المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سماحة المفتى:«الإنترنت» و«الفضائيات» منابر علم وتوجيه مالم تنحرف


كيف حالك ؟

ابواسحاق حمزه الليبى
10-03-2006, 07:58 PM
المفتي العام مؤكداً أن الدعوة تنطلق من علم لا من جهل:

«الإنترنت» و«الفضائيات» منابر علم وتوجيه مالم تنحرف





سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء





أكد مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أنه من الخطأ أن يتسلم الفتوى في القنوات الفضائية من لا علم عنده فإن هذا الذي لا علم عنده «ربما أضل الناس،والقول على الله بغير علم من أعظم الذنوب» وأوضح سماحته أن كل وسيلة يمكن من خلالها أن ينفذ الداعي بدعوته وأن يوصل المعلومة إلى الآخرين فليسلكها مضيفاً أن “أجهزة الإنترنت والقنوات الفضائية ـ إن صدق أهلها والقائمون عليها وأرادوا الخير بها ـ كانت منابر علم وتوجيه وإن انحرفوا في وضعها ولم يهتموا بالخير كانت منابر هدم وفساد”.. وفيما يلي نص الحوار :

ظهر في الآونة الأخيرة مفتون في “الفضائيات” يفتون في قضايا هامة وحساسة للغاية ينبغي أن تكون صادرة عن مؤسسة للفتوى؟فما توجيه فضيلتكم في هذا الأمر؟

- من الخطأ أن يتسلم الفتوى في القنوات من لا علم عنده فإن هذا الذي لا علم عنده ربما أضل الناس،والقول على الله بغير علم من أعظم الذنوب،ولذا قال الله جل وعلا: «قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون»، ومن أفتي بفتوى غير ثبت فإثمه على من أفتاه.

إذاً فلا بد من العلم،وهؤلاء الذين يفتون في القنوات يختلفون،منهم علماء راسخون ومنهم جهلةٌ لديهم غيرةٌ وحب للخير لكن ليس عندهم علم ومعرفة ،فلا يجوز لأحد أن يفتي إلا وهو على علم بحقيقة ما يفتي به حتى لا يحمل الناس على الباطل ويزينوا لهم الباطل.



منبر علم



الوسائل والتقنيات الحديثة مثل الفضائيات والإنترنت وغيرها..كيف يمكن للدعاة استغلال هذه الوسائل في الدعوة إلى الله؟

- كل وسيلة يمكن من خلالها أن ينفذ الداعي بدعوته وأن يوصل المعلومة إلى الآخرين فليسلكها، فأجهزة الإنترنت والقنوات الفضائية ـ إن صدق أهلها والقائمون عليها وأرادوا الخير بها ـ كانت منابر علم وتوجيه، وإن انحرفوا في وضعها ولم يهتموا بالخير كانت منابر هدم وفساد.



الدعوة والفتوى



الدعوة والفتوى؟ما هو الفرق بينهما وهل كل داعية مفتي؟

- بين الدعوة والإفتاء فروق واجتماع فإن أصل مسمى الدعوة عندنا معروف بالموعظة والتذكير والإرشاد قد يقوم بهذه المهمة عالم نحرير يستطيع أن يفتي سائله،وقد يقوم بها مثقف من إخواننا الدعاة يحسن الدعوة وإلقاء المواعظ والإرشادات لكن لا علم عنده، وقد يكون ممن عنده علم بالفتوى لديه وعيٌ في الكلام وقصور في الخطاب وعند من ليس عنده علم بالفتوى انطلاقة وحسن بيان.

وعلى كل حال الدعاة والمفتون مكمل بعضهم بعضا ومتمم بعضهم بعضا، ولكن إذا حصل داعية إلى الله يحسن الأسلوب في الدعوة ولديه الفقه في دين الله كان هذا أكمل وأتم، لأن الناس يسألون من تكلم ووعظ فإن كان هذا الواعظ والمتكلم ذا علم أفتى على علم وبصيرة.



