المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس السادس والعشرون من الدروس الرمضانية:شرح حديث(بدأ الإسلام غريبا.للشيخ عمر الحربي


كيف حالك ؟

قاعد العتيبي
10-18-2006, 08:14 PM
الدرس السادس والعشرون: شرح حديث (( بدأ الإسلام غريباً. وسيعود غريباً 000 الحديث))

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه الغر الميامين ومن تبع هداه وسار على نهجه إلى يوم الدين.
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة- رضي الله- عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود كما بدأ غريباً، فطوبى للغرباء ).
وفي المسند بسند صحيح عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء" قيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: "النزاع من القبائل ).
ولا يقتضي هذا أن الإسلام إذا صار غريباً يجوز تركه – والعياذ بالله – بل يدل على فضل وصدق من تمسك به ولا يقتضي هذا أنه إذا صار الإسلام غريباً أن المتمسك به يكون في ضيقٍ وشر بل هو أسعد الناس كما قال في تمام الحديث: "فطوبى للغرباء" وطوبى من الطيب قال تعالى: { طوبى لهم وحسن مئآب } فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوا الإسلام لما كان غريباً وهم أسعد الناس في الدنيا مع غربتهم وما يحصل لهم من أذى فإن الله يجعل في قلوبهم انشراحا وسعةً لا يعلم بها من الناس إلا من كان على منهجهم هذا في الدنيا أما الآخرة فهم أعلى الناس درجةً يعد الأنبياء عليهم السلام.
ولا يضر من تمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم كثرة المخالفين والمخذلين لأنه يكون من الطائفة المنصورة الناجية ففي الحديث المتواتر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله ) فهم منصورون في الدنيا كما قال تعالى: { يآ أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } أي الله حسبك وحسب متبعك, والمتمسك بالسنة, الله حسبه أي كافية وهو وليه حيث كان ومتى كان.
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم قالوا يا نبي :الله أو منهم قال بل منكم ) وهذا الأجر العظيم إنما هو لتمسكهم بالسنة مع كثرة المخالفين لها فهم فرقه واحده قليله جداً غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة ذات اتباع ورئاسات ولا يقوم لها سوق إلا بمخالفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يخالف أهواءهم وما هم عليه من الشبهات والبدع وبهذا يظهر فضل أهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع , فهم غرباء والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين: هم أشد هؤلاء غربه، ولكن هؤلاء هم أهل الله حقاً فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز وجل فيهم : { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } فالمخالفين للسنة المعادين لمن تمسك بها هم الغرباء من الله ورسوله ودينه وغربتهم هي الغربة الموحشة وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم كما قيل:


فليس غريباً من تناءت دياره *** ولكن من تنأين عنه غريب.
فالإسلام الحقيقي المحض الخالص عن الشوب غريب جداً وأهله غرباء أشد غربه بين الناس. فإذا رأى المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه، وفقهاً في سنة رسوله ما عليه الناس من الأهواء والبدع والضلالات وتنكبهم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإذا أراد أن يسلك سبيلهم فليوطن نفسه على الصبر على قدح الجهال وأهل البدع فيه وطعنهم عليه وإزرائهم به وتنفير الناس عنه وتحذيرهم منه فهو غريب لتمسكه بالسنة في قومٍ متمسكين بالبدع غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم وبالجملة فهو غريب في أمور دنياه وآخرته فهو عالم بين جهال صاحب سنة بين أهل بدع داعٍ إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ثم يعود غريباً كما بدأ ) أي في أزمنة وأمكنة يعود غريباً الإسلام الصحيح, ثم يظهر كما كان في أول الأمر غريباً ثم ظهر ولهذا قال: ( سيعود غريباً كما بدأ ) والإسلام لما بدأ كان غريباً لا يعرف ثم ظهر وعرف، فكذلك يعود حتى لا يعرف ثم يظهر ويعرف" وظهوره يجعله الله على يد الطائفة الناجية المنصورة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم أنها توجد في كل زمان".
ومعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم-: ( هم النزاع من القبائل ) أن الإسلام في أول ظهوره غريباً وكان من أسلم من العرب غريباً في حيه وقبيلته وأهله وعشيرته, وكذلك يكون هذا في غربة الدين الصحيح يختار الله ويصطفي من القبائل وغيرها من يتمسك بالسنة ويذب عنها، والحديث يدل أن غالب هؤلاء من العرب ويدخل في العرب تبعاً من كان متمسكاً بالكتاب والسنة من غيرهم, وقد صح في مسند الإمام أحمد عن أبي عامر قال: حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال:( إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة – يعني الأهواء – كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوموا به ).
وذهب على بن المديني إلى أن الطائفة المنصورة هم العرب واستدل بحديث: ( لا يزال أهل الغَرَب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ) قال والمراد بالغرب: الدلو أي العرب لأنهم أصحابها لا يستقي بها أحد غيرهم ورجح هذا العلامة سيف السنة الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه اتحاف الجماعة.



بدأ الإسلام حين بدأ غريبا
وكيف بدأ يعود على الدلائل

فطوبى فيه للغرباء طوبى
لجمع الآخِرين وللأوائل

كما قال الرسول، فقيل من هم
فقال: النازعون من القبائل


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الاثري83
10-20-2006, 11:12 PM
الله يحفظك اخي قاعد العتيبي ويبارك فيك .

أبوحذيفة المدني
10-21-2006, 02:10 PM
بارك الله فيكم وفي الشيخ عمر

وليتك لو تجمع جميع الروابط لهذا الموضوع في رابط واحد


فليس غريباً من تناءت دياره #### ولكن من تنأين عنه غريب

12d8c7a34f47c2e9d3==