المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام دين ودولة ومن أصول أهل السنة أنهم يدينون بالنصيحة لله ولكتابه ورسوله ولأئمة


كيف حالك ؟

قاسم علي
06-27-2006, 06:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بين في كتابه مصالح العباد في أعمالهم وفي عقيدتهم وفيما يصلح دينهم ودنياهم قال الله تعالي{{ياايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدي ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا وهو خير من ما يجمعون}}قال الإمام بن كثير {يقول تعالى ممتنا على خلقه بما أنزله من القرآن العظيم على رسوله الكريم ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم أي زاجر عن الفواحش ( وشفاء لما في الصدور ) أي من الشبه والشكوك وهو إزالة ما فيها من رجس ودنس وهدى ورحمة أي يحصل به الهداية والرحمة من الله تعالى وإنما ذلك للمؤمنين به والمصدقين الموقنين بما فيه كقوله تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) وقوله ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) الآية وقوله تعالى ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) أي بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا فإنه أولى ما يفرحون به ( هو خير مما يجمعون ) أي من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لامحالة قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله {ومن أصولهم السعي والجد فيما ينفع من أمور الدين والدنيا مع الاستعانة بالله , فهم يحرصون على ما ينفعهم ويستعينون بالله . وكذلك يحققون الإخلاص لله في جميع حركاتهم , ويتبعون رسول الله , فالإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول , والنصيحة للمؤمنين طريقهم .
ويشهدون أن محمدا عبده ورسوله , أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله , وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم , وهو خاتم النبيين , أرسل إلى الإنس والجن بشيرا ونذيرا , وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا , أرسله بصلاح الدين وصلاح الدنيا , وليقوم الخلق بعبادة الله , ويستعينوا برزقه على ذلك . ويعلمون أنه أعلم الخلق وأصدقهم وأنصحهم , وأعظمهم بيانا , فيطيعونه ويحبونه , ويقدمون محبته على محبة الخلق كلهم , ويتبعونه في أصول دينهم وفروعه , ويقدمون قوله وهديه على قول كل أحد وهديه , ويعتقدون أن الله جمع له من الفضائل والخصائص والكمالات ما لم يجمعه لأحد , فهو أعلى الخلق مقاما , وأعظمهم جاها , وأكملهم في كل فضيلة : لم يبق خير إلا دل أمته عليه : ولا شر إلا حذرهم عنه . وكذلك يؤمنون بكل كتاب أنزله الله , وكل رسول أرسله الله , لا يفرقون بين أحد من رسله .
ويؤمنون بالقدر كله , وأن جميع أعمال العباد - خيرها وشرها - قد أحاط بها علم الله , وجرى بها قلمه , ونفذت فيها مشيئته , وتعلقت بها حكمته , حيث خلق للعباد قدرة وإرادة , تقع بها أقوالهم وأفعالهم بحسب مشيئتهم , لم يجبرهم على شيء منها , بل جعلهم مختارين لها , وخص المؤمنين بأن حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم , وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان , وجعلهم من الراشدين بفضله ونعمته , وولى غيرهم ما تولوه ورضوه لأنفسهم من الكفر والفسوق والعصيان بعدله وحكمته .
ومن أصول أهل السنة أنهم يدينون بالنصيحة لله ولكتابه ورسوله , ولأئمة المسلمين وعامتهم , ويأمرون بالمعروف , وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة , ويأمرون ببر الوالدين , وصلة الأرحام , والإحسان إلى الجيران والمماليك والمعاملين , ومن له حق , وبالإحسان إلى الخلق أجمعين .
ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها , وينهون عن مساوئ الأخلاق وأرذلها , ويعتقدون أن أكمل المؤمنين إيمانا , أعظمهم إيمانا ويقينا , وأحسنهم أعمالا وأخلاقا , وأصدقهم أقوالا , وأهداهم إلى كل خير وفضيلة : وأبعدهم من كل رذيلة . ويأمرون بالقيام بشرائع الدين , على ما جاء عن نبيهم فيها وفي صفاتها ومكملاتها , والتحذير عن مفسداتها ومنقصاتها , ويرون الجهاد في سبيل الله ماض مع البر والفاجر , وأنه ذروة سنام الدين , جهاد العلم والحجة , وجهاد السلاح , وأنه فرض على كل مسلم أن يدافع عن الدين بكل ممكن ومستطاع .
ومن أصولهم الحث على جمع كلمة المسلمين , والسعي في تقريب قلوبهم وتأليفها , والتحذير من التفرق والتعادي والتباغض , والعمل بكل وسيلة توصل إلى هذا .
