديث والآيات، ثم قال في (ص13): فيقال اسم الإيمان تارة يذكر مفرداً غير مقرون باسم الإسلام ولا باسم العمل الصالح ولا غيرهما وتارة يذكر مقروناً إما بالإسلام كقوله في حديث جبريل الإسلام والإيمان أن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وكذلك ذكر الإيمان مع العمل الصالح وذلك في مواضع من القرآن في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، ثم قال في (ص14) وإذا ذكر اسم الإيمان مجرداً دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة كقوله في حديث الشعب "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"، وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان فذكر ابن تيمية – رحمه الله تعالى – أن اسم الإيمان إذا ذكر مجرداً دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة فلماذا ربيع يخرج الأعمال الصالحة من الإيمان؟! وقال في (ص170): "ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان فتارة يقول هو قول وعمل وتارة يقول هو قول وعمل ونية وتارة يقولون قول وعمل ونية واتباع السنة وتارة يقولون قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وكل هذا صحيح" وهكذا يقول ابن تيمية – رحمه الله تعالى –، فلا يجوز لأي شخص أن يأخذ جزء كلام السلف أو العلماء ثم يفسره على فهمه فلا بد أن يبحث في كلام العلماء شاملاً كاملاً حتى يتبين له مراد أهل العلم في ذلك، ويقول ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في (ص171): "ولكن كان مقصودهم الرد على المرجئة - يعني السلف - الذين جعلوه قولاً فقط فقالوا بل هو قول وعمل والذين جعلوه أربعة أقسام فسروا مرادهم كما سئل سهل بن عبد الله عن الإيمان ما هو فقال قول وعمل ونية وسنة؛ لأن الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كافر وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق وإذا كان قول وعمل ونيةً بلا سنة فهو بدعة، وهذا الكلام واضح ونقل ربيع في (ص198، وص199) كلام ابن تيمية وقد قرر ابن تيمية في هذا الموضع بأن الأعمال جزء من الإيمان وليست شرط كمال في الإيمان أو فرع في الإيمان فيقول ابن تيمية أصل الإيمان هو ما في القلب والأعمال الظاهرة لازمة لذلك لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح فلا يتصور إيمان العبد بقلبه مع عدم جميع أعمال الجوارح، وهذا واضح من كلام ابن تيمية فلماذا لا يفهمه جيداً ربيع المدخلي؟،

