المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لبس ما فيه تصاوير وما أسبل تحت الكعبين


كيف حالك ؟

هادي بن علي
05-14-2006, 08:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قالها ثلاثاً فقال أبو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكذاب فالمسبل هو الذي يجر ثيابه خيلاء والمنان هو الذي يمن بما أعطى والمنفق سلعته بالحلف الكاذب هو الذي يحلف على سلعه كاذباً فيها ) ليس هذا خبراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هذا خبراً مجردا ولكنه خبرٌ يضع على رقابكم وأكتافكم المسؤولية وسوف تسألون عن ذلك يوم القيامة سوف يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين قال الشيخ العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله {فقد قال الله تعالى (يا بني أدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ) في هذه الآية الكريمة بين الله تعالى ما من به على عباده حيث أنزل عليهم ثلاثة أنواع من الألبسة نوعان حسيان ونوع معنوي أما النوعان الحسيان فهما لباس ضروري يواري الإنسان به عورته يكسوا به بدنه لا بد له منه ولباس ريش ويقال رياش وهو لباس الجمال والزينة الزائد عن اللباس الضروري وأما النوع المعنوي فهو لباس التقوى تقوى الله عز وجل بامتثال أمره واجتناب نهيه وهذا اللباس خير من النوعين الحسيين ذلك لأنه يواري سوءة الإنسان في الدنيا والآخرة ولأنه لا يكون إلا لأولياء الله أما النوعان الحس الحسيان فيكونان لأولياء الله ولأعداء الله يقول الله عز وجل (ومن يتقى الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ( ومن يتقى الله يجعل له من أمره يسرا ذلك أمر الله أنزله إليكم ) (ومن يتقى الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا) أيها الناس يا بني أدم إن هذا اللباس هو الزينة التي أخرج الله لعباده وأحلها لهم وأنكر على من يحرمها بدون برهان فقال تعالى (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا خالصةٌ يوم القيامة) إن في إضافة هذه الزينة إلى الله ووصفها بأنه الذي أخرجها لهم لأكبر برهان على أنه ليس من حقنا أن نتحكم بهذه الزينة في تحليل أو تحريم وإنما حكمها إلى الله وحده لأنه الذي أخرجها لعباده وحده وليس من حقنا كذلك أن نستعملها كما نشاء وإنما نستعملها على الوجه الذي حدد لنا بدون تعب (تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعدى حدود الله فأولئك هم الظالمون) لقد حدد الله لنا استعمال هذا اللباس نوعاً وكيفا حلاً وحرما لأن لا نتجاوز لأن لا نتجاوز إلى حد لا يليق بنا أما الحل فإن الحلال من هذا اللباس هو الأصل لأن الله يقول (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) واللباس مما خلق الله لنا في الأرض فهو حل لنا حتى يقوم دليل على تحريمه ولهذا كان الحلال من اللباس أكثر بكثير من المحرم وأما المحرم منه فهو قليل بالنسبة إلى الحلال لأن عطاء الله سبحانه أوسع من منعه ولا يمنع إلا لحكمة بالغة اقتضت المنع فمن اللباس المحرم لباس الصور ولباس ما فيه صورة لأن عائشة رضي الله عنها اشترت نمرقه ، والنمرقة الوسادة أو المخدة وكان فيها تصاوير فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآها قام على الباب ولم يدخل قالت فعرفت في وجهه الكراهية فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بال هذه النمرقة فقلت اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة فيقال لهم أحيوا ما خلقتم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة رواه البخاري ومسلم النبي صلى الله عليه وسلم قام على الباب ولم يدخل لأن في البيت مخدة فيها صورة وظهرت كراهية ذلك على ملامح وجهه حتى أعلنت أم المؤمنين عائشة التوبة من أجل ما رأت في وجهه ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم من يتخذون الصور في ملابسهم فيلبسون الصور أو يلبسون ما فيه الصور نعم إن أعداء الإسلام أعدائنا في الحقيقة غذونا بفتنة هذه الصور فأتونا بها من كل فج ورمونا بها من كل ناحية وضعوا هذه الصور في ملابسنا فكانت في بعض الأقمشة صور الحيوانات الكبيرة أو الصغيرة بالتلوين تارة وبوضع قصاصات أو مطاط على صورة حيوان تارة وتجدون ذلك ظاهراً في الألبسة الجاهزة وصنعوا لنا حلياً من الذهب على صورة الحيوانات إما على صورة فراشة أو سمكة لنلبسه فتفارقنا الملائكة بلبسه صنعوا لنا