المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد والإيضاح على ما اعترض على ابن الصلاح رحمه الله


كيف حالك ؟

الاموي
05-06-2006, 12:30 AM
الحمد لله الذي ألهمنا رشدنا،وصحح مقصدنا،وحسن أعمالنا،ولطف بضعيفنا،وحمل منقطعنا،وأرسل ألطافه فاتصلت بنا،ووصل نعمه فرفع بها شأننا،واشتد بها بأسنا، وما شد سندنا،فمن وقف ببابه لا يعضل،ومن تمسك بسلسلة عزه فهو العزيز الذي لا يجهل،
ومن تغرب في محبته اشتهر،وعن التدليس انفصل، ومن تعلق بعنعنة الاعتبار والشواهد مع المتابعات والاندراج تحت القواعد فقد عاذ بالله من المنكر والاضطراب والعلل،ومن مقلوب الأعمال إلى الوضع والخلل،فنسأله القبول في القول والعمل.
وأشهد ألا إله ألا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغنا الأمل.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير مبعوث وأجل.
صلى الله عليه و على آله وصحبه صلاة دائمة بدوام الأزل .
أما بعد:فلما جمع الإمام الهمام عز المسلمين والإسلام،سلالة السلف الصلحاء و تذكار العرب العرباء، وارث علوم سيد المرسلين، زينة العلماء والمحدثين وشيخ الشيوخ الكاملين،المجتهد المطلق العلامة الرباني الحافظ تقي الدين أبي عمرو ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث ما تناثر في كتب المتقدمين ، من قواعد وأصول ،لمعرفة المردود من المقبول،عكف الأكابر من الأفاضل من العلماء المجتهدين القلائل،على مصنفه القيم ذاك،حين لم يبق من علم الحديث غير الرشق،فأفلت شموعه،ودرست دروبه،وكان من حق كل لبيب أن يصرف عمره فيه،فهو علم السلف ،ومن فضل غيره فقد صدف،وقد كان مصنفه أحسن أبدع،وأكثر فائدة وأنفع،حيث فتح مغلق كنوزه وحل مشكل رموزه.........
..................يتبع

الاموي
05-06-2006, 07:00 PM
وقد كان مصنفه أحسن أبدع،وأكثر فائدة وأنفع،حيث فتح مغلق كنوزه وحل مشكل رموزه.........
وما كان كتابه رحمه الله إلا تتمة لما سطره الأعلام من قبله في هذا الشأن،كمسلم في مقدمة صحيحه و الرامهرمزي مفردا إياه بمصنف، وكذلك الخطيب والحاكم،وقد عكف الناس على كتاب ابن الصلاح شرحا ونظما واختصارا،بل منهم من نظمه ثم شرحه كالحافظ العراقي في فتح المغيث بشرح ألفية الحديث،ومنهم من نكت عليه كالعراقي أيضا في التقييد،وتلميذه البارابن حجر في النكت على ابن الصلاح،واختصره ابن كثير وشرح مختصره ذلك الشيخ أحمد شاكر في الباعث الحثيث،وجاء الأبناسي برهان الدين وهو من أصحاب العراقي وشيوخ ابن حجر فكتب كتابه الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح،جمع فيه بين كتابي العراقي السالف ذكرهما،ولست أحصر من كانت له عناية بكتاب ابن الصلاح،لكن المراد الإشارة إلى عناية جماعة من الأكابر بكتابه هذا،أمثال النووي وابن كثير وابن حجر والأبناسي والعراقي رحمة الله عليهم.
ولما أنارت لي نفسي طريق البحث،وجاءتني همة المحاولة،استعنت بعد الله بالنية الصالحة الصادقة،لأصرف جهدي على التنكيت النكت المفيدة وتسطير الفوائد الرفيعة من كتابه القيم ذاك،وسميته(الرد والإيضاح على ما اعترض على ابن الصلاح رحمه الله في مقدمته) جمعت فيه ردود طائفة من العلماء على نقاط من كتاب ابن الصلاح وحاولت الرد بما تيسر لي من أقوال العلماء الذين انتصروا له رحمه الله ودافعوا عنه بدون تعصب أو تحزب،بل ردودهم كان قوامها الدليل والبرهان واتباع الحق،فأسأل الله أن ييسر لي عملي ويجعله خالصا لوجهه الكريم إنه سميع مجيب فاللهم يسر وأعن يا كريم..
1)-اعترض عليه رحمه الله في قوله في حد الصحيح هو:"المسند الذي يتصل إسناده إلخ"فإنه يدخل فيه المرسل فإن من يقبل المرسل لا يشترط إسناده.
وجوابه:هو أنه رحمه الله قال بعد ذلك:"وقد يختلفون في صحة بعض الأحاديث لكذا وكذا كما في المرسل".
2)-اعترض عليه رحمه الله بما أورده ابن دقيق العيد رحمه الله في"الإقتراح"أن سلامة الحديث من الشذوذ والعلةإنما اشترطه المحدثون،قال: وفيه نظر على مقتضى نظر الفقهاء فإن كثيرا من علل المحدثين لا تجري على أصول الفقهاء وشرط الحد أن يكون جامعا مانعا.
وجوابه:أن قول المصنف:"عند أهل الحديث"يخرج نظر الفقهاء،فتنبه.
3)-اعترض بعضهم على قوله:"وقد يختلفون في صحة بعض الأحاديث إلخ"قالوا:فيه نظر من حيث أن أحدا لم يذكر أن المعضل والشاذ والمنقطع صحيح.
وجوابه:بأن كلامه إنما هو في أوصاف القبول لا في الشاذ ونحوه،وأيضا:فمن يحتج بالمرسل لا يتقيد بكون التابعي أرسله ،بل لو أرسله أتباع التابعين احتج به،وهو عنده صحيح وإن كان معضلا،ومن يحتج بالمرسل يحتج بالمنقطع ،بل المرسل والمنقطع عند المتقدمين واحد، وقولهم:إن أحدا لم يذكرأن الشاذ صحيح فهو مردود بقول الخليلي في الإرشاد:"أن الشاذ ينقسم إلى صحيح ومردود".
.........يتبع

