المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عون رب العبيد على كتابة الرد السديد على من قال فلان شهيد


كيف حالك ؟

ابو عاصم السلفي الخروبي
10-02-2006, 04:22 AM
الحمد لله ناصر أهل الحق ومظهرهم على جميع الخلق،خصنا بخير ملة شرعت وبأفضل كتاب آياته فصلت
وبأكرم نبي أخلاقه عظمت،نصر الإسلام بكتاب نافع وبسيف قاطع ،جعل بقايا من أهل العلم نصحوا لجميع الأمم،
يحيين بكلام الله الموتى ويبصرون بالسنن أهل العمى ويرشدون بالآثار أهل الهوى،أذل رؤوس البدع والكفر
وصيرهم عبرة لأهل العبر،ففي الضلال من خالف السنة من كل نحلة وفي النيران من خالف الإسلام من كل ملة .وأشهد أن لا إله إلا الله فهو معبود العبيد ومحذر من النار حرها شديد أعدت لكل جبار عنيد ومن نجى منها فهو المؤمن السعيد .
وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من بين خلقه وخليله،حذر من الشرك والمعاصي والمحدثات فاتبعه خلق كثير من المسلمين والمسلمات وخالفه شرذمة هلكت من المشركين والمشركات ،تركنا على المحجة البيضاء والطريقة الواضحة الغراء لا يزيغ عنها إلا أهل الغوغاء.
فصلي اللهم وسلم على هذا النبي الأمي ومن تابعه من كل إنسي وجني حتى تقوم الساعة يا عزيز ياقوي.
أما بعد
إن من أفضل العبادات والقربات التي غفل أو تغافل عنها كثير من المسلمين اليوم هي الشهادة في سبيل الله
والشهداء مع الذين أنعم الله عليهم قال الله عز وجل(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (6)).الفاتحة5.6..والذين أنعم الله عليهم هم الذي ذكرهم في قوله عز وجل(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69))_النساء 69.قال بن السعدي –رحمه الله-(الشهداء الذين قاتلوا في سبيل الله،لإعلاء كلمة الله فقتلوا. .
وقال الله عز وجل في الشهداء أيضا{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)} /آل عمران: 169 - 171/. قال ابن كثير-رحمه الله-في تفسيره: يخبر تعالى عن الشهداء بأنهم وإن قتلوا في هذه الدار فإن أرواحهم حية مرزوقة في دار القرار\تفسير بن كثير96\2.
قال الإمام بن السعدي(هذه الآيات الكريمات،فيها فضل الشهداء وكرامتهم،وما من الله عليهم به،من فضله وإحسانه،وفي ضمنها تسلية الأحياء عن قتلاهم،وتعزيتهم،وتنشيطهم للقتال في سبيل الله،والتعرض للشهادة.\تيسير الكريم الرحمن\136.
وصح عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه أنه كان يقول : اللهم ارزقني شهادة في بلد رسولك\البخاري1791.
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتمنى الشهادة فبوب الإمام البخاري في صحيحة باب تمني الشهادة وذكر حديث أبا هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (والذي نفسي بيده، لولا أن رجالا من المؤمنين، لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده، لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل). 2644.
وفضل الشهادة عظيم ذكره أهل العلم في كتبهم ومصنفاتهم فمن شاء فليرجع إلى ذلك.
وهذا ليس موضوع بحثي المتواضع إنما ذكرت فضل الشهادة للتذكير فقط والله الموفق.
بعد أن علمنا فضل الشهادة وأنها من أعظم العبادات خاصة أن خير الخلق عليه الصلاة والسلام كان يتمناها،
سأحاول إن شاء الله جمع أقول بعض أهل العلم في وصف الشهيد بعينه ، فأقول والله الموفق.
:من هو الشهيد؟.
تعريف الشهادة لغة هي خبر قاطع .
إصطلاحا.:شهيد......القتيل في سبيل الله،لأن ملائكة الرحمة تشهده،أو لأن الله وملائكته شهود له بالجنة،أو أنه مممن يستشهد يوم القيامة على الأمم الخالية،أو لسقوطه على الشاهدة،أي الأرض،أولأنه حي عند ربه حاضر.
القاموس المحيط1/.72.
.إذا الشهيد هو الذي يقاتل في سبيل الله أي لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
وهذه أقول العلماء في وصف الذي يقاتل في سبيل الله أو يجاهد بأنه شهيد أي الوصف بالتعيين.

