المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلام العلماء في الحديث القدسي (( عبدي مرضت فلم تعدني ...))


كيف حالك ؟

فكري الدينوري
07-02-2006, 03:43 PM
شيخ الإسلام أبوالعباس أحمد بن تيمية - رحمه الله -

( الوجه الثامن
أن يقال المسائل التي يقال إنه قد تعارض فيها العقل والسمع ليست من المسائل البينة المعروفة بصريح العقل كمسائل الحساب والهندسة والطبيعيات الظاهرة والإلهيات البينة ونحو ذلك بل لم ينقل أحد بإسناد صحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم شيئا من هذا الجنس ولا في القرآن شيء من هذا الجنس ولا يوجد ذلك إلا في حديث مكذوب موضوع يعلم أهل النقل أنه كذب أو في دلالة ضعيفة غلط المستدل بها على الشرع
فالأول مثل حديث عرق الخيل الذي كذبه بعض الناس على أصحاب حماد ابن سلمة وقالوا إنه كذبه بعض أهل البدع واتهموا بوضعه محمد بن شجاع الثلجي وقالوا إنه وضعه ورمى به بعض أهل الحديث ليقال عنهم إنهم يروون مثل هذا وهو الذي يقال في متنه إنه خلق خيلا فأجراها فعرقت فخلق
نفسه من ذلك العرق تعالى الله عن فرية المفترين وإلحاد الملحدين وكذلك حديث نزوله عشية عرفة إلى الموقف على جمل أورق ومصافحته للركبان ومعانقته للمشاة وأمثال ذلك هي أحاديث مكذوبة موضوعة باتفاق أهل العلم فلا يجوز لأحد أن يدخل هذا وأمثاله في الأدلة الشرعية
والثاني مثل الحديث الذي في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يقول الله تعالى عبدي مرضت فلم تعدني فيقول رب كيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلو عدته لوجدتني عنده عبدي جعت فلم تطعمني فيقول رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا جاع فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي فإنه لا يجوز لعاقل أن يقول إن دلالة هذا الحديث مخالفة لعقل و لا سمع إلا من يظن أنه قد دل على جواز المرض والجوع على الخالق سبحانه وتعالى ومن قال هذا فقد كذب على الحديث ومن قال إن هذا ظاهر الحديث أو مدلوله أو مفهومه فقد كذب فإن الحديث قد فسره المتكلم به وبين مراده بيانا زالت به كل شبهة وبين فيه أن العبد هو الذي جاع وأكل ومرض وعاده العواد وأن الله سبحانه لم يأكل ولم يعد ) .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل ج5 ص232،233:( وإذا كان في كلام الله ورسوله كلام مجمل أو ظاهر قد فسر معناه وبينه كلام آخر متصل به أو منفصل عنه لم يكن في هذا خروج عن كلام الله ورسوله ولا عيب في ذلك ولا نقص كما في الحديث الصحيح يقول الله عبدي جعت فلم تطعمني فيقول رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا جاع فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي عبدي عطشت فلم تسقني فيقول كيف أسقيك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا عطش فلو أسقيته لوجدت ذلك عندي عبدي مرضت فلم تعدني فيقول كيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلو عدته لوجدتني عنده فهذا الحديث قد قرن به الرسول بيانه وفسر معناه فلم يبق في ظاهره ما يدل على باطل ولا يحتاج إلى معارضة بعقل ولا تأويل يصرف فيه ظاهره إلى باطنه بغير دليل شرعي)

