الناصر
07-05-2006, 10:31 PM
ولد الشيخ محمد بن عبدالله بن سعد بن عثيمين ببلدة السلمية بالخرج سنة 1270هـ وفيها نشأ عند أخواله ودرس على الشيخ عبد اللّه بن محمد الخرجي ثم درس على الشيخ سعد بن حمد بن عتيق [بالأفلاج] ثم رحل إلى الخليج، وفي قطر درس على الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع ثم على أحمد الرجباني في عُمان.
وربطته صلات وثيقة بآل ثاني أمراء قطر، وآل خليفة أمراء البحرين. وفي آل خليفة نظم أقدم شعره الفصيح.
وحين فتح الملك عبد العزيز الأحساء وفد عليه ابن عثيمين ومدحه ببائيته المشهورة وسترد في النماذج إن شاء الله.
وحين استقرت الأحوال في نجد على يد الملك عبد العزيز رحمه الله عاد ابن عثيمين إليها واتخذ من حوطة بني تميم- موطن آبائه- مقرًا له تنطلق منه قصائده في
الملك عبد العزيز وابنه سعود فتصله الهبات، وفي سنة 1356هـ هجر ابن عثيمين قول الشعر وأقبل على العبادة إلى أن توفي رحمه اللّه سنة 1363 هـ.
شعره:
يعد ابن عثيمين الرائد الأول للشعر الحديث في جزيرة العرب شأنه في ذلك شأن البارودي في مصر، وذلك أنه لم يقنع من الشعر بما في أيدي معاصريه بل رجع إلى الشعر القديم يستظهر عيونه ويحاكي فحوله حتى بلغ بشعره من التجويد ما جعله يشبه أشعار الأقدمين.
وإنك لتجد في شعره من غريب اللفظ مالا تجده إلا فيِ شعر الجاهليين وأمثالهم ولعل منشأ ذلك نوع الثقافة التي تثقف بها، حيث أقبل على كتب الأدب واللغة ككتَاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وكتب الجاحظ، ودواوين الشعراء الأقدمين ونحو ذلك، تدل على ذلك ألفاظه وأساليبه ثم الشروح والتعليقات والمقدمات التي كتبها لقصائده.
أضف إلى ذلك الرسالتين اللتين رد بهما على من عاب شعره، ثم إن شعره يدل دلالة واضحة على اتساع ثقافته، وأنه كان ذا إلمام بعلوم اللغة والدين فأما علوم اللغة فشاهد ذلك ما أشرنا إليه إلى ما في شعره من دلائل الأصالة والفصاحة والرصانة. وأما علم الدين فشاهدها ما تضمنه شعره من إشارات إلى الكتاب والسنة وبعض المسائل الفقهية.
غير أن ثقافته العلمية الغزيرة لم تصبغ شعره بصبغة النظم التعليمي بل صهرتها بوتقة شاعريته في فنه فجاءت كالأزاهير في الرياض الغناء.
أغراض شعره:
توفي ابن عثيمين رحمه الله ولم يجمع شعره فبقي مبعثرًا حتى نشط له الشيخ سعد ابن رويشد فجمع ما جمع منه فصنفه في ستة فصول هي:
1- مدح الملك عبد العزيز.
2- مدح ولي العهد، الملك سعود.
3- مدح الأمير محمد بن عيسى آل خليفة.
4- مدح الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني.
5- متفرقات وفيه قصيدة واحدة.
6- الرثاء.
ثم وضع لكل قصيدة عنوانا وعلق على ما لم يعلق عليه الشاعر. مما يغلب على الذهن احتياجه لذلك، ثم أخرجه في مجموعة سماها [العقد الثمين من شعر ابن عثيمين].
وصدره بترجمة للشاعر ثم طبعه في 518 صفحة من القطع الكبيرعلى نفقة آل سليمان. ثم أعيدت طباعته مرتين آخرهما على نفقة آل سليمان ويوزع بالمجان. ويمكن أن يقسم الديوان إلى ثلاثة أغراض رئيسية:
1- المدح. 2- التهنئة. 3- الرثاء.