1-محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابن عباس- رضي الله عنه-قال حدثني عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال قتل نفر يوم خيبر فقالوا فلان شهيد حتى ذكروا رجلا فقالوا فلان شهيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلا اني رأيته في النار في عباءة أو في بردة غلها ، ثم قال لي يا ابن الخطاب قم فناد في الناس انه لا يدخل الجنة الا المؤمنون فقمت فناديت في الناس."
قلت:فالنبي صلى الله عليه وسلم أنكر على الصحابة –رضوان الله عليهم-تعيين ذلك الرجل الذي غل بردة أو عباءة لما قالوا عنه أنه شهيد،فرد عليهم النبي عليه الصلاة والسلام أنه في النار.
فهل يجوز لنا نحن أن نشهد لأحد بجنة أو بنار لأنه قاتل ضد الكفار ؟ بالطبع لا لأنه لا يوحى إلينا والنبي ما علم أن فلان وفلان شهداء إلا عن طريق الوحي الذي أوحاه الله له ،كذلك بالنسبة لذلك الرجل الذي شهد له بالنار.
قال الله عز وجل (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4).النجم 3/4.
2-عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-:

روى الحاكم في المستدرك أن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-صعد المنبر وخطب ثم قال" (... وأخرى تقولونـها لمن قُتِل في مغازيكم هذه ومات قتل فلان شهيدا، وعسى أن يكون قد أثقل عجز دابته، أو أردف راحلته ذهبا وورقا يبتغي الدنيا، فلا تقولو ا ذلك، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل أو مات في سبيل الله فهو في الجنة)، قال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) (22) وأكده الذهبي بقوله رواه عدة عن ابن سيرين.
المستدرك2/176.

3-إبن مسعود –رضي الله عنه-:

روى الإمام إبن الجوزي في كتابه النفيس تلبيس إبليس ص131
قال (ذكر تلبيس إبليس على الغزاة)
عن إبن مسعود-رضي الله عنه-قال"إياكم أن تقولوا مات فلان شهيد أو قتل فلان شهيدا ، فإن الرجل يقاتل ليغنم ويقاتل ليذكر ويقاتل ليرى مكانه"

4-الإمام البخاري –رحمه الله-

بوب الإمام البخاري في صحيحة" باب لا يقال فلان شهيد".
ثم قال :
قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكم في سبيله).
[ 2635، 2649].
وعن سهل بن سعد بن الساعدي رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، لا يدع لهم شاذة ولا فاذة، إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنه من أهل النار). فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: (وما ذاك). قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة).
[3966، 3970، 6128، 6233]

قال الإمام بن حجر العسقلاني-رحمه الله-في فتح الباري في شرح هذا الباب:

"قوله باب لا يقال فلان شهيد أي على سبيل القطع بذلك الا أن كان بالوحي وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال تقولون في مغازيكم فلان شهيد ومات فلان شهيدا ولعله قد يكون قد أوقر راحلته ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد".

