المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتنة الشهرة وحب الظهور ( موقف السلف منها )


كيف حالك ؟

الواضح
10-14-2006, 06:47 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على إمام ا الخاشعين لرب العالمين ، وعلى آله وصحبه المهتدين ، وبعد : فهذه نقولات من كلام فضيلة الشيخ / صالح آل الشيخ ، في شريط مفرغ له بعنوان (( وقفات مع كلمات لابن مسعود رضي الله عنه )) وهي جديرة _ لاسيما في زماننا هذا أن تكون نصب أعين ( التابع والمتبوع )) (( الشيخ والعالم ، وطالب العلم والتلميذ ))
أسأل الله أن ينفع بها ( ملاحظة / هذه المادة منشورة في موقع : روح الاسلام ، ضمن مكتبة الشيخ صالح آل الشيخ ، وقد قام بتفريغ الشريط ، الأخ : سالم الجزائري جزاه الله خيرا )) ، والآن مع النقل [[ .... فكان رضي الله عنه له أصحاب، وكان يوصيهم بوصايا حُفظت لنا، وكان أصحابه على هيئته يترسمون خطاه ويهتدون بهديه، وكان رضي الله عنه أشبه الناس هديا وسمتا ودلا بالنبي (؛ يعني أنه كان حريصا على السنة، ولهذا كان أشبه الناس بالنبي عليه الصلاة والسلام.

[الوصية الأولى]