{درء تعارض العقل والنقل ج 148 }




وقال شيخ الإسلام :( أما النصوص التي يزعمون أن ظاهرها كفر فإذا تدبرت النصوص وجدتها قد بينت المراد وأزالت الشبهة فإن الحديث الصحيح لفظه عبدي مرضت فلم تعدني فيقول كيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلو عدته لوجدتني عنده فنفس ألفاظ الحديث نصوص في أن الله نفسه لا يمرض وإنما الذي مرض عبده المؤمن ومثل هذا لا يقال ظاهره أن الله يمرض فيحتاج إلى تأويل لأن اللفظ إذا قرن به ما يبين معناه كان ذلك هو ظاهره كاللفظ العام إذا قرن به استثناء أو غاية أو صفة كقوله فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وقوله فصيام شهرين متتابعين ونحو ذلك فإن الناس متفقون على أنه حينئذ ليس ظاهره ألفا كاملة ولا شهرين سواء كانا متفرقين أو متتابعين)

{ المصدر السابق ج5 ص 235 }

فكري الدينوري
07-02-2006, 03:49 PM
-الشيخ محمد صالح بن عثيمين
- رحمه الله -



قال -رحمه الله -
(( ..المثال الخامس عشر:

قوله تعالى في الحديث القدسي:"يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني". الحديث.

وهذا الحديث رواه مسلم في باب فضل عيادة المريض من كتاب البر والصلة والآداب رقم 43 ص1990 ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي، رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟!، يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب! وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب! كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي"(208).

والجواب:
أن السلف أخذوا بهذا الحديث ولم يصرفوه عن ظاهره بتحريف يتخبطون فيه بأهوائهم، وإنما فسروه بما فسره به المتكلم به، فقوله تعالى في الحديث القدسي: "مرضت واستطعمتك واستسقيتك" بينه الله تعالى بنفسه حيث قال: "أما علمت أن عبدي فلان مرض، وأنه استطعمك عبدي فلان. واستسقاك عبدي فلان". وهو صريح في أن المراد به مرض عبد من عباد الله، واستطعام عبد من عباد الله، واستسقاء عبد من عباد الله، والذي فسره بذلك هو الله المتكلم به وهو أعلم بمراده، فإذا فسرنا المرض المضاف إلى الله والاستطعام المضاف إليه والاستسقاء المضاف إليه، بمرض العبد واستطعامه واستسقائه لم يكن في ذلك صرف الكلام عن ظاهره؛ لأن ذلك تفسير المتكلم به فهو كما لو تكلم بهذا المعنى ابتداءً. وإنما أضاف الله ذلك إلى نفسه أولاً للترغيب والحث كقوله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ)(209).

وهذا الحديث من أكبر الحجج الدامغة لأهل التأويل الذين يحرفون نصوص الصفات عن ظاهرها بلا دليل من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما يحرفونها بشبه باطلة هم فيها متناقضون مضطربون.

إذ لو كان المراد خلاف ظاهرها كما يقولون لبينه الله تعالى ورسوله، ولو كان ظاهرها ممتنعاً على الله – كما زعموا – لبينه الله ورسوله كما في هذا الحديث.
ولو كان ظاهرها اللائق بالله ممتنعاً على الله لكان في الكتاب والسنة من وصف الله تعالى بما يمتنع عليه ما لا يحصى إلا بكلفة، وهذا من أكبر المحال.))


كتاب القواعد المثلى
في صفات الله وأسمائه الحسنى

فكري الدينوري
07-02-2006, 03:51 PM
الشيخ
عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي



س: فضيلة الشيخ هذا يقول: نرجو بيان توجيه أهل السنة لهذين الحديثين: قوله -صلى الله عليه وسلم-: أما إنك لو زرته لوجدتني عنده ما مفهوم العندية هنا؟

