المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقديم الشيخ العلامة محمد بن سليمان الجراح-الكويتي-لكتاب أخصر المختصرات


كيف حالك ؟

أبو علي السلفي
10-22-2006, 06:20 AM
أخصر المختصرات
كِتَابُ أَخْصَرِ اَلْمُخْتَصَرَاتِ

حَضْرَةِ صَاحِبِ اَلْفَضِيلَةِ اَلْعَلَّامَة
اَلشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ اَلْجَرَّاحُ


بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ




اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى آلَائِهِ, وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ رُسُلِهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ, وَمَنْ اِهْتَدَى بِهَدْيِهِ .

وَبَعْدُ:

فَإِنَّ اَلتَّفَقُّهَ فِي اَلدِّينِ مِنْ أَشْرَفِ اَلْعُلُومِ وَأَجَلِّهَا, وَهُوَ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ; لِيَعْبُدَ اَللَّهَ عَلَى عِلْمٍ, وَفِي "اَلصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قَالَ : , قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلممَنْ يُرِدِ اَللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي اَلدِّينِ - ( ) .

فَقَدْ أَفَادَ هَذَا اَلْحَدِيثُ اَلشَّرِيفُ أَنَّ اَلتَّفَقُّهَ فِي اَلدِّينِ جِمَاعُ اَلْخَيْرِ وَعُنْوَانُ اَلسَّعَادَةِ بِتَوْفِيقِ اَللَّهِ وَرِضَاهُ, قَالَ اَلْإِمَامُ أَحْمَدُ -رَحِمَهُ اَللَّهُ- : "لَا يُثَبِّطُ ( ) عَنْ طَلَبِ اَلْعِلْمِ إِلَّا جَاهِلٌ".

وَهَذِهِ اَلْكَلِمَةُ غَايَةٌ فِي ذَمِّ اَلْجَهْلِ وَقُبْحِهِ .

وَقَالَ اِبْنُ اَلْجَوْزِيِّ : "لَا يَخْفَى فَضْلُ اَلْعِلْمِ بِبَدِيهَةِ اَلْعَقْلِ; لِأَنَّهُ اَلْوَسِيلَةُ إِلَى مَعْرِفَةِ اَلْخَالِقِ وَسَبَبُ اَلْخُلُودِ فِي اَلنَّعِيمِ اَلدَّائِمِ, وَلَا يُعْرَفُ اَلتَّقَرُّبُ إِلَى اَلْمَعْبُودِ إِلَّا بِهِ, فَهُوَ سَبَبٌ لِمَصَالِحِ اَلدَّارَيْنِ". وَقَالَ اَلْحَسَنُ : "إِذَا اِسْتَرْذَلَ اَللَّهُ عَبْدًا زَهَّدَهُ فِي اَلْعِلْمِ".


وَقَالَ اِبْنُ عَطَاءِ اَللَّهِ: مَتَى وَفَّقَكَ لِلطَّلَبِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَكَ . هَذَا وَلَمَّا رَأَى اَلشَّيْخُ اَلْفَاضِلُ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ اَلْعَجَمِيُّ أَنَّ أَسْهَلَ كِتَابٍ يَبْدَأُ بِهِ اَلْمُتَفَقِّهُ فِي اَلدِّينِ عَلَى مَذْهَبِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ هُوَ أَخْصَرُ اَلْمُخْتَصَرَاتِ; لِأَنَّهُ سَهْلُ اَلْعِبَارَةِ, وَاضِحُ اَلْمَعَانِي, بِعِبَارَتِهِ اَلْوَجِيزَةِ, مَعَ مَا اِشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ أَحْكَامٍ وَفَوَائِدَ قَدْ لَا تُوجَدُ فِي غَيْرِهِ, وَهُوَ مِنْ اَلْكُتُبِ اَلْمُعْتَمِدَةِ فِي اَلْمَذْهَبِ عِنْدَ اَلْأَصْحَابِ .

