المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشراط الساعة على ثلاثة اقسام‏ الكبرى و الصغرى


كيف حالك ؟

هادي بن علي
05-02-2006, 05:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بين في كتابه مصالح العباد في أعمالهم وفي عقيدتهم وفيما يصلح دينهم ودنياهم إن مما يجب الإيمان به لإخبار الله جل وعلا به ولإخبار النبي صلى الله عليه وسلم به الإيمان بأشراط الساعة
قال الشيