المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جديد :: [ الخوارج و الصوفية ]...


كيف حالك ؟

عبد العلي الأثري
06-06-2006, 03:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
[ الخوارج و الصوفية ]

المتأمل في تأريخ الخوارج و الصوفية و منهجهم، يجد أن كلا الفريقين يلتقيان في نقاط منذ القدم، نذكر منها أمرين:
أحدهما : وهو غاية عندهم، ألا وهو الوصول إلى الحكم، والتخطيط و الترتيب و التنظيم لإقامة دولتهم الكبرى التي يسعون إليها، كما يسعون إلى تكثير أتباعهم ولو كانوا ممن يختلفون معهم في أصول الدين.
ولذلك يدعون إلى بيعة قائدهم بإمرة المؤمنين، ويأخذون البيعة و المواثيق و العهود على الأتباع بالإخلاص و الوفاء لها، حتى أن أحدهم قال: إن الغاية من إنزال الكتب و إرسال الرسل هو إقامة الحاكمية في الأرض، وأما العبادات فليست غاية و إنما هي وسيلة و تهذيب للنفوس، وهذا تكذيب وردٌ لقول الله تبارك وتعالى ( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون).
وكذلك غيره ممن وضع وقعد لأتباعه قواعد و مناهج بل وعبادات شرعها لهم و هي تخالف كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ } وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }.
الأمر الآخر: تعدد مذاهبهم و تنوع مسالكهم، فكلا الفريقين جماعات و فرق شتى، وكل جماعة لها منهجها و مسلكها في طريقتها و دعوتها.
فمن فرق الخوارج قديما ما قدمناه في المبحث الأول، وحديثاً هم كثير، فمنهم البنائية، ومنهم القطبية، ومنهم السرورية، ومنهم الإخوانية، ومنهم الأصولية، ومنهم من يدَّعةن أنهم فقهاء الواقع و أتباعهم، وليس أسامة بن لادن و أيمن الظواهري و علي بالحاج الجزائري وأتباعهم إلا منضوين تحت راية من راياتهم، وما كثرة فرقهم من كثرة فرق الصوفية ببعيد، وكلٌ يدعي وصلاً لليلى، وكل حزب بما لديهم فرحون.
وأما الصوفية فيضاهون الخوارج في كثرة فرقهم و تعدد طرقهم، وتنوع عباداتهم و أورادهم و أذكارهم و أدعيتهم، واختلاف مسالكهم الضالة المبتدعة.
قال التنيسي: كنا عند مالك، وأصحابه حوله، فقال رجل من أهل نصيبين: عندنا قوم يقال لهم الصوفية، يأكلون كثيراً، ثم يأخذون في القصائد، ثم يقومون فيرقصون فقال الإمام مالك: أصبيان هم؟ قال: لا ، قال: أمجانين هم؟ قال: لا، هم قوم مشائخ و غير ذلك عقلاء، فقال مالك: ما سمعت أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا، فقال له الرجل: بل يأكلون ثم يقومون ويرقصون دوائب، ويلطم بعضهم رأسه وبعضهم وجهه، فضحك الإمام مالك ثم قام و دخل منزله، فقال أصحابه للرجل: لقد كنت يا هذا مشئوماً على صاحبنا، لقد جالسناه نيفاً وثلاثين سنة ما رأيناه ضحك إلا في هذا اليوم.
قلت فأين الإمام مالك رحمه الله عن متصوفة ما بعد زمانه إلأى يومنا هذا؟ وأين هو مما أحدثوه من البدع و الضلال و الكفر والشرك و كثرة المسالك و الأوراد و الأذكار المبتدعة؟ فمنهم من يذكر الله بترديد لفظ: أح، أح، أح، ومنهم من يذكر الله بترديد لفظ: أه، أه، أه، وخيارهم –وليس في القوم خير-يذكرون الله بترديد لفظ: هو، هو، هو، كل ذلك عوضاً عن لفظ: سبحان الله، و الحمد لله، ولا إله إلا الله، و الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال عليه الصلاة والسلام: ( أفضل الدعاء دعاء عرفة، وخير ما قلت أنا و النبيون من قبلي : لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير).
وألق سمعك إلى ما قاله أحد أقطاب الصوفية إبراهيم الدسوقي في تصرف الأقطاب في الكون، حيث يقول ما نصه : الدنيا مقسمة أربعة أرباع، فربع لي، وربع للشاذلي، وربع للرفاعي، وربع للبدوي، وهو يتحكم فينا جميعاً، بل منصوب له كرسي بين السماء و الأرض، يتصرف في أهل السماء و الأرض، يعني البدوي.
وأدهى من ذلك ما قاله شيخ الأزهر عبد الحليم محمود في كتابه الموسوم بـ ( شيخ العرب أحمد البدوي)، حيث ذكر فيه ترجمة حياة البدوي، ومجيئه مع والده و عائلته من الغرب إلى مكة، ودخوله الخلوة، وخروجه من هذه الخلوة بعد ما استكمل و استحق الولاية، فأراد أن يُتوج من أقطاب وأولياء العراق الميتين هناك، كالجيلاني و الرفاعي و غريهما، فذهب إلى العراق، واستقبله الأقطاب، وقالوا: نريد أن نتوجك بتاج الولاية و القطبية، فقال: أما منكم فلا، وأما من الله فبلى فبعد أن أفاضوا عليه من الأنوار، وتوجوه بتاج الولاية و القطبية، رجع إلى مكة.
وحيث أن هؤلاء الأولياء كالأنبياء، لابد من مهاجر لينشر ولايتهم ولا يهاجرون إلا بإِذن إلهي، فأخذ في مكة ينتظر الإذن الإلهي، ثم جاءه الأمر من الله بآن يهاجر إلى طنطا لنشر ولايته، فهاجر إلى هناك بالحال، وعمر مسجده، وأقام في سطحه، اثنتا عشرة سنة متلثماً لا يفارقه ليلاً ولا نهاراً، والذي يحضر مولده كل عام أكثر من الذين يحضرون عرفات.
وأما تيجانية المغرب: فحدث ولا حرج،" كن تيجاني، وانكر بيديك و رجليك وكل ما لديك، وافعل ما شئت، فقد رفعت عنك التكاليف، وضمن لك أحمد التيجاني جنات الفردوس الأعلى، في جوار رسول رب العالمين".
وأما الطائفة المرغنية: فيقول سيدهم محجوب المرغني:
" إن الرجل لا يكون كاملاً عندنا حتى يعرف ثمانين ألف أمة، الدنيا و الآخرة منهما أمة".
وأما عيدروس حضر موت فهو بزعمهم يحي الاموتى.
وأما عدى الذي يعظمه عبدة الشيطان و الصوفية: فهو-عندهم-يعلم ما تختلج به القلوب، ويدفع من شاء بين كتفيه فيصل في طرفة عين إلى موضع يريده الشيخ، من بر أو بحر.
واعلم أن جميع فرق الصوفية تتولى و تعظم إِمام فرقة وحدة الوجود، وهو ابن عربي، الذي كفره أهل السنة و الجماعة، بل قال فيه ابن أبي أيوب: إنه كفر كفراً ما كفرته أ/ة من الأمم، بل خرق بكفره كفر الأمم و زاد عليها.
هذه هي الصوفية، فليهنأ بها أصحابها، ولينتصر لهم من يتولونهم و يثنون عليهم و يلتمسون الأعذار لهم، هذا هو ميزانهم عندنا فقط، فعلى فقهاء الواقع القيام بميزان عدلهم، والموازنة بذكر محاسنهم، والاعتذار عن طاماتهم وضلالاتهم وكفرياتهم وشركهم، فهذا واجبهم، وهذه رسالتهم، فليقوموا بها !!

