أبو عمر الدوسري
12-09-2006, 02:40 PM
رد الشيخ ملفي الصاعدي على مقال ربيع المدخلي
(هل يجوز أن يرمى بالإرجاء من يقول أن الإيمان أصل و العمل كمال)
س/ شيخ أحد الكتاب في الأنترنت في مقال له بعنوان : هل يجوز أن يُرمَى بالإرجاء من يقول :" إنَّ الإيمانَ أصلٌ والعملَ كمالٌ ( فرعٌ ) "؟
يقول: لا يجوز أن يُرمى بالإرجاء من يقول بهذالأنَّ هذا يقتضي تضليل علماء الأمة ومنهم :
الإمام محمد بن إسحاق بن منده و الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والإمام الحافظ ابن رجب و الإمام عبد الرحمن بن حسن والعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله
فهل هذا صحيح -؟
جواب فضيلة الشيخ الدكتور ملفي بن ناعم الصاعدي
- حفظه الله ورعاه -
يا أخي هؤلاء العلماء ماذا يقولون ؟ ؛ هل قالوا أن العمل شرط كمال - مطلقا ً - ؟
فهذا لم يفهم كلام العلماء ، فالذي ينقل هذا الكلام ما عرف مقصود العلماء من هذا اللفظ ، فالعمل شرط صحة - يا أخي - وهل مرادهم بأن العمل كمالٌ كله ؟ لا ، ولكن يريدون أن أصل الإيمان هو الإعتقاد ، والعمل من الإيمان فمثل الشجرة ، يزرعها الإنسان ولها فروع ، ولكن لا تـُســّـمى شجرة حتى تكون بـأصول وفروع ، وكالبيت له أصل وله جدران ، ويحتوي على غرف ٍ ، ولايُســّـمي بيتاً ،إلا إن إحتوى هذه الأشياء ، فالقواعد وحدها لا تسمى بيتا ً- وهي أصل البيت - فالقواعد هي أصل البيت ، ولكن وحدها لاتسمى بيتا ً ، حتى تبنى الجداران والغـُرف ، واضحٌ يا أخي ؟!
فهؤلاء العلماء مرادهم أن أصل الإيمان أي الشيء الذي هو أساسه ويُـبنى عليه ؛ هو الإعتقاد ، وليس مرادهم أن الإيمان يصح بدون عمل ، ولأنه بإجماع أهل السنة لابد من العمل للإيمان ، وهذا هو الفرق بين أهل السنة والجماعة وبين المرجئة وبين الخوارج ، أن المرجئة يقولون : " حتى وإن لم يعمل يكون ُ مؤمنا ً " ، وأما أهل السنة فقالوا : "لابد من العمل معه " ، وذلك لأن الإيمان يتكون من - اسمع يا أخي - يتكون من الإعتقاد ومن القول ومن العمل ، فلابد من قول ٍ وإعتقادٍ وعمل ٍ حتى يصح الإيمان ، ثم العمل درجات ، منه ما هو واجبٌ ، لايصح الإيمان إلا به ، ومنه ما هو واجبٌ يصح الإيمان دونه ، ولكن تاركه يأثم ، ومنه ما هو من كمال الإيمان - فالـمستحب من كمال الإيمان ، فالعمل درجات عند أهل السنة ، يفصّــلون فيقولون : منه ما هو واجب ، ومنه ما لايصح الإيمان - أصلا - إلا به من واجبه ، ومن ماهو مستحب ، فهم لايشترطون العمل كلـَّـهُ ، ولكن يشترطون مايصح الإيمان به ، وقد بيــّنوه ، أما أن نقول أنه يصح الإيمان بدون عمل مطلقاً ، بمعني أنه يُــعدُّ مؤمناً ، ولو لم يعمل شيئا ألبته ، فليس هذا هومذهب أهل السنة والجماعة ، بل هو مذهب المرجئة ، وأما أهل السنة والجماعة ، فإجماعهم منعقدٌ على أن الإيمان لايصح بدون هذه الثلاثة أمور ٍ ، الإعتقاد والقول والعمل ، فالإيمان مكونٌ من هذه الأشياء من القول والإعتقاد والعمل .