الدعوة النسائية



الدعوة النسائية من الأمور المهمة وخاصة في هذا العصر؟هل من كلمة حول هذا الأمر؟

- لا شك أن الدعوة إلى الله للرجال والنساء، والنبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى العيد وخطب الناس انتقل من مصلاه إلى النساء فيعظهن ويذكرنهن مما يدل أن العناية بالنساء تذكيراً ووعظاً أمر مطلوب.



كلنا دعاة



الدعوة إلى الله من أجل الأعمال فهل هي مقصورة على أناس معينين أم هي واجبة على كل مسلم؟

- الدعوة إلى الله من خير الخصال والأعمال وأفضلها، وهي طريقة أنبياء الله ورسله،وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم،قال الله له آمراً أن يخاطب قومه «قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين» وقال: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن» وقال: «ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين» وعلى كل مسلم أن يدعو إلى الله على حسب مستواه،وعلى قدر علمه،فمن عرف حقاً تبين له أنه حقٌ ورأى من خالفه فليدعوا ذلك الشخص إلى الله بترك هذا الأمر الذي يراه باطلاً،لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «بلغوا عني ولو آية» فعلى قدر علمك ومعرفتك ادع إلى الله،المهم أن تنطلق الدعوة من علم لا من جهل.



مواصفات الداعية



ما هي صفات الداعية الناجح في نظر سماحتكم؟

- الداعي إلى الله صفاته:

أولاً:أن يكون مخلصاً لله في دعوته،وأن تنطلق الدعوة من إخلاصٍ لله وإرادة وجه الله والدار الآخرة، لأن الله يقول: «قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني»،فالداعي إلى الله لا يدعو إلى هواه وإلى نفسه وحزبه وقومه إنما يدعو دعوةً إلى الله وحده كما قال نوح عليه السلام لربه «إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً - وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا»،فالإخلاص لله في الدعوة بأن يقصد بدعوته وجه الله والدار الآخرة لا يقصد بها غرضاً من غرض الدنيا لا مالاً ولا جاهاً وبروزاً، إنما يقصد وجه الله والدار الآخرة،فإذاً هو يصبر في دعوته ويستمر في دعوته ولا يسأم ولا يضجر.

ثانياً:أن يكون ذا علم بحقيقة ما يدعوا إليه،فإن لم يكن عالماً لم تؤثر دعوته فلذلك قال الله لنبيه «فاعلم أنه لا إله إلا الله» فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.

ثالثاً:أن يكون الداعي إلى الله ذا حلمٍ ورفق في دعوته فيكون رفيقاً في دعوته لأن الرفق ما وضع في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه والله يعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره،وأن يكون هذا الداعي حليماً فيما يتلقاه من الناس عندما يدعوهم إلى خلاف ما ألفوه من العادات والعبادات المخالفة للشرع فلابد أن يكون حليماً،وأن يكون ذا صبرٍ في دعوته فلا يضجر ولذا قال الله لنبيه مسلياً له:

«وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين»، وقال جل وعلا: «فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم».

ولا بد أيضاً للداعي إلى الله أن يكون على بصيرة من دعوته فيختار الزمان والألفاظ يختار الأسلوب المناسب فكل قوم لهم خطاب غير خطاب الآخرين ولهذا قال الله لنبيه: «وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم».



المكاتب التعاونية



المكاتب التعاونية تقوم بدور كبير في الدعوة إلى الله؟بماذا يوصي سماحتكم القائمين عليها؟

- أوصيهم بتقوى الله والجد والاجتهاد وصرف النفقات التي تجعل على هذه المكاتب في أبوابها المعروفة.

كما أوصيهم بالجد والاجتهاد في توعية الجاليات والحرص على هداية المسلمين وتفقد أحوال من أسلم ما دام في هذا البلد موجوداً أو أخذ عنوانه والاتصال به لو سافر حتى يكون هناك روابط بيننا وبين من دعوناهم إلى الله ليستمر العطاء ويتواصل الخير.

-------


المصدر: (صحيفة عكاظ) ( الاثنين 10/09/1427هـ ) 02/ أكتوبر/2006 العدد : 1933

الاثري83
10-05-2006, 01:39 PM
جزاك الله خيرا وحفظ الله علماءنا وبارك فيهم .

12d8c7a34f47c2e9d3==