مشاهدة النسخة كاملة : شبهات واشكالات حول بعض الاحاديث والايات
الأثرية
12-11-2003, 11:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شبهات واشكالات
حول
بعض الأحاديث والآيات
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلاهادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله.
ا ما بعد : لقد من الله عز وجل على أمة محمد صى الله عليه وسلم أن جعل دينها خاتم الأديان ونبيها خاتم الأنبيا وجعلها خير الأمم وتكفل بحفظ دينها الذي مصدره الأول القران العظيم ثم السنه المطرة فمن تمسك بهما عصمه الله من كل سوء وفتنة ، وحسبنا وصية نبينا عليه الصلاة والسلام : ( لقد تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتا ب الله وسنتي ).
ونرى من حين لآخر أقلام حاقدة وأخرى جاهلة تثير شبة واشكالات حول بعض الآيات أو الأحاديث اما عن عمد لاثارة الشكوك والخلل في عقائد المسلمين ، كما يقوم بذلك الزنادقة والمستثرقين والعلمانيين وخاصة في بلاد الكفر حتى يشككوا المسلم في دينه ، واما عن جهل يقوم به بعض أبنا المسلمين الذين يتبعون كل ناعق فيرددون بعض هذه الشبه والاشكالات ظنا منهم أن هناك تعارض بين ايات القران أوالأحاديث أوبينهما جميعا. والبعض الآخر يعلم علم اليقين أنه لاتعارض بين القران والسنة ولكنه يسأل العلماء لكي يزداد بصيرة وايمانا ولا يحار جوابا عندما تثار بين يديه مثل هذه الشبه والاشكالات ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند الله لو جدوا فيه اختلافا كثيرا ) (النساء 82 )
قوله عزوجل : ( لانفرق بين أحد من رسله )
وقوله تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم )
سئل فضيلة الشيخ : كيف نجمع بين قوله عزوجل : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) وقوله سبحانه وتعالى : ( لانفرق بين أحد من رسله ) ( البقرة 253 ، 285 )
فأجاب _ رحمه الله _ بقوله تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم عى بعض ) ؛ كقوله تعالى : ( ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ) ( الاسراء 55 ) ؛ فالأنبياء والرسل لاشك أن بعضهم أفضل من بعض فالرسل أفضل من الأنبياء وأولو العزم من الرسل أفضل ممن سواهم ، وأولو العزم من الرسل هم الخمسة الذين ذكرهم الله _ تعالى – في آيتين من القران، الآية الأولى : في سورة الأحزاب : ( واذ أخدنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) ؛ محمد عليه الصلاة والسلام ؛ ونوح ؛ وابراهيم ، وموسى ن وعيسى ابن مريم.
الآية الثانية : في سورة الشورى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ) فهولاء الخمسة وهم أفضل ممن سواهم .
وأما قوله تعالى عن المؤمنين : (كل آمن بالله وملأئكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله ) فالمعنى لانفرق بينهم في الايمان بل نؤمن أن كلهم رسل من عند الله حقا وأنهم ما كذبوا فهم صادقون مصدقون وهذا معنى قوله : ( لا نفرق بين أحد من رسله ) اي في الايمان بل نؤمن أن كلهم عليهم الصلاة والسلام رسل من عند الله حقا .
لكن في الايمان المتضمن للاتباع هذا يكون لمن بعد الرسول عليه الصلاة والسلام خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام , لأنه صلى الله عليه وسلم هو المتبع , لأن شريعته نسخت ما سواها من الشرائع وبهذا نعلم أن الايمان يكون للجميع كلهم نؤمن بهم وأنهم رسل الله حقا وأن شريعته التي جاء بها حق , وأما بعد أن بعث الرسول عليه الصلاة والسلام فاءن جميع الأديان السابقة نسخت بشريعته عليه الصلاة والسلام وصار الواجب على جميع الناس أن ينصروا محمدا عليه الصلاة والسلام وحده . ولقد نسخ الله _ تعالى _ بحكمته جميع الأديان سوى دين الرسول عليه الصلاة والسلام , ولهذا قال الله تعالى : ( قل يا أيها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لااله الاهو يحي ويميت فآ منوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ) الاعراف 158 , فكانت الأديان سوى دين الرسول عليه الصلاة والسلام كلها منسوخة لكن الايمان بالرسل وأنهم حق هذا أمر لابد منه
والله ولي التوفيق
الشيخ محمد بن عثيمين (رحمه الله )
السلفيه
12-12-2003, 12:37 PM
مرحبا بالعضوه الجديده .....
