المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى:" إلا أن تتقوا منهم تقاة" الآية،..


كيف حالك ؟

أبو عبد الله الشرقاوي
06-14-2006, 05:22 PM
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى:" إلا أن تتقوا منهم تقاة" الآية، وبيان أن التقية أن يتكلم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان، وأنه ليس فيه دليل على التنازل عن الأصول بحجة المصلحة؛ بل هي من باب الرخص بالشروط والضوابط التي بينها الله - سبحاته وتعالى -.

تفسير ابن كثير - رحمه الله - :ــ

وَقَوْله تَعَالَى " إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة " أَيْ مَنْ خَافَ فِي بَعْض الْبُلْدَان وَالْأَوْقَات مِنْ شَرّهمْ فَلَهُ أَنْ يَتَّقِيَهِمْ بِظَاهِرِهِ لَا بِبَاطِنِهِ وَنِيَّته كَمَا قَالَ الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء أَنَّهُ قَالَ : إِنَّا لَنُكَشِّر فِي وُجُوه أَقْوَام وَقُلُوبنَا تَلْعَنهُمْ . وَقَالَ الثَّوْرِيّ : قَالَ اِبْن عَبَّاس : لَيْسَ التَّقِيَّة بِالْعَمَلِ إِنَّمَا التَّقِيَّة بِاللِّسَانِ وَكَذَا رَوَاهُ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس إِنَّمَا التَّقِيَّة بِاللِّسَانِ وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَأَبُو الشَّعْثَاء وَالضَّحَّاك وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَيُؤَيِّد مَا قَالُوهُ قَوْل اللَّه تَعَالَى " مَنْ كَفَرَ بِاَللَّهِ مِنْ بَعْد إِيمَانه إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبه مُطْمَئِنَّ بِالْإِيمَانِ " الْآيَة وَقَالَ الْبُخَارِيّ : قَالَ الْحَسَن التَّقِيَّة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.

تفسير القرطبي - رحمه الله - :ــ

إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً

قَالَ مُعَاذ بْن جَبَل وَمُجَاهِد : كَانَتْ التَّقِيَّة فِي جِدَّة الْإِسْلَام قَبْل قُوَّة الْمُسْلِمِينَ ; فَأَمَّا الْيَوْم فَقَدْ أَعَزَّ اللَّه الْإِسْلَام أَنْ يَتَّقُوا مِنْ عَدُوّهُمْ . قَالَ اِبْن عَبَّاس : هُوَ أَنْ يَتَكَلَّم بِلِسَانِهِ وَقَلْبه مُطْمَئِنّ بِالْإِيمَانِ , وَلَا يُقْتَل وَلَا يَأْتِي مَأْثَمًا . وَقَالَ الْحَسَن : التَّقِيَّة جَائِزَة لِلْإِنْسَانِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة , وَلَا تَقِيَّة فِي الْقَتْل . وَقَرَأَ جَابِر بْن زَيْد وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك : " إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تَقِيَّة " وَقِيلَ : إِنَّ الْمُؤْمِن إِذَا كَانَ قَائِمًا بَيْنَ الْكُفَّار فَلَهُ أَنْ يُدَارِيهِمْ بِاللِّسَانِ إِذَا كَانَ خَائِفًا عَلَى نَفْسه وَقَلْبه مُطْمَئِنّ بِالْإِيمَانِ وَالتَّقِيَّة لَا تَحِلّ إِلَّا مَعَ خَوْف الْقَتْل أَوْ الْقَطْع أَوْ الْإِيذَاء الْعَظِيم . وَمَنْ أُكْرِهَ عَلَى الْكُفْر فَالصَّحِيح أَنَّ لَهُ أَنْ يَتَصَلَّب وَلَا يُجِيب إِلَى التَّلَفُّظ بِكَلِمَةِ الْكُفْر ; بَلْ يَجُوز لَهُ ذَلِكَ عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانه فِي [ النَّحْل ] إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . وَأَمَالَ حَمْزَة وَالْكِسَائِيّ " تُقَاة " , وَفَخَّمَ الْبَاقُونَ ; وَأَصْل " تُقَاة " وُقْيَة عَلَى وَزْن فُعْلَة ; مِثْل تُؤَدَة وَتُهْمَة , قُلِّبَتْ الْوَاو تَاء وَالْيَاء أَلِفًا . وَرَوَى الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ فِي عُبَادَة بْن الصَّامِت الْأَنْصَارِيّ وَكَانَ بَدْرِيًّا تَقِيًّا وَكَانَ لَهُ حِلْف مِنْ الْيَهُود ; فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْأَحْزَاب قَالَ عُبَادَة : يَا نَبِيّ اللَّه , إِنَّ مَعِي خَمْسمِائَةِ رَجُل مِنْ الْيَهُود , وَقَدْ رَأَيْت أَنْ يَخْرُجُوا مَعِي فَأَسْتَظْهِر بِهِمْ عَلَى الْعَدُوّ . فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى : " لَا يَتَّخِذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ " الْآيَة . وَقِيلَ : إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَمَّار بْن يَاسِر حِينَ تَكَلَّمَ بِبَعْضِ مَا أَرَادَ مِنْهُ الْمُشْرِكُونَ , عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانه فِي [ النَّحْل ] .