ذلك كله وأكثروا علينا ليهون علينا أمره ولننسى أمر الله ورسوله فيه أو نتهاون في أمر الله ورسوله وإن لباس هذه المصورات محرم وبيعها وشرائها محرم لأنه إعانة على الإثم وقد الله تعالى (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله أن الله شديد العقاب ) وكما لا يجوز للمسلم أن يلبس الصورة أو لباس فيه صورة فإنه لا يجوز له أن يلبس ذلك صبيه الصغير ذكراً كان أو أنثى والخلاصة من ذلك إذا كان عند الإنسان الآن أن يقطع رأسها إن كانت حلياً أما إن كانت في قماش فإن كانت ملصقة إلصاقاً قلعها أو قلع رأسها وإن كانت مرسومة باللون وضع على الرأس لوناً يطمسه وفي صحيح مسلمٌ عن أبي الهياش الأسدي أن علي أبن أبي طالب رضي الله عنه قال :ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته ومن المحرم أيضاً ما يحرم على الرجال خاصة وهو أن يلبس الرجل ما نزل عن الكعبين من سراويل أو قميص أو مشلح أو غيرها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ما أسبل من الكعبين من الإزار ففي النار رواه البخاري وقال أبن عمر رضي الله عنهما ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص فلا يحل للرجل أن ينزل شيئاً من ثيابه أسفل من الكعبين لأن النبي صلى الله عليه وسلم توعد على ذلك بالنار ولا وعيد إلا على فعل محرم بل أن أهل العلم يقولون ما فيه وعيد في الآخرة فهو من كبائر الذنوب وهذا أمرٌ لا شك فيه لا سيما مع الإصرار عليه ولقد ظن بعض الناس أن هذا الحديث في من نزل ثيابه خيلاء والخيلاء أن يتخيل الشخص لنفسه في منزلةً عالية فيتعاظم في نفسه ويعجب بها أقول ظن بعض الناس أن هذا الحديث في من نزل ثيابه خيلاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه فأراد أن يحمل ذاك المطلق على هذا المقيد ولكن هذا ليس بصحيح أولاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بينهما فيما رواه مالك وأبو داؤود والنسائي بإسناد صحيح عن أبي سعيد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أزرة المؤمن إلى نصف ساقين لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار ومن جرى إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة ثانياً أن الوعيد فيهما مختلف وسببه مختلف فالوعيد في من جرى ثوبه خيلاء أن الله لا ينظر إليه والوعيد في من نزل ثوبه عن كعبيه إنما نزل في النار والعقوبة هنا حسية والعقوبة الأولى أن الله لا ينظر إليه وهو أعظم من تعذيب من تعذيب جزءٍ من بدنه بالنار وأما السبب فمختلف أيضا فأحدهما أنزله إلى أسفل من الكعبين والثاني جره خيلاء وهذا أعظم ولذلك كانت عقوبته أعظم وقد قال علماء أصول الفقه أنه إذا أختلف السبب والحكم في الدليلين لم يحمل أحدهما على الآخر وعلى هذا فلا يحل لرجل أن ينزل شيئاً من ثيابه تحت الكعبين سواء كان ذلك سراويل أم قميصاً أم مشلحاً أم غيرها فإن فعل فعقوبته أن يعذب موضع النازل بالنار ولا يحل له أن يجر شيئاً من ذلك خيلاء فإن فعل فعقوبته أن الله لا ينظر أليه يوم القيامة بل في بل في صحيح مسلم عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قالها ثلاثاً فقال أبو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكذاب فالمسبل هو الذي يجر ثيابه خيلاء والمنان هو الذي يمن بما أعطى والمنفق سلعته بالحلف الكاذب هو الذي يحلف على سلعه كاذباً فيها ودخل شاب من الأنصار على عمر بن الخطاب رضي الله عنه يثني عليه مع الناس حين طعن فلما أدبر الشاب إذا إزاره يمس الأرض فقال عمر ردوا علي الغلام فردوه عليه فقال يا ابن أخي أرفع ثوبك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك قاله عمر رضي الله عنه وهو قد طعن والدم ينزف عن جرحه لم ينسه لم تنسه هذه الحال أن يقوم النصيحة لله ولعباد الله وبين رضي الله عنه أن في رفع الثوب فائدتين أولهما ابقاء الثوب حيث لا تدرك الأرض أسفله وثانيهما تقوى الله عز وجل (ولباس التقوى ذلك خير) قد يقول بعض المتهورين أنا لا أبالي بثوبي إذا تلف أسفله فنقول له إذا كنت لا تبالي بتلف ثوبك فهل لا تبالي أيضاً إذا أضعت تقوى الله واستعنت بنعمه على معاصيه فانقلبت نعم الله عليك نغما وصارت المتعة بعد ذلك ألما فاتقوا الله عباد الله وإياكم ومحقرات الذنوب فأن هذه المحقرات في أعينكم تتابع وتترا حتى تكون كبائر والكبائر بدير الكفر اللهم اعصمنا من الذلل وتب علينا مما وقع من الخطأ

12d8c7a34f47c2e9d3==