وبارك الله فيك......
ونتمنى المزيد من المشاركات
الكاسر
12-12-2003, 12:51 PM
بارك الله فيك اختي وجزاك الباري خيرا ونتمنى المزيد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جز الله الاخت الناقلة خير الجزاء وساقوم بمساعدتها في نقل بعض هذه الشبه التي اجاب عليها العلماء...
قوله عز وجل{ ان الله لا يغفر ان يشرك به..}
وقوله عز وجل {واني لغفار لمن تاب وآمن..}
س: يقول تعالى: { ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }النساء 116
ويقول ايضا: {واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} طه 82
هل بين الايتين تعارض؟ وما المراد بقوله: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}؟
ج: ليس بينهما تعارض ، فالاية الاولى في حق من مات على الشرك ولم يتب ، فانه لا يغفر له ومأواه النار ، كما قال سبحانه وتعالى: { انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار}المائدة 72 وقال عز وجل: { ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون } الانعام 88 والايات في هذا المعنى كثيرة .
اما الاية الثانية وهي قوله سبحانه وتعالى: {واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى } فهي في حق التائبين ، وهكذا قوله سبحانه وتعالى: {قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم}الزمر 53 ، اجمع العماء على ان هذه الاية في التائبين ، واما قوله سبحانه وتعالى {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، فهي في حق من مات على ما دون الشرك من المعاصي غير تائب فان امره الى الله ان شاء غفر له وان شاء عذبه، وان عذبه فانه لا يخلد في النار خلود الكفار كما تقول الخواج والمعتزلة ومن سلك سبيلهما ، بل لابد ان يخرج من النار بعد التطهير والتمحيص كما دلت على ذلك الاحاديث المتواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة والله ولي التوفيق....
الشيخ عبدالعزيز بن باز( رحمه الله)
الأثرية
12-13-2003, 07:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله عزوجل : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )
قوله صلى الله عليه وسلم : ( بأن والديه في النار )
س : يقول السائل : قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} الاسراء 15، وقد ورد في بعض الاحاديث ان الرسول صلى الله عليه وسلم اخبر ان والديه في النار .
السؤال: الم يكونا من اهل الفترة وان القران صريح بانهم ناجون؟ افيدونا افادكم الله ؟
ج: اهل الفترة ليس في القران ما يدل على انهم ناجون او هالكون انما قال الله عز وجل: { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} ، فالله سبحانه من كمال عدله الا يعذب احدا الا بعد ان يبعث اليه رسولا ، فمن لم تبلغه الدعوة فليس بمعذب حتى تقام عليه الحجة وقد اخبر سبحانه وتعالى انه لا يعذبهم الا بعد اقامة الحجة، والحجة قد تقوم عليهم يوم القيامة، كما جاءت السنة بان اهل الفترات يمتحنون ذلك اليوم ، فمن اجاب وامتثل نجا ومن عصى دخل النار.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: " ان ابي واباك في النار" لما سال رجل عن ابيه قال صلى الله عليه وسلم: " ان اباك في النار، فلما راى ما في وجهه من التغيير قال: " ان ابي واباك في النار". اخرجه مسلم في صحيحه. وانما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ليتسلى به، ويعلم ان الحكم ليس خاصا بابيه ، ولعل هذين بلغتهم الحجة اعني ابا الرجل وابا النبي صلى الله عليه وسلم فلهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " ان ابي واباك في النار"، قالهما عن علم عليه الصلاة والسلام ، لانه لا ينطق عن الهوى، قال الله سبحانه وتعالى: {والنجم اذا هوى* ما ضل صاحبكم وما غوى* وما ينطق عن الهوى* ان هو الا وحي يوحى}، النجم 1-4 .