تفسير الطبري - رحمه الله - :ــ

:"لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً "

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { لَا يَتَّخِذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَل ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّه فِي شَيْء إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } وَهَذَا نَهْي مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَّخِذُوا الْكُفَّار أَعْوَانًا وَأَنْصَارًا وَظُهُورًا , وَلِذَلِكَ كُسِرَ " يَتَّخِذ " لِأَنَّهُ فِي مَوْضِع جَزْم بِالنَّهْيِ , وَلَكِنَّهُ كُسِرَ الذَّال مِنْهُ لِلسَّاكِنِ الَّذِي لَقِيَهُ وَهِيَ سَاكِنَة . وَمَعْنَى ذَلِكَ : لَا تَتَّخِذُوا أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْكُفَّار ظَهْرًا وَأَنْصَارًا , تُوَالُونَهُمْ عَلَى دِينهمْ , وَتُظَاهِرُونَهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ , وَتَدُلُّونَهُمْ عَلَى عَوْرَاتهمْ , فَإِنَّهُ مَنْ يَفْعَل ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّه فِي شَيْء ; يَعْنِي بِذَلِكَ , فَقَدْ بَرِئَ مِنْ اللَّه , وَبَرِئَ اللَّه مِنْهُ بِارْتِدَادِهِ عَنْ دِينِهِ , وَدُخُوله فِي الْكُفْر , إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة , إِلَّا أَنْ تَكُونُوا فِي سُلْطَانهمْ , فَتَخَافُوهُمْ عَلَى أَنْفُسكُمْ , فَتُظْهِرُوا لَهُمْ الْوِلَايَة بِأَلْسِنَتِكُمْ , وَتُضْمِرُوا لَهُمْ الْعَدَاوَة , وَلَا تُشَايِعُوهُمْ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْكُفْر , وَلَا تُعِينُوهُمْ عَلَى مُسْلِم بِفِعْلٍ . كَمَا : 5367 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة بْن صَالِح , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله : { لَا يَتَّخِذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ } قَالَ : نَهَى اللَّه سُبْحَانه الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُلَاطِفُوا الْكُفَّار , أَوْ يَتَّخِذُوهُمْ وَلِيجَة مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ , إِلَّا أَنْ يَكُون الْكُفَّار عَلَيْهِمْ ظَاهِرِينَ , فَيُظْهِرُونَ لَهُمْ اللُّطْف , وَيُخَالِفُونَهُمْ فِي الدِّين . وَذَلِكَ قَوْله : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } 5368 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا سَلَمَة , قَالَ : ثني مُحَمَّد بْن إِسْحَاق , قَالَ : ثني مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد , عَنْ عِكْرِمَة , أَوْ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : كَانَ الْحَجَّاج بْن عَمْرو حَلِيف كَعْب بْن الْأَشْرَف وَابْن أَبِي الْحُقَيْق , وَقَيْس بْن زَيْد , قَدْ بَطَّنُوا بِنَفَرٍ مِنْ الْأَنْصَار لِيَفْتِنُوهُمْ عَنْ دِينهمْ . فَقَالَ رِفَاعَة بْن الْمُنْذِر بْن زُبَيْر وَعَبْد اللَّه بْن جُبَيْر وَسَعْد بْن خَيْمَة لِأُولَئِكَ النَّفَر : اِجْتَنِبُوا هَؤُلَاءِ الْيَهُود , وَاحْذَرُوا لُزُومهمْ وَمُبَاطَنَتَهُمْ , لَا يَفْتِنُوكُمْ عَنْ دِينكُمْ , فَأَبَى أُولَئِكَ النَّفَر إِلَّا مُبَاطَنَتَهُمْ وَلُزُومهمْ , فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : { لَا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ } . .. إِلَى قَوْله : { وَاَللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير } . 5369 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سِنَان , قَالَ : ثنا أَبُو بَكْر الْحَنَفِيّ , قَالَ : ثنا عَبَّاد بْن مَنْصُور , عَنْ الْحَسَن فِي قَوْله : { لَا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ } يَقُول : لَا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُ كَافِرًا وَلِيًّا مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ . 5370 - حَدَّثَنِي مُوسَى , قَالَ : ثنا عَمْرو , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : { لَا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ } إِلَى : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } أَمَّا أَوْلِيَاء : فَيُوَالِيهِمْ فِي دِينهمْ , وَيُظْهِرهُمْ عَلَى عَوْرَة الْمُؤْمِنِينَ , فَمَنْ فَعَلَ هَذَا فَهُوَ مُشْرِك , فَقَدْ بَرِئَ اللَّه مِنْهُ , إِلَّا أَنْ يَتَّقِيَ مِنْهُمْ تُقَاة , فَهُوَ يُظْهِر الْوِلَايَة لَهُمْ فِي دِينهمْ وَالْبَرَاءَة مِنْ الْمُؤْمِنِينَ . 5371 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا قَبِيصَة بْن عُقْبَة , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَمَّنْ حَدَّثَهُ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } قَالَ : الثِّقَات : التَّكَلُّم بِاللِّسَانِ , وَقَلْبه مُطَمْئِن بِالْإِيمَانِ . 5372 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إِسْحَاق , قَالَ : ثنا حَفْص بْن عُمَر , قَالَ : ثنا الْحَكَم بْن أَبَان , عَنْ عِكْرِمَة فِي قَوْله : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } قَالَ : مَا لَمْ يُهْرِق دَم مُسْلِم , وَمَا لَمْ يَسْتَحِلّ مَاله . 5373 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , عَنْ عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله : { لَا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ } إِلَّا مُصَانَعَة فِي الدُّنْيَا وَمُخَالَقَة . * - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 5374 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إِسْحَاق , قَالَ : ثنا اِبْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ عَنْ الرَّبِيع فِي قَوْله : { لَا يَتَّخِذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ } إِلَى : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } قَالَ : قَالَ أَبُو الْعَالِيَة : التَّقِيَّة بِاللِّسَانِ وَلَيْسَ بِالْعَمَلِ . 5375 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } قَالَ : التَّقِيَّة بِاللِّسَانِ مَنْ حُمِلَ عَلَى أَمْر يَتَكَلَّم بِهِ وَهُوَ لِلَّهِ مَعْصِيَة , فَتَكَلَّمَ مَخَافَة عَلَى نَفْسه , وَقَلْبه مُطَمْئِن بِالْإِيمَانِ , فَلَا إِثْم عَلَيْهِ , إِنَّمَا التَّقِيَّة بِاللِّسَانِ . 5376 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } فَالتَّقِيَّة بِاللِّسَانِ : مَنْ حُمِلَ عَلَى أَمْر يَتَكَلَّم بِهِ وَهُوَ مَعْصِيَة لِلَّهِ فَيَتَكَلَّم بِهِ مَخَافَة النَّاس وَقَلْبه مُطَمْئِن بِالْإِيمَانِ , فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَضُرّهُ , إِنَّمَا التَّقِيَّة بِاللِّسَانِ . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } إِلَّا أَنْ يَكُون بَيْنك وَبَيْنه قَرَابَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 5377 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة قَوْله : { لَا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } نَهَى اللَّه الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُوَادُّوا الْكُفَّار أَوْ يَتَوَلَّوْهُمْ دُون الْمُؤْمِنِينَ , وَقَالَ اللَّه : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } الرَّحِم مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَيْر أَنْ يَتَوَلَّوْهُمْ فِي دِينهمْ , إِلَّا أَنْ يَصِلَ رَحِمًا لَهُ فِي الْمُشْرِكِينَ . * - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة فِي قَوْله : { لَا يَتَّخِذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء } قَالَ : لَا يَحِلّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَتَّخِذ كَافِرًا وَلِيًّا فِي دِينه , وَقَوْله : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } قَالَ : أَنْ يَكُون بَيْنك وَبَيْنه قَرَابَة , فَتَصِلُهُ لِذَلِكَ . 5378 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سِنَان , قَالَ : ثنا أَبُو بَكْر الْحَنَفِيّ , قَالَ : ثنا عَبَّاد بْن مَنْصُور , عَنْ الْحَسَن فِي قَوْله : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } قَالَ : صَاحِبِهِمْ فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا الرَّحِم وَغَيْره , فَأَمَّا فِي الدِّين فَلَا . وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ قَتَادَة تَأْوِيل لَهُ وَجْه , وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ الَّذِي يَدُلّ عَلَيْهِ ظَاهِر الْآيَة : إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْ الْكَافِرِينَ تُقَاة . فَالْأَغْلَب مِنْ مَعَانِي هَذَا الْكَلَام : إِلَّا أَنْ تَخَافُوا مِنْهُمْ مَخَافَة . فَالتَّقِيَّة الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّه فِي هَذِهِ الْآيَة إِنَّمَا هِيَ تَقِيَّة مِنْ الْكُفَّار , لَا مِنْ غَيْرهمْ , وَوَجَّهَهُ قَتَادَة إِلَى أَنَّ تَأْوِيله : إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا اللَّه مِنْ أَجْلِ الْقَرَابَة الَّتِي بَيْنكُمْ وَبَيْنهمْ تُقَاة , فَتَصِلُونَ رَحِمَهَا . وَلَيْسَ ذَلِكَ الْغَالِب عَلَى مَعْنَى الْكَلَام وَالتَّأْوِيل فِي الْقُرْآن عَلَى الْأَغْلَب الظَّاهِر مِنْ مَعْرُوف كَلَام الْعَرَب الْمُسْتَعْمَل فِيهِمْ . وَقَدْ اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْأَمْصَار : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } عَلَى تَقْدِير فُعَلَة مِثْل تُخَمَة وَتُؤَدَة وَتُكَأَة مِنْ اِتَّقَيْت , وَقَرَأَ ذَلِكَ آخَرُونَ : " إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تَقِيَّة " عَلَى مِثَال فَعَيْلَة . وَالْقِرَاءَة الَّتِي هِيَ الْقِرَاءَة عِنْدنَا , قِرَاءَة مَنْ قَرَأَهَا : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة } لِثُبُوتِ حُجَّة ذَلِكَ بِأَنَّهُ الْقِرَاءَة الصَّحِيحَة , بِالنَّقْلِ الْمُسْتَفِيض الَّذِي يَمْتَنِع مِنْهُ الْخَطَأ .

12d8c7a34f47c2e9d3==