ولما كان بناء القصيدة عنده يسير على نمط الأقدمين، فإن أغراضاً كثيرة تتداخل في شعره كالوصف والحكمة والنصح والإرشاد ثم النسيب. وإليك تفصيل هذه ا لأغراض:
1- المدح:
ولم يمدح ابن عثيمين مرتزقاً بشعره، وإنما مدح لمكرمة أسديت إليه فكافأ عليها بالمدح، أو لخلال حميدة أعجب بها في الممدوح، ولذا نجد مدحه مقصوراً على أربعة رجال كما سبق.
وهو في مدحه يعنى بالصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة، ويهتم بالنصح والإرشاد، وجل شعره في هذا الميدان.
2- التهنئة:
وهو فرع للمدح ومتمم له ولكن بعض القصائد تنمي إليها لكونها الباعث على النظم، كتهنئته للملك عبد العزيز بعودة ابنيه سعود ومحمد من الخارج.
3- الرثاء:
ولم يرث ابن عثيمين إلا عالماً أو أميراً صديقاً أو أديباً وذلك لأنه لم يكن من المرتزقين بشعره، وإنما تبعثه إلى الرثاء دوافع نفسية وشعورية وعلاقات علمية واجتماعية.
4- الوصف:
وهو فن كبر نصيبه في شعر ابن عثيمين حيث وصف فيه الإبل والخيل والسحاب والمطر والجبال والقفار والمفازات والأسفار.
وهو وصف فيه دقة وتقصٍّ وتصميم بديع لمدركات الحس والشعور فيما وصف.
5- النسيب:
وهو نوع من الغزل قد يكون صادقا وقد يكون ادعاءً غير أن ابن عثيمين نهج فيه- فيما يبدو- نهج السالفين في اتخاذهم إياه وسيلة إلى الغرض المقصود.
6- وهناك أغراض أخرى:
كالحكمة والنصح والإرشاد والفخر وتأتي مبثوثة في ثنايا شعره، ولعل ابن عثيمين نظم في غير هذه الأغراض لأن الذي وصلنا من شعره قليل جاء في النصف الأخير من حياته بل بعدما جاز الخمسين عاماً ومن غير المعقول أن يكون شاعر متمكن مثل ابن عثيمين ثم لا يقول في أكثر من نصف حياته شعرا،
أما الهجاء فقد ذكر الشيخ ابن رويشد نصا يفيد زهده فيه تورعا وترفعا لا عجزاً.
وربطته صلات وثيقة بآل ثاني أمراء قطر، وآل خليفة أمراء البحرين. وفي آل خليفة نظم أقدم شعره الفصيح.
وحين فتح الملك عبد العزيز الأحساء وفد عليه ابن عثيمين ومدحه ببائيته المشهورة وسترد في النماذج إن شاء الله.
وحين استقرت الأحوال في نجد على يد الملك عبد العزيز رحمه الله عاد ابن عثيمين إليها واتخذ من حوطة بني تميم- موطن آبائه- مقرًا له تنطلق منه قصائده في
الملك عبد العزيز وابنه سعود فتصله الهبات، وفي سنة 1356هـ هجر ابن عثيمين قول الشعر وأقبل على العبادة إلى أن توفي رحمه اللّه سنة 1363 هـ.
شعره:
يعد ابن عثيمين الرائد الأول للشعر الحديث في جزيرة العرب شأنه في ذلك شأن البارودي في مصر، وذلك أنه لم يقنع من الشعر بما في أيدي معاصريه بل رجع إلى الشعر القديم يستظهر عيونه ويحاكي فحوله حتى بلغ بشعره من التجويد ما جعله يشبه أشعار الأقدمين.
وإنك لتجد في شعره من غريب اللفظ مالا تجده إلا فيِ شعر الجاهليين وأمثالهم ولعل منشأ ذلك نوع الثقافة التي تثقف بها، حيث أقبل على كتب الأدب واللغة ككتَاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وكتب الجاحظ، ودواوين الشعراء الأقدمين ونحو ذلك، تدل على ذلك ألفاظه وأساليبه ثم الشروح والتعليقات والمقدمات التي كتبها لقصائده.