ج:
" الحديث سيأتي، الحديث هذا أوله، يقول الله تعالى- حديث قدسي-: مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلو عدته لوجدت ذلك عندي، عبدي، جعت فلم تطعمني، قال: كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي جاع فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي، عبدي، استسقيتك فلم تسقني، قال: وكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي استسقاك؟ فلو أسقيته لوجدت ذلك عندي . فالحديث صريح بأن الله لم يمرض، ولم يأكل ولم يشرب، وإنما العبد هو الذي مرض وطعم وسقي، والمعنى: لوجدت ذلك أي: ثواب ذلك عندي، يعني وجدت ذلك، يعني ثوابه، ثواب العمل، لوجدت ذلك عندي، وإلا فالله -سبحانه وتعالى- فوق العرش، مستوٍ على العرش، بائنٌ من خلقه، وهذا.. إن النصوص محكمة، النصوص التي فيها إثبات العلو وأن الله فوق العرش... يقول العلماء: أكثر من ثلاثة آلاف نص، تزيد على ثلاثة آلاف نص، كلها تدل على أن الله في العلو، وأن الله فوق السماوات، ولا يتعلق بمثل هذا الحديث من المتشابه إلا أهل الزيغ، كما قال الله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فالحديث صريح بأن الله ما مرض، ولا طعم ولا شرب، وإنما هذا العبد؛ ولذلك قال: أما علمت أن عبدي مرض؟ أما علمت أن عبدي جاع؟ أما علمت أن عبدي استسقى؟ فالعبد هو الذي مرض وهو الذي جاع، وهو الذي استسقى، لوجدت ذلك عنده يعني ثوابه. نعم. "

http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=DisplayLec&docid=20&page=ghm00014.htm&from=doc&Search=1&SearchText=%E3%D1%D6%CA+%DD%E1%E3+%CA%DA%CF%E4%ED&SearchType=exact&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=Allwords&CollectionName=Rajhi_User&region=






سؤال مشابه: الألفاظ المجملة المحتملة بين الحق والباطل والخطأ والصواب في ألفاظ العلماء من أهل السنة والجماعة كيف تُحمل؟ فهناك من يقول: لا يُحمل اللفظ المجمل على المفصل في كلام العلماء، فهل هذا صحيح؟

ليس بصحيح هذا، النصوص المجملة تُفسَّر بالنصوص المفصلة في الكتاب وفي السنة، إذا جاء نص مجمل في القرآن العزيز ونص مفصل يفسر به، وكذلك في السنة، وكذلك في كلام العلماء، إذا جاء نص مجمل أو محتمِل ونص مفصل، يُفسر هذا بهذا، هذه الطريقة عند أهل الحق.. نعم.

مثلا الحديث القدسي يقول الرب عز وجل: عبدي مرضتُ فلم تعدني ، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمتَ أن عبدي فلانًا مرِض فلو عُدته لوجدت ذلك عندي؟ عبدي، جعتُ فلم تطعمني، قال: رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمتَ أن عبدي فلانًا جاع، فلو أطعمته لوجدتَ ذلك عندي، عبدي، استسقيتك فلم تسقني، قال: رب، كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا استسقى فلو أسقيته لوجدتَ ذلك عندي

فأوَّلُ الحديث مجمل: " مرضتُ .. جعتُ.. استسقيتُ " لكن فسر آخر الحديث بيّن أن الرب لم يمرض، ولم يجُع ولم يعطش، وإنما الذي مرض العبد وجاع العبد واستسقى العبد، يفسر هذا بهذا.

قد يكون في حديث واحد وقد يكون في حديثين، فإذا جاء لفظ مجمل يفصل سواء كان في نص واحد أو في نصوص متعددة، نعم مثل: قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالشفعة في كل ما لم يُقسم ثم جاء التفصيل: فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة .

هذا إذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شُفعة، هذا تفصيل يفصل المجمل في قوله: قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الشفعة في كل ما لم يقسم أنه إذا وقعت الحدود وصُرفت الطرق فلا شفعة، فإذا جاء نص مجمل ثم جاء ما يفسره يعمل به، فسر هذا بهذا في النصوص وفي كلام العلماء.. نعم.

http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=DisplayLec&docid=45&page=kc09027.Htm&from=doc&Search=1&SearchText=%E3%D1%D6%CA+%DD%E1%E3+%CA%DA%CF%E4%ED&SearchType=exact&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=Allwords&CollectionName=Rajhi_User&region=