الاموي
05-11-2006, 12:09 AM
4)-اعترض عليه في قوله:"أول من صنف في الصحيح البخاري"فقالوا:أن مالكا متقدم بالتصنيف من البخاري.
وجوابه:أن مالكا وإن تقدم إلا أنه لم يفرد الصحيح و البخاري أفرده ،فإن في كتاب مالك المرسل والمنقطع والبلاغاتحتى قال ابن عبد البر في التمهيد عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره مالك بلاغا وهو قوله:بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : "إذا نشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة" فقال رحمه الله:كل بلاغات مالك في الموطأ مسندة إلا أربعة أحاديث فإنها لم توجد في شئ من كتب العلماء إلا في الموطأ، أو من نقلها منه كالشافعي في كتاب الاستسقاء عن إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا نشأت بحرية ثم استحالت شامية فهو أمطر لها".
والحديث الثاني قوله صلى الله عليه وسلم:"إني لأنسى أو أنسى لأسن".
والحديث الثالث قول معاذ رضي الله عنه :آخر ما وصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت رجلي في الغرز:"أن حسن خلقك للناس يا معاذ بن جبل".
والحديث الرابع أنه صلى الله عليه وسلم رأى أعمار الناس أو ما شاء الله منها،فكأنه تقاصر أعمار أمته فأعطاه الله ليلة القدر".
هكذا قال ابن عبد البر وتبعه السيوطي .
أقول بحمد الله أني وجدت من أئمة الحديث من وصل هذه الأحاديث التي عجز عنها ابن عبد البر وغيره والسيوطي تبعا له رحمة الله على الجميع،وهو العلامة الحافظ الأنماطي كما ذكر العلامة الأبناسي في الشذا الفياح،فالحديث الأول ذكره ابن ابي الدنيا متصلا في كتابه:المطر الرعد والبرق ،والحديث الثالث أخرجه ابن ابي الدنيا كذلك في كتابه:التقوى،والرابع أخرجه ابن منده متصلا،والحديث الثاني قال الأبناسي فيه:
قال الأنماطي:بحثت عنه فلم أظفر به غير أن بعض طلبة الحديث ذكر لي أنه وجده مسندا ولم يحضر ما يدل على قوله.انتهى.
قلت:قال الألباني - رحمه الله تعالى -:
( باطل لا أصل له .و قد أورده بهذا اللفظ الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 38 ) مجزوما بنسبته إليه صلى الله عليه وسلم فقال العراقي في " تخريجه " : ذكره مالك بلاغا بغير إسناد , و قال ابن عبد البر : لا يوجد في " الموطأ " إلا مرسلا لا إسناد له , و كذا قال
حمزة الكناني : إنه لم يرد من غير طريق مالك , و قال أبو طاهر الأنماطي : و قد طال بحثي عنه و سؤالي عنه للأئمة و الحفاظ فلم أظفر به و لا سمعت عن أحد أنه ظفر به , قال : و ادعى بعض طلبة الحديث أنه وقع له مسندا . قلت : فالعجب من ابن عبد البر كيف يورد الحديث في " التمهيد " جازما بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضع منه , فانظر ( 1 / 100 و 5 / 108 و 10 / 184 ) ? ! . قلت : الحديث في " الموطأ " ( 1 / 161 ) عن مالك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إني لأنسى أو أنسى لأسن " . فقول المعلق على " زاد المعاد " ( 1 / 286 ) , و إسناده منقطع ليس بصحيح بداهة لأنه كما ترى بلاغ لا إسناد له , و لذلك قال الحافظ فيما نقل الزرقاني في " شرح الموطأ " ( 1 / 205 ) : لا أصل له .و ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم لا ينسى بباعث البشرية و إنما ينسيه الله ليشرع , و على هذا فهو مخالف لما ثبت في " الصحيحين " و غيرهما من حديث ابن مسعود مرفوعا : " إنما أنا بشر أنسى كما تنسون , فإذا نسيت فذكروني " , و لا ينافي هذا أن يترتب على نسيانه صلى الله عليه وسلم حكم و فوائد من البيان و التعليم , و القصد أنه لا يجوز نفي النسيان الذي هو من طبيعة البشر عنه صلى الله عليه وسلم لهذا الحديث الباطل ! لمعارضته لهذا الحديث الصحيح ) . السلسلة الضعيفة: ( رقم: 101 ).