فلعل عبدالله بن عبدالمطلب والد النبي قد قامت عليه الحجة لما قال في حقه النبي صلى الله عليه وسلم ما قال، وكان علم ذلك مما عرفته قريش من دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام، فانها كانت على ملة ابراهيم حتى احدث ما احدث عمرو بن لحي الخزاعي ، حين تولى مكة وسرى في الناس ما احدثه عمرو المذكور ، من بث الاصنام والدعوة الى عبادتها من دون الله، فلعل عبدالله قد بلغه ما يدل على ان هذا باطل ، وهوما سارت عليه قريش من عبادة الاصنام فتابعهم في باطلهم ، فلهذا قامت عليه الحجة.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " رايت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار لانه اول من سيب السوائب، وغير دين ابراهيم". ومن هذا ما جاء في الحديث انه صلى الله عليه وسلم: "استاذن ان يستغفر لامه فلم ياذن له، فاستاذن ان يزورها فاذن له". اخرجه مسلم في صحيحه ، فلعله بلغها ما تقوم به الحجة عليها –من بطلان دين قريش- كما بلغ زوجها عبدالله فلهذا نُهى صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لها.
ويمكن ان يقال ان اهل الجاهلية يعاملون معاملة الكفرة في الدنيا، فلا يدعى لهم ولا يستغفر لهم ، لانهم يعملون اعمال الكفرة فيعاملون معاملتهم وامرهم الى الله في الاخرة.
فالذي لم تقم عليه الحجة في الدنيا لا يعذب حتى يمتحن يوم القيامة لان الله سبحانه وتعالى قال: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، فكل من كان في فترة لم تبلغهم دعوة نبي فانهم يمتحنون يوم القيامة فان اجابوا صاروا الى الجنة، وان عصوا صاروا الى النار.
وهكذا الشيخ الهرم الذي ما بلغته الدعوة، والمجانين الذين ما بلغتهم الدعوة واشباههم كاطفال الكفار ، لان الرسول صلى الله عليه وسلم لما سال عنهم قال: "الله اعلم بما كانوا عاملين"، فاولاد الكفار يمتحنون يوم القيامة كاهل الفترة ، فان اجابوا جوابا صحيحا نجوا والا صاروا مع الهالكين ، وقال جمع من اهل العلم: ان اطفال الكفار من الناجين، لكونهم ماتوا على الفطرة، ولان النبي صلى الله عليه وسلم رآهم حين دخل الجنة في روضة مع ابراهيم عليه الصلاة والسلام هم واطفال مسلمين.
وهذا قول قوي لوضوح دليله ، اما اطفال المسلمين فهم من اهل الجنة باجماع اهل السنة والجماعة، والله اعلم واحكم.
الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
الأثرية
12-14-2003, 04:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لم تقبل له صلاة أربعين يوما )
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )
س : كيف نجمع بين الحديثين : ( من اتى عرافا فسأله عن شىء لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) وكذلك الحديث : ( من اتى عرافا أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم )، هل التصديق يستمر مع الشخص أم ينقطع ، بحيث أنه صدقه في هذه اللحظه أم استمرارية التصديق يعني سأله شخص فدله وهكذا . . . ؟
ج : أما لفظ الحديث الأول : فليس فيه ( صدقه ) : ( من أتى عرافا فسأله عن شىء لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) وليس فيه التصديق .
أما الثاني : ففيه التصديق ووجه كفره لما أنزل على محمد ، أنه اذا استقر في نفسه أن هذا صادق وهو أمر غيبي مستقبل، فان ذلك يتضمن الكفر بقوله تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب الا الله} والتصديق يكفي ان يصدقه في أول الأمر، وليس معناه أنه ينتظر حتى يصدقه الواقع، أو لا يصدقه إنه إذا انتظر وقال سأنظر: هل يقع ما قال أو لا يقع، فهذا لم يصدقه في الواقع، لكن لا يقبل له صلا ة أربعين يوما، فالتصديق أن يطمئن إلى قوله، ويرى أنه الحق وأنه واقع أما أن يقول سأنظر إن كان صادقا أم كاذبا فهذا لم يصدقه كذلك أيضا لو أتى كاهنا أو عرافا فسأله لينظر كذبه، فإن هذا لا بأس به.
فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد الذي يدعي أنه يعلم الغيب سأله عن شيء أضمره له النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه كاملا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "اخسأ فلن تعدو قدرك".
والله ولي التوفيق.
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
قوله صلى الله عليه وسلم: "كلتا يدي ربي يمين مباركة"
الاحاديث التي فيها: تسمية يد الله تعالى شمالاً][line]
س: سألت الشيخ عن وجه الجمع بين الأحاديث التي فيها تسمية يد الله تعالى الأخرى شمالاً، وحديث كلتا يدي ربي يمين مباركة؟
ج: فقال الشيخ-رحمه الله-: "حديث كلتا يدي ربي يمين" من باب التغليب لنفي الضعف عن يده تعالى الأخرى، لأن عادة بني آدم أن تكون يده اليمنى أقوى من يده الشمال والله تعالى منزه عن ذلك وفي مثل هذه الأحاديث التي تحتاج إلى الجمع خاصة في العقائد يرجع إلى كتاب تأويل مختلف الحديث للإمام ابن قتيبة وكذلك من الكتب القيمة في هذا الموضوع كتاب "مشكلات الحديث" لعبدالله القصيمي ، وكان تأليفه لهذا الكتاب قبل مروقه وتلاعبه بالدين.
والله ولي التوفيق.
الشيخ عبدالرزاق العفيفي "رحمه الله"
الكاسر
12-14-2003, 10:00 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك
الأثرية
12-15-2003, 05:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( تفسير الايمان : بأن تؤمن بالله ... )
( تفسيره في حين آخر : بشهادة أن لااله ... )
س : كيف نجمع بين حديث جبريل الذي فسر فيه النبي صلى الله عليه وسلم الايمان : ( بأن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بألقدر خيره وشره ) . وحديث وفد عبد القيس الذي فسر فيه النبي صلى الله عليه وسلم الايمان ( بشهادة أن لااله الاالله وحده لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وأداء الخمس من الغنيمة"؟
ج: قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أقول إن الكتاب والسنة ليس بينهما تعارض أبداً، فليس في القرآن ما يناقض بعضه بعضاً وليس في السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يناقض بعضه بعضاً وليس في القرآن ولا في السنة ما يناقض الواقع أبداً، لأن الوقع واقع حق، والكتاب والسنة حق، ولا يمكن التناقض في الحق، وإذا فهمت هذه القاعدة انحّلت عنك إشكالات كثيرة.
قال تعالى{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} النساء:82 فإذا كان الأمر كذلك فأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن تتناقض فإذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم، الإيمان بتفسير، وفسره في موضع آخر بتفسير آخر يعارض في نظرك التفسير الأول، فإنك أذا تأملت لم تجد معارضة: ففي حديث جبريل، عليه الصلاة والسلام، قسّم النبي صلى الله عليه وسلم، الدين إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الإسلام.
القسم الثاني: الإيمان.
القسم الثالث: الإحسان.
وفي حديث وفد عبدالقيس لم يذكر إلاّ قسماً واحداً وهو الإسلام. فالإسلام عند الإطلاق يدخل فيه الإيمان لأنه لا يمكن أن يقوم بشعائر الإسلام إلاّ من كان مؤمناً فإذا ذكر الإسلام وحده شمل الإيمان، وإذا ذكر الإيمان وحده شمل الإسلام، وإذا ذكرا جميعاً صار الإيمان يتعلق بالقلوب، والإسلام يتعلق بالجوارح، وهذه فائدة مهمة لطالب العلم فالإسلام أذا ذكر وحده دخل فيه الإيمان قال الله تعالى: {إنّ الدين عند الله الإسلام} ال عمران 19 .