فكري الدينوري
07-02-2006, 03:52 PM
فضيلة الشيخ
فالح الحربي - حفظه الله -


الســــــــــــــائل :
نسئل الشيخ فالحا - حفظه الله - عن مقولةٍ للشيخ ربيع ، وهي عندما سأله السائل عن حديث " إنا عند ظن عبدي بي ؛ فإذا تقرب إلىَّ شبرا ً تقربت إليه ذراعاً ، وإذا تقرب إلي باعاً تقربت ٌ له باعا ً ، وإن أتاني ماشيا أتيته هرولة ) فقال السائل :
هل نثبت صفة الهرولة لله ؟
فأجاب ربيع ٌ المدخلي أنا أنصح الطلاب عدم الدخول لهذه الأشياء ، المصلِّي إذا صلّى هل يحرم عليه المشي أليست هذه من أعظم القربات وأقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد ؛ فبعض الأحاديث فيها إشكالات ، إبتعدوا عنها - بارك الله فيكم - مثل حديث " عبدي مرضت فلم تزرني عطشت فلم تسقني " يعني فهل الله يمرض ويعطش؟؟؟ ! وأشياء مثل هذه الأشياء هذه من المتشابهات اتركوها بارك الله فيكم لا تدخلوا فيها الآن )

ج -


قال الشَّيْخُ فالحٌ الحَربي - وفقه الله - :(( فهذه ِ إجابة ٌ منْ إنسَان ٍ حائر ٍ فــِيْ الحَقيقة ِ ، وكانَ ينبَغــيْ أَنْ يُسـْـئلَ أَهْلُ العـِـلمِ ، وَأَهْلُ العِـلم ِ قَدْ تَكَلَمُوا عنْ مثْـل ِ هَـذِه ِ المَســائِل ِ ؛ وَممن تَكَلم َ عَليْهَا سَمَاحَةُ الشَّيْخِ عَبْدِ العَزيْز ِ بِنْ بَازٍ - رَحِمَـهُ اللهً - فَأهْـلُ العِلمِ ،إِمَّا أنْ يُفسِرُوها بالقرَائن ، وبالسياق ِ ؛ سيَاقُ الكَـــلام ِ ويَفهمُــموا الكلام والمقصودُ منهُ ، ويفسِّرون الألفاظَ بها ، أوْ - أيضا ً - يَجْعَلُــونه ُ يُمَّرُ علـــــى ظاهِره ِ ، ولا مانع من هذا مَعَ نَفي المشابهةِ ،ونَفيُ المثلية ِ لله ِ - سُبحَانَهُ وَتَعالــى - فالله ُ ، لايُشَـــــابِهُ خَلقه ُ ، ولايُماثِــلُ عبَاده ُ لا فــي ذاته ِ ولا فــي صفاته ِ ، ولا يأتي الإشكالُ في الحقيقةِ إذا كان الجوابُ جوابُ أهلِ العـِـلم ِ ، وأمَّا هذا الجَــوابُ فهذا جوابُ إنسان ٍ حائر ٍ ، وإنسان ٍ مُنكر ٍ لهذه ِ الألفاظ ِ ، وأَهلُ العِــلم ِ مايقولون عن الصِّفات ِ أنَّها من المتشابه ِ ، ولايقولون عن كلامـ ِ رسول الله أنَّهُ من المتشابهِ ، فهُم يفهمُونَ كلامـَ رَسُول ِ الله ِ - صلَّى الله ُعليهِ وسلّم - وَيَفهَمون كلام الله - سبحانّه وتعالى - وهو باللغةِ العربية ِ فيفهونهُ ، وعندهم قواعد وَعندهم ضوابطٌ يضبطون بها ، ولايَهجِّـمون على النُّـصُوص ِ بَهَذه ِ الطريقة ِ ، ويُشَّككونَ النَّاسَ في دينهم ، فهذه ِ طريقةُ المشككة ِ في الحقيقة ِ ، كَان عليهِ أَنْ يَتْرُكَ الجَوابَ وأنْ يُعيدَ منْ يسْئلُ وَانْ يُعيْدَ الطُّلاب إلى عُلمائهم فيسْئلُّوهم فيُفتوهم بقواعدِ الشَّريْعَـةِ ، وبأصول أهل ِ السُّنة ِ والجماعة ِ وبضوابطهم ، أمَّ أنْ يهجم ْ هُو على هذا فيجعله من المتشابه ِ ، ثمَّ يقولُ لاتسألوا ! ، والنَّاسُ سيسألون ، فهلْ يبقونَ هكذا حائرينْ كمَاهو حائر ٌ ، فننصح ُ إخواننا وننصحْ طالبَ الحق ِ ألا َّ يرجِــعُ لمثل ِ هَـذا الرَّجُــل ، وألا يسمــعُوا كلامــه ُ ، وَ ألا يثقوا بهذا الكلام ِ ، وبهذا المنع ِ ، وبهذا الكفِّ لهُم ْ على غير هدى وعلى غير بَصيرة ٍ وعلى غيرِ هُدىً ، وإنما هو منْ تَصًوره ِ ومنْ إنكاره ِ الذّاتي ، فلمَّا لم يتقبل هذه ِ الألفاظ ، هجم َ عليها بهذه الطريقة ِ ، وأصبَحَ يُــوَّجِه ُ بالكــفِّ و بعدم الخوض ِ ، ومَعلوم ٌ هذا الرَّجُل بالأشياء التـِّــي لمْ يُحطـْ بعلمها ، وَيرى من نفسه ِ أنَّـهُ هو المُوَّجــه ُ وهو المُفتــي ، وأنْ النَّاس َ يسمَعُــونَ منه ُ ويقفونَ عندَ قوله ِ ؛ .. :


