المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نعمة الزواج و من مصالح النكاح


كيف حالك ؟

هادي بن علي
09-13-2006, 07:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بين في كتابه مصالح العباد في أعمالهم وفي عقيدتهم وفيما يصلح دينهم ودنياهم قال النبي صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنهُ أغض للبصرِ أحصن للفرج) وقال صلى الله عليه وسلم في الرد على قومٍ قال أحدهم أنا أصلى الليل أبدا وقال الثاني أنا الصوم الدهر ولا افطر وقال الثالث أنا أعتزل النساء فلا أتتزوج فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله واتقاكم له لكنى أصوم وافطر واصلى وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) وكما أن النكاح سنة خاتم النبيين قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله (صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال حبب إلي من دنياكم : النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة هذا لفظ الحديث ومن رواه حبب إلي من دنياكم ثلاث فقد وهم ولم يقل صلى الله عليه وسلم ثلاث والصلاة ليست من أمور الدنيا التي تضاف إليها . وكان النساء والطيب أحب شيء إليه وكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره وأباح الله له من ذلك ما لم يبحه لأحد من أمته . وكان يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة وأما المحبة فكان يقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك فقيل هو الحب والجماع ولا تجب التسوية في ذلك لأنه مما لا يملك . وهل كان القسم واجبا عليه أو كان له معاشرتهن من غير قسم ؟ على قولين للفقهاء . فهو أكثر الأمة نساء قال ابن عباس : تزوجوا فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء
وطلق صلى الله عليه وسلم وراجع وآلى إيلاء مؤقتا بشهر ولم يظاهر أبدا وأخطأ من قال إنه ظاهر خطأ عظيما وإنما ذكرته هنا تنبيها على قبح خطئه ونسبته إلى ما برأه الله منه .
وكانت سيرته مع أزواجه حسن المعاشرة وحسن الخلق . وكان يسرب إلى عائشة بنات الأنصار يلعبن معها . وكان إذا هويت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه وكانت إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب وكان إذا تعرقت عرقا - وهو العظم الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها وكان يتكئ في حجرها ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها وربما كانت حائضا وكان يأمرها وهي حائض فتتزر ثم يباشرها وكان يقبلها وهو صائم وكان من لطفه وحسن خلقه مع أهله أنه يمكنها من اللعب ويريها الحبشة وهم يلعبون في مسجده وهي متكئة على منكبيه تنظر وسابقها في السفر على الأقدام مرتين وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة . وكان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ولم يقض للبواقي شيئا وإلى هذا ذهب الجمهور .
وكان يقول خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وربما مد يده إلى بعض نسائه في حضرة باقيهن . وكان إذا صلى العصر دار على نسائه فدنا منهن واستقرأ أحوالهن فإذا جاء الليل انقلب إلى بيت صاحبة النوبة فخصها بالليل . وقالت عائشة كان لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندهن في القسم وقل يوم إلا كان يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ التي هو في نوبتها فيبيت عندها وكان يقسم لثمان منهن دون التاسعة
قال العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (ففي النكاح امتثال أمر الله ورسوله وبامتثالِ أمر الله ورسوله حصولُ الرحمةِ والفلاح في الدنيا والآخرة وفى النكاح اتباعُ سنن المرسلين ومن تبع المرسلين في الدنيا حشر معهم في الآخرة ، وفى النكاح قضاء الوطر وفرح النفس وسرورِ القلب وفى النكاح تحصين الفرج وحماية العِرض وغض البصر والبعد عن الفتنه وفى النكاح تكثير الأمة الإسلامية وبالكثرة تقوى الآمة وتُهابً بين الأمم وتكتفي بذاتها عن غيرها إذا استعملت طاقتها فيما وجهها إليه الشرع ، وفى النكاح تحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم بإمتهِ يومَ القيامة فقد قال صلى الله عليه وسلم (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثرٌ بكم يوم القيامة) وفى النكاح تكوين الآسر وتقريب الناس بعضهم من بعض فإن الصهر شقيق النسب قال الله تعالى )وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) وفى النكاح حصول الأجر والثواب بالقيام بحقوق الزوجةِ والأولاد والإنفاقِ عليهم ، والنكاحُ سببٌ للغنى وكثرةُ الرزق وليس كما يتوهمه الماديون وضعافُ التوكل ، يقولُ الله عز وجل )وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) وفى الحديثِ عن النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاثةٌ حقٌ على اللهِ عونهم وذكر منهم الناكح يريد العفاف) وقال أبو بكر رضى الله عنه (أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى) وقال بن عباس رضى الله عنهما رغبهمُ الله تعالى في التزويج ووعدهم عليه الغنى فقال) إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)

12d8c7a34f47c2e9d3==