تاريخ الفتوى: يوم الجمعة 26 شوال 1427 هـ
(هل يجوز أن يرمى بالإرجاء من يقول أن الإيمان أصل و العمل كمال)
س/ شيخ أحد الكتاب في الأنترنت في مقال له بعنوان : هل يجوز أن يُرمَى بالإرجاء من يقول :" إنَّ الإيمانَ أصلٌ والعملَ كمالٌ ( فرعٌ ) "؟
يقول: لا يجوز أن يُرمى بالإرجاء من يقول بهذالأنَّ هذا يقتضي تضليل علماء الأمة ومنهم :
الإمام محمد بن إسحاق بن منده و الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والإمام الحافظ ابن رجب و الإمام عبد الرحمن بن حسن والعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله
فهل هذا صحيح -؟
جواب فضيلة الشيخ الدكتور ملفي بن ناعم الصاعدي
- حفظه الله ورعاه -
يا أخي هؤلاء العلماء ماذا يقولون ؟ ؛ هل قالوا أن العمل شرط كمال - مطلقا ً - ؟
فهذا لم يفهم كلام العلماء ، فالذي ينقل هذا الكلام ما عرف مقصود العلماء من هذا اللفظ ، فالعمل شرط صحة - يا أخي - وهل مرادهم بأن العمل كمالٌ كله ؟ لا ، ولكن يريدون أن أصل الإيمان هو الإعتقاد ، والعمل من الإيمان فمثل الشجرة ، يزرعها الإنسان ولها فروع ، ولكن لا تـُســّـمى شجرة حتى تكون بـأصول وفروع ، وكالبيت له أصل وله جدران ، ويحتوي على غرف ٍ ، ولايُســّـمي بيتاً ،إلا إن إحتوى هذه الأشياء ، فالقواعد وحدها لا تسمى بيتا ً- وهي أصل البيت - فالقواعد هي أصل البيت ، ولكن وحدها لاتسمى بيتا ً ، حتى تبنى الجداران والغـُرف ، واضحٌ يا أخي ؟!
فهؤلاء العلماء مرادهم أن أصل الإيمان أي الشيء الذي هو أساسه ويُـبنى عليه ؛ هو الإعتقاد ، وليس مرادهم أن الإيمان يصح بدون عمل ، ولأنه بإجماع أهل السنة لابد من العمل للإيمان ، وهذا هو الفرق بين أهل السنة والجماعة وبين المرجئة وبين الخوارج ، أن المرجئة يقولون : " حتى وإن لم يعمل يكون ُ مؤمنا ً " ، وأما أهل السنة فقالوا : "لابد من العمل معه " ، وذلك لأن الإيمان يتكون من - اسمع يا أخي - يتكون من الإعتقاد ومن القول ومن العمل ، فلابد من قول ٍ وإعتقادٍ وعمل ٍ حتى يصح الإيمان ، ثم العمل درجات ، منه ما هو واجبٌ ، لايصح الإيمان إلا به ، ومنه ما هو واجبٌ يصح الإيمان دونه ، ولكن تاركه يأثم ، ومنه ما هو من كمال الإيمان - فالـمستحب من كمال الإيمان ، فالعمل درجات عند أهل السنة ، يفصّــلون فيقولون : منه ما هو واجب ، ومنه ما لايصح الإيمان - أصلا - إلا به من واجبه ، ومن ماهو مستحب ، فهم لايشترطون العمل كلـَّـهُ ، ولكن يشترطون مايصح الإيمان به ، وقد بيــّنوه ، أما أن نقول أنه يصح الإيمان بدون عمل مطلقاً ، بمعني أنه يُــعدُّ مؤمناً ، ولو لم يعمل شيئا ألبته ، فليس هذا هومذهب أهل السنة والجماعة ، بل هو مذهب المرجئة ، وأما أهل السنة والجماعة ، فإجماعهم منعقدٌ على أن الإيمان لايصح بدون هذه الثلاثة أمور ٍ ، الإعتقاد والقول والعمل ، فالإيمان مكونٌ من هذه الأشياء من القول والإعتقاد والعمل .
تاريخ الفتوى: يوم الجمعة 26 شوال 1427 هـ