تَرى النَّاس ، مــاسِــرْنا يَسِيْروُنَ خَلفَنا ** وإنْ نحنُ أوْمَأنا إلِـــى النّاس ِ وَقــَّــفـُوا ْ .



نسأل ُ الله َ أنْ يهدي ضالَ المسلمين ، وأنْ يُوَّفــقَ إخواننا لأنْ يرجعوا إلى علمائهم ، وأنْ يتثبّتوا من دينهم ـ وألا يبقوا حائرين كما هو حائــرٌ هذا الشَّخص أو يتبعوا كلامهُ وكلام أمثالهِ .


وصلى الله وسلم على عبده ِ ورسُولهِ مُحمّد .. ))

فكري الدينوري
07-02-2006, 03:54 PM
إعتمدت في جمعه على ما نقله وفرّغه الأخوة من كلام العلماء

البلوشي
07-02-2006, 08:49 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل فكري

الناصر
07-02-2006, 10:45 PM
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله كما في فتاوى ابن عثيمين رحمه الله ج3 :( (‏79‏)‏ سئل فضيلة الشيخ‏:‏ هل أهل السنة يؤولون اليد في قوله تعالى ‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ‏}‏‏؟‏
فأجاب بقوله ‏:‏ ينبغي أن نعلم أن التأويل عند أهل السنة ليس مذموماً كله، بل المذموم منه ما لم يدل عليه دليل، وما دل عليه الدليل يسمي تفسيراً، سواء كان الدليل متصلاً بالنص، أو منفصلاً عنه، فصرف الدليل عن ظاهره ليس مذموماً على الإطلاق‏.‏
ومثال التأويل بالدليل المتصل ما جاء في الحديث الثابت في صحيح مسلم في قوله تعالى في الحديث القدسي ‏:‏ ‏(‏عبدي جعت فلم تطعمني، ومرضت فلم تعدني‏)‏ فظاهر هذا الحديث أن الله نفسه هو الذي جاع وهو الذي مرض‏.‏ وهذا غير مراد قطعاً، ففسر هذا الحديث بنفس الحديث‏:‏ ‏(‏فقال ‏:‏ أما علمت أن عبدي فلاناً جاع فلم تطعمه، وعبدي فلاناً مرض فلم تعده‏)‏‏.‏ فالذي صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى هو الحديث القدسي نفسه، فلا يقال ‏:‏ إن صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى الثاني تأويل مذموم‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ‏}‏ ‏.‏ ظاهر اللفظ أنك إذا بدأت القراءة لم تستعذ‏.‏ لكن قد دل الدليل المنفصل على أن معنى‏:‏‏{‏إِذَا قَرَأْتَ‏}‏ أي إذا أردت أن تقرأ‏.‏ لكن عبر عن الإرادة بالفعل ليبين أن المراد بذلك الإرادة المقترنة بالفعل لا الإرادة السابقة، ولو أراد التعبير بالفعل لكان الإنسان إذا أراد في الصباح أن يقرأ في المساء قلنا له‏:‏ استعذ بالله من الشيطان الرجيم لأنك ستقرأ في آخر الليل، لكن لما عبر بالفعل عن الإرادة دل على أن الإرادة هي الإرادة التي يقترن بها الفعل‏.‏