5'-إبن عبد البر-رحمه الله-:

قال –رحمه الله-"
فأما قوله-عليه السلام-"والله أعلم بمن يكم في سبيله"لإنه يدل على أنه ليس كل من خرج في الغزو ،تكون هذه حاله،حتى تصح له نية،ويعلم الله تعالى من قلبه أنه يريد وجهه ومرضاته،ولم يخرج رياءا ولا ومباهات ولا وسمعة،ولا فخرا،ولا ابتغاء دنيا يقصدها".الإستذكار5/97.98.
قلت:لا حظ قوله-رحمه الله-" ليس كل من خرج في الغزو ،تكون هذه حاله"أي أنه يكم في سبيل الله.،معنى هذا أنه لا يمكن أن يكون كل من خرج ليقاتل فهو في سبيل الله ، وإذا كان هذا هو الحال فليس كل من قاتل وقتل نقول عنه أنه شهيد بعينه،

6-اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
:
وقد وجه سؤال للجنة ما نصه.

السؤال الثالث من الفتوى رقم (7946)
س3: بعض الناس يقولون: إن من يموت بسبب حادث سيارة إنه شهيد، وله مثل أجر الشهيد، فهل هذا صحيح أم لا؟
ج3: نرجو أن يكون شهيداً؛ لأنه يشبه المسلم الذي يموت بالهدم، وقد صح عن النبي r أنه شهيد.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.

قلت:فأعضاء اللجنة –رحم الله الأموات وحفظ الأحياء-لم يقولوا عن الذي مات بحادث السيارة أنه شهيد جزما بذلك إنما قالوا نرجوا أن يكون شهيدا.

7- الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله-:

سئل –رحمه الله- السؤال الآتي.
س: من مات من المعركة متأثرا بجراحه هل يغسل ويكفن ويصلي عليه؟
ج: نعم يغسل ويكفن ويصلي عليه ، ويرجى له أجر الشهيد إذا خلصت نيته.
8- الشيخ محمد بن صالح العثيمين:

1- سئل فضيلته: هل يجوز إطلاق "شهيد" على شخص بعينه فيقال: الشهيد فلان؟
فأجاب بقوله: لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد، حتى لو قتل مظلوماً، أو قتل وهو يدافع عن الحق، فإنه لا يجوز أن نقول : فلان شهيد وهذا خلاف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولاً في عصبية جاهلية يسمونه شهيداً ، وهذا حرام لأن قولك عن شخص قتل:هو شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة، سوف يقال لك : هل عندك علم أنه قتل شهيداً ؟ ولهذا لما قال النبي، صلى الله عليه وسلم:"ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دماً ، اللون لون الدم، والريح ريح المسك" فتأمل قول النبي، صلى الله عليه وسلم: "والله أعلم بمن يكلم في سبيله" ـ يكلم: يعني يجرح ـ فإن بعض الناس قد يكون ظاهره أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ولكن الله يعلم ما في قلبه، وأنه خلاف ما يظهر من فعله، ولهذا بوب البخاري رحمه الله على هذه المسألة في صحيحه فقال: "باب لا يقال : فلان شهيد" لأن مدار الشهادة على القلب، ولا يعلم ما في القلب إلا الله - عز وجل - فأمر النية أمر عظيم، وكم من رجلين يقومان بأمر واحد يكون بينهما كما بين السماء والأرض وذلك من أجل النية فقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" والله أعلم.

2-سئل فضيلة الشيخ: عن حكم قول: فلان شهيد؟.
فأجاب بقوله: الجواب على ذلك أن الشهادة لأحد بأنه شهيد تكون على وجهين:
أحدهما: أن تقيد بوصف مثل أن يقال : كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد، ونحو ذلك، فهذا جائز كما جاءت به النصوص، لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونعني بقولنا :ـ جائز ـ أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقاً لخبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن تقيد الشهادة بشخص معين مثل أن تقول لشخص بعينه : إنه شهيد، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي، صلى الله عليه وسلم، أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك وقد ترجم البخاري - رحمه الله - لهذا بقوله: "باب لا يقال : فلان شهيد" قال في الفتح 90/6 : "أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال: تقولون في مغازيكم : فلان شهيد، ومات فلان شهيداً ولعله قد يكون قد أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:من مات في سبيل الله، أو قُتل فهو شهيد وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر" ا.هـ. كلامه.
ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا عن علم به، وشرط كون الإنسان شهيداً أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، ولهذا قال النبي، صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى ذلك: "مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله". وقال: "والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دماً اللون لون الدم، والريح ريح المسك".
رواهما البخاري من حديث أبي هريرة، ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك، ولا نشهد له به ولا نسيء به الظن. والرجاء مرتبة بين المرتبتين، ولكننا نعامله في الدنيا بأحكام الشهداء فإذا كان مقتولاً في الجهاد في سبيل الله دفن بدمه في ثيابه من غير صلاة عليه، وإن كان من الشهداء الآخرين فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه.
ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي، صلى الله عليه وسلم، بالوصف أو بالشخص، وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفقت الأمة على الثناء عليه وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ.
وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق، لكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك كما سبق، وهذا كاف في منقبته، وعلمه عند خالقه ـ سبحانه وتعالى ـ.
المجلد الثالث من فتاواه –رحمه الله-