كان له أصحاب، وهكذا العالم الداعي لا بد أن يتأثر به الناس، ومع ذلك كان مربيا حتى في إمامته وصُحبته.
رآهم مرة يتبعونه، ورأى العدد كثر رضي الله عنه، فقال لهم كلمته التي هي فاتحة الكلمات سنتدبر فيها من كلمات ابن مسعود قال رضي الله عنه لهم قال:
لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان، ولحثيتم التراب على رأسي، ولوددت أن الله غفر لي ذنبا من ذنوبي، وأني دعيت عبد الله بن روثة. أخرجه الحاكم وغيره.
يقول لأصحابه (لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان) وفي رواية أخرى قال: لو تعلمون -يقسم ويقول- والله الذي لا إله غيره لو علمي لحثيتم التراب على رأسي.
وهذه الكلمات مدرسة ولا شك؛ لأن البروز في الناس متوقع، إذا تميز أحد في الناس بشيء، ربما عظموه، وربما مدحوه، وربما تتابعوا خلفه يمشون، والمرء كلما ازداد علمه بالله جل وعلا علم أنَّ ذنوبه كثيرة كثيرة كثيرة، ولا عجب أنْ أوصى النبي ( أبا بكر -وهو أفضل هذه الأمة من صحابة رسول الله (- الصديق الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: «لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الأمة لرجح إيمان أبي بكر». علمه النبي ( أن يدعو آخر صلاته بدعاء فيقول فيه: «ربي إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت». القائل الموصِي النبي (، والموصَى أبو بكر الصديق رضي الله عنه «ربي إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك»، كلما ازداد علم المرء بربه خشي الله جل وعلا، وخشي أن يطأ عقبه اثنان، خشي أن يعظم في الخلق، خشي أن يُرفع في الناس؛ لأنه يعلم من الله جل وعلا، ومما يستحقه الله جل وعلا ما يوقن بأنه لن يبلغ أن يوفي الله جل وعلا حقه، فيكون مقصرا في الشكر، وذلك ذنب من الذنوب.
قال ابن مسعود: لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان. يشتهر الناس:
فمنهم القارئ للقرآن، يشتهر بحسن قراءته، وبحسن صوته، فيجتمع عليه الناس.
منهم العالم يشتهر بعلمه، وبفتواه، وبصلاحه، وبورعه، فيجتمع عليه الناس.
ومنهم الداعية يشتهر ببذله للناس، ويجتمعون حوله بما هداهم الله جل وعلا به إلى الحق.
ويشتهر من يؤدي الأمانة.
ويشتهر من يأمر بالمعروف وينهى عن المعروف، وهكذا.
ومقام الشهرة مقام مزلة عظمة، ولهذا ابن مسعود أوصى وصية على نفسه يبين فيها حاله، ويبين فيها ما يجب أن يكون عليه كل من كان له تبع، فيقول: لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان ولحثيتم التراب على رأسي. لابد فيمن كان على شهرة، أو كان ممن ينظر إليه الناس أن يحتقر نفسه دائما بينهم، ويظهر ذلك لا ليرتفع بينهم، ولكن ليرتفع عند الله جل وعلا، ومدار ذلك الإخلاص، فإن من الناس من ربما يزدري نفسه أمام الناس ليظهر بينهم، وهذا من الشيطان، ومنهم من يزدري نفسه من الناس والله جل وعلا مطلع على قلبه أنه صادق في ذلك، يخشى لقاء الله جل وعلا، يخشى يوم يوفى ما في الصدور يوم يطلع على ما في القلوب، ولا تخفى على الله خافية، ولا يكتمون الله حديثا.
هذه عبرة من العبر يتنبه لها كل تابع وكل متبوع، أما التابع فينتبه إلى أن هذا المتبوع يجب أن لا يعظَّم وإنما يستفاد منه بما يبلغ على الله جل وعلا، أو بما ينفع به الخلق، وأما التعظيم فإنما هو الله جل وعلا، ثم لرسوله (، وأما باقي الخلق فلهم إذا صلحوا فلهم المحبة في النفس، وينبغي على من اشتهر أن يكون دائما خاشعا ذليلا ذاكرا ذنوبه، ذاكرا مقامه بين يدي الله، ذاكرا أنه ليس بأهل أن يطأ عقبه اثنان، وأن يتبعه اثنان.
ولهذا لما مدح أبو بكر الصديق رضي الله عنه بين الناس، وخطب بعد ذلك، صح عنه فما رواه أحمد وغيره قال رضي الله عنه: اللهم اجعلني –يقولها علنا- يقول اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما يعلمون. ينبه الناس أن عنده ذنوب، حتى لا يغلو الناس فيه، فهل يستقيم هذا مع ما نرى من أحوال يزيد فيها المعظَّم تعظيما لنفسه، ويزيد فيها المعظِّم تعظيما لمن عظمه واتبعه، ليس هذا من هدي الصحابة رضي الله عنهم، عمر رضي الله عنه ربما أعجبته نفسه وهو خليفة، وهو بعد أبي بكر رضي الله عنه في التبشير بالجنة فأخذ يحمل الشيء في السوق فيزدري نفسه حتى لا تتعاظم بنفسه.
ومن أبواب الخطايا العُجب والتعاظم أن يرى المرء نفسه معظَّما، كان من السلف الصالح من إذا أتى ليلقي شيئا، فرأى الناس اجتمعوا تركهم، لم؟ لأن صلاح نفسه ألزم عليه من صلاح الناس، لما رأى هذا الجمع اجتمعوا، ورأى أن نفسه بدأت تعالجه في أن هؤلاء حضروا، وهؤلاء أنصتوا، وهؤلاء فعلوا، وأقبلوا عليه، عالج نفسه بتركهم، فيقولون عنه ما يقولون، لكن أهم الأمر أن يكون صالحا قلبه فيما بينه وبين ربه، وصلاح قلبك أهم من صلاح قلب غيرك، فينبغي عند ذاك مجاهدة النفس في هذا المقام. ]] انتهى النقل
نعم والله صدقت ياشيخ صالح (( مقام الشــهــرة مـقـام مـزلـة عُـظـمـة ))
قلتُ : ( لاسيما في زماننا هذا ، حيث كثُر الخبث وقلَّ الصالحون ، ونطق الرويبضة ، وتزاحم المتزاحمون على الشُهرة ، وحب الظهور )
ولكن الكل سيُعرضون على من لاتخفى عليه خافية سبحانه وتعالى ، وياخسارة ويندامة من يُقال له (( .. وقد قـيـل ، اذهبوا به إِلى النار )) ، ومن يقول : (( كنتُ آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأَنهاكم عن المنكر وآتيه ))
اللهم ارزقنا حُسن العمل ، واخلاص النية

12d8c7a34f47c2e9d3==