المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فصل في ذكر الكتب المشهورة في مذهب الامام أحمد كماذكرها العلامة ابن بدران رحمه الله


كيف حالك ؟

قاعد العتيبي
11-22-2006, 07:35 AM
قال العلامة عبدالقادر بن أحمد بن مصطفى بن عبدالرحيم بن محمد بن بدران المتوفى سنة 1346هـ في كتابه النافع بإذن الله (المدخل الى مذهب الامام أحمد بن محمد بن حنبل) في الفصل السابع من ص425 حسب طبعة جامعة الامام الاخيرة والمطبوعة على نفقة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزير حفظه الله حتى ص450 قال :
إن كثيرا من سكان الجزيرة وخصوصا أهل نجد أكثر الله من أمثالهم يبذلون الآن النفيس والنفيس بطبع كتب هذا المذهب ويحيون رفاة الكتب المندرسة منه فأحببت مشاركتهم في هذا الأجر وأقدمت على ذكر الكتب المشهورة ليتنبه أهل الخير إليها فيبرزونها مطبوعة طبعا حسنا لينتفع بها أهل هذا المذهب وغيرهم كما هي عادتهم في عمل الخير
فقلت مستعينا بالله تعالى (والكلام للعلامة ابن بدران رحمه الله) :
لقد كانت دمشق فيما مضى أكثر بلاد الإسلام مدارس وكل مدرسة كان بها خزانة كتب تضم ما يحتاج إليه أهل المدرسة وكان في مدارس الحنابلة من كتبهم ما يبهر العقول وخصوصا المدرسة العمرية الشيخية التي بالصالحية فإنها كان بها من خزائن الكتب ما لا يوجد في غيرها ثم تلاعبت أيدي المختلسين في تلك الخزائن حتى تركوها وما بها ورقة واحدة ولم يبق بين أيدي الناس إلا ما نبا عنه طوفان الجهل وسلم من أفواه الأرضة ومع هذا فإنك ترى تلك البقية الباقية تكاد أن لا يكمل منها كتاب وليت هذه البقية من سفر من أسفار أو جزء من أجزاء مبذولة لمن ينتفع بها ولكن الزمان قضى عليها أن تكون في خزائن الجاهلين الذين لا ينتفعون بها ولا ينفعون وتلك البلية عمت فإنا لله وإنا إليه راجعون فلم يبق لنا إلا أن نذكر منها بعضا مما اطلعنا عليه عسى أن ينتفع بصنعنا من يطلع على كتابنا أو يستدرك عليه مستدرك فيكون لنا أجر السبق .

المغني ومختصرالخرقي
اشتهر في مذهب الإمام أحمد عند المتقدمين والمتوسطين مختصر الخرقي ولم يخدم كتاب في المذهب مثل ما خدم هذا المختصر ولا اعتني بكتاب مثل ما اعتني به حتى قال العلامة يوسف بن عبد الهادي في كتابه الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي قال شيخنا عزالدين المصري ضبطت للخرقي ثلاثمائة شرح وقد اطلعنا له على ما يقرب من عشرين شرحا وسمعت من شيوخنا وغيرهم أن من قرأه حصل له أحد ثلاث خصال إما أن يملك مائة دينار أو يلي القضاء أو يصير صالحا هذا كلامه وقال في المقصد الأرشد قال أبو إسحاق البرمكي عدد مسائل الخرقي ألفان وثلاثمائة مسألة فما ظنك بكتاب ولع مثل أبي إسحاق في عد مسائله وما ذلك إلا لمزيد الاعتناء به وكتب أبو بكر عبد العزيز على نسخته مختصر الخرقي خالفني الخرقي في مختصره في ستين مسألة ولم يسمها وقال القاضي أبو الحسين ابن الفراء تتبعها فوجدتها ثماني وتسعين مسألة انتهى
وبالجملة فهو مختصر بديع لم يشتهر متن عند المتقدمين اشتهار وأعظم شروحه وأشهرها (المغني) للإمام موفق الدين المقدسي وقد كان في تسع مجلدات ضخام بخطه وأغلب نسخه الآن في ثلاثة عشر مجلداً.
وطريقته في هذا الشرح أنه يكتب المسألة من الخرقي ويجعلها كالترجمة ثم يأتي على شرحها وتبيينها وببيان ما دلت عليه بمنطوقها ومفهومها ومضمونها ثم يتبع ذلك ما يشبهها مما ليس بمذكور في الكتاب فتحصل المسائل كتراجم الأبواب ويبين في كثير من المسائل ما اختلف فيه مما أجمع عليه ويذكر لكل إمام ما ذهب إليه ويشير إلى دليل بعض أقوالهم ويعزو الأخبار إلى كتب الأئمة من أهل الحديث ليحصل التفقه بمدلولها والتمييز بين صحيحها ومعلولها فيعتمد الناظر على معروفها ويعرض عن مجهولها والحاصل أنه يذكر المسألة من الخرقي ويبين غالبا روايات الإمام بها ويتصل البيان بذكر الأئمة من أصحاب المذاهب الأربع وغيرهم من مجتهدي الصحابة والتابعين تابعيهم وما لهم من الدليل والتعليل ثم يرجع قولا من أولئك الأقوال على طريقة فن الخلاف والجدل ويتوسع في فروع المسألة فأصبح كتابه مفيدا للعلماء كافة على اختلاف مذاهبهم وأضحى المطلع عليه ذا معرفة بالإجماع والوفاق والخلاف والمذاهب المتروكة بحيث تتضح له مسالك الاجتهاد فيرتفع من حضيض التقليد إلى ذروة الحق المبين ويمرح في روض التحقيق
قال ابن مفلح في المقصد الأرشد اشتغل الموفق بتأليف المغني أحد كتب الإسلام فبلغ الأمل في إنهائه وهو كتاب بليغ في المذهب تعب فيه وأجاد فيه وجمل به المذهب وقرأه عليه جماعة وأثنى ابن غنيمة على مؤلفه فقال ما أعرف أحدا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق وقال الشيخ عزالدين ابن عبد السلام ما رأيت في كتب الإسلام مثل المحلى والمجلى لابن حزم وكتاب المغني للشيخ موفق الدين في جودتهما وتحقيق ما فيهما ونقل عنه أنه قال لم تطب نفسي بالإفتاء حتى صارت عندي نسخة المغني نقل ذلك ابن مفلح
وحكي أيضا في ترجمة الزيراني صاحب الوجيز أنه طالع المغني ثلاثا وعشرين مرة وعلق عليه حواشي وحكي أيضا في ترجمة ابن رزين أنه اختصر المغني في مجلدين وسماه التهذيب وحكي أيضا في ترجمة عبد العزيز بن علي بن العز بن عبد العزيز البغدادي ثم المقدسي المتوفى سنة ست وأربعين وثمانمائة أنه اختصر المغني
ومما اطلعنا عليه من شروح الخرقي شرح القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء البغدادي وهو في مجلدين ضخمين وبعض نسخه في أربع مجلدات وطريقته أنه يذكر المسألة من الخرقي ثم يذكر من خالف فيها ثم يقول ودليلنا فيفيض في إقامة الدليل من الكتاب والسنة والقياس على طريقة الجدل مثاله أنه يقول مسألة قال أبو القاسم ولا ينعقد النكاح إلا بولي وشاهدين من المسلمين أما قوله لا ينعقد إلا بولي فهو خلاف لأبي حنيفة في قوله الولي ليس بشرط في نكاح البالغة دليلنا فيذكر دليل المسألة سالكا مسلك فن الخلاف ثم يقول وقوله بشاهدين من المسلمين خلافا لمالك وداود في قولهما الشهادة ليست بشرط في انعقاد النكاح وخلافا لأبي حنيفة في قوله ينعقد بشاهد وامرأتين وينعقد نكاح المسلمة والكتابية بشهادة كافرين ثم يقول دليلنا على مالك وداود كذا وكذا وعلى أبي حنيفة كذا وكذا والفرق بين هذا الشرح وبين المغني أن المغني يسلك قريبا من هذا المسلك ويكثر من ذكر الفروع زيادة على ما في المتن فلذلك صار كتابا جامعا لمسائل المذهب وأما أبو يعلى فإنه لا يذكر شيئا زائدا على ما في المتن ولكنه يحقق مسائله ويذكر أدلتها ومذاهب المخالفين لها فإذا طبع المغني مع شرح القاضي قرب
الناظر فيهما من أن يحيط بالمذهب دلائل وفروعا وحصلت له معرفة ببقية المذاهب وتلك غاية قصوى يحتاجها كل محقق.
وقد نظم الخرقي الفقيه الأديب اللغوي الزاهد الشاعر المفلق يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور بن المعمر بفتح الميم المشددة ابن عبد السلام الأنصاري الصرصري الزريراني الضرير صاحب الديوان المشهور في مدح النبي صلى الله عليه وسلم المتوفى سنة ست وخمسين وستمائة شهيدا قتله التتار وقد نظم الخرقي نظما صدره بخطبة نثرا قال فيها جعلت أكثر تعويلي في نظمي هذا على مختصر فيما نقلته إذ كان في نفسي أوثق من تابعته وسمى نظمه الدرة اليتيمة والمحجة المستقيمة ثم ذكر أنه كان قد عزم على نظم ربع العبادات ثم شرح الله صدره لإكمال الكتاب ففعل ونظمه من بحر الطويل وحرف الروي الدال قال في أوائل النظم
يا طالبا للعلم والعمل استمع *** ما قلت مخصوصا بمذهب أحمد
إن من اختار الإمام ابن حنبل *** إماما له في واضح الشرح يهتدي
فاشرع في ذكر الطهارة أولا *** وهل عالم إلا بذلك يبتدي
وقال في آخر النظم :
ألفين فاعددها وسبعا مئاتها *** وسبعين بيتا ثم أربعة زد
بعد المئتين الست والأربع التي*** تلتها الثلاثون استتمت فقيد
بصرصر في أيام أشرف مالك ***أمور الورى المستنصر بن محمد
وناظمها يحيى بن يوسف أفقر ***الأنام إلى غفران رب ممجد
ثم إن الصرصري نظم زوائد الكافي على الخرقي في كتاب
مستقل والنسخة التي رأيتها وجسدت أولها مخروما إلى باب المسح على الخفين فلم أدر شرطه فيها والنظم من بحر الطويل على روي الدال أيضا،
وقال في آخرها:
فخذها هداك الله أخذ موفق *** لغر المعاني حافظ متسدد
مسائل فقه واضحات لناشد ***بأبيات شعر رائقات لمنشد
وعدتها ألفان كن خير ألف ***لها تحمد الآثار منها وتحمد
تخيرتها مما حوى ابن قدامة**الموفق في الكافي تخير مقتد
وألف في لغات الخرقي وشرح مفرداتها يوسف بن حسن بن عبد الهادي كتابا سماه الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي وهو في مجلد حذا فيه حذو صاحب المطلع ورتبه على أبواب الكتاب وقد رأيته بخطه في خزانة الكتب الدمشقية المودعة في قبة الملك الظاهر بيبرس وحكى في آخره أنه فرغ من تأليفه سنة ست وسبعين وثمانمائة وبالجملة فهو كتاب نافع في بابه هذا ما أمكنني الاطلاع عليه من مواد مختصر الخرقي


