المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الثامن والعشرون من الدروس الرمضانية:شرح حديث:"سبعة يظلهم الله..للشيخ عمر الحربي


كيف حالك ؟

قاعد العتيبي
10-20-2006, 10:16 PM
الدرس الثامن والعشرون: في شرح حديث: "سبعة يظلهم الله في ظله…"

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد: فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظِله: الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه, ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) رواه البخاري ومسلم.
هؤلاء السبعة الذين ذكروا في الحديث اختلفت أعمالهم في الصورة لكن جمعها معنى واحد وهو مخالفتهم لأهوائهم طلباً لرضى الله ومجاهدتهم لأنفسهم في طاعة الله.
وأول هؤلاء السبعة: الإمام العادل وهو أقرب الناس من الله يوم القيامة فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أنه يكون على منبر من نور على يمين الرحمن عز وجل، وهذا أنفع الخلق لعباد الله فإنه إذا صلح صلحت الرعية, ولهذا قال الفضيل : لو أن لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان.
والثاني :- الشاب الذي نشأ في عبادة الله عز وجل. لأن داعي النفس إلى الشهوات عند الشاب أكثر من غيره فإذا ترك ما حرم الله من الشهوات لأجل الله كان مستحقاً لهذا الفضل الذي ذكر في الحديث وهو أن يظله الله في ظل عرشه يوم القيامة.
والثالث: الرجل المعلق قلبه بالمساجد" وفي رواية: ( إذا خرج منه حتى يعود إليه ) وقد مدح الله عز وجل عمار المساجد في قوله: { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب } [النور/36-38] وتعلق القلب بالمسجد إنما يحصل لمن قاد نفسه إلى طاعة الله فإن النفس الأمارة بالسوء تدعو إلى محبة مواضع الهوى واللعب ومواضع اكتساب الأموال فإذا ترك هذا كله وقدم محبة مولاه كان له هذا الأجر العظيم.
الرابع:- المتحابان في الله عز وجل, فالمتحابان في الله جاهدا أنفسهما في مخالفة الهوى, فإن الهوى يدعو إلى التحاب في غير الله لما في ذلك من حصول أعراض دنيوية قوله: ( اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) أي اجتمعا على التحاب في الله فإن تغير أحدهما عما كان عليه مما توجب محبته في الله فارقه الآخر بسبب ذلك، فيدور تحاببهما على طاعة الله والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وجوداً وعدماً.
الخامس: رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال….يعني طلبته امرأة جمعت بين الشرف والمال والجمال ثم هي التي تدعوه لنفسها فامتناع هذا الرجل هنا دليل على تقديم خوف الله على هوى النفس وصاحبه داخل في قوله تعالى: { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } [النازعات/40] وهذا كما جرى ليوسف عليه السلام.
السادس: "رجل تصدق بصدقة فاجتهد في إخفائها غاية الاجتهاد حتى لم يعلم به إلا الله وفي الحديث الصحيح ( إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور ). وقوله: ( حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) على طريق المبالغة في إخفاء الصدقة ولهذا يستحب لمن يتصدق أن يخفيها ويعطيها بنفسه ولا يوكّل أحداً عليها, والأفضل أن يجعلها في من يستحقها من الأقربين.
السابع: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه. وهذا لا يحصل إلا من قوي الإيمان وممن يخشى الله في سره وعلانيته والبكاء الناشئ عن هذا هو بكاء الخوف منه تعالى.
وهذا الحديث يدل على أن هؤلاء السبعة يظلهم الله في ظل عرشه كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح، وهذا الحديث لا يدل على الحصر فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) وفي لفظ صحيح عند أحمد وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة ) وهذا الحديث يدل على أن المراد بظل الله: ظل عرشه.

ونسأل الله التوفيق والسداد في الأقوال والأفعال
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الاثري83
10-20-2006, 10:54 PM
جزاك الله خيرا اخي قاعد العتيبي وجعلني الله واياك وجميع اخواننا من الدين يظلهم الله في ظله يوم لاظل الا ظله .امين.

12d8c7a34f47c2e9d3==