وقال أيضا –رحمه الله-:" وهنا ننبه على أنه وإن قتل الرجل في سبيل الله فلا يقال هو شهيد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يكلم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً، اللون لون الدم، والريح ريح المسك».
فقوله عليه الصلاة والسلام: «والله أعلم بمن يكلم في سبيله» دليل على أن الأمر راجع إلى ما في قلبه، وهو غير معلوم لنا. ولأنك لو شهدت أنه شهيد، لجاز لك أن تشهد أنه في الجنة، وهذا لا يجوز إلا لمن شهد له الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ونشهد لكل شهيد أنه في الجنة، لكن ليس لرجل بعينه، كما نشهد لكل مؤمن بالجنة، لكن لا لشخص بعينه، ففرق بين التعميم والتخصيص.
وكذلك لا يقال: فلان شهيد إن شاءالله، لأن إ
ن شاءالله تستخدم للتحقق، ولكن نقول: نرجو أن يكون من الشهداء" المجلد الثامن عشر.

9-الشيخ مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله-:

قال رحمه الله في كتابه مقتل جميل الرحمن "ولذلك فإن أولياء الشيخ (جميل الرحمن) رحمه الله تعالى وجماعة الدعوة لا يسمحون للناس، بنشر صور الشيخ ولا بوصفه بالشهيد، فالله أعلم بمن يكلم في سبيله، ولكننا ندعوا الله له بالرحمة والشهادة وأن يتقبل عمله، ويجعله في جنان فردوسه. وسوف يتحمل المخالفون لهذا مسؤوليتهم القضائية."مقتل جميل الرحمن.

قلت:رغم جهاد الشيخ جميل الرحمن –رحمه الله وجعله من الشهداء-فإن أولياءه وجماعة الدعوة و الشيخ مقبل –رحمه الله- لم يجزم له القول [انه شهيد إنما أكتفى –رحمه الله-بالقول الله أعلم بمن يكم في سبيله.

10-الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي –حفظه الله وأدامه شو كة في حلوق أهل البدع-:

قال –رحمه الله-في كتابه 'الحد الفاصل بين الحق والباطل'-نسئل الله أن يتجاوز عن الذي حاوره الشيخ-
"

وقد قتل رجل تحت راية رسول الله r في خيبر أو حنين على خلاف في الرواية فقال نفر من أصحاب رسول الله r: (فلان شهيد) فقال رسول الله r: (كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة) رواه مسلم في الإيمان حديث (114).

وقتل عبد رسول الله في خيبر، جاءه سهم، فقالوا هنيئا له الشهادة فقال: كلا إن الشملة التي غلها لتلتهب عليه نارا رواه مسلم في الإيمان حديث (115).