ومن أصولهم النهي عن أذية الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم , والأمر بالعدل والإنصاف في جميع المعاملات , والندب إلى الإحسان والفضل فيها . ويؤمنون بأن أفضل الأمم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأفضلهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , خصوصا الخلفاء الراشدون , والعشرة المشهود لهم بالجنة , وأهل بدر , وبيعة الرضوان والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار , فيحبون الصحابة ويدينون الله بذلك , وينشرون محاسنهم ويسكتون عما قيل عن مساوئهم , ويدينون الله باحترام العلماء الهداة وأئمة العدل ومن لهم المقامات العالية في الدين والفضل المتنوع على المسلمين , ويسألون الله أن يعيذهم من الشك والشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وأن يثبتهم على دين نبيهم إلى الممات . فهذه الأصول الكلية بها يؤمنون ولها يعتقدون وإليها يدعون .
قال الشيخ العلامة عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله {هكذا المؤمن في هذه الدنيا يستمدُّ القوةَ والعزَّة من هذا الإيمان الذي شرَّفه الله به، وتفضَّل به عليه، واختاره فجعله من المؤمنين، وهو يتذكّر دائماً قولَ الله: وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإيمَـٰنَ وَزَيَّنَهُ فِى قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلرشِدُونَ فَضْلاً مّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . إذًا فهو يتصوَّر هذه النعمة نعمةَ الإيمان، هذا الفضل العظيم هدايةَ الله له بأن جعله من المؤمنين، بأن شرح صدره لقبول الحق، أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلَـٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مّن رَّبّهِ . كلما تذكّر هذه النعمة ازداد بها فرحاً وسروراً، ثم خاف على هذه النعمة أن تُسلب منه، وأن يحال بينه وبينها، فهو دائماً يقول: اللهم مقلبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك، دائماً يقول ويردِّد قولَ الله عن دعاء المؤمنين: رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ أجل، يخاف على هذه النعمة أن تُسلب منه، والله قادر على كل ما أراد جل وعلا، وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْء وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ، فهو القادر على أن يحُول بين العبد وبين قلبه حتى لا يعرف الحق من الباطل، ولا يُميِّز الحسن من القبيح. فالمؤمن يخاف على هذه النعمة، ويخشى عليها ويلجأ إلى الله في كل آن وحين أن يثبِّته الله على القول الثابت، يُثَبّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَاء.أيها المؤمن}
سئل شيخ الإسلام العلامة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله {ما حكم الذين يطالبون بتحكيم المبادئ الاشتراكية والشيوعية، ويحاربون حكم الإسلام، وما حكم الذين يساعدونهم في هذا المطلب، ويذمون من يطالب بحكم الإسلام، ويلمزونهم ويفترون عليهم، وهل يجوز اتخاذ هؤلاء أئمة وخطباء في مساجد المسلمين؟
الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، لا ريب أن الواجب على أئمة المسلمين وقادتهم: أن يحكموا الشريعة الإسلامية في جميع شئونهم، وأن يحاربوا ما خالفها، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء الإسلام، ليس فيه نزاع بحمد الله، والأدلة عليه من الكتاب والسنة كثيرة معلومة عند أهل العلم، منها قوله سبحانه: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[1] وقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} وقوله سبحانه {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} وقوله سبحانه: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
وقوله سبحانه: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} والآيات في هذا المعنى كثيرة وقد أجمع العلماء على أن من زعم أن حكم غير الله أحسن من حكم الله، أو أن هدي غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر، كما أجمعوا على أن من زعم أنه يجوز لأحد من الناس الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أو تحكيم غيرها فهو كافر ضال، وبما ذكرناه من الأدلة القرآنية، وإجماع أهل العلم يعلم السائل وغيره، أن الذين يدعون إلى الاشتراكية أو الشيوعية أو غيرهما من المذاهب الهدامة المناقضة لحكم الإسلام، كفار ضلال، أكفر من اليهود والنصارى لأنهم ملاحدة لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يجوز أن يجعل أحد منهم خطيبا وإماما في مسجد من مساجد المسلمين، ولا تصح الصلاة خلفهم، وكل من ساعدهم على ضلالهم، وحسن ما يدعون إليه، وذم دعاة الإسلام ولمزهم، فهو كافر ضال، حكمه حكم الطائفة الملحدة، التي سار في ركابها وأيدها في طلبها، وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة، فهو كافر مثلهم، كما قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ومقنع لطالب الحق، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، ونسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين، ويجمع كلمتهم على الحق، وأن يكبت أعداء الإسلام، ويفرق جمعهم، ويشتت شملهم، ويكفي المسلمين شرهم، إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.

12d8c7a34f47c2e9d3==