المستوعب
بكسر العين المهملة تأليف العلامة مجتهد المذهب محمد بن عبد الله بن الحسين بن محمد بن قاسم بن إدريس السامري بضم الميم وكسر الراء مشددة المتقدم ذكره وهو كتاب مختصر الألفاظ
كثير الفوائد والمعاني ذكر مؤلفه في خطبته أنه جمع فيه مختصر الخرقي والتنبيه للخلال والإرشاد لابن أبي موسى والجامع الصغير والخصال للقاضي أبي يعلى والخصال لابن البنا وكتاب الهداية لأبي الخطاب والتذكرة لابن عقيل ثم قال فمن حصل كتابي هذا أغناه عن جميع هذه الكتب المذكورة إذ لم أخل بمسألة منها إلا وقد ضمنته حكمها وما فيها من الروايات وأقاويل أصحابنا التي تضمنتها هذه الكتب اللهم إلا أن يكون في بعض نسخها نقصان ولقد تحريت أصح ما قدرت عليه منها ثم زدت على ذلك مسائل وروايات لم تذكر في هذه الكتب نقلتها من الشافي لغلام الخلال ومن المجرد ومن كفاية المفتي ومن غيرهما من كتب أصحابنا هذا كلامه وبالجملة فهو كتاب أحسن متن صنف في مذهب الإمام أحمد وأجمعه وقال في كتابه أنه لم يتعرض فيه لشيء من أصول الدين ولا من أصول الفقه ويكثر فيه من ذكر الآداب الفقهية انتهى
وهو في مجلدين ضخمين وقد حذا حذوه الشيخ موسى الحجاوي في كتابه الإقناع لطالب الانتفاع وجعله مادة كتابه وإن لم يذكر ذلك في خطبته لكنه عند تأمل الكتابين يتبين ذلك رحمهما الله تعالى

الكافي
هو في مجلدين للشيخ موفق الدين المقدسي صاحب المغني يذكر فيه الفروع الفقهية ولا يخلو من ذكر الأدلة والروايات قال مصنفه في خطبته توسطت فيه بين الإطالة والاختصار وأومأت إلى أدلة مسائل مع الاقتصار وغزوت أحاديثه إلى كتب أئمة الأمصار ورأيت كتابا لطيفا للحافظ الكبير صاحب الأحاديث المختارة محمد بن
عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي المقدسي الملقب بالضيا في تخريج أحاديث الكافي وقد توفي الحافظ سنة ثلاث وأربعين وستمائة
العمدة
كتاب مختصر في الفقه لصاحب المغني جرى فيه على قول واحد مما اختاره وهو سهل العبارة يصلح للمبتدئين وطريقته فيه أنه يصدر الباب بحديث من الصحاح ثم يذكر من الفروع ما إذا أدققت النظر وجدتها مستنبطة من ذلك الحديث فترتقي همة مطالعه إلى طلب الحديث ثم يرتقي إلى مرتبة الاستنباط والاجتهاد في الأحكام ولنفاسته ولطف مسلكه شرحه الإمام بحر العلوم النقلية والعقلية أحمد بن تيمية الملقب بشيخ الإسلام فزينه بمسالكه المعروفة وأفرغ عليه من لباس الإجادة صنوفه وكساه حلل الدليل وحلاه بحلى جواهر الخلاف وزينه بالحق والإنصاف فرضي الله عنهما ولقد رأيت منه المجلد الأول أوله أول الكتاب وآخره باب الآذان