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:51 PM
؟، ثم قال ابن تيمية في (ص202): "الأعمال الصالحة المعطوفة على الإيمان دخلت في الإيمان؛ وهذا واضح الأعمال الصالحة المعطوفة على الإيمان دخلت في الإيمان ثم يرد ابن تيمية على ربيع في (ص204) بقوله: "الوجه الثاني من غلط يعني من المرجئة ظنهم أن ما في القلب من الإيمان ليس إلا للتصديق فقط دون أعمال القلوب كما تقدم عن جهمية المرجئة، ثم يقول: "الثالث ظنهم أن الإيمان الذي في القلب يكون تاماً بدون شيء من الأعمال ولهذا يجعلون الأعمال ثمرة الإيمان ومقتضاه بمنزلة السبب مع المسبب ولا يجعلونها لازمة لها"، واستمر ابن تيمية على الرد على المرجئة في ذلك، وذكر ربيع عن ابن تيمية في الفتاوى (7 / 143) بأن ابن تيمية - رحمه الله تعالى – يقرر الأعمال من الإيمان، فنقل ربيع هذا لم يفهمه، فابن تيمية – رحمه الله تعالى – في هذه الصفحة يقرر الأعمال من الإيمان حتى في (ص 142) قال: "ففي القرآن والسنة من نفى الإيمان عن من لم يأت بالعمل مواضع كثيرة كما نفى فيه الإيمان عن المنافق"، وكما رد على المرجئة في (ص14 و 15) التي أشار إليها ربيع يقرر ابن تيمية عموم الإيمان والإسلام، حيث قال: "وإذا ذكر اسم الإيمان مجرداً دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة"، ثم ذكر حديث الشعب وفي (10 /355) يقول ابن تيمية: "والدين القائم بالقلب من الإيمان علماً وحالاً هو الأصل والأعمال الظاهرة هي الفروع وهي كمال الإيمان"، ومراد ابن تيمية هنا الدين له أصل وفرع أي له أصول وفروع وليس مراد ابن تيمية بأن الأعمال شرط كمال وفرع في الإيمان؛ لأن من ترك الأعمال يبقى إيمانه أو صح إيمانه فهذا ليس مراد ابن تيمية – رحمه الله تعالى – بعد هذا الكلام بين ابن تيمية – رحمه الله تعالى – مراده من هذا الكلام فالدين يقول: "أول ما يبنى من أصوله ويكمل بفروعه كما أنزل الله بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التي هي المقاييس العقلية والقصص والوعد والوعيد ثم أنزل بالمدينة لما صار له قوة فروعه الظاهرة من الجمعة والجماعة والآذان والإقامة والجهاد والصيام وتحريم الخمر والزنا والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته، فأصوله تمتد فروعه وتثبتها وفروعه تكمل أصوله وتحفظها" أ.هـ. فابن تيمية يبين أن مراده من هذا الكلام، الكلام على الدين كله وأن له فروع وأصول، والدين يبنى من أصوله ويكتمل بفروعه وهذا واضح؛ إذن فمن تمام الأصول فعل الفروع وهي من الأعمال الظاهرة وهي مكملة لها لكن هي جزء من الإيمان وداخلة تحت مسمى الإيمان

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:53 PM
وكذلك نقل ربيع عن ابن القيم – رحمه الله تعالى – في إعلام الموقعين (1 / 224) في قوله: "ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة....إلخ" الآية، تكلم – رحمه الله تعالى – عن أنواع الأعمال والأهوال المردودة ومفهوم الكلمة الطيبة، والأصل الثابت والفرع الذي في السماء، وعن حال المؤمن وأثر التوحيد والأعمال الظاهرة والباطنة، وكلمة التوحيد ترفع إلى الله العمل الصالح، ثم تكلم عن الكلمة الخبيثة، فهو يتكلم عن الإسلام والدين والإيمان، لم يخصص أي شيء وهذا واضح من كلام ابن القيم - رحمه الله تعالى– ولذلك نقل قول ابن رجب في جامع العلوم والحكم في (1 /151)، فربيع كذلك نقل قول ابن رجب، وقول ابن رجب بيناه في مقدمة هذه الكلمة، وأن مراده هنا يتكلم عن الإسلام عموماً، وأن له فروع وأصول، فتكلم عن الكلمة الطيبة، فهو يتكلم عن عموم الدين كما بينا، ونقل ربيع كذلك قول ابن رجب في جامع العلوم والحكم، وبينا هذا، وكذلك في فتح الباري لابن رجب (1/27)، وبين ابن رجب – رحمه الله تعالى – في هذا الموضع في قوله: "وقد ضرب الله ورسوله مثل الإيمان والإسلام بالنخلة"، ثم تكلم عن الإسلام عموما،ً ثم ذكر ابن رجب في الباب الذي بعده أمور الإيمان في شرح صحيح البخاري، وقرر بأن الأعمال من الإيمان؛ لأنه ذكر الآية "وأقام الصلاة وآتى الزكاة...إلخ" الآية، في (1 /26)، ثم ذكر ابن رجب حديث شعب الإيمان، ثم قال في (1/29) فأشار إلى أن خصال الإيمان منها ما هو قول باللسان، ومنها ما هو عمل بالجوارح، ومنها ما هو قائم في القلب، فبين ابن رجب هذا الأمر بأن الإيمان قول باللسان وعمل بالجوارح واعتقاد بالقلب، وهذا الكلام لم ينقله ربيع،