ومن المعلوم أن دين الإسلام عقيدة وإيمان وشرائع، وإذا ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، وإذا ذكرا جميعاً صار الإيمان ما يتعلق بالقلوب والإسلام ما يتعلق بالجوارح، ولهذا قال بعض السلف : "الإسلام علانية، والإيمان سر". لأنه في القلب، ولذلك ربما تجد منافقاً يصلي ويتصدق ويصوم فهذا مسلم ظاهراً غير مؤمن كما قال تعالى: {ومن النّاس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} البقرة 8.
والله ولي التوفيق
الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله
الأثرية
12-16-2003, 06:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
( كيف كان يتقاتل الصحبة رضى الله عنهم فيما بينهم )
قوله صلى الله عليه وسلم : ( اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار )
س : فضيلة الشيخ ـ حفظك الله ـ أنا مدرس لمادة التاريخ ونتناول في مادة التاريخ في منهج الصف الأول المتوسط معركتي صفين والجمل ونواجه بعض الأسئلة من الطلاب ( كيف يتقاتل ا لصحابة فيما بينهم )
وكذلك يوردون علينا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ) .
فما هو موقفنا في هذه الحالة ؟
ج : موقفنا في هذه الحالة أن نقف كما يقف أهل السنة وا لجماعة نحو ما شجر بين الصحابة ، وهو أن نقول : هذه دماء طهر الله سوفنا منها فلنطهر ألسنتنا منها ، وفي ذلك يقول الناظم :
ونسكت عن حرب الصحابة فالذي
جرى بينهم كان اجتهادا مجردا
فهم مجتهدون وليس كل مجتهد مصيبا ، فالا نسان قد يجتهد ويخطىء فهذا الاجتهاد الذي وقع منهم لاشك أنه وقع عن خطأ والخطأ صدر عن اجتهاد فانه مغفور ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، فأن أخطأ فله أجر ) فالجواب اذا جاءنا سؤال من الطالب :
كيف يكون هذا من الصحابة ؟
أن نقول : الله أعلم . ا لواجب أن نكف أ لسنتنا عن ذلك ولا نسأل : ونقول : كل منهم مجتهد , فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد .
والله ولي التوفيق
( الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله )
الأثرية
12-16-2003, 07:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( الأحاديث جاءت بكفر تارك الصلاة )
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أقوام يدخلون الجنة ولم يسجدوا لله سجدة )
س : فضيلة الشيخ ـ أثابك الله ـ كيف التوفيق بين قوله صلى الله عليه وسلم : ( في أقوام يدخلون الجنة ولم يسجدوا لله سجدة )
ج : يحمل قوله صلى الله عليه وسلم : ( انهم يدخلون الجنة ولم يسجدوا لله سجدة ) على أناس يجهلون وجوب الصلاة ، كما لو كانوا في بلاد بعيدة عن الاسلام أو في بادية لا تسمع عن الصلاة شيئا ، ويحمل على من ماتوا فور اسلامهم دون أن يسجدوا لله سجدة وانما قلنا بذلك لأن هذا الحديث الذي ذكرت من الأحاديث المتشابهة وأحاديث ( كفر تارك الصلاة ) من الأحاديث المحكمة البينة ، والواجب على المؤمن في الاستدلال بالقرآن أو السنة أن يحمل المتشابه على المحكم ، واتباع المتشابه واطراح المحكم طريقة من في قلوبهم زيغ والعياذ بالله .