فَلَمَّا أَعْجَبَتْ اَلشَّيْخَ اَلْأَدِيبَ تِلْكَ اَلْمَعَانِي اَلسَّامِيَةُ اَلَّتِي اِنْفَرَدَ بِهَا هَذَا اَلْمُخْتَصَرُ عَنْ غَيْرِهِ, قَامَ وَشَدَّ اَلْمِئْزَرَ, وَجَدَ وَاجْتَهَدَ كَعَادَتِهِ اَلْحَمِيدَةِ فِي مُسَابَقَتِهِ إِلَى نَشْرِ اَلْفَضِيلَةِ; لِيَطْبَعَهُ طَبْعَةً جَدِيدَةً تَلِيقُ بِهِ .

فَبَدَأَ يُفَتِّشُ فِي خَبَايَا اَلزَّوَايَا, وَيَبْحَثُ عَنْ مَخْطُوطَةٍ مُتْقَنَةٍ ; لِيَكُونَ اَلطَّبْعُ عَلَيْهَا صَحِيحًا, وَبِحُسْنِ نِيَّتِهِ فِي إِخْلَاصِ عَمَلِهِ وَقَفَ -بِتَوْفِيقِ اَللَّهُ تَعَالَى- عَلَى ضَالَّتِهِ اَلْمَنْشُودَةِ, أَلَا وَهِيَ اَلْمَخْطُوطَةُ اَلَّتِي خَطَّهَا اَلْمُصَنُّفُ بِيَدِهِ, فَقَامَ -حَامِدًا لِلَّهِ عَلَى تَوْفِيقِهِ- فَطَبَعَ عَلَيْهَا هَذِهِ اَلطَّبْعَةَ اَلْمُتْقَنَةَ اَلْبَالِغَةَ فِي اَلصِّحَّةِ غَايَتَهَا, وَزَيَّنَهَا مَعَ جَمَالِهَا بِمَا ضَمَّهُ إِلَيْهَا مِنْ حَوَاشٍ وَفَوَائِدَ قَيِّمَةٍ لَهُ وَلِغَيْرِهِ, وَوَشَّحَهَا بِصُوَرٍ مِنْ خَطِّ مُؤَلِّفِهَا, ثُمَّ جَلَّاهَا لِكُلِّ مُحِبٍّ لِلْعِلْمِ, فَجَزَاهُ اَللَّهُ خَيْرًا, وَشَكَرَ سَعْيَهُ, وَأَدَامَ تَوْفِيقَهُ لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ .


وَهَذَا اَلْمُخْتَصَرُ قَدْ شُرِحَ بِعِدَّةِ شُرُوحٍ, وَمِنْ جُمْلَةِ مَنْ شَرَحَهُ بِشَرْحٍ قَيِّمٍ مُفِيدٍ اَلْعَلَّامَة اَلْبَعْلِيُّ اَلَّذِي سَمَّى شَرْحَهُ بِـ "كَشْفُ اَلْمُخَدَّرَاتِ" ,وَهَذَا اَلشَّرْحُ قَدْ طُبِعَ مَرَّتَيْنِ, وَعِنْدِي مِنْهُ نُسْخَةٌ مِنْ اَلطَّبْعَةِ اَلْأُولَى جَاءَتْنِي مِنْ اَلشَّيْخِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ -تَغَمَّدَهُ اَللَّهُ بِرَحْمَتِهِ- وَلَمَّا رَأَيْتُ كَثْرَةَ مَا فِيهَا مِنْ اَلْخَطَأِ وَالنَّقْصِ وَالتَّحْرِيفِ, وَكَانَ فِي مَكْتَبَةِ اَلْمَوْسُوعَةِ اَلْفِقْهِيَّةِ فِي دَوْلَةِ اَلْكُوَيْتِ مَخْطُوطَةٌ لِهَذَا اَلشَّرْحِ بِرَقْم (383) مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا أَنَّهَا مَنْقُولَةٌ مِنْ نُسْخَةِ اَلْمُصَنِّفِ بِخَطِّهِ, وَهَذِهِ مِنْ جُمْلَةِ اَلْمَخْطُوطَاتِ اَلَّتِي مَلَكَهَا اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ خَلَفٍ الدّحيَانُ -رَحِمَهُ اَللَّهُ- وَقَدْ أَوْقَفَهَا بِخَطِّ يَدِهِ عَلَى طَلَبَةِ اَلْعِلْمِ مِنْ اَلْحَنَابِلَةِ, فَاسْتَعَرْتُ هَذِهِ اَلدُّرَّةَ اَلْيَتِيمَةَ, وَالْجَوْهَرَةَ اَلَّتِي لَيْسَ لَهَا قِيمَةٌ, فَصَحَّحْتُ عَلَيْهَا نُسْخَتِي, وَبَعْدَ اِنْتِهَاءِ اَلتَّصْحِيحَ اَلَّذِي أَخَذَ مِنْ وَقْتِي.