فإذا فهمنا هذا القاعدة وهي أن التأويل الذي قام الدليل عليه ليس مذموماً عرفنا الجواب عن الآية التي ساقها السائل‏.‏
فهل الصحابة في صلح الحديبية كانوا يبايعون الله‏؟‏ هم في الحقيقة كانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم ، مباشرة وذلك في قوله سبحانه‏:‏ ‏{‏يُبَايِعُونَكَ‏}‏ لكن لما كان الرسول مبلغاً عن الله سبحانه صارت مبايعة الرسول كمبايعة الله، وصار الذي يبايعه كأنما يبايع الله‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ‏}‏ المعلوم أن يد الله حقيقة ليست فوق أيديهم، وأن التي فوق أيديهم عند المبايعة هي يد الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرسول كان مبلغاً عن الله‏.‏
ويجوز أن نقول‏:‏ ‏{‏يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ‏}‏ على سبيل العلو المطلق، فالله سبحانه بذاته فوق كل شيء‏.‏ والله أعلم‏.‏

الناصر
07-03-2006, 06:14 PM
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله كما في قتاوى ابن عثيمين ج5
:( أسماء الله وصفاته وموقف أهل السنة منها ... وخلاصة القول‏:‏

إن أهل السنة والجماعة – ولله الحمد – لا يمكن أن يخرجوا الكلام عن ظاهره، لأن ظاهر الكلام وحقيقته ما دل عليه سياقه وهو مختلف بحسب السياق، وبحسب الأحوال فإن لم يكن ذلك وأبى إنسان إلا أن يجعل معنى الكلمة معنى ذاتيًا لها فإننا نقول لا يمكن لأهل السنة والجماعة أن يتركوا هذا المعنى الذي ادعى أنه ذاتي لها إلا بدليل من الكتاب والسنة ومتى دل الكتاب والسنة على شيء وجب القول به سواء وافق ما يقال إنه ظاهر اللفظ، أو خالفه، ونحن كلنا نلتمس ما قاله الله عن نفسه، وما قاله عنه رسوله، صلى الله عليه وسلم، ويدلكم لهذا ما ثبت في صحيح مسلم أن الله تعالى يقول‏:‏ ‏(‏عبدي جعت فلم تطعمني، عبدي مرضت فلم تعدني، فيقول كيف أطعمك وأنت رب العالمين، كيف أعودك وأنت رب العالمين، فيقول الله عزوجل‏:‏ أما علمت أن عبدي فلان جاع فلم تطعمه مرض فلم تعده‏)‏‏.‏

هذا الحديث يدلنا دلالة ظاهرة على أن ماجاء في الكتاب والسنة ما أضافه إلى نفسه فهو حق على ظاهره، مالم يرد عن الله ورسوله صرفه عن ذلك، فإن ورد صرفه عن ظاهره فإننا آخذون به، وهذا الحديث الأخير دليل واضح على منع التأويل الذي ليس له دليل من الكتاب والسنة ولعلنا نقتصر على هذا خوفًا من التطويل، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‏).

12d8c7a34f47c2e9d3==