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:55 PM
وكذلك قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد نقله ولم يفهمه كذلك جيداً، وفي (ص8 و9) يبين الشيخ عبد الرحمن لم يذكر بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان، وهو يتكلم عن الدين والتوحيد عموماً، وذكر الآية وآيات وأحاديث في ذلك، وليس مراد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بأنه يقرر بأن الأعمال شرط كمال أو الأعمال فرع في الإيمان، لا تكلم عن الدين عموماً وانظر في هذا (ص8 و9)، ولم يذكر الشيخ عبد الرحمن بأن الإيمان يصح بترك الأعمال، ونقلنا كلامه في الدرر، ثم يقول ربيع بعد ذلك "إذن فللإيمان أصل وكمال عند هذا الإمام"، فهذا الرجل لم يفهم كلام الشيخ عبد الرحمن جيداً، ونقلنا كلامه من الدرر، وكذلك في المقدمة (ص8 و9)، وكذلك قرر الشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز بذكر عن الإسلام، ولم يتطرق إلى أن الأعمال كمال في الإيمان، بل تكلم عن الإسلام عموماً، وعن الإيمان عموماً
، ثم ختم ربيع بكلام الشيخ السعدي في تيسير الكريم الرحمن (ص 465)، وكتاب التوضيح والبيان لشجرة الإيمان (ص 87 و88)، وهو يفسر الآية السابقة  ألم تر كيف ضرب الله...إلخ الآية، وبين الإسلام وما فيه من الأعمال، ولم يعرف أحد من العلماء هذه التعاليق التي علقها ربيع على كلامهم فجميع العلماء بينوا عموم الدين وعموم الإسلام وعموم الإيمان، وتكلموا عن الأعمال الصالحة، والأعمال الظاهرة والباطنة، وبينا تعاليق العلماء على هذه الآية، وعلى هذه الأحاديث، وعلى كلام السلف، ولم يعلق أحد من العلماء بتعليقات ربيع،