انتهى النقل من كتاب : (الخوارج قديماً.. و حديثاً) تأليف سليمان بن عثمان بن سليمان المنيعي مدير الشؤون الدينية بالمسجد الحرام ، تقديم فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عبد الله السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام.

عبد العلي الأثري
12-10-2006, 06:49 PM
للرفع و الإفادة .

رابح
12-12-2006, 07:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله ، قاتل الله الصوفية والخوارج

عبد العلي الأثري
12-17-2006, 12:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله ، قاتل الله الصوفية والخوارج
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته..وأسأل الله تعالى أن يكفينا شرهم و شر الفرق الضالة ..آمين آمين آمين.

عبد العلي الأثري
05-17-2008, 10:11 PM
فمن فرق الخوارج قديما ما قدمناه في المبحث الأول، وحديثاً هم كثير، فمنهم البنائية، ومنهم القطبية، ومنهم السرورية، ومنهم الإخوانية، ومنهم الأصولية، ومنهم من يدَّعةن أنهم فقهاء الواقع و أتباعهم، وليس أسامة بن لادن و أيمن الظواهري و علي بالحاج الجزائري وأتباعهم إلا منضوين تحت راية من راياتهم، وما كثرة فرقهم من كثرة فرق الصوفية ببعيد، وكلٌ يدعي وصلاً لليلى، وكل حزب بما لديهم فرحون.
وأما الصوفية فيضاهون الخوارج في كثرة فرقهم و تعدد طرقهم، وتنوع عباداتهم و أورادهم و أذكارهم و أدعيتهم، واختلاف مسالكهم الضالة المبتدعة.

12d8c7a34f47c2e9d3==