كما قال تعالى : ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) ال عمران 7
ولعله بلغك قصة أصيرم بني عبد الاشهل ، الذي خرج الى احد وقتل فوجده قومه في آخر رمق وقالوا : يا فلان ما الذي جاء بك أحدب على قومك أم رغبة في الاسلام ؟
قال : بل رغبة في الاسلام آمنت بالله ورسوله ، فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( انه لمن أهل الجنة ) مع أن الرجل ما سجد الله سجدة ، لكنه من الله عليه بحسن الخاتمة ، نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
الأثرية
12-17-2003, 04:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله عزوجل : ( قل لن يصيبنا الاما كتب الله لنا )
قوله عزوجل : ( ما أصابك من سيئة فمن نفسك )
س : قال تعال : ( قل لن يصيبنا الاما كتب الله لنا ) التوبة 51
هل ما يصيبنا من شر قد كتبه الله لنا ؟ واذا كان الجواب بنعم ما معنى قوله تعالى : ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) النساء 79 .
]ج : جميع ما يفعله العباد من حسنات وسيئات كله بقدر كما قال عزوجل :
( انا كل شيء خلقناه بقدر ) القمر 49 ،
: وقال سبحانه وتعالى : ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا )
وقال سبحانه وتعالى : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل نبرأها ) احديد 22
ومع ذلك فالحسنات من فضل الله لأنه هو الذي كتبها ووفق العبد لفعلها فله الحمد على ذلك ، وأما السيئات فهي بقدر الله وأسبابها أفعال العباد ومعاصيهم كما قال عزوجل ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) الشورى 30 . [وقال عزوجل : ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد 11.
وهو سبحانه قدر الحسنات والسيئات ، ووفق العبد لفعل الحسنات ولم يوفق العصاة لترك السيئات لحكمة بالغة وأسباب يحدثها العباد ، وهو سبحانه المحمود على كل حال لكمال حكمته وعدله .
والله ولي التوفيق
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
الأثرية
12-18-2003, 12:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( القول : " الله ورسوله أعلم " )
( القول : " ما شاء الله وشئت " )
س : سئل فضيلة الشيخ : كيف نجمع بين قول الصحابة ( الله ورسوله أعلم) بالعطف بالواو واقرارهم على
ذلك وانكاره صلى الله عليه وسلم على من قال : ( ماشاء الله وشئت ) ؟
ج : فأجاب بقوله : قوله : ( الله وسوله أعلم ) جائز ، وذلك لأن علم الرسول صلى الله عليه وسلم من علم الله ، فالله ـ تعالى ـ هو الذي يعلمه ما لا يدركه البشر ولهذا أتى بالواو .
وكذلك في المسائل الشرعية يقال : ( الله ورسوله أعلم )
لأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بشرعية الله ، وعلمه بها من علم الله الذي علمه كما قال سبحانه وتعالى : ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم ) النساء 113 ، وليس هذا كقوله : ( ما شاء الله وشئت ) لأن هذا في باب القدرة والمشيئة ، ولايمكن أن يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مشاركا لله فيها .
ففي الأمور الشرعية يقال : ( الله ورسوله أعلم ) وفي الأمور الكونية لا يقال ذلك .
ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب الآن على بعض الأعمال ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ) التوبة 105
الأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يرى العمل بعد موته .
والله ولي اتوفيق
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
الأثرية
12-28-2003, 07:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( التبرك بريق أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم )
س : سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين عن الفتوى رقم (46) من كتاب الفتاوى ص (107، 1018 ) ، أن التبرك بريق أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم حرام ونوع من الشرك باستثناء الرقية بالقرآن حيث ان هذا يشكل مع ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية : ( بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا باذن الله ) فنرجو من فضيلتكم التكرم بالتوضيح ؟
ج : فأجاب بقوله : ذكر بعض العلماء أن هذا مخصوص برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبأرض المدينة فقط وعلى هذا فلا اشكال ولكن رأي الجمهور أن هذا ليس خاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا بأرض المدينة بل هو عام في كل راق وفي كل أرض ولكنه ليس من باب التبرك بالريق المجردة بل هو ريق مصحوب برقية وتربة للاستشفاء وليس لمجرد التبرك ، وجوابنا في الفتوى السابقة هو التبرك المحض بالريق وعليه فلا اشكال لاختلاف الصورتين
ا لشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
أم جود
04-02-2006, 12:49 PM
بارك الله فيك واحسن الله اليك
Powered by vBulletin® Version 4.1.12 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir