المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الرابع والعشرون من الدروس الرمضانية::في فضل الدعاء للشيخ عمر الحربي


كيف حالك ؟

قاعد العتيبي
10-16-2006, 05:38 PM
الدرس الرابع والعشرون: في فضل الدعاء

الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين. أما بعد قال الله عز وجل: {ادعوني أستجب لكم} [غافر/60] وقال عز وجل: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيبُ دعوة الداعِ إذا دعان} [البقرة/186].
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الدعاء هو العبادة )
وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي رواه مسلم يقول الله عز وجل: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحدٍ منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحدٍ مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبتين ).
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن تعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يُدفع عنه من السوء مثلها ).
واعلموا- رحمكم الله- أن أكل الحرام من موانع إجابة الدعاء لما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ) وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:{ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} [المؤمنون/51] وقال عز وجل : { يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } [البقرة/173].
ثم ذكر(( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك). ودعاء الله من أنفع الأدوية فإنه بإذن الله يدفع البلاء ويمنع نزوله، ويرفعه إذا نزل أو يخففه وهو سلاح المؤمن. وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) .
ومن الآفات التي تمنع ترتيب أثر الدعاء عليه: أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيدع الدعاء، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوتُ وقد دعوت، قلم أرَ يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء). وعلى المسلم الذي يدعو الله أن يعزم الدعاء ولا يقول إن شئت فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاءه ). ويتجنب العبد أن يدعو على نفسه بالموت أو غيره, فقد ثبت في الصحيحين من حديث خباب- رضي الله عنه- قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندعو بالموت" وفيهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لابد متمنياً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ) وفي لفظ مسلم ( لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعُ به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله, وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً ) ويستحب تحري أوقات الإجابة وحضور القلب عند الدعاء وأوقات الإجابة هي: الثلث الأخير من الليل الذي ينزل فيه ربنا عز وجل، وعند الأذان وبين الأذان والإقامة, وعند السجود, وآخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة عند بعض أهل العلم . ويستحب أن يستقبل الداعي القبلة وأن يكون على طهارة وأن يرفع يديه إلى الله وأن يبدأ بحمد الله والثناء عليه ويصلي ويسلم على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ويستحب أن يتصدق قبل أن يدعو فإن هذا من أسباب إجابة الدعاء ويستحب أن يدعو بالأدعية الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

12d8c7a34f47c2e9d3==