وَأَمَّا اَلطَّبْعَةُ اَلثَّانِيَةُ ( ) فَلَيْسَتْ بِشَيْءٍ أَيْضًا; لِأَنَّهَا لَمْ تَصَحَّحْ, وَمَا زَادَهَا طَبْعُهَا إِلَّا زِيَادَةَ خَطَأٍ; وَذَلِكَ لِأَنَّ اَلطَّبْعَةَ اَلْأُولَى وَالثَّانِيَةَ مَطْبُوعَتَانِ عَنْ اَلْمَخْطُوطَةِ اَلْمَحْفُوظَةِ فِي مَكْتَبَةِ اَلْحَرَمِ اَلْمَكِّيِّ, اَلَّتِي وَصَفَهَا اَلشَّيْخُ عَبْدُ اُلرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى اَلْمُعَلِّمِيُّ بِأَنَّهَا رَدِيئَةٌ جِدًّا كَثِيرَةُ اَلْخَطَأِ, وَالنَّقْصِ وَالتَّحْرِيفِ, كَتَبَهَا هِنْدِيٌّ لَا يَعْرِفُ اَلْعَرَبِيَّةَ, فَضْلاً عَنْ اَلْفِقْهِ, فَأَخَذَ اَلشَّيْخُ اَلْمُعَلِّمِيُّ يُرَقِّعُهَا مِنْ" اَلْإِقْنَاعِ" و "اَلْمُنْتَهَى" وَغَيْرِهِمَا مِمَّا بَذَلَ مَجْهُودَهُ فِيهِ; لَمَّا رَآهَا غَيْرَ صَالِحَةٍ لِلطَّبْعِ عَلَى حَالِهَا, وَوَكَّلَ مَا قَصَرَ عَنْهُ إِلَى مَنْ يُحَقِّقُ اَلْكِتَابَ بَعْدَهُ, رَحِمَهُ اَللَّهُ .


هَذَا وَإِنَّمَا حَدَا بِي عَلَى مَا ذَكَرْتُ اَلرَّجَاءُ مِنْ اَللَّهِ -تَعَالَى- أَنْ يُهَيِّئَ اَلْفُرْصَةَ لِمَنْ يَقُومُ مِنْ اَلْعُلَمَاءِ اَلْأَعْلَامِ بِطَبْعِ هَذَا اَلشَّرْحِ اَلْجَلِيلِ طَبْعَةً مُتْقَنَةً عَلَى اَلْمَخْطُوطَةِ اَلْوَحِيدَةِ اَلْفَرِيدَةِ اَلَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا; لِيُخَصِّبَ بِهَا اَلْمَكْتَبَةَ اَلْعَرَبِيَّةَ, وَيَنَالَ مِنَ اَللَّهِ -تَعَالَى- أَجْرًا عَظِيمًا, قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ نَجْمُهَا, وَيَتَقَلَّصَ ظِلُّهَا فَتَكُونُ نَسْيًا مَنْسِيًّا . وَاَللَّهُ اَلْمُسْتَعَانُ .




اَلْكُوَيْت 3 شَعْبَانَ 1416 هِـ
يُوَافِقُ 25/ 12/ 1995 مْ
كَتَبَهُ
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ آل اَلْجَرَّاحِ


راجع كتاب أخصر المختصرات بتحقيق محمد ناصر العجمي

الاثري83
10-22-2006, 01:26 PM
اول مرة اسمع بهدا العلامة اخي ابوعلي .فحبدا لو تعطينا نبدة عن حياته وجزاك الله خيرا.

أبوحذيفة المدني
10-23-2006, 12:07 AM
وللعلم فإن الشيخ صالح الفوزان يقوم حاليا بشرح الكتاب
وليت الأخ المشرف يضع لنا نسخة من الكتاب إن كان موجود في ملف ورد

12d8c7a34f47c2e9d3==