المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الثالث عشر من الدروس الرمضانية: في وصف النار وأهلها للشيخ عمر الحربي


كيف حالك ؟

قاعد العتيبي
10-05-2006, 02:08 PM
الدرس الثالث عشر: في وصف النار وأهلها
الحمد لله ذي العزة المجيد الفعال لما يريد المنتقم ممن عصاه بالنار بعد الإنذار بها والوعيد المكرم لمن خافه واتقاه بدار لهم فيها من كل خير مزيد, وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى التوحيد, الساعي بالنصح للقريب والبعيد, المحذر من خالف سنته من نار وعذاب شديد المبشر للمؤمنين بدار لا ينفذ نعيمها ولا يبيد, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين 0
أما بعد ، فإن الله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له, ووصف لهم شدة عذابه, والدار التي أعدها لمن عصاه ليتقوه بصالح الأعمال, ويتقوه باجتناب الشرك والبدع في الدين والمعاصي, ولهذا كرر سبحانه وتعالى في كتابه ذكر النار, وما أعده فيها لأعدائه من العذاب والنكال, قال عز وجل: { فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين } [ سورة البقرة /34 ]
قال ابن كثير- رحمه الله - : المراد بالحجارة هاهنا هي حجارة الكبريت العظيمة السوداء الصلبة المنتنة وهي أشد الأحجار حراً إذا حميت أجارنا الله منها 0 قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا قووا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون }[ سورة التحريم / 6]قال مجاهد في قوله( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) قال : اتقوا الله وأُوصوا أهليكم بتقوى الله , وقال قتادة : تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله, وأن تقوم عليهم بأمر الله , وتأمرهم به وتساعدهم عليه , فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عنها , وزجرتهم عنها , وفي معنى هذه الآية الحديث الذي رواه أبو داود وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها ) وهو حديث حسن . قال العلماء: وهكذا في الصوم وذلك تمرينا للصبي على العبادة لكي يبلغ وهو مستمر على العبادة والطاعة ومجانبة المعصية وترك المنكر.
وقال عز وجل في بيان عدد أبواب النار : { وإن جهنم لموعدهم أجمعين , لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزءٌ مقسوم } [ الحجر / 43 ]
قال قتادة هي والله منازل بأعمالهم رواه ابن جريرعنه.
قال الله تعالى : { إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها } [ الكهف /29 ]
قال ابن عباس: هو سرادق من نار.
ولما كان إحاطة السرادق بهم موجب لهمهم وغمهم وكربهم وعطشهم لشدة وهج النار عليهم قال الله تعالى :{ وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا } [ الكهف / 29 ] وقال الله تعالى : { ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذواقوا عذاب الحريق } [ الحج / 31 -33]
وقد حذر وأنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار , ففي مسند الإمام أحمد من حديث النعمان بن بشير أنه قال وهو يخطب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( أنذرتكم النار أنذرتكم النار )) حتى لو أن رجلا بالسوق لسمعه من مقامي هذا . حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه . وفي رواية له أيضا عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أنذرتكم النار أنذرتكم النار)) حتى لو كان رجل في أقصى السوق لسمعه وسمع أهل السوق صوته وهو على المنبر .
وفي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اتقوا النار )) قال : وأشاح , ثم قال : (( اتقوا النار )) ثم أعرض وأشاح ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها ثم قال : (( اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة )) .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية { وأنذر عشيرتك الأقربين } [ الشعراء / 310 ]
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا , فعم وخص , فقال : (( يابني كعب بن لوي أنقذوا أنفسكم من النار , يابني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار , يابني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يابني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار , يابني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار, يابني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار , يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار , فإني لا أملك لكم من الله شيئا ))
وفي صحيح مسلم من حديث أنس – رضي الله عنه – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا )) قالوا: وما رأيت يا رسول الله ؟ قال: (( رأيت الجنة والنار )).
وفي مسلم أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه – قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فسمعنا وجبة, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أتدرون ما هذه ؟ )) فقلنا الله ورسوله أعلم: قال: (( هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفا فالآن انتهى إلى قعرها )), وروي عن أبي هريرة قال : والذي نفس أبي هريرة بيده , أن قعر جهنم لسبعين خريفا .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم )) قالوا : والله إن كانت لكافية قال : قال : (( إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها ))
وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا فنفسني , فأذن لها في نفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف , فأشد ماتجدون من الحر سمومها , وأشد ما تجدون من البرد زمهريرها )) وفي وصف أهل النار ورد فيها نصوص منها: ماثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مابين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب السريع )), وفي لفظ مسلم (( مابين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع ))
وفي صحيح البخاري أن إبراهيم عليه السلام إذا شفع في أبيه قيل له يا إبراهيم انظر ما وراءك فإذا هو بذيخ ملطخ فيؤخذ بقوائمه ويلقى في النار, والذيخ : الضبع الذكر .




هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وسلم .

الاثري83
10-06-2006, 03:16 PM
جزاك الله خيرا اخي قاعد العتيبي .واسال الله باسمه الاعظم الدي ادا دعي به اجاب وادا سئل به اعطى ان يعيدني واياك وجميع اخواننا من النار .امين امين امين.

12d8c7a34f47c2e9d3==