مختصر ابن تميم
مؤلفه ابن تميم المتقدم يذكر فيه الروايات عن الإمام أحمد وخلاف الأصحاب ويذهب فيه تارة مذهب التفريغ وآونة إلى الترجيح وهو كتاب نافع جدا لمن يريد الاطلاع على اختيارات الأصحاب لكنه لم يكمل بل وصل فيه مؤلفه إلى أثناء كتاب الزكاة إلى قوله فصل ومن غرم لإصلاح ذات البين أي فإنه يعطى من الزكاة وطريقته فيه أنه إذا قال شيخنا يكون المراد به ناصح الدين
أبو الفرج ابن أبي الفهم وظن بعضهم أنه يريد به أبا الفرج الشيرازي وهو غلط
رؤوس المسائل
للشريف الإمام الأوحد عبد الخالق بن عيسى بن أحمد ابن أبي موسى الهاشمي المتقدم وطريقته فيه أنه يذكر المسائل التي خالف فيها الإمام واحدا من الأئمة أو أكثر ثم يذكر الأدلة منتصرا للإمام ويذكر الموافق له في تلك المسألة بحيث أن من تأمل كتابه وجده مصححا للمذاهب وذاهبا من أقوالها المذهب المختار فجزاه الله خيرا
الهداية
لأبي الخطاب الكلوذاني مجلد ضخم جليل يذكر فيه المسائل الفقهية والروايات عن الإمام أحمد بها فتارة يجعلها مرسلة وتارة يبين اختياره وإذا قال فيه قال شيخنا أو عند شيخنا فمراده به القاضي أبو يعلى ابن الفراء وبالجملة فإنه حذا فيه حذو المجتهدين في المذهب للصحيحين لروايات الإمام وسمعنا أن الشيخ مجد الدين عبد السلام ابن تيمية وضع عليه شرحا سماه منتهى الغاية في شرح الهداية لكنه بيض بعضه وبقي الباقي مسودة وكثيرا ما رأينا الأصحاب ينقلون عن تلك المسودة ورأيت منها فضولا على هوامش بعض الكتب

التذكرة
للإمام أبي الوفاء علي بن عقيل البغدادي جعلها على قول واحد في المذهب مما صححه واختاره وهي وإن كانت متنا متوسطا لا تخلو من سرد الأدلة في بعض الأحايين كما هي طريقة المتقدمين من أصحابنا



المحرر
كتاب في الفقه للإمام مجدالدين عبد السلام بن تيمية الحراني حذا فيه حذو الهداية لأبي الخطاب يذكر الروايات فتارة يرسلها وتارة يبين اختياره فيها وقد شرحه الفقيه الفرضي المفنن عبد المؤمن بن عبد الحق بن عبد الله بن علي بن مسعود القطيعي الأصل البغدادي الملقب بصفي الدين المتوفى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة شرحا سماه تحرير المقرر في شرح المحرر
قال في خطبته لم أذكر فيه سوى ما هو في الكتاب من الروايات والوجوه التي ذكرها غيره لخروج ذلك عن المقصود إنما أنا بصدد بيان ما أودع من ذلك لا غير انتهى
وطريقته فيه أنه يذكر المسألة من الكتاب ثم يشرع في شرحها ببيان مقاصدها ويبين منطوقها ومفهومها وما تنطوي عليه من المباحث ولا يخل مع ذلك بذكر الدليل والتعليل والتحقيق فهو من الكتب التي يليق الاعتناء بها ولتقي الدين بن قندس حاشية على المحرر ولابن نصرالله حواشي عليه حسنة وللإمام ابن مفلح حاشية على المحرر سماها النكت والفوائد السنية على المحرر لمجد الدين ابن تيمية موجود في خزانة الكتب الخديوية بمصر

المقنع
هو في مجلد تأليف الإمام موفق الدين المقدسي وقال في خطبته اجتهدت في جمعه وترتيبه وإيجازه وتقريبه وسطا بين القصير والطويل وجامعا لأكثر الأحكام عرية عن الدليل والتعليل انتهى
وذلك أن موفق الدين راعى في مؤلفاته أربع طبقات فصنف
العمدة للمبتدئين ثم ألف المقنع لمن ارتقى عن درجتهم ولم يصل إلى درجة المتوسطين فلذلك جعله عريا عن الدليل والتعليل غير أنه يذكر الروايات عن الإمام ليجعل لقارئه مجالا إلى كد ذهنه ليتمرن على التصحيح ثم صنف المتوسطين الكافي وذكر فيه كثيرا من الأدلة لتسمو نفس قارئه إلى درجة الاجتهاد في المذهب حينما يرى الأدلة وترتفع نفسه إلى مناقشتها ولم يجعلها قضية مسلمة ثم ألف المغني لمن ارتقى درجة عن المتوسطين وهناك يطلع قارئه على الروايات وعلى خلاف الأئمة وعلى كثير من أدلتهم وعلى ما لهم وما عليهم من الأخذ والرد فمن كان فقيه النفس حينئذ مرن نفسه على السمو إلى الاجتهاد المطلق إن كان أهلا لذلك وتوفرت فيه شروطه وإلا بقي على أخذه بالتقليد فهذه هي مقاصد ذلك الإمام في مؤلفاته الأربع وذلك ظاهر من مسالكه لمن تدبرها بل هي مقاصد أئمتنا الكبار كأبي يعلى وابن عقيل وابن حامد وغيرهم قدس الله أرواحهم
واعلم أن لأصحابنا ثلاثة متون حازت اشتهارا أيما اشتهار أولها مختصر الخرقي فإن شهرته عند المتقدمين سارت مشرقا ومغربا إلى أن ألف الموفق كتابه المقنع فاشتهر عند علماء المذهب قريبا من اشتهار الخرقي إلى عصر التسعمائة حيث ألف القاضي علاءالدين المرداوي التنقيح المشبع ثم جاء بعده تقي الدين أحمد ابن النجار الشهير بالفتوحي فجمع المقنع مع التنقيح في كتاب سماه منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات فعكف الناس عليه وهجروا ما سواه من كتب المتقدمين كسلا منهم ونسيانا لمقاصد علماء هذا المذهب التي ذكرناها آنفا وكذلك الشيخ موسى الحجاوي ألف كتابه الإقناع وحذا به
حذو صاحب المستوعب بل أخذ معظم كتابه ومن المحرر والفروع والمقنع وجعله على قول واحد فصار معول المتأخرين على هذين الكتابين وعلى شرحيهما
ولما عكف الناس على المقنع أخذ العلماء في شرحه فأول شارح له الإمام عبد الرحمن ابن الإمام أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي فإنه شرحه شرحا وافيا سماه بالشافي وقال في خطبته اعتمدت في جمعه على كتاب المغني وذكرت فيه من غيره ما لم أجده فيه من الفروع والوجوه والروايات ولم أترك من كتاب المغني إلا شيئا يسيرا من الأدلة وغزوت من الأحاديث ما لم يغز مما أمكنني غزوه هذا كلامه وبالجملة فطريقته فيه أنه يذكر المسألة من المقنع فيجعلها كالترجمة ثم يذكر مذهب الموافق فيها والمخالف لها ويذكر ما لكل من دليله ثم يستدل ويعلل للمختار ويزيف دليل المخالف فمسلكه مسلك الاجتهاد إلا أنه اجتهاد مقيد في مذهب أحمد
ثم شرحه القاضي برهان الدين إبراهيم بن محمد الأكمل بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة أربع وثمانين وثمانمائة وشرحه في أربع مجلدات ضخام مزج المتن بالشرح ولم يتعرض به لمذاهب المخالفين إلا نادرا ومال فيه إلى التحقيق وضم الفروع سالكا مسلك المجتهدين في المذهب فهو أنفع شروح المقنع للمتوسطين وعلى طريقته سرى شارح الإقناع ومنه يستمد ورأيت من شروحه أيضا الممتع شرح المقنع لسيف الدين أبي البركات ابن المنجا المتقدم ذكره
قال في خطبته أحببت أن أشرح المقنع وأبين مراده وأوضحه وأذكر دليل كل حكم وأصححه
وطريقته أنه يذكر المسألة من المغني ويبين دليلها ويحقق المسائل والروايات ولم يتعرض لغير مذهب الإمام ثم لما انحطت الهمم عن طلب الدليل وغاض نهر الاشتغال بالخلاف وأكب الناس على التقليد البحت وكادت كتب المتقدمين ومسالكهم أن تذهب أدراج الرياح انتصب لنصرة هذا المذهب وضم شمله العلامة الفاضل القاضي علاءالدين علي ابن سليمان السعدي المرداوي ثم الصالحي فوجد أهل زمنه قد أكبوا على المقنع فألف عليه شبه شرح سماء بالإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف وطريقته فيه أنه يذكر في المسألة أقوال الأصحاب ثم يجعل المختار ما قاله الأكثر منهم سالكا في ذلك مسلك ابن قاضي عجلون في تصحيحه لمنهاج النووي وغيره من كتب التصحيح فصار كتابه مغنيا للمقلد عن سائر كتب المذهب ثم اقتضب منه كتابه المسمى بالتنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع فصحح فيه الروايات المطلقة في المقنع وما أطلق فيه من الوجهين أو الأوجه وقيد ما أخل به من الشروط وفسر ما أبهم فيه من حكم أو لفظ واستثنى من عمومه ما هو مستثنى على المذهب حتى خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وقيد ما يحتاج إليه مما فيه إطلاقه ويحمل على بعض فروعه ما هو مرتبط بها وزاد مسائل محررة مصححة فصار كتابه تصحيحا لغالب كتب المذهب وبالجملة فهذا الفاضل يليق بأن يطلق عليه مجدد مذهب أحمد في الأصول والفروع وقد انتدب لشرح لغات المقنع العلامة اللغوي محمد ابن أبي الفتح البعلي فألف في هذا النوع كتابه المطلع على أبواب المقنع
فأجاد في مباحث اللغة ونقل في كتابه فوائد منها دلت على رسوخ قدمه في اللغة والأدب وكثيرا ما يذكر فيه مقالا لشيخه الإمام محمد بن مالك المشهور ورتب كتابه على أبواب المقنع ثم ذيله بتراجم ما ذكر في المقنع من الأعلام فجاء كتابه غاية في الجودة ووقع في طرة نسخة المقنع المطبوعة بمصر
إن المطلع شرح المقنع وهو سهو والحق أنه شرح للغاته فدرجته كدرجة المغرب للحنفية والمصباح للشافعية واختصر المقنع الشيخ موسى الحجاوي كما سيأتي.



