المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علي حسن عبد الحميد الحلبي المرجئي ((وإخوان الكهان)).


كيف حالك ؟

سيف الله السني
08-18-2006, 03:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ، والصلاة والسلام على من بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، نبينا محمد بن عبد الله العربي ، ترك الأمة على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
ذكر فضيلة شيخنا العلامة أبي عبد الرحمن فالح ابن نافع الحربي-نفع الله به وبعلمه- في مطلع رده على المرجئي صاحب الجهل والفسفطة علي حسن عبد الحميد الحلبي حول مسألة الإيمان، وبين فساد معتقده ،وإنحرافه عن الصراط المستقيم، وكما بين كذلك فضيلته أخطاء أخرى وفندها وكشف عوارها بالأدلة القاطعة التي لا مرية فيها ، ومن هذه الأخطاء التي بينها -حفظه الله- مسألة السجع والتكلف فيه.
قال الشيخ فالح الحربي حفظه الله:
الوقفة الثامنة:
شغف الحلبي بالسجع والحشو وغريب الألفاظ، فمن قرأ كتبه ومقالاته يرى أنه يكتب بأسلوب تمجُّه الأذواق السليمة، وتنكره العقول الصحيحة، وتنفر منه الفطر السليمة؛ يتكلف الكلمات والجمل التي لو نطقت لقالت له: تباً لك من متشدّق متكلّف. أما الأقواس وعلامات الترقيم وعلامات التعجب والاستفهام وتكبير الجمل وتسويدها فما ترك للكُتّاب منها شيئاً، ولا إخال إلا أنها نصف الحجة عنده أو تزيد، والتكلُّف مذموم بقول الله تبارك وتعالى عن رسوله: "وما أنا من المتكلفين"، وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - عن النبي قال: ((ألا هلك المتنطعون)) ثلاث مرات.
ويقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ((نهينا عن التكلف)).أهـ
من كتاب البرهان على صواب الشيخ عبد الله الغديان وخطإ الحلبي في مسائل الإيمان.
فالسجع كما ذكر الشيخ-نفع الله به- من التكلف في دين الله وهاهنا إن شاء الله سأذكر بعض الأثار السلفية في هذا الباب وأنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((إنما هذا من إخوان الكهان)). وكما ذكر محمد القيري -رحمه الله-: (( والتزامهم السجع في دواوينهم ، وخطبهم بدعة مذمومة،والسجع قد ورد النهي عنه في الصحيح)). فقد صرح محمد المقيري -رحمه الله- أن السجع بدعة مذمومة والأمر لا يقتصر على السجع في الدعاء فقط بل حتى في الكتابة والخطاب.
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبو هريرة –رضي الله عنه-(( اقتتلت امرأتان من هذيل ، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها ، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنينها عبد أو وليدة ن وقضى بدية المرأة على عاقلتها ، وورثها ولدها ومن معهم ، فقال حمل بن النابغة الهذلي : يا رسول الله ، كيف أغرم دية من لا يشرب ولا يأكل ، ولا نطق ولا استهل ، فمثل ذلك يطل ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( إنما هذا من إخوان الكهان )) من أجل سجعه الذي سجع)).وجاء في رواية أخرى من حديث المغيرة –رضي الله عنه-: (( أسجع كسجع الأعراب)) أخرجه أحمد في المسند، ومسلم ،وأبو داود، والنسائي في المجتبي.
ومن حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- (( إن هذا ليقول بقول شاعر)). أخرجه أحمد في المسند ، وابن ماجه ،و الترمذي.
وجاء كذلك من حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- : (( أسجع الجاهلية وكهانتها...؟)).وهذا الفظ أخرجه أبو داود ، والبيهقي في الكبرى.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني –رحمه الله- في قوله صلى الله عليه وسلم:(( إنما هذا من إخوان الكهان )) أي: لمشابهة كلامه كلامهم ...، والسجع هو ، تناسب آخر الكلمات لفظا ....، وفي الإصطلاح : الكلام المقفى ؛ قال ابن بطال : '' وفيه : ذم الكفار ، وذم من تشبه بهم في ألفاظهم ''، وإنما لم يعاقبه لأنه صلى الله عليه وسلم كان مأمورا بالصفح عن الجاهلين ، وقد تمسك به من كره السجع في الكلام )).فتح الباري
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : (( ...فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه ، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك)). أخرجه البخاري في صحيحه
وقال ابن حجر-رحمه الله- في قول عبد الله ابن عباس-رضي الله عنهما- : أي لا تقصد إليه ولا تشغل فكرك به لما فيه من التكلف المانع للخشوع المطلوب في الدعاء
وقال ابن التين : المراد بالنهي المستكره منه.
وقال الداودي : الإستكثار منه.
قال ابن حجر : ولايرد على ذلك ما وقع في الأحاديث الصحيحة ، لأن ذلك كان يصدر من غير قصد إليه ولأجل هذا يجيء في غاية الإنسجام.
قال الغزالي : المكروه من السجع هو المتكلف ، لأنه لم يلائم الضراعة والذلة ، وإلا ففي الأدعية المذكورة كلمات متوازية لكنها غير متكلفة .
قال الأزهري : وإنما كرهه صلى الله عليه وسلم لمشاكلته كلام الكهنة.
قال أبو زيد وغيره : أصل السجع : القصد المستوي سواء كان في الكلام أم غيره )). فتح الباري
قالت عائشة -رضي الله عنها- لا بن أبي السائب (( إجتنب السجع من الدعاء ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا لا يفعلون ذلك)). هذا الأثر أخرجه ابن حبان ،و الإمام أحمد في أطراف المسند.
قال محمد ابن أحمد الذهبي –رحمه الله –في كتابه الكبائر : يكره التغيير في الكلام بالتشدق ، وتكلف السجع بالفصاحة بالمقدمات التي يعتدها المتفاصحون ، فكل ذلك من التكلف المذموم ، بل ينبغي أن يقصد في مخاطبته لفظا يفهمه فهما جليا ولا يثقله)).
قال أبو بكر الطرطوشي-رحمه الله- في كتاب الحوادث والبدع : (( ويكره السجع في الدعاء وغيره ،وليس من كلام الماضين)).
قال محمد القيري -رحمه الله-: (( والتزامهم السجع في دواوينهم ، وخطبهم بدعة مذمومة،والسجع قد ورد النهي عنه في الصحيح)). السنن والمبتدعات
قال الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله : ((التزامهم السجع والتثليث والتربيع والتخميس في دواوينهم وخطبهم، مع أن السجع قد ورد النهي عنه في الصحيح)). بدع الجمعة
أرجوا أني قد وفقت في بيان أن السجع من التكلف في الدين وأنه من الأمور المنهي عنها بل هو من المبتدعات في دين الله أعاذنا الله من البدع.
وفي الأخير أتوجه بالشكر لفضيلة شيخنا العلامة فالح الحربي -حفظه الله- وأسل الله عز وجل أن ينفعنا به ويبارك فيه وفي عمره إنه سميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
أخوكم
سيف الله السني

الاثري83
08-19-2006, 01:28 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.

سيف الله السني
08-28-2006, 12:51 AM
يرفع للتذكير

12d8c7a34f47c2e9d3==