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:57 PM
وختم ربيع هذا المقال بتقرير مذهبه بقوله: "وأهل السنة يعتبرون العمل من الإيمان وفرع وكمال للإيمان"، وهذا كلام باطل، وعقيدة أهل السنة والجماعة يجعلون العمل من الإيمان، ويدخلون العمل في مسمى الإيمان، والعمل جزء من الإيمان، ولم يقل أحد بأن العمل فرع في الإيمان، أو كمال للإيمان، وهذا من الكذب على أهل السنة والجماعة، كل هذا الكلام الذي ذكره يريد أن يقرر بأن العمل شرط كمال في الإيمان، وهذا قول المرجئة الفرقة الخامسة في هذا العصر، ولذلك وقع في مذهب المرجئة؛ لأنه يريد أن يصحح خطاه بأخطاء، فلو رجع ربيع للعلماء وتناقش معهم في هذا الأمر لبينوا له هذا الأمر جيداً، وبينوا له خطأه، لكن الرجل يبحث ثم يأتي ويقع في حفر، وفي شبه من مذهب الإرجاء، وكما ترى مقالاته القديمة بمثل مقالاته الجديدة، ولم يرجع عنها، فهذا الرجل مجادل بالباطل كما بينا في المقدمة، وأهل العلم ردوا على هذه الفرقة الخامسة: كالشيخ صالح الفوزان وغيره، وهو مصر على هذا المذهب مذهب الإرجاء، ونشر مذهب الإرجاء في بلد الحرمين، ويعتبر داعياً إلى مذهب الإرجاء والمرجئة، وهو القائم على هذه الفرقة، وهو الذي يحمل وزرها يوم القيامة وإلا الأصل يجب عليه أن يرجع، ويأمر علي الحلبي وأشكاله بالرجوع عن هذا المذهب إلى مذهب أهل السنة والجماعة، ومن باطله ينسب هذا الكلام الباطل إلى أهل السنة والجماعة، وإلى أن أهل الحديث والأثر والسنة. وكل هؤلاء: أي العلماء ردوا على المرجئة بجميع أنواعها، ويتبين من ذلك خطأه في مسائل الإيمان، ويبين هذا الأمر جيداً ابن القيم – رحمه الله تعالى –، وهو لم ينقل كلامه في كتابه الصلاة (ص54) يقول ابن القيم: "حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام، والعمل قسمان: عمل القلب وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح، فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء" أ.هـ، وهذا كلام واضح، لم ينقل ربيع كلام ابن القيم في الصلاة، وقال ابن رجب – رحمه الله تعالى – في جامع العلوم والحكم (1 /58): "والمشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان، وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم وأنكر السلف على من أخرج الأعمال من الإيمان إنكاراً شديداً" أ.هـ.
وقال الشيخ السعدي في تعليق أصول الإيمان (ص22)، ولم ينقل هذا ربيع يقول: "الإيمان قسم جامع لعقائد القلب وأعماله وأعمال الجوارح وأقوال اللسان فجميع الدين أصوله وفروعه داخل في الإيمان"، وقال أبو عبيد في الإيمان (ص65): "فلم يجعل الله للإيمان حقيقة إلا بالعمل على هذه الشروط والذي يزعم أنه بالقول خاصة يجعله مؤمناً حقاً وإن لم يكن هناك عمل فهو معاند في كتاب الله والسنة" أ.هـ، وسبب تسمية هذه الفرقة بالمرجئة لتأخيرهم الأعمال عن مسمى الإيمان، وهذا الذي وقع فيه ربيع وتورط فيه إلى الآن، لاصق فيه ولا يريد أن ينفك عنه أو يرفضه، قال ابن حجر في هدي الساري (ص459): "فالإرجاء بمعنى التأخير وقد درج أهل السنة والجماعة على تسمية كل من أخر العمل عن الركنية في الإيمان مرجئاً ولم تعدو المرجئة فرقة مستقلة لها مدارس، لكنها تفرقت بين الناس وبين الفرق والمذاهب، وقال بها أناس متفرقون من أهل الكلام والفقهاء، وعليه الأشاعرة والماتريدية إلى اليوم، والمرجئة عند الإطلاق أصبحت تعني بمرجئة الفقهاء والأشاعرة والماتريدية وصارت ضمن أحوالهم الثابتة، وتابعهم ربيع المدخلي على ذلك ومقلدوه في هذه الأصول الكلامية، أما بإقرار أو بمتابعه كما في شبكة سحاب، وأهل الإرجاء في الأصل أربعة أصناف من الطوائف كما بين علماء السنة: الذين يؤخرون الأعمال عن مسمى الإيمان، أو بقولهم يصح الإيمان بدون الأعمال،