الفروع
قال في كشف الظنون هو في مجلدين للشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن مفلح الحنبلي المتوفى سنة ثلاث وستين وسبعمائة
أجاد فيه وأحسن على مذهبه وشرحه الشيخ الإمام أحمد بن أبي بكر محمد بن العماد الحموي سماه المقصد المنجح لفروع ابن مفلح انتهى
قلت وهو عندي في مجلد واحد أضخم وهذا الكتاب قل أن يوجد نظيره وقد مدحه الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة فقال صنف يعني ابن مفلح الفروع في مجلدين أجاد فيهما إلى الغاية وأورد فيه من الفروع الغريبة ما بهر به العلماء
وقال ابن كثير كان مؤلفه بارعا فاضلا متفننا في علوم كثيرة ولا سيما علم الفروع وله على المقنع نحو ثلاثين مجلدة وعلق على كتاب المنتقى للمجد ابن تيمية انتهى
وطريقته في هذا الكتاب أنه جرده من دليله وتعليله ويقدم
الراجح في المذهب فإن اختلف الترجيح أطلق الخلاف وإذا قال في الأصح فمراده أصح الروايتين وبالجملة فقد ذكر اصطلاحه في أول كتابه ولا يقتصر على مذهب أحمد بل يذكر المجمع عليه والمتفق مع الإمام أحمد في المسألة والمخالف له فيها من الأئمة الثلاثة وغيرهم
ويشير إلى ذلك بالرمز ويطيل النفس في بعض المباحث وأحيانا يتطرق إلى ذكر الأدلة ويذكر من النفائس ما ينبغي للفاضل أن يطلع عليه بحيث إن كتابه يستفيد منه أتباع كل مذهب فرحم الله مؤلفه وقد شرحه العلامة شيخ المذهب مفتي الديار المصرية محب الدين أحمد بن نصرالله بن أحمد بن محمد بن عمر البغدادي الأصل ثم المصري المتوفى سنة أربع وأربعين وثمانمائة وشرحه هذا أشبه بالحواشي منه بالشروح وكتب على الفروع حاشية العلامة ذو الفنون تقي الدين أبو بكر بن إبراهيم بن قندس المتوفى سنة إحدى وستين وثمانمائة وهذه الحاشية في مجلد وبها من التحقيق والفوائد ما لا يوجد في غيرها .

مغنى ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام
تأليف العلامة المحدث يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي الشهير بابن المبرد الصالحي ،أخذ الفقه عن القاضي علاءالدين المرداوي وعن تقي الدين ابن قندس المتوفى سنة تسع وتسعمائة وهذا الكتاب في مجلد لطيف صدره بفن أصول الديانات يعني التوحيد ثم بباب معرفة الأعراب ثم بأصول الفقه ثم بما يستعمل من الأدب ثم أتبعه ببعض اصطلاحات في المذهب ثم استوصل في الفقه على نمط وجيز ثم ختمه بقواعد كلية يترتب عليها
مسائل جزئية لكل ما ذكره من الفنون في صدره لا يفيد إلا فائدة قليلة جدا وسلك في الفقه مسلكا غريبا فقال في أول كتابه كتبت فيه القول المختار وأشير إلى المسألة المجمع عليها بأن أجعل حكمها اسم فاعل أو مفعول ومع ذلك ع وما اتفق عليه الأئمة الأربعة بصيغة المضارع وربما وقع ذلك لنا فيما اتفق فيه أبو حنيفة والشافعي في بعض مسائل لم نعلم فيها مذهب الإمام مالك أو له فيها أو في مذهبه ثم قول غير المشهور فإن كان لا خلاف عندنا في المسألة فبالباء وأيضا واو وإن كان فيه خلاف عندنا فبالتاء وأيضا واو وإن كان فيه خلاف عندنا فبالتاء وأيضا ورووا وفاق الشافعي فقط بالهمزة وأيضا وس وأبي حنيفية فقط بالنون وأيضا رقم ح ولا أكرر فيه مسألة في علم واحد إلا لزيادة فائدة ولا يمتنع تكرارها في علمين لأن كل علم تجري فيه على أصله فربما اختلف حكمها في العلمين وربما اتفق
هذا كلامه ورأيت بخط مؤلفه هذين البيتين على ظهر الكتاب :
هذا كتاب قد سما في حصره *** أوراقه من لطفه متعددة
جمع العلوم بلطفه فبجمعه *** يغنيك عن عشرين ألف مجلدة

منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات
هو كتاب مشهور عمدة المتأخرين في المذهب وعليه الفتوى
فيما بينهم تأليف العلامة تقي الدين محمد بن العلامة أحمد بن عبد العزيز بن علي بن إبراهيم الفتوحي المصري الشهير بابن النجار رحل إلى الشام فألف بها كتابه المنتهى ثم عاد إلى مصر بعد أن حرر مسائله على الراجح من المذهب واشتغل به عامة الطلبة في عصره واقتصروا عليه ثم شرحه شرحا مفيدا في ثلاث مجلدات ضخام وغالب استمداده فيه من كتاب الفروع لابن مفلح وبالجملة فقد كان منفردا في علم المذهب
توفي سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة وقرأت في طبقات الحنابلة لكمال الدين الغزي الشافعي نقلا عن ابن طولون أن العلامة المحقق أحمد بن عبد الله بن أحمد العسكري صنف كتابا جمع فيه بين المقنع والتنقيح فاخترمته المنية قبل إكماله
قال وقد بلغني أن صاحبنا أحمد الشويكاني تلميذه شرع في تكملته
توفي العسكري سنة عشر وتسعمائة
وقال الغزي في ترجمة أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن أبي بكر الشويكي النابلسي ثم الدمشقي الصالحي المتوفى سنة تسع وثلاثين وتسعمائة أنه جاور في المدينة المنورة وجمع كتاب التوضيح جمع فيه بين المقنع للشيخ موفق الدين بن قدامة والتنقيح لعلاءالدين المرداوي وزاد عليهما أشياء مهمة
قال ابن طولون وسبقه إلى ذلك شيخه الشهاب العسكري لكنه مات قبل إتمامه ولم يصل فيه إلا إلى باب الوصايا وعاصره أبو الفضل ابن النجار فجمع كتابه المشهور بالمنتهى لكنه عقد عباراته انتهى وشرح منتهى الإرادات العلامة منصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن أحمد بن علي بن إدريس البهوتي شيخ الحنابلة
في عصره المتوفى سنة إحدى وخمسين وألف وشرحه في ثلاث مجلدات جمعه من شرح مؤلف المنتهى لكتابه ومن شرحه نفسه على الإقناع وهو شرح مشهور مطبوع ولقد كنت في حدود أربع عشرة وثلاثمائة بعد الألف أقمت مدة في قصبة دوما دمشق فأقرأت هذا الشرح وكتبت عليه حاشية وضعتها أثناء القراءة وصلت فيها إلى باب السلم في مجلد ضخم ثم خرجت من دوما إلى دمشق وهنالك لم أجد أحدا يطلب العلم من الحنابلة بل يندر وجود حنبلي بها ففترت همتي عن إتمامها وبقيت على ما هي عليه وللشيخ منصور حاشية على المتن وكتب الشيخ محمد بن أحمد بن علي البهوتي الشهير بالخلوتي المصري تحريرات على هامش نسخته متن المنتهى فجردت بعد موته فبلغت أربعين كراسا وكان من الملازمين للشيخ منصور
توفي سنة ثمان وثمانين وألف وعلى المتن حاشية أيضا للشيخ عثمان بن أحمد النجدي صاحب شرح العمدة للشيخ منصور البهوتي
وهي حاشية نافعة تميل إلى التحقيق والتدقيق

الإقناع لطالب الانتفاع
مجلد ضخم كثير الفوائد جم المنافع للعلامة المحقق موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى بن سالم الحجاوي المقدسي ثم الدمشقي الصالحي بقية المجتهدين والمعول عليه في مذهب أحمد في الديار الشامية ترجمه الكمال الغزي في النعت الأكمل ولم يذكر سنة وفاته ونجم الدين الغزي في الكواكب السائرة وبالجملة
فهو من أساطين العلماء وأجلهم
توفي سنة ثمان وستين وتسعمائة وقد شرح كتابه الإقناع الشيخ منصور البهوتي شرحا مفيدا في أربع مجلدات وكتب الشيخ محمد الخلوتي عليه تعليقات جردت بعد موته فبلغت اثني عشر كراسا بالخط الدقيق وللشيخ منصور عليه حاشية ولصاحبه كتاب في شرح غريب لغاته

دليل الطالب
متن مختصر مشهور تأليف العلامة بقية المجتهدين مرعي بن يوسف ابن أبي بكر ابن أحمد ابن أبي بكر بن يوسف بن أحمد الكرمي نسبة لطولكرم قرية بقرب نابلس ثم المقدسي أحد أكابر علماء هذا المذهب بمصر المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وألف وكتابه هذا أشهر من أن يذكر وللعلامة أحمد بن عوض بن محمد المرداوي المقدسي تلميذ الشيخ عثمان النجدي وكان موجودا سنة واحد ومائة وألف حاشية عليه في مجلدين وقرأت في بعض المجاميع أن العلامة الفاضل الشيخ مصطفى الدومي المعروف بالدوماني ثم الصالحي ثم مفتي رواق الحنابلة في مصر له حاشية لطيفة على دليل الطالب ورأيت له كتابا سماه ضوء النيرين لفهم تفسير الجلالين وشرحا على الكافي في العروض والقوافي ولم أعلم سنة وفاته غير أن مترجمه قال رحل إلى القسطنطينية وتوفي بها في خلافة السلطان عبد الحميد يعني الأول وكانت سلطنته من سنة ثمان وسبعين ومائة وألف إلى سنة ثلاث ومائتين وألف وشرح هذا الكتاب الشيخ عبد القادر بن عمر بن عبد القادر بن عمر بن أبي تغلب بن سالم التغلبي الشيباني الصوفي الدمشقي ورأيت في بعض المجاميع نسبة إلى دوما دمشق الفقيه الفرضي المتوفى سنة خمس وثلاثين ومائة وألف وشرحه هذا متداول مطبوع لكنه غير محرر وليس بواف بمقصود المتن وشرحه في مجلدين العلامة إسماعيل ابن عبد الكريم بن محيي الدين الدمشقي
الشهير بالجراعي وكانت وفاته سنة اثنتين ومائتين وألف ولم يتم الكتاب ورأيت في ترجمة الشيخ محمد بن أحمد السفاريني أن له شرحا على دليل الطالب ولم نره ولم نجد من أخبرنا أنه رآه

غاية المنتهى
كتاب جليل للشيخ مرعي الكرمي جمع فيه بين الإقناع والمنتهى وسلك فيه مسالك المجتهدين فأورد فيه اتجاهات له كثيرة يعنونها بلفظ ويتجه ولكنه جاء متأخرا على حين فترة من علماء هذا المذهب وتمكن التقليد من أفكارهم فلم ينتشر انتشار غيره وقد تصدى لشرحه العلامة الفقيه الأديب أبو الفلاح عبد الحي بن محمد ابن العماد فشرحه شرحا لطيفا دل على فقهه وجودة قلمه لكنه لم يتمه ثم زيل على شرحه هذا العلامة الجراعي فوصل فيه إلى باب الوكالة ثم اخترمته المنية ثم تلاهما العلامة الفقيه الشيخ مصطفى بن سعد بن عبده السيوطي الرحيباني مولدا ثم الدمشقي العلامة الفقيه الفرضي المحقق مولده سنة خمس وستين ومائة وألف
وتوفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف
فابتدأ بشرح الكتاب من أوله حتى أتمه في خمس مجلدات بخطه لكنه في شرحه هذا يأتي إلى المسألة من المنتهى فينقل عبارة شرحها للشيخ منصور إلى المسألة من الإقناع فينقل عبارة شرحه أيضا فكأنه جمع بين الشرحين من غير تصرف فإذا وصل إلى اتجاه لم يحققه بل قصارى أمره أنه يقول لم أجده لأحد من الأصحاب ثم تلاه تلميذه شيخ مشايخنا العلامة الشيخ حسن بن عمر بن معروف بن عبد الله بن مصطفى ابن الشيخ شطا المتوفي سنة أربع وسبعين ومائتين وألف
فأخذ في مواضع الاتجاه من الغاية والشرح وانتصر للشيخ مرعي وبين صواب تلك الاتجاهات ومن قال بها غيره من العلماء وذكر في غضون ذلك مباحث رائقة وفوائد لا يستغنى عنها فجاء كتابه هذا في أربعين كراسا بخطه الدقيق فلو ضم هذا الكتاب إلى الشرح وطبع لجاء منه كتاب فريد في بابه ولا سيما إذا ضم إليهما ما كتبه ابن العماد والجراعي
فاللهم ارفع لواء هذا المذهب وأكثر من علمائه .

عمدة الراغب
مختصر لطيف للشيخ منصور البهوتي وضعه للمبتدئين وشرحه العلامة الشيخ عثمان ابن أحمد النجدي شرحا لطيفا مفيدا مسبوكا سبكا حسنا ونظمها الشيخ صالح بن حسن البهوتي من علماء القرن الحادي عشر بمنظومة أولها:
يقول راجي عفو ربه العلى ***أبو الهدى صالح نجل الحنبلي
وسمي نظمه وسيلة الراغب لعمدة الراغب

(كافي المبتدي) و(أخصر المختصرات )و(مختصر الإفادات)
هذه المتون الثلاثة للفقيه المحدث الصالح محمد بن بدرالدين بن بلبان البلباني البعلي الأصل ثم الدمشقي الصالحي كان يقرأ الفقه لطلاب المذاهب الأربعة
توفي سنة ثلاث وثمانين وألف وقد اعتنى من بعده بكتبه
فأما كافي المبتدي فقد شرحه الورع الفقيه الأصولي الفرضي أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن مصطفى
الحلبي الأصل البعلي الدمشقي شرحا لطيفا محررا
توفي سنة تسع وثمانين ومائة بعد الألف وسمي شرحه الروض الندي شرح كافي المبتدي وله شرح عمدة كل فارض في الفرائض وله الذخر الحرير شرح مختصر التحرير في الأصول وله غير ذلك من التعليقات في الحساب والفرائض والفقه

وأما أخصر المختصرات فهو متن مختصر جدا اختصر فيه كافي المبتدي وقد شرحه العلامة عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن محمد البعلي الدمشقي نزيل حلب وكان فقيها متفننا أديبا شاعرا
توفي سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد الألف وشرحه هذا محرر منقح كثير النفع للمبتدئين

وأما مختصر الإفادات فقد صدره أولا بديع العبادات فجعل الكلام عليه وسطا بين الإسهاب والإيجاز مستمدا عن الإقناع ثم ذكر أحكام البيع والربا ثم أتبعه بقوله كتاب الآداب وفصله فصولا ثم أتبعه بفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفصل ذكر الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإخلاص ثم أتبع ذلك بعقيدته التي اختصر بها نهاية المبتدئين لابن حمدان ثم ختم الكتاب بوصية نافعة وبالجملة فهذا الكتاب كاف وواف للمتعبدين ولقد كنت قرأت هذا الكتاب على شيخنا العلامة الشيخ محمد بن عثمان المشهور بخطيب دوما وعلقت على هوامشه تعليقات انتخبتها أيام بدايتي في الطلب

الرعايتان
كلاهما لابن حمدان قد كنت رأيتهما ثم غابا عني قال في كشف الظنون رعاية في فروع الحنبلية للشيخ نجم الدين ابن حمدان الحراني المتوفى سنة خمس وتسعين وستمائة كبرى وصغرى وحشاهما بالروايات الغريبة التي لاتكاد توجد في الكتب الكثيرة أولها الحمد لله قبل كل مقال وإمام كل رغبة وسؤال إلى آخره
وهي على ثمانية أجزاء في مجلد شرحها الشيخ شمس الدين محمد بن الإمام شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم البازي المتوفى سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وسمي شرحه الدراية لأحكام الرعاية ومختصر الرعاية للشيخ عزالدين عبد السلام انتهى
وقال ابن مفلح في باب زكاة الثمر والزرع من كتابه الفروع عند الكلام على زكاة الزرع والثمرات ولا يستقر الوجوب إلا بجعله في الجرين والبيدر وعنه بتمكنه من الآداء كما سبق في كتاب الزكاة للزوم الإخراج إذن وفاقا فإنه يلزم إخراج زكاة الحب مصفى والثمر يابسا وفاقا وفي الرعاية وقيل يجزي رطبه
وقيل فيما لا يتمر ولا يزبب كذا قال وهذا وأمثاله لا عبرة به وإنما يؤخذ منهما أي من الرعايتين بما انفرد به التصريح وكذا يقدم يعني ابن حمدان في موضع الإطلاق ويطلق في موضع التقديم ويسوي بين شيئين المعروف التفرقة بينهما وعكسه فلهذا وأمثاله حصل الخوف من كتابيه وعدم الاعتماد عليهما انتهى
وبالجملة فهذان الكتابان غير محررين

مختصر الشرح الكبير والإنصاف
تأليف العالم الأثري والإمام الكبير محمد بن عبد الوهاب بن
سليمان بن علي يتصل نسبة بعبد مناة بن تميم التميمي
ولد سنة خمس عشرة ومائة وألف
وقد رحل إلى البصرة والحجاز لطلب العلم وأخذ عن الشيخ علي أفندي الداغسطاني وعن المحدث الشيخ إسماعيل العجلوني وغيرهما من العلماء
وأجازه محدثو العصر بكتب الحديث وغيرها على اصطلاح أهل الحديث من المتأخرين ولما امتلأ وطابه من الآثار وعلم السنة وبرع في مذهب أحمد أخذ ينصر الحق ويحارب البدع ويقاوم ما أدخله الجاهلون في هذا الدين الحنفي والشريعة السمحاء وأعانه قوم أخلصوا العبادة لله وحده على طريقته التي هي إقامة التوحيد الخالص والدعاية إليه وإخلاص الوحدانية والعبادة كلها بسائر أنواعها لخالق الخلق وحده فحبا إلى معارضته أقوام ألفوا الجمود على ما كان عليه الآباء وتدرعوا بالكسل عن طلب الحق وهم لا يزالون إلى اليوم يضربون على ذلك الوتر وجنود الحق تكافحهم فلا تبقي منهم ولا تزر وما أحقهم بقول القائل:
كناطح صخرة يوما ليوهنها*** فلم يضرها واعيا قرنه الوعل
ولم يزل مثابرا على الدعوة إلى دين الله تعالى حتى توفاه الله تعالى سنة ست ومائتين وألف وطريقته في هذا المختصر أنه يصدر الباب منه بمسائل الشرح ثم يزيل ذلك بكلام الإنصاف وهو كتاب في مجلد
هذا بيان ما اطلعت عليه من كتب هذا المذهب الجليل مما بعضه موجود عندي وبعضه قد أودع في خزانة الكتب الدمشقية في مدرسة الملك الظاهر بيبرس وشيء يسير يوجد في خزانة الكتب الخديوية بمصر
ولم أقصد بذلك تأليفا ككشف الظنون بل القصد التنبيه على ما يمكن وجوده مما إذا طبع وانتشر انتفع أهل العلم به أيما انتفاع وإلا فكتب المذهب كثيرة لا تكاد تدخل تحت حصر
فحذرا أيها المطالع من الانتقاد على ما كان مني من الاختصار والله يتولى الصالحين (انتهى)

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
11-22-2006, 12:31 PM
جزاك الله خيرا يا أخي قاعد العتيبي

الاثري83
11-22-2006, 12:43 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك اخي قاعد العتيبي.