الاموي
05-11-2006, 12:19 AM
5)-اعترض عليه في قوله:"أن مسلما تلا البخاري في تصنيف الصحيح "وقالوا:أن مسلما بدأ التصنيف فيه قبل البخاري لقول أحمد بن سلمة:كنت مع مسلم في تأليف هذا الكتاب سنة خمس ومائتين (205هـ)فقالوا:فيكون متقدما على البخاري.
وجوابه أن المعترضين بهذا قد تصحفوا فأسقطوا ياء ونونا،وإنما هي خمسون ومائتان(250هـ) ويعرف ذلك بالتاريخ،فمولد مسلم سنة أربع ومائتين(204هـ)وتوفي سنة إحدى وستين ومائتين(261هـ)ومولد البخاري سنة أربع وتسعين ومائة(194هـ)وتوفي سنة ست وخمسين ومائتين(256هـ).
.......يتبع

الاموي
05-20-2006, 12:39 AM
6)-اعترض على ابن الصلاح رحمه الله جماعة في قوله:"وأما ما رويناه عن أبي علي النيسابوري أنه قال:ماتحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم:فهذا وقول من فضل من شيوخ المغرب كتاب مسلم على البخاري إن كان المراد به أن كتاب مسلم يترجح بأنه لم يمازجه غير الصحيح فإنه ليس فيه بعد الخطبة إلا الحديث الصحيح مسرودا غير ممزوج مثل كتاب البخاري"،فقالوا:أنه رحمه الله أقر من فضل مسلما على البخاري بأنه لم يمازجه بعد الخطبة غير الصحيح وهذا ليس جيدا،فقد مزجه بغيره كما في كتاب الصلاة بسنده إلى يحيى بن أبي كثير قال:"لا يستطاع العلم براحة الجسم".
وجوابه:أنه رحمه الله قصد أن هذا نادر في كتاب مسلم بخلاف البخاري.
7)-اعترض عليه الحافظ العراقي والحافظ العلامة الأبناسي في شريحهما على مقدمتة لما ذكر عدة أحاديث البخاري فقالا:ولم يذكر عدة أحاديث كتاب مسلم.انتهى
وجوابه:أن ابن الصلاح ذكر عدة صحيح مسلم في حاشية كتابه فسبحان من لا يسهو.
8)-اعترض عليه بعضهم في قول المصنف رحمه الله عن مستدرك الحاكم:"ويقاربه في حكمه صحيح ابن حبان"،بأنه رجح كتاب الحاكم على ابن حبان وهذا ليس بجيد،فقد قال الحازمي:ابن حبان أمكن في الحديث من الحاكم،وقال ابن كثير:ابن خزيمة وابن حبان إلتزما الصحة وهما خير من المستدرك بكثير وأنظف أسانيدا ومتونا.انتهى
وجوابه:أن ذلك ليس مراد المصنف بل أراد أن صحيح ابن حبان يقارب الحاكم في التساهل،فالحاكم أشد تساهلا منه،لا كما فهموا أن ابن حبان يقاربه في الصحة،فالحاكم أصح منه فهذا غير مراد المصنف رحمه الله.
9)-اعترض عليه في قوله:"روينا عن أبي سليمان الخطابي أنه قال:الحسن ما عرف مخرجه واشتهر رجاله وعليه مدار أكثر الحديث وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء"،فقال ابن دقيق في الاقتراح:الحد ليس بمانع لأنه يشمل الحسن والصحيح.انتهى
وجوابه:ما رده التبريزي بأن ما ذكره ابن الصلاح بعد ذلك من أن الصحيح بعض من الحسن ودخول الخاص تحت العام ضروري.اهـ
10)-اعترض عليه ابن كثير رحمه الله في قوله:"وروينا عن الترمذي:الحسن أن لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون شاذا ويروى من غير وجه نحو ذلك" فقال ابن كثير:إن كان الترمذي نص عليه ففي أي كتاب،وإن فهمه من اصطلاحه في جانعه فليس بصحيح،فإنه يقول في كثير من الأحاديث:حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.انتهى
وجوابه:أن الترمذي نص على ذلك في آخر جامعه في آخر العلل من رواية عبد الجبار بن محمد الجراحي عن المحبوبي ثم اتصلت عنه بالسماع وليست في رواية الكثير من المغاربة كما ذكر الأبناسي في الشذا،ونصه:"وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن إنما أردنا به حسن إسناده عندنا،كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذا ويروى من وجه غير ذاك فهو عندنا حديث حسن"اهـ.
.......يتبع