فكري الدينوري
01-15-2007, 01:58 PM
فعلماء السنة بينوا بأن هؤلاء هم المرجئة وهم أصناف:
فالطائفة الأولى: المرجئة الغالية وهم الجهمية الذين يقولون بأن الإيمان مجرد المعرفة بالقلب ولو لم يحصل عمل ولا تصديق.
الطائفة الثانية: الأشاعرة الذين يقولون بأن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط.
الطائفة الثالثة: الكرامية الذين يقولون بأن الإيمان قول باللسان دون التصديق بالقلب أي حصروا الإيمان بالقول فقط.
الطائفة الرابعة: هم مرجئة الفقهاء وهم أخف الفرق في الإرجاء الذين يقولون بأن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب دون عمل الجوارح.
ونذكر طائفة خامسة: وهم المرجئة العصرية وهم أخف من سابقتها في الإرجاء لكنهم يوافقونهم في الجملة وهم الذين يقولون بقول غريب محدث، وهو بأن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب دون العمل في الحقيقة أي أثبتوا إمكان وجود إيمان في القلب ولو لم يظهر أي عمل على الجوارح فيصح الإيمان عندهم مع ترك العمل؛ لأن العمل عندهم شرط كمال في الإيمان وهذا هو قول المرجئة على الحقيقة الذين أرجأوا العمل عن الإيمان، وهؤلاء القوم الذين فضلوا أن يسلكوا طرقاً كلامية عقلية لإيضاح مسائل الإيمان قد تصل بهم كما هو مشاهد في بعض الأحيان إلى الإعراض عن مسلك الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح في مسائل الإيمان كما فعل ربيع والمرجئة كلهم يجمعون في الجملة على أن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان، ولا داخلاً في مفهومه، وتفضل هذه الفرقة تلك المسائل العقلية على الأدلة النقلية، والآثار الصحابية، والأقوال السلفية، فهذه الأقوال العقلية أدت بهم إلى فهم خاطئ لا يتفق مع الوحي فكل من تكلم في مسائل الإيمان أو في بعضها في طريق المصطلحات العقلية فهو مرجئ كائناً من كان، خاصةً إذا كان داعياً إلى ذلك ومصر على ذلك بمقالاته في كل فترة يكتب وينشر ويصر وهذا النقل كما يظهر قد جاء من قبل السلف الصالح في مسائل الإيمان بهذه الطريقة الكلامية فأتوا بالأمور العقلية وهلكوا فيها، وتورط فيها ربيع المدخلي فهلك بذلك، فمن نهج طريق القرآن الكريم والسنة النبوية بفهم السلف الصالح في إثبات مسائل الإيمان فهو سلفي، ومن حاد عنها واشتغل فيها بالطرق العقلية بعيداً عن الوحي فهو مرجئ كائناً من كان، ولذلك بدع السلف أناس أكبر من ربيع علماً وديناً لتورطهم في الإرجاء، كما بين ذلك الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – في العلل ج2 ص63، عن أبي معاوية محمد بن خالد أبو معاوية مرجئ هكذا يقول، وقال ابن معين عنه: كان أبو معاوية يميل إلى الإرجاء، وقال أبو داود عنه: أبو معاوية رئيس المرجئة بالكوفة، ونقول ربيع رئيس المرجئة في بلد الحرمين، وقال أبو داود - أيضاً -: كان مرجئا،ً وقال وانظر في هذا تهذيب الجمال للمزي (25/132)، وتاريخ بغداد للخطيب (5 /249)، وقال العلمي في الثقات (ص47)، عنه: كوفي ثقة وكان يرى الإرجاء، وقال يعقوب بن شيبة: كان من الثقات، وربما كان يرى الإرجاء، فيقال أن وكيعاً لم يحضر جنازته لذلك؛ لأنه وقع وتورط في الإرجاء، هكذا ينكر السلف عليهم حتى جنائز أهل الإرجاء لا يحضرونها، وقال ابن حبان في الثقات (4 /241): كان حافظاً