أضف إلى ذلك الرسالتين اللتين رد بهما على من عاب شعره، ثم إن شعره يدل دلالة واضحة على اتساع ثقافته، وأنه كان ذا إلمام بعلوم اللغة والدين فأما علوم اللغة فشاهد ذلك ما أشرنا إليه إلى ما في شعره من دلائل الأصالة والفصاحة والرصانة. وأما علم الدين فشاهدها ما تضمنه شعره من إشارات إلى الكتاب والسنة وبعض المسائل الفقهية.
غير أن ثقافته العلمية الغزيرة لم تصبغ شعره بصبغة النظم التعليمي بل صهرتها بوتقة شاعريته في فنه فجاءت كالأزاهير في الرياض الغناء.
أغراض شعره:
توفي ابن عثيمين رحمه الله ولم يجمع شعره فبقي مبعثرًا حتى نشط له الشيخ سعد ابن رويشد فجمع ما جمع منه فصنفه في ستة فصول هي:
1- مدح الملك عبد العزيز.
2- مدح ولي العهد، الملك سعود.
3- مدح الأمير محمد بن عيسى آل خليفة.
4- مدح الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني.
5- متفرقات وفيه قصيدة واحدة.
6- الرثاء.
ثم وضع لكل قصيدة عنوانا وعلق على ما لم يعلق عليه الشاعر. مما يغلب على الذهن احتياجه لذلك، ثم أخرجه في مجموعة سماها [العقد الثمين من شعر ابن عثيمين].
وصدره بترجمة للشاعر ثم طبعه في 518 صفحة من القطع الكبيرعلى نفقة آل سليمان. ثم أعيدت طباعته مرتين آخرهما على نفقة آل سليمان ويوزع بالمجان. ويمكن أن يقسم الديوان إلى ثلاثة أغراض رئيسية:
1- المدح. 2- التهنئة. 3- الرثاء.
ولما كان بناء القصيدة عنده يسير على نمط الأقدمين، فإن أغراضاً كثيرة تتداخل في شعره كالوصف والحكمة والنصح والإرشاد ثم النسيب. وإليك تفصيل هذه ا لأغراض:
1- المدح:
ولم يمدح ابن عثيمين مرتزقاً بشعره، وإنما مدح لمكرمة أسديت إليه فكافأ عليها بالمدح، أو لخلال حميدة أعجب بها في الممدوح، ولذا نجد مدحه مقصوراً على أربعة رجال كما سبق.
وهو في مدحه يعنى بالصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة، ويهتم بالنصح والإرشاد، وجل شعره في هذا الميدان.
2- التهنئة:
وهو فرع للمدح ومتمم له ولكن بعض القصائد تنمي إليها لكونها الباعث على النظم، كتهنئته للملك عبد العزيز بعودة ابنيه سعود ومحمد من الخارج.
3- الرثاء:
ولم يرث ابن عثيمين إلا عالماً أو أميراً صديقاً أو أديباً وذلك لأنه لم يكن من المرتزقين بشعره، وإنما تبعثه إلى الرثاء دوافع نفسية وشعورية وعلاقات علمية واجتماعية.
4- الوصف:
وهو فن كبر نصيبه في شعر ابن عثيمين حيث وصف فيه الإبل والخيل والسحاب والمطر والجبال والقفار والمفازات والأسفار.
وهو وصف فيه دقة وتقصٍّ وتصميم بديع لمدركات الحس والشعور فيما وصف.
5- النسيب:
وهو نوع من الغزل قد يكون صادقا وقد يكون ادعاءً غير أن ابن عثيمين نهج فيه- فيما يبدو- نهج السالفين في اتخاذهم إياه وسيلة إلى الغرض المقصود.
6- وهناك أغراض أخرى:
كالحكمة والنصح والإرشاد والفخر وتأتي مبثوثة في ثنايا شعره، ولعل ابن عثيمين نظم في غير هذه الأغراض لأن الذي وصلنا من شعره قليل جاء في النصف الأخير من حياته بل بعدما جاز الخمسين عاماً ومن غير المعقول أن يكون شاعر متمكن مثل ابن عثيمين ثم لا يقول في أكثر من نصف حياته شعرا،
أما الهجاء فقد ذكر الشيخ ابن رويشد نصا يفيد زهده فيه تورعا وترفعا لا عجزاً.