الاموي
05-22-2006, 12:48 AM
11)-اعترض على ابن الصلاح قوله:"وقد أمعنت النظر في ذلك البحث جامعا بين أطراف كلامهم،فتنقح لي واتضح أن الحسن قسمان.."بأن :أمعن لسيت عربية.
وجوابه:بما حكاه الأزهري في تهذيب اللغة عن الليث بن المظفر:(أمعن الفرس وغيره:إذا تباعد في عدوه) وكذا قال الجوهري في الصحاح:(وأمعن الماء إذا أجراه وأمعن إذا أكثر،وهو من الأضداد،قال أبو عمرو:والمعن:الكثير ،والمعن: القليل، والمعن:الطويل، والمعن:القصير،والمعن:الإقرار بالحق،والمعن:الجحود والكفربالنعم).انتهى

الاموي
01-23-2007, 01:46 PM
12)-اعترض على ابن الصلاح قوله:(إذا قال التبوذكي: ثنا حماد .فهو حماد بن سلمة)بأن ابن الجوزي ذكر في التلقيح :أن موسى بن اسماعيل التبوذكي ليس يروي إلا عن حماد بن سلمة خاصة.وإذا كان كذلك فلا حاجة لتفييد ذلك بما إذا أطلقه.
وجوابه:أنه قد روى عن حماد بن زيد أيضا،قال المزي في تهذيب الكمال:(روى عن حماد بن زيد أيضا، ويقال:روى عنه حديثا واحدا)وخالف ذلك في فصل ذكره في آخر ترجمة حمادبن سلمة فقال:وممن انفرد بالرواية عن حماد بن سلمة أو اشتهر بالرواية عنه:بهز بن أسد وموسى بن اسماعيل التبوذكي وعامة من ذكرناه في ترجمته دون ترجمة حماد بن زيد.)....وقد جمع العلامة الابناسي بين كلاميه بأنه قال هنا:(..أو اشتهر بالرواية عنه..) فيكون المراد:أن موسى التبوذكي اشتهر بالرواية عنه ،دون الانفراد بها عنه.)
*فائدة:قد اقتصر ابن الصلاح على ثلاثة رواة ممن يحمل إطلاقهم(ثنا حماد)على حماد بن سلمة وهم:التبوذكي وحجاج بن منهال وعفان،على قول محمد بن يحيى الذهلي،ولكن قد زاد المزي في التهذيب:(هدبة بن خالد،فإذا أطلق حمادا فهو ابن سلمة).

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
01-23-2007, 04:09 PM
ما شاء الله بارك الله فيك يا أموي

12d8c7a34f47c2e9d3==