متقناً ولكنه كان مرجئاً خبيثاً، وحتى لو كان عنده علم وقام بالسنة ومات بعد ذلك، ونقل الأحاديث لكن عندما انحرف فيصنف مع المرجئة، وماذا قالوا عنه كان حافظاً متقناً ولكنه كان مرجئاً خبيثا،ً وهكذا السلف لا يخافون من أحد، ويتكلمون في الأشخاص حتى لو كانوا حفاظاً إذا انحرفوا إلى مذهب الجهمية مثلاً أو المعتزلة أو المرجئة أو الأشاعرة أو الخوارج أو ما شابه ذلك يصدقونهم وهذا هو الأصل، وقال أبو زرعة لأبي معاوية كان يرى الإرجاء ويدعو إليه، كما يدعو ربيع الآن إلى الإرجاء، وقال ابن سعد في الطبقات( 6 / 392) كان ثقة وكان مرجيئاً، وقال أبو زرعة عن طلق بن حبيب: ثقة ولكن كان يرى الإرجاء، وقال ابن سعد في الطبقات (7 /227) كان مرجيئا،ً وأين ربيع من طلق بن حبيب في حفظه وعلمه، وكذلك أبو معاوية؟، ومع هذا صنفوهم السلف في الإرجاء، وذكر البخاري في الحارثة الصغير، وقال: يرى الإرجاء وهو صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات (ص396) وقال كان عاملاً مرجيئا،ً وقال أبو الفتح الأزدي: كان داعيةً إلى مذهبه كما كان ربيع داعيةً إلى مذهبه، وقال سعيد بن جبير لأيوب: لا تجالس طلقاً؛ لأنه كان يرى رأي المرجئة، وانظر السنة لعبد الله بن أحمد (1/314)، وتهذيب الكمال للمزي (8 /512)، وقال أبو داود عن ذر الكوفي كان مرجيئا،ً وقال ابن سعد في الطبقات (6 /293)، وكان ذر من أبلغ الناس في القصص، وكان مرجيئاً، وكان في من خرج مع القراء مع ابن الأشعث على الحجاج بن يوسف، فعندما سقط في الإرجاء سقط في مذهب الخوارج وذموه السلف، وبينوا أمره وحذروا منه، وقال مغيرة سلم ذر على إبراهيم النخعي فلم يرد عليه؛ لأنه كان يرى الإرجاء، وانظر تهذيب الكمال للمزي (8 / 512)، وكان إبراهيم يعيب على ذر الكوفي قوله في الإرجاء، انظر السنة لعبد الله بن أحمد (1 /313)، وقال ذهبي في تذكرة الحفاظ (1 /140) عن عبد الكريم بن مالك وكان فقيهاً مرجيئاً، وقال الإمام أحمد عن عبد العزيز بن أبي رواد كان مرجيئا،ً انظر الفئة للذهبي (7 /187)، وقال أبو داود عن عمر بن ذر كان رأساً في الإرجاء، كما كان الآن ربيعاً رأساً في الإرجاء، وقال الإمام أحمد عن إبراهيم بن كرمان كان مرجيئاً، انظر تذكرة الحفاظ (1 /213)، وقال الإمام أحمد عن ابن ثوار كان داعيةً للإرجاء، انظر السير (9 / 514) وقال الإمام أحمد تركته للإرجاء، فلذلك يجب ترك ربيع إلى أن يتوب، وقال الذهبي في السير (5 /513) وكان من كبار الأئمة إلا أنه مرجيء، وكان سالم الأخمص يخاصم في الإرجاء داعياً إليه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في (13/40): "الذين رموا بالإرجاء من الأكابر مثل طلق بن حبيب وإبراهيم التيمي ونحوهما، كان إرجاؤهم من هذا النوع "، وقال الشيخ ابن تيمية في الفتاوى(7 /507): "ثم إن السلف والأئمة اشتد إنكارهم على هؤلاء وتبديعهم وتغليظ القول فيهم ولم أعلم أحداً نطق بتكفيرهم"، فيبين ابن تيمية بأن السلف اشتدوا على المرجئة، والإنكار عليهم، رغم أنهم من الأئمة، فما بالك بربيع!! فيجب الإنكار عليه والتحذير منه إلى أن يتوب، والعلماء الذين ردوا على ربيع في مسائل الإيمان وغيرها، كلامهم واضح في نصحه، وتبيين خطأه، وهو يعلم بأنه مخطئ، لكنه مكابر كما كابر الذين من قبله، لما جاءتهم البينات