متبع السنة
11-23-2006, 03:04 PM
بارك الله فيك

محمد الصميلي
11-23-2006, 08:23 PM
أخي قاعد بارك الله فيكم وأحسن الله إليكم و للمشرف على تثبيت الموضوع.
ولي استفسار: طالب العلم المبتديء بأي الكتب يبدأ في الفقه ؟
يرجى منكم أيها الأخ الكريم وضع جدول -إن أمكن- للتدرج في قراءة هذه الكتب ، و الله الموفق.

أبو علي السلفي
11-23-2006, 11:08 PM
جزاك الله خير أخي قاعد

ولكن هناك مصنفات فقهية لم تُذكر

-العدة شرح العمدة لبهاء الدين عبدالرحمن بن إبراهيم المقدسي,والعمدة كما ذكر العلامة ابن بدران إنه للموفق عبدالله بن قدامة المقدسي,وقد اقتصر فيه على القول المعتمد في المذهب.

-الروض المربع شرح زاد المستقنع,ذكر عبدالرحمن بن محمد بن قاسم النجدي : ( أن زاد المستقنع للحجاوي وشرحه رغب فيهما طلاب العلم غاية الرغب لكونهما مختصرين لطيفين حاويين جل المهمات فائقين أكثر المطولات والمختصرات) حاشية الروض المربع (1/9)

-كشاف القناع عن متن الإقناع لمنصور بن يونس بن صلاح الدين الشهير بالبهوتي.

قاعد العتيبي
11-24-2006, 12:00 AM
جزاكم الله خيراً على التعليق وكذا الشكر موصل لمشرفنا على التثبيت.
نشكر مشرفنا على الايضافة وكذا العمدة شرحه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله .
اما بالنسبة لزاد المستقنع وكشاف القناع فقد ذكرهما العلامة ابن بدران رحمه الله في الاعلى لكن لم يكثر الكلام حولهما حيث قال تحت ذكر كتاب الاقناع لطالب الانتفاع (وقد شرح كتابه الإقناع الشيخ منصور البهوتي شرحا مفيدا في أربع مجلدات )،
اما زاد المستقنع فقد قال رحمه الله عند ذكره للمقنع (واختصر المقنع الشيخ موسى الحجاوي كما سيأتي.) ومعلوم أن الاختصار هو متن زاد المسقنع المشهور.
جزاكم الله خيراً .

قاعد العتيبي
11-24-2006, 12:55 AM
اخي محمد الصميلي جزاك الله خيراً على التعليق :
قال العلامة عبد الرزاق عفيفي‏ رحمه ‏‏ الله كما ذكر الشيخ صالح ال الشيخ يقول العلامة عفيفي رحمه الله :(( الموفق، صنف في الفقه كتابًا أربعة للابتدائي وللمتوسط وللثانوي وللجامعي، فصنف للابتدائي العمدة في الفقه، وصنف للمتوسط المقنع، وصنف للثانوي الكافي، وصنف للجامعي المغني، فلاحظ عمدة، ثم مقنع، ثم كافي ثم مغني، والغناة لا يريد أحد بعدها شيء‏)) وترتيبه واضحُ رحمه الله.
والعلامة ابن عثيمين رحمه الله يرى أن يبتدى طالب العلم المبتدى بمتن زاد المستقنع .
وعلى كل حال لأبد أن يقرأ المتن على شيخ يبين في شرحه لطالب العلم الدليل هذا ماعليه علمائنا.
ولزيادة الفائدة هذا كلام للشيخ صالح ال الشيخ حول ((كيفية التدرج في طلب الفقه)) من كتابه كيفية دراسة الفقه أنقله بكامله فيقول :
‏ مسألة‏:‏ كيفية التدرج في طلب الفقه
الفقه طويل وهذا شيء مما لا شك فيه، ويحتمل في تدرسيه كل يوم عدة سنين لو ندرس مثلًا مثل كتاب زاد المستقنع لكن هذا الأمر وهو كون الفقه طويلًا وأنه يحتاج إلى سنين هذا يسهل باتباع الطريقة الآتية‏:‏

أولًا‏:‏ أن تأخذ كل باب على حده ما تخلط بين الأبواب تأخذ متن فتأخذ مثلًا كتاب الزكاة تأخذه وتفهمه لو تجلس فيه شهر مع معلم أو مع نفسك تدرسه جملة جملة تقرأ وتنظر حتى تتصور الجملة هنا إذا كان المعلم قد وصل معك إلى كتاب الزكاة أو كان في أحد من المشائخ يقرأ على سبيل المثال في الزكاة فهنا تستمر معه يجري لك الأمر وإذا لم يمكن ذلك وأردت أن تقرأ أنت فلا بد من أنت تكون على صلة بأحد العلماء الذين بعون كلام أهل الفقه هذه الصلة فائدتها كلما استشكلت شيئًا تسأل كل ما فهمت عبارة تسأل تركيبية ما استقام في ذهنك تسأل وهو يوضحك هذا الإيضاح أما باتصال هاتفي أو بملاقاة هذا الإيضاح وهذه الصلة تجعل المسائل تتضح ثم أيضًا يكون الحرص على ملازمة أهل العلم في سماع كلامهم لأنه جربنا هذا قبلكم في مسائل كثيرة في الفقه تمر عليها لكن ما تتضح لك إلا بسماع كلام أهل العلم فيها، إما مثلًا في كلمة أو في فتوى أهو تكلم يناقش المسألة تناقشه تجد أنه يعطيك مفتاح لفهم هذا الباب أو لفهم هذه المسألة ما أدركته بمجرد القراءة‏.‏

فاذن‏.‏

أولًا‏:‏ أحكام الباب يكون بدون مداخله يعني تأخذ كتاب معينًا ككتاب الزكاة مثلًا أو بابًا معينًا فتدرسه بدون مداخله، يعني مثلًا واحد يقول أنا باقرأ مثلًا في كتاب الزكاة وفي نفس الوقت يأخذ في كتاب البيوع، وفي نفس الوقت يأخذ كتاب في الحدود فالذهن لا يجمع بهذا الطريقة فتختلط عليه المسائل، فإذا أخذت مثلًا كتابًا على هذا تبدأ بتحرير جملة وإذا حررت جملة على وقت ما عندك فهمت، أعني بتحرير الجمل معرفة كل لفظ ومعناه من حيث اللغة ثم بعد التركيب‏.‏

طالب العلم في الفقه بخصوصه لا بد أن يكون حساسًا في اللغة، لأنه إن لم يكن حساسًا في اللغة استعمل في كلامه غير لغة العلم وهذا يضعف مع طالب العلم، فإذا تكلم مثلًا في الفقه كلام ثقافي يعني موعظة كأنه، كلامًا عاما، هذا يضعف الواحد معه، لكن إذا درب ذهنه ولسانه على أن كل لفظ له دلالته يجتهد على أن يستعمل ألفاظه مع مرور الزمن، يبدأ يتربى شيئًا فشيئًا حتى يستعمل ألفاظه، فإذن ‏:‏

1- معرفة ألفاظ الفقهاء ودلالة كل لفظ ‏.‏ ثم ‏:‏

2- معرفة التركيب لهذه الجملة، ثم‏:‏

3- الحكم‏.‏

4- دليل الحكم، قد يكون راجحًا في نفس الأمر وقد يكون مرجوحًا، المهم تعرف الدليل الذي اعتمد عليه في هذا الحكم، لأن معرفة الدليل يعطي ذهنك قريحة في استنتاج الحكم من الدليل على فهم جماعة من العلماء الذين صنفوا هذا أو رضوه أخذوه مذهبًا‏.‏

