المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رداً على العبيسان ليست العبرة بالأقوال المختلفة وإنما بدليل الكتاب والسنة(الفوزان)


كيف حالك ؟

ابواسحاق حمزه الليبى
08-11-2006, 03:13 AM
رداً على العبيسان

ليست العبرة بالأقوال المختلفة وإنما بدليل الكتاب والسنة





بقلم الشيخ صالح فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء



قرأت ما كتبه الحميدي العبيسان في "الوطن" يوم 12/7/1427هـ، بعنوان: ردا على الشيخ الفوزان. ثم قال في نفس العنوان: ولم أطرح إلا كلام الصحابة والعلماء فهو مازال يردد ما قاله في الأول من أقوال بعض العلماء الذين يرون أن وجه المرأة ليس بعورة يجب عليها سترها وأنا لم أنكر أن هناك أقوالا من هذا القبيل.

وإذا كان العبيسان ذكر هذه الأقوال فعندنا أقوال أكثر منها لعلماء آخرين ترى أن وجه المرأة عورة يجب سترها من مختلف المذاهب وقد قام بعض إخواننا من المشايخ بجمعها في مقال له لعله ينشر قريبا.

ولكن العبرة يا أخ العبيسان ليست بالأقوال المجردة والمختلفة وليس بعضها حجة على بعض. وإنما العبرة بما يقوم عليه الدليل من الكتاب والسنة. قال تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا"، وأنت لم تذكر دليلا واحدا وإنما تردد بعض أقوال العلماء وتترك الأقوال الأخرى، وقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

العلم قـال الله قـال رسولـه قال الصحابة هم أولو العرفان

ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين النصوص وبين رأي فلان

وقول الصحابة إنما يحتج به إذا لم يوجد نص من الكتاب والسنة على المسألة، فكيف بأقوال غيرهم ويشترك في الاستدلال بقول الصحابي أيضا ألا يخالفه صحابي آخر وقول ابن عباس الذي استدللت به ورددته خالفه فيه ابن مسعود، حيث يرى أن الزينة الظاهرة المذكورة في قوله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن" هي زينة الثياب وليست الوجه والكفين كما يقول ابن عباس.

وأيضا أنت لم تجب عن الأدلة التي ذكرتها في الرد عليك إلا قولك إن ذلك خاص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم كما قلت ذلك لما استدللت عليك بقوله تعالى: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" قلتَ إن هذه الآية خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والضمير في الآية "سألتموهن" "فاسألوهن" وإن كان راجعا إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن الحكم عام لهن ولغيرهن من نساء الأمة فسبب النزول لا يخصص مدلول الآية وذلك لوجهين:

الوجه الأول: قياس الأولى وهو أنه إذ شرع هذا في حق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فغيرهن من باب أولى.

الوجه الثاني: إن العلة التي علل بها الحكم علة عامة فيكون الحكم عاما وقد علل الله ذلك بقوله: "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" وطهارة القلوب مطلوبة لكل مسلم ومسلمة وليس ذلك خاصا بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد ذكرت ذلك في ردي عليك ولم تجب عنه.

أيضا أنت تقول ليس المراد بإدناء الجلباب المذكور في قوله تعالى: "يدنين عليهن من جلابيبهن" إدناءه على الوجه وقد طالبتك ببيان ما الذي يدنى عليه إذاً ؟ فلم تجبني وهل تبقى الآية بدون تفسير. بيّن لي. وأيضا لم تجب عن قول عائشة رضي الله عنها كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر بنا الرجال سدلت إحدانا خمارها من على رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه فهو صريح في تغطية المرأة لوجهها عن الرجال وقد أقرهن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. فإن قلت كعادتك: هذا خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: وهل لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحج إلا أزواجه حتى يتم لك هذا فهي تحكي حال النساء في الحج عموما.

وقولك في مطلع كلامك: ذكر الشيخ صالح الفوزان في رده عليّ في موضوع كشف وجه المرأة أنني من الذين يستنكرون الحجاب ومن أعداء المرأة المسلمة.

وأقول: يا سبحان الله ـ أنت تقول بالخط العريض وجه المرأة ليس بعورة في جميع المذاهب الإسلامية ـ ثم تتبرأ أو تقول لست من الذين يستنكرون الحجاب. وتقول أنا لست من أعداء المرأة المسلمة وأنت تأمرها بكشف وجهها عند الرجال هل هذا من النصيحة لها وأنت تعلم الخلاف في المسألة وتكتم ذلك عنها وتقول: وجه المرأة ليس بعورة في جميع المذاهب الإسلامية، ثم تقول: أنا لم أذكر إلا ما ذكره كبار الصحابة كابن عباس وابن عمر وأئمة المذاهب الإسلامية وأقول لك: أليس ابن مسعود وعائشة من كبار الصحابة وهما يقولان مع غيرهما من الصحابة بتغطية المرأة لوجهها وكثير من أئمة المذاهب يقولون بذلك وليس الأمر كما تقول: وجه المرأة فليس بعورة في جميع المذاهب الإسلامية.

وأما مزايدتك في الكلام في قولك: وإني لأستغرب من الشيخ الفوزان أن يعتبر قوله ورأيه هو الصحيح وغيره على باطل ويذكرني بقول لويس الرابع عشر: أنا الدولة. فأسلوب الشيخ الفوزان كأنه يقول: أنا الدين ومن يخرج عن رأيي فهو على خطأ الذين منهم المرأة طبعا ـ هكذا تشبهني بلويس وأقول: يا أخ العبيسان خرجت من أسلوب المحاورة إلى أسلوب المهاترة ـ ولا أقول لك إلا سامحك الله وأنت تعلم أن القول بوجوب تغطية المرأة لوجهها ليس قولي وحدي وإنما هو قول كثير من العلماء بدءا بابن مسعود إلى من بعده من الأئمة الذين أخفيت أقوالهم وقلت وجه المرأة ليس بعورة في جميع المذاهب الإسلامية.

فمن هو الذي يقول: من يخرج عن رأيي فهو على خطأ. إذاً فكل من خالف ما تقول فهو على خطأ، وقولك متهكما. فسبحان من جعل قول السلف حجة في أمر الجهاد ولم يجعله كذلك في أمر الحجاب ـ وأقول لك: الجهاد ثابت في نصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف فيه مأخوذة من الكتاب والسنة، وكذلك الحجاب مأخوذ من الكتاب والسنة وليس من مجرد الأقوال وكأنك تعرض بردي على المزيني في موضوع الجهاد.

وأخيرا لا أجد فائدة من المطاولة في الكلام لأن الهدف هو بيان الحق لا التعصب للآراء، وأيهما خير للمرأة حجابها أم سفورها؟ وماذا يضيرها إذا سترت وجهها هل سترها له منكر حتى يقال لها اكشفيه لأن في تغطيته مخالفة للدليل وحتى يكون تحمس الأخ العبيسان لذلك في محله.

والله نسأل أن يهدينا جميعا لمعرفة الحق والعمل به ومعرفة الباطل واجتنابه.

-------

شبكة الرد

(صحيفة الوطن) الخميس 16 رجب 1427هـ الموافق 10 أغسطس 2006م العدد (2141) السنة السادسة

السلفي السني
08-12-2006, 01:48 PM
و ما بعد الحق الا الضلال

الناصر
08-12-2006, 05:57 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وبارك الله في العلم الجبل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ورعاه

12d8c7a34f47c2e9d3==