المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرق إنفاق المال


كيف حالك ؟

قاسم علي
05-10-2006, 06:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا أقرع والشجاع الأقرع هي الحية الخالي رأسها من الشعر لكثرة سمها مثل له شجاع اقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه يقول أنا مالك أنا كنزك) رواه البخاري وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها الا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فاحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى دين العباد) رواه مسلم انه والله لا يحمى على الذهب والفضة في نار كنار الدنيا وانما يحمى عليها في نار جهنم تلك النار التي هي أعظم من نار الدنيا كلها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه إذا أحمى عليها لا يكوى بها طرف من الجسم متطرف وانما يكوى بها الجسم من كل ناحية تكوى الجباه من الإمام والجنوب من الجوانب والظهور من الخلف إن هذه الأمة الإسلامية يجب أن يكون عملها موحدا حسب شريعة الله ويجب أن تكون متفقة في ظاهرها وباطنها مؤتلفة القلوب والألسن حتى تمثل ما أمر الله به من الاجتماع على الحق وعدم التفرق فيه فان الله تعالى يقول ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )
قال الشيخ العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله {أيها المسلمون إنكم مسؤولون عن إنفاق مالكم لا تنفقوه فيما حرم الله ولا تنفقوه في أمر لا يعود عليكم بالمصلحة الدينية أو الدنيوية أنفقوه فيما يقربكم إلى الله وفيما ينفع عباد الله أنفقوه في طرق الخير وإن من ذلك أن يتصدق الإنسان بماله صدقةً منجّزة على الفقراء والأقارب فيملكونها ويتصرفون فيها تصرف المالك في ملكه وذلك من أفضل الأعمال وأربح التجارة واستمعوا لما نزل قول الله عز وجل (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ )(آل عمران: من الآية92) جاء أبو طلحة رضي الله عنه وكان له حديقةً قبلتها مسجد النبي صلى الله عليه وسلم تسمى بيرحى وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيب فقال يا رسول الله إن الله أنزل هذه الآية (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ )(آل عمران: من الآية92) وإن أحب مالي إلي بيرحى وإنها صدقةٌ لله أرجو برها وزخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم (بخٍ بخٍ ذاك مال الرابح ذاك مال الرابح وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين) فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ومن إنفاق المال في طرق الخير أن يصرفه الإنسان في بناء المساجد والمشاركة فيها فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة) فالمساجد يصلي فيها المسلمون ويأوي إليها المحتاجون ويذكر فيها اسم الله بتلاوة كتابه وسنة رسوله والفقه في دينه وفي كل ذلك أجرٌ لبانيها والمشارك فيها ومن إنفاق المال في طرق الخير أن ينفقه الإنسان في طبع الكتب النافعة والنشرات الهادفة وأن يصرفه في تعليم القرآن وتعلمه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ومن إنفاق المال في طرق الخير أن ينفقه الإنسان في المصالح العامة كإصلاح الطرق المحتاجة إلى إصلاح وتأمين المياه فإن الصحابة رضي الله عنهم حين قدموا المدينة كان فيها بئرٌ تسمى بئر رومه لا يحصّلون الماء إلا منها ولا يحصّلونه إلا بثمن فاشتراها عثمان رضي الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم (من حفر رومه فله الجنة) فحفرها عثمان رضي الله عنه ومن إنفاق المال في طرق الخير أن يحدسه الإنسان أي يسبله ويصرف غلته فيما يقرب إلى الله ففي الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصاب أرضاً بخيبر لم يصب مالاً أنفس عنده منها فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستشيره فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم (تصدق بأصله لا يباع ولا يوهب ولا يؤرث ولكن ينفق ثمره) أخرجه البخاري وللنسائي (أحبس أصلها وسبّل ثمرتها) فتصدق به عمر رضي الله عنه تصدق بهذه الأرض في سبيل الله وفي الرقاب والمساكين والضيف وابن السبيل وذي القربى فإذا سبّل الإنسان ملكه صار وقفاً محبوساً لا يباع ولا يوهب ولا يؤرث وإنما يصرف فيما جعله الواقف فيه ما لم يكن إثما والمقصود بالوقف أمران عظيمان أولاهما التقرب إلى الله عز وجل وابتغاء الأجر والثواب منه ببذل غلة الوقف فيما يرضيه وثانيهما نفع الموقوف عليهم والإحسان إليهم وإذا كان المقصود به التقرب فإنه لا يجوز الوقف إذا كان فيه معصيةٌ لله ورسوله إذ لا يتقرب إلى الله إلا بطاعته فلا يجوز للإنسان أن يوقف على بعض أولاده دون بعض لأن الله أمر بالعدل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَان)(النحل: من الآية90) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) والوقف على بعض الأولاد دون بعضٍ منافٍ للعدل اللهم إلا أن يكون التخصيص بصفة استحقاق فتوجد في أحدهم دون الآخر مثل أن يوقف على الفقير من أولاده أو على طالب العلم منهم فلا بأس فإذا وقّفه على الفقير منهم فلا حظ فيه للغني حال غناه وإذا وقّفه على طالب العلم فلا حظ لغير طالب العلم حال تخليه عن الطلب ولا يجوز للإنسان لا يجوز أن يوقف شيئاً من ماله وعليه دينٌ لا وفاء له ولا يجوز للإنسان أن يوقف شيئاً من ماله وعليه دينٌ لا وفاء له حتى يوفي دينه لأن وقفه هذا إضرارٌ بقرينه والوقف صدقةٌ وتطوع ووفاء الدين أهم لأنه واجب ولا يجوز للإنسان أيضاً أن يوصي بوقف شيء بعد موته على بعض ورثه دون بعض لأن الله قسم المال بين الورثة وقال فريضة من الله وقال في الآية الثانية وصيةً من الله وبيّن أن ذلك من حدوده وتوعّد من تعداها وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله أعطى كل ذي حقٍ حقه فلا وصية لوارث) فإذا قال الإنسان أوصيت بداري وقفاً على ذريتي وله ورثةٌ غير الذرية كان ذلك خروجاً عن فريضة الله وإخلالاً بوصية الله وتعدياً لحدود الله ومعصيةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيها المسلمون وإذا كان المقصود بالوقف هو التقرب إلى الله عز وجل و نفع الموقوف عليهم فالذي ينبغي أن ينظر الإنسان فيما هو أقرب إلى الله وأنفع لعباده ولينظر في النتائج المترتبة على وقفه وليتجنب ما يكون سبباً للعداوة والقطيعة وليعلم أنه إذا أنفق شيئاً في حياته و صحته كان خيراً وأفضل وأعظم أجرا لا سيما إذا كان في صالحٍ مستمر كبناء المساجد وإصلاح الطرق التي تحتاج إلى إصلاح وتأمين المياه وطبع الكتب النافعة أو شرائها وتوزيعها على من ينتفع بها وإعانةٌ على طلب العلم أو قراءة القرآن وتعليمه وإعانةٍ في زواج فقيرٍ يحصنه ويحصن زوجته وربما يولد بينهما صالحٌ ينفع المسلمين فهو مصلحةٌ وأجرٌ لمن أعانه زواجه ولو قدر أنه ولد بينهما فاسد لم يضر المعين شيئاً لأنه لم يعنه من أجل طلب مثل هذا الولد وفي صحيح مسلم أن رجلاً قال يا رسول الله أي الصدقة أفضل وفي لفظٍ أي الصدقة أعظم أجراً قال (أن تصدق وأنت صحيحٌ شحيح تخشى الفقر وتأمل البقاء ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلانٍ كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان) وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصدقة في حال الصحة أفضل لأنها صدقةٌ من شخصٍ يخاف الفقر ويأمل طول البقاء فهو شحيحٌ بالمال لذلك بخلاف من جعل تنفيذ المال بعد يأسه من الحياة وانتقال المال للوارث وقد تصدّق الله على عباده بثلث أموالهم يوصون بها بعد موتهم لأقاربهم غير الوارثين أو للفقراء أو لبناء المساجد أو غيرها من طرق الخير والبر

12d8c7a34f47c2e9d3==