والحجج والبراهين من قبل علماء السنة، والمدة كافية له في الرجوع والتوبة عن منهجه المنحرف، وأن يفكر وينظر ويراجع نفسه، لكنه كان في هذه المدة يبحث ويخرّج وينظر لعله يجد شيئاً له ولمذهبه فوقع في أخطاء كثيرة، وتبين بأنه يخاطب في الإرجاء، وداعية للإرجاء، ومناظلاًً ومكابرا،ً وأكبر دليل مقاله الأخير الذي قرر فيه مذهب المرجئة، وكان يكتب باسم الناصح الصادق، وفي هذا المقال قرر كلام الناصح الصادق، فالذي ينشر بين الأمة الإسلامية الإرجاء والمنكرات يكون ناصحاً صادقاً، بل كذاباً وغاشا،ً وربيع مقاله هذا وغيره ينضح من الإرجاء:
أولاً فهو الذي يقول بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان، وهو الذي يقول بأن الإيمان ينقص حتى يبقى ذرة، بدون أن يقول لا يبقى منه شيء، وهو الذي يقول بأن الإيمان أصل، والأعمال كمال و(فرع)، وهذا قول الناصح الصادق، فالكلام الأخير هو الذي بمقال الناصح الصادق.
رابعاً وهو الذي لا يكفر (بجنس العمل)، بل هو متناقض في ذلك ويتهرب من لفظ (جنس العمل)، بزعمه بأن السلف لم يقولوا به، فالرجل خبط وخلط في مسائل الإيمان، ولا يريد أن يعترف بذلك، وهذا كله يخاف من اتباعه من قرر بخطأه وأنه كان مخطئاً، فسوف يرمونه بأمور كثيرة، وبعوائب، وهو يخاف أن يعترف بخطأه، لكن العبد لا يخاف من الناس يخاف من الله – سبحانه وتعالى -، بل ويزعم في مقالاته هذه أننا لم نقف على كلام السلف، وبينا كثيراً من أقوال السلف في ما نقلناه من الآثار، وما نقلناه من أقوالهم، فلذلك كلام السلف وعلماء أهل السنة والجماعة واضح في هذه المسألة، وبين كذلك ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في الفتاوى (7 /644)، بأن الإيمان يذهب بالكلية عندما تكلم عن نقصان الإيمان، قال: ما إذا ذهب نقص عن الأكمل، ومنه إذا ذهب نقص عن الكمال، ومنه إذا ذهب ذهب الإيمان بالكلية، وهو القول والاعتقاد، وبين كذلك في شرح العمدة هذا الأمر، حتى يقول:" فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمناً؛ لأن حقيقة الدين هو الطاعة والانقياد، وذلك عندما يتم بالفعل لا بالقول فقط، فمن لم يفعل لله شيئاً فما دان لله ديناً، ومن لا دين له فهو كافر"، وهذا واضح في كلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى –، وبهذا يتبين بأن مقال ربيع المدخلي كله باطل، وليس له أصل، وكذب فيه على أهل السنة والجماعة وبينا هذا كله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سليمان الحربي
01-15-2007, 07:44 PM
الأخ الآجري المعتمدة النسخة الثانية.

أبو أسامه الشامي
02-11-2007, 10:56 PM
وفيه رد على سليم الهلالي الذي يقو ان العمل كمال

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
02-12-2007, 10:43 AM
يرفع في وجوه المميعة و لا كرامة

الشاهق
02-14-2007, 06:47 AM
يرفع في وجوه المميعة و لا كرامة

صدقت أخي يرفع في وجوه المميعة........

أبو حامد السلفي
02-14-2007, 07:23 PM
جزاكم الله خيرا رد طيب على ربيع المدخلي المرجئ

الاثري83
06-04-2007, 07:14 PM
"ثم يغضبون ولا يهدأ لهم بال اذا قلنا لهم ان ربيع "مرجئ".

عسلاوي مصطفى
05-01-2009, 10:21 PM
بارك الله في الشيخ فوزي الكتاب الحمد لله وصلنا وقمنا بتوزيعه

12d8c7a34f47c2e9d3==