المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاثة يناظرون عالما


كيف حالك ؟

ابو عاصم السلفي الخروبي
10-04-2006, 03:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

هذه قصة حدثت لأحد العلماء ،أسردها للفائدة والإعتبار بها ،وأيضا للإستئناس،وتغيير الجو قليلا.


( كان أحد العلماء عاكفا في بستان له ، لا يخالط أحدا من الناس ، فسمع به ثلاثة من المستهزئين بأمثاله ، فقال قائل منهم : هلموا بنا نناظره ، فذهبوا وأجمعوا أن يسألوه ، فتقدم الأول وقال : أنتم تقولون : إن الله موجود وبناء عليه أطلب أن أرى الله فقال له نعم ، وتقدم الثاني وقال : أنتم تقولون إن العذاب يوم القيامة يكون بالنار ، والجن خلقت من نار فكيف تعذب النار بالنار ، فقال له نعم . وتقدم الثالث وقال : أنتم تقولون : كل شيء يؤول إلى القضاء والقدر فإن كان كما تقولون فاالإنسان غير مؤاخذ على أعماله

فما كان من هذا العالم المسؤول إلا أن أخذ حفنة من التراب وذرّها في وجوههم وقال لهم : هذا جوابي لكم ، فرفعوا أمرهم إلى القاضي ، فقال له القاضي : أصحيح ما قالوا : قال : نعم قال له القاضي ولمَ ؟ قال : لأن الأول سألني أن أريه بارئه ، فقل له أن يريني الألم الذي تألمه من حفنة التراب وأنا أريد ما يريد ، فسأله الحاكم : أيمكنك أن تريه الألم قال : لا ، قال العالم : قل قل أذا ليس كل موجود يُرى (1).
وأما الثاني فسألني عن كيفية عذاب الجن بالنار يوم القيامة ، فقل له : لمَ تألم من التراب وهو مخلوق منه ؟
وأما الثالث فزعم أن الإنسان مجبور على أعماله ونسي ما للإنسان من الاختيار ، فإذا كنت لا اختيار لي فيما فعلت به من ذرّ التراب عليه ، فلمَ ساقني إلى المحاكمة ؟
فنطق الحاكم قائلا : لا تروموا أن تحيطوا بالله خبرة ، فإنه أعظم من أن تدركه فطن المخلوقات إلا من آثاره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1)أي في الدنيا كما في عقيدة أهل السنة والجماعة.
وأما في الآخرة قال الله عز وجل { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }
وقال عز وجل { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }
قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية " وزيادة النظر إلى وجهه الكريم"
وقال عليه السلام " إنكم سوف ترون ربكم ....." الحديث
والله الموفق.

12d8c7a34f47c2e9d3==