المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طبعة جديدة ومنقحةمن كتاب(تعجيل الفائدة في نقض الأصول الفكرية لتنظيم القاعدة).


كيف حالك ؟

متبع السنة
11-07-2006, 11:39 PM
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}( 102)سورة آل عمران{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}(1) سورة النساء{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}(70) و(71)سورة الأحزاب أما بعد ..
فقد خرجت على الجماعة فرقةٌ مارقة تسمي نفسها بتنظيم القاعدة ومن خلال دراستي لمنهج هذه الفرقة ظهر لي أنها من فرق الخوارج المعاصرة،والخوارج ثبت فيهم أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما،وإنما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج لأنهم أول صنف من أهل البدع خرجوا بعده،بل أولهم ذو الخويصرة خرج في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بلسانه فإنه إعترض على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ،والنصوص الواردة في الخوارج تعم غيرهم من أهل البدع الذين هم شر منهم كالرافضة والجهمية.وقد عصم الله الصحابة من رضي الله عنهم من مذهب الخوارج يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:(وأما الخوارج فلم يكن فيهم أحد من الصحابة ولا نهى عن قتالهم أحد من الصحابة) أ .هـ وقال في الإخنائية :(ولما كان أصحابه أعلم الناس بدينه وأطوعهم له لم يظهر فيهم من البدع ماظهر فيمن بعدهم لافي أمر القبور ولا غيرها،فلا يعرف من الصحابة من كان يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان فيهم من له ذنوب لكن هذا الباب مما عصمهم الله فيه من تعمد الكذب على نبيهم،وكذلك البدع الظاهرة المشهورة مثل بدعة الخوارج و الروافض والقدرية والمرجئة لم يعرف عن أحد من الصحابة شيء من ذلك). وإذا علمت أن بدعة الخوارج هي أول البدع حدوثاً ومع هذا فقد جاءت الأحاديث المتفق على صحتها في ذمهم والأمر بقتلهم وأجمع الصحابة على ذلك،علمت حكم الله في أهل البدع الذين هم شر من الخوارج الذين قاتلهم الصحابة- رضوان الله عليهم- قال شيخ الإسلام2 :(ومما يدل على أنهم كانوا-يعني الصحابة- يرون قتل من علموا أنه من أولئك الخوارج وإن كان منفرداً حديث صبيغ بن عسل،وهو مشهور ،قال أبو عثمان النهدي:سأل رجل من بني يربوع أو من بني تميم عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الذاريات والمرسلات والنازعات أو عن بعضهن فقال عمر:ضع عن رأسك فإذا له فروة فقال عمر:أما والله لو رأيتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك،ثم قال:ثم كتب إلى أهل البصرة- أو قال إلينا-لا تجالسوه،قال:فلو جاء ونحن مئة تفرقنا،رواه الأموي وغيره بإسناد صحيح.فهذا عمر يحلف بين المهاجرين والأنصار أنه لو رأى العلامة التي وصف بها النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج لضرب عنقه مع أنه هو الذي نهاه النبي صلى اله عليه وسلم عن قتل ذي الخويصرة فعلم أنه فهم من قول النبي عليه الصلاة والسلام(أينما لقيتموهم فاقتلوهم)القتل مطلقًا،وأن العفو عن ذلك كان في حال الضعف والإستئلاف) .
والخوارج فيما بعد اختلفوا وتفرقوا إلى طوائف كثيرة ذكرها أبو الحسن الأشعري في مقالاته واختلفت أسمائهم فيقال لهم "الحرورية"لأنهم خرجوا بمكان يقال له حروراء ويقال لهم "أهل النهروان" لأن علياً-رضي الله عنه- قاتلهم هناك.
ومن أصنافهم :الأزارقة : أتباع نافع بن الأزرق ، والإباضية : أتباع عبدالله بن أباض،والنجدات : أصحاب نجدة الحروري .وفي زمننا هذا القطبية أتباع سيد قطب وهم الذين يسمون الآن بتنظيم القاعدة .ومن أصول هذا التنظيم ( السعي لإقامة الدولة المسلمة ) التي هي الآن عندهم غير موجودة حتى تكون هي القاعدة كالمدينة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،وأكثر من أظهر مذهب القطبية ونشره في باكستان هو عبدالله بن عزام،وهناك من ينسب تنظيم القاعدة له والذي يظهر أنه هو الذي أظهر هذا المذهب ونشره معتمداً في ذلك على كتب شيخ القطبية المارقة سيد قطب . يقول حسن خليل حسن :(وكان في هذا قريب الشبه من شهيد الإسلام سيد قطب والذي كانت كتاباته خير زاد وملهم للشهيد عبدالله عزام)وقال 2:(وقد ساهم أبو محمد رحمه الله مع إخوانه العرب وعلى رأسهم المجاهد أسامة بن لادن في إقامة دار الضيافة في بيشاور) قلت:هذه الدار كانت مقر لنشر الفكر المنحرف بين الشباب الوافدين عليها وتجنيدهم فيما بعد ضمن هذا التنظيم الخارجي المارق،وقد ساهمت كتب عبدالله عزام في إضلال كثير من الشباب ولهذا أرى من المتعين الرد عليها بعلم وعدل والمقصود الإنتصار لله ولكتابه ولرسوله،وبيان ضلال الضال الذي يتكلم في الدين بالباطل وليس المقصود العدوان على أحد، بل المقصود الكلام بموجب العلم والعدل كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}(8)سورة المائدة .ولمّاَ صنف عبدالله عزام مصنفات وأظهرها وأصبحت من المراجع لهذه الطائفة المارقة،لم يكن بد من حكاية ألفاظه والرد عليه،فإن الرد عليه متعين على الكفاية وهو رد على من هو مثله،والمقصود بيان الحق وهدي الخلق والإحسان إليهم وإذا غلظت القول في بعض المواضع من هذا الرد فإن المقصود بيان ما في الأقوال الباطلة من الفساد ومخالفة السنة النبوية وسبيل المؤمنين ليحذرها العباد،كما في نصوص الوعيد وغيرها،والمقصود بذلك ردع أهل البدع للرحمة لا للتشفي والانتقام . وإذا صلحت النية فإن القيام على أهل البدع من أفضل الأعمال لأن نفعه متعدي قال شخ الإسلام عليه رحمة الله 1 :(ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة،فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين،حتى قيل لأحمد بن حنبل:الرجل يصوم و يصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟فقال:إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل .فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله؛ إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين ، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب ، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً ، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً)أ.هـ.وقد انتهيت من هذا الكتاب ( تعجيل الفائدة ) يوم الخميس 5/6/1425هـ
عمر بن عبد الله بن عاتق الحربي

12d8c7a34f47c2e9d3==