الخامس‏:‏ القول الآخر في المسألة بشرط أن يكون قولًا قويًا، وليس في كل مسألة، يعني مثلًا‏:‏ مثل ما كان في المشايخ رحمهم الله الأولين الذين يدرسون الفقه عندنا هنا يذكرون اختيارات شيخ الإسلام ، وقد يكون بعدها استدلال أو ترجيح‏.‏

هذه خمس خطوات، إذا أخذت مثلًا باب من الكتاب بعد ذلك ترجع إلى نفسك باختبار، إذا سمعت شرح الباب مثلًا من معلم من شيخ او عالم أو قرأته وناقشت فيه أحد العلماء أو سمعته بواسطة شريط أو نحوه بعد ذلك اختبر نفسك في هذا الباب‏.‏ كيف تختبر نفسك‏؟‏

تأخذ متن مجردًا عن الشرح وتجتهد في أن تشرح، أن تعلق مثلًا، الروض المربع أو شرح الشيخ بن العثيمين أو حاشية البليهي أو حاشية بن قاسم إلى اخره، ستلحظ في أول مرة أنك فيه مسائل تصورتها، وعبارتك كانت عبارة جيدة رضيت عنها، لكن في مسائل أردت أن تتكلم اشتبكت عندك الخطوط ما عرفت، اشتيكت مع أنك حين القراءة كانت واضحة، مثل ما يأتي في الاختبار فقبل الاختبار تقول ‏:‏ أنا والله فاهم، وحينما جاء الاختبار استشكلت أو ضاعت عليك، كذلك في الفقه، فإذا راجعت على هذا النحو وحاولت أن تشرح فسيكون تقييمك لنفسك شيئًا فشيئًا، بهذا الطريقة تقوى مداركك تقوى قوة ذهنك‏.‏

ثانيًا ‏:‏ يقوى تعبيرك عن مسألة بلغة العلم يقوي تعبيرك عن مسألة بلغة العلم‏.‏

ثالثًا‏:‏ يكون لسانك متحريًا في الألفاظ لا تأتي إلى المسألة فتذكرها بالمعنى، يعني تذكر ما يدل عليها بحسب ما تفهم، بل تكون دقيقًا في اللفظ فتعبر بتعبيره، تعبر بلغته شيئًا فشيئًا بحسب‏؟‏‏؟‏‏؟‏

أنت والله أخذت خمسين من عندك نفسك استشكلت مسائل تعيدها ثم تكرر مرة أخرى حتى يكون عندك دربة هنا وأنت تسير على هذا تأتيك مسائل يكون لك رغبة في أن تطلع على الكلام فيها، فهنا لا بأس في أن تذهب إلى المطولات، مثل المغني في الفقه، أو المجموع أو نحو ذلك، لكن ما يكون ديدنك هذا في الباب كله تطالع ‏.‏ لا‏.‏ هذا يكون في مسائل تختارها فتطالعها ، لماذا‏؟‏ لأن الكتب المطولة كتب سائحة، والكنب المختصرة كتب مجموعة، تناول المجموع أسهل من تناول المبسوط أو السائح، لماذا‏؟‏ لأنك طبعًا المغني أصعب من الزاد، والله واحد يجيء يقول الزاد عبارته كده والمغني كله أدلة، فتمشي معه بسلاسة، ولكن الواقع أن المغني بالنسبة لطالب العلم المبتدئ مضرٌ، بخلاف مثلًا المختصرات لأن المختصر يعود العقل على نوعية معينة من التعامل مع الكلام الفقهي يعوده على الحصر، يعوده على العبارة من لفظين ثلاثة، يعوده على مبتدأ وخبر، يعوده على شروط، يعني يحكم الذهن، أما ذاك فيكون مبسوطا، والمبسوط الذهن يقرأه بسهوله، يمشي ثم بعد ذلك ما يتربى عنده إلا يتذكر أن المسألة فيها أقوال، أما العبارة والإدراك ما يتربى عنده، ولهذا كان الشيخ عبد الرزاق رحمه ‏(‏عفيفي‏)‏ الله يقول الموفق، صنف في الفقه كتابًا أربعة للابتدائي وللمتوسط وللثانوي وللجامعي، فصنف للابتدائي العمدة في الفقه، وصنف للمتوسط المقنع، وصنف للثانوي الكافي، وصنف للجامعي المغني، فلاحظ عمدة، ثم مقنع، ثم كافي ثم مغني، والغناة لا يريد أحد بعدها شيء‏.‏

لكن هذا لا بد يمشي على هذا النحو، لا بد أن يكون عندك تسلسل، فقراءة في المغني المطول دائمًا، هذا غلط، وتركه دائمًا أيضًا غلط‏.‏ لماذا‏؟‏ لأن المطولات فيها اسهاب في الاسهاب يحل بعض الاشكالات، فأحيانًا يأتيك قول لم تفهمه أصلًا كيف تحل المسألة‏؟‏ مثلًا اتصلت ما وجدت أحدًا، كيف تفهم هذا القول في الفقه بخصوصه‏؟‏ تذهب إلى الخلاف في المسالة، إذا لم تفهم قولًا من الأقوال اذهب إلى الكتب التي فيها ذكر الخلاف بمعرفة الأول المختلفة يتضح لك المراد بالقول الذي استشكلته، هذه مجربة ونافعة جدًا في حل مثل هذا‏.‏

على كل حال هنا عدة أشياء أُخر لكن ربما احتاج الكلام عليها إلى طول مثل كلام مراتب كتب الحنابلة لماذا اختاروا كتابًا دون كتاب، كيفية الدمج بينها‏؟‏ وهل يسوغ لطالب العلم أن ينوع مثلًا عند أحد العلماء من الزاد وعند الثاني منار السبيل وعند الثالث من كذا ‏.‏‏.‏ ‏.‏ هذه كلها أشياء تحتاج إلى أجوبة لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت، نكتفي بهذا القدر ‏.‏

أسأل الله ـ جل وعلا ـ لي ولكم التوفيق والسداد وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‏.‏ والحمد لله‏.‏

عبدالعزيز النجدي
11-24-2006, 07:14 PM
أنصح أخي محمد أن يبدأ بدراسة العدة شرح العمدة ثم العمدة ثم الروض

ويكفينا شرفاً إن ابن تيمية وابن رجب ومحمد بن عبدالوهاب وابن باز من كبار علماء المذهب الحنبلي

أبو الربيعة
11-25-2006, 05:07 PM
موضوع ممتاز

جزاك الله خيرا أخي الفاضل قاعد

محمد الصميلي
11-29-2006, 05:02 PM
أخي قاعد بارك الله فيك على الفوائد ، وجاءت مثل ما يحب الخاطر..
أما أخي الكريم عبد العزيز النجدي فأقول له بارك الله فيك على النصيحة وإن كنت أميل لدراسة الزاد وشرحه لشيخنا الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله تعالى - فقد اتخذته شيخا لي-رحمه الله- في فقه الحلال و الحرام و أصول الفقه، لتخصصه في ذلك وتبحره فيه بشهادة الكثير من العلماء منهم الشيخ العلامة المحدث حماد بن محمد الأنصاري -رحمه الله رحمة واسعة - ؛ وعلى العموم أحسن الله إليك أخي على النصح وهذا لا يمنع من المطالعة فيها أثناء البحث ، ومنهجية شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله تعالى - في دراسة الفقه مفيدة و قد لخصتها لنفسي وبارك الله في الجميع.
ونرجوا من الإخوة -و الأخ قاعد خاصة - أن يواصلوا في إثراء مثل هذ المواضيع القيمة وصلكم الله برحمته


__________
راجع رسائلك
_________

12d8c7a34f47c2e9d3==