المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس السابع والعشرون من الدروس الرمضانية: في فضل ليلة القدر للشيخ عمر الحربي


كيف حالك ؟

قاعد العتيبي
10-20-2006, 10:13 PM
الدرس السابع والعشرون: في فضل ليلة القدر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
فإن ليلة القدر هي أفضل ليالي العام والموفق والسعيد من يسر الله له قيامها واجتهد في فعل الأعمال الصالحة فيها فإن العمل فيها ليس كالعمل في غيرها بل أعظم أجراً وثواباً، وليلة القدر هي الليلة التي نزل فيها القرآن, وقد وصفها الله عز وجل بأنها مباركة وهذا يدل على عظم فضلها قال تعالى: { إنا أنزلناه في ليلة القدر } [القدر/1].
وقال عز وجل: { إنا أنزلناه في ليلةٍ مباركة } وليلة القدر المباركة من شهر رمضان دليله قول الله تعالى: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } [البقرة/185] قال ابن عباس رضي الله عنه: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن فضل هذه الليلة المباركة أن العمل فيها خير من عمل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر, قال الله عز وجل: { ليلة القدر خير من ألف شهر } والألف شهر عبارة عن ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر".
ومن فضلها أن الملائكة يكثر نزولها في هذه الليلة لكثرة بركتها والملائكة يتنزلون مع تنزل الرحمة والبركة كما ثبت في الصحيح أنهم يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق, وثبت في مسند أحمد بسند صحيح من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: ( إنها في ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى ) والحديث يدل على كثرة نزولهم في هذه الليلة والمراد بالملائكة هنا ملائكة الرحمة.
ومن فضلها أنها خير كلها ليس فيها شر إلى مطلع الفجر قال الله تعالى: { سلام هي حتى مطلع الفجر } وفي الحديث الذي رواه أحمد وحسن ابن كثير سنده رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمرأً ساطعا,ً ساكنة ساجية لا برد فيها ولا حر, ولا يحل لكوكب يرمى به فيها حتى تصبح وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ ).

ومن فضلها أنه يقدر فيها التقدير الحولي ودليله قوله تعالى: { فيها يفرق كل أمر حكيم } [الدخان/4] أي في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الأرزاق والآجال وهذا قول غير واحد من السلف.
ومن فضلها أن من وفق لقيامها مع إيمانه واحتسابه لهذا القيام غفر الله له ما تقدم من ذنبه فيحصل له غفران الذنوب وأجر القيام دل على هذا حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ).
وعن عائشة- رضي الله- عنها قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر أي ليلة, ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: ( قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني ). وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) متفق عليه. وفي لفظ البخاري (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ).
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أرى رؤيا كم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ).
وأقرب وأحرى أوتار السبع الأواخر ليلة سبع وعشرون لحديث أُبي بن كعب عند مسلم وغيره أنه قال: "والله إني لأعلم أي ليلة هي ليلة القدر هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبعٍ وعشرين".



اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الاثري83
10-20-2006, 10:58 PM
بارك الله فيك اخي قاعد العتيبي واسال الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يعفو عني وعنك وعن جميع اخواننا بفضله ومنه .امين امين امين .

متبع السنة
09-28-2007, 04:07 AM
نسأل الله أن يجعلنا ممن أدرك ليلة القدر وحاز فيها بالثواب والأجر.

12d8c7a34f47c2e9d3==