وقال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – في خطبة نـهى فيها عن المغالاة في المهور -: (... وأخرى تقولونـها لمن قُتِل في مغازيكم هذه ومات قتل فلان شهيدا، وعسى أن يكون قد أثقل عجز دابته، أو أردف راحلته ذهبا وورقا يبتغي الدنيا، فلا تقولو ا ذلك، ولكن قولوا كما قال رسول الله r: (من قتل أو مات في سبيل الله فهو في الجنة)، قال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) المستدرك (2/176.
وأكده الذهبي بقوله رواه عدة عن ابن سيرين"اهـــــ.
11-الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-:


وجه له سؤال هذا نصه( ما حكم قول من قال لمن ذهب إلى الغزو: إن استشهدت فاجعلني من السبعين الذين تشفع لهم. وهل إذا قُتل يكون شهيدا؟.

فأجاب حفظه الله(الله المستعان، كما جاء في البخاري أن عمر ( يقول: تقولون فلان شهيد -لما كثر قول الناس في ذلك لما رجعوا من معاركهم- تقولون فلان شهيد وفلان شهيد، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله، والله أعلم بمن يُستشهد في سبيله.
فالمسألة عسيرة ولذلك لا يقال لأحد إنه شهيد، الشهيد فلان، هذا جزم لأنّ الشهداء معلومة منزلتهم، منزلتهم في الأحاديث، فلا يجوز أن يقال فلان شهيد لأنه حكم له من أنه من أهل الجنة لأنه موقوف على معرفة النية والخاتمة.
وقد ذُكر رجل بأنه استشهد وقال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في حقه «لا هو في النار» فلما رأوا إذا هو قد غلَّ شملة، نسأل الله العافية.
وما أحسن قول أنس بن مالك ( وأرضاه لما رأى الناس وما توسعوا فيه قال: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نَعُدُّها على زمن رسول الله ( من الموبقات.
والناس لا يتوسعون في الألفاظ خاصة العالم طالب العلم ما يتلاعب بالألفاظ الشرعية بالمدح؛ لأنه بالتلاعب بالألفاظ تذهب معالم الدين، فلابد لطالب العلم أن يكون حريصا على ألفاظه حتى يسلم أولا وحتى لا ينشر شرا بالألفاظ، ولهذا صار من علامات يوم القيامة أو مما يكون قرب الساعة أن يقال فلان أمين فلان فيه كذا فيه كذا من أنواع المدح، كما جاء في الحديث «فلان أمين ما أجلده ما أضرفه وليس في قلبه من الإيمان حبة خرذل».
الثناء يكون بما فيه إذا أراد المرء أن يُثني على أحد يكون بما فيه وبما لا يتضمن محظورا شرعيا؛ لأنّ الثناء على المرء بما فيه يشجّع ويحثّ المرء به الآخرين على الخير وينتشر الخير، ولكن لا يكون في وجهه حتى لا يكون مدحا إلا بمصلحة شرعية.
ولهذا ينبغي على طلاّب العلم ألا يتوسّعوا في الألفاظ الخادشة بالشرع أو التي ليس لها أصل في الشرع أو التي فيها مؤاخذة في الاعتقاد كلفظ الشهيد، الشهيد فلان، الشهيد فلان، والله المستعان).
شرح العقيدة الطحاوية شريط رقم 3.

12-الشيخ صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-:

قال حفظه الله في محاضرة بعنوان "دور العلماء والخطباء"
"من ينوب على الله ويعطي الشهادة للناس"
فالشيخ حفظه الله جعل الذي يعطي الشهادة للناس ويعين أن فلان شهيدا قد جعل نفسه نائبا لله ،فالله المستعان.
وقال حفظه الله في مقال له نشر في جريدة الجزيرة عنوانه" تصحيح مفاهيم" العدد 11602
ليوم الأحد 16 جمادى الأولى 1425 الموافق ل
4 يوليو 2004:" كذلك من شبهتهم في قتل رجال الأمن المسلمين أن الصائل يقتل دفعاً لشره. ولم يعلموا أنهم هم الذين ينطبق عليهم حكم الصائل لأنهم يصولون على المسلمين والمستأمنين، ورجال الأمن هم الذين يدفعون الصائل في هذه الحالة ولو أنهم كفوا أذاهم عن المسلمين ولم يشهروا السلاح في وجوه المسلمين لما تعرض لهم رجال الأمن، ففي الحقيقة هم الصائلون الذين يجب دفع شرهم عن المسلمين ورجال الأمن لهم الأجر في ذلك ومن قُتل من رجال الأمن فإنه ترجى له الشهادة في سبيل الله لأنه يدفع الصائل عن نفسه وعن المسلمين."

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من يقتل الخوارج يعتبر شهيدا ،وروي عن السلف أنهم قالوا عن الذي يقتله الخوارج له أجر عشر شهداء،والشيخ حفظه الله قال عن رجال الأمن الذين قتلوا من طرف الخوارج أنهم ترجى لهم الشهادة في سبيل الله ولم يجزمها لهم.

فيا أيها المسلم إذا علمت أنه لا يجوز أن تعطي الشهادة لأحد بعينه ،فلا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ،وكن من الذين يستمعون الحق فيتبعون أحسنه ،ومن الذين يقولون سمعنا وأطعنا ،.
ولا يغرنك كثرة الزائغين في هذه المسألة ولا الوسائل التي جندت لها ،فحسبك أقوال أهل العلم الموثوقين ،
ومن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد يكفيه قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
فانظر إلى من يسمونهم شهداء اليوم ويتبجحون بها فأغلبهم من كبار أهل البدع الذين لا يعرف عنهم خدمة للسنة وأهلها ،ولو كان إطلاق هذا اللفظ جائز فالعلماء الأبرار أولى به .
ويكفيك أيها المسلم أن تقول :من قتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله .
فالله أسأل أن يهدي المسلمون إلى الطريق السوي والصراط المستقيم الذي لا يزيغ عنه إلا هالك ،إنه قوي عزيز .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

أبو عبدالعزيز الأثري
10-02-2006, 02:19 PM
جزاك الله خير أخي ولي ملاحظه بسيطه ارجو ان تتقبلها لأن هذا الأمر دين وهو أنك تنقل عن ربيع بن هادي المدخلي هداه الله والرجل أنتهى أمره وقد بينوا أمره اللجنة الدائمة للأفتاء حفظهم الله جميعا والعلماء والمشايخ وهم الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله تعالى ونفع الله بعلمه وعمله للأسلام والمسلمين وشيخنا أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله الحميدي الأثري حفظه الله ونفع الله بعلمه وعمله وأسئل الله ان يثبتنا وإياك على المنهج السلفي الأثري الحق ... اللهم آمين آمين

الاثري83
10-02-2006, 03:46 PM
الاخ ابو عاصم ربيع المدحلي مرحئ وضال واخوانـي وخائن وبتارللنصوص وملبس وماكرووو..... لدلك الواجب عليك دكر حقيقته للناس.

رابح
10-02-2006, 03:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله.جزاك الله خيرا اخانا على هذه النقولات ولكن عندي ملاحظتين
الاولى ما اخذه عليك الاخ ابو عبد العزيز. لان ما عند علمائنا فيه غنية عما عند اهل البدع .
والثانية قولك."وهذه اقوال العلماء في وصف الذي يقاتل في سبيل الله او يجاهد بانه شهيد اي الوصف بالتعيين.
1_ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم....".هذا والله اعلم ما ينبغي قوله في النبي صلى الله عليه وسلم وان كان هو سيد العلماء - بابي هو وامي - ولكن كما قيل .
الم تر ان السيف ينقص قدره اذا قيل ان السيف امضى من العصى
فلعك تراجع -اخانا- جزاك الله خيرا والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
وبعد ان اطلعت على مقاليك الاخرين اقول لك ما اراك الا جاهلا او مغرضا فان كنت جاهلا لاتعرف حال ربيع وعبدالمالك وسحاب فامامك هذه الشبكة المباركة تعلم منها حال هؤلاء.وان كانت الاخرى فاقول اللهم عليك باعدائك اعداء الدين امين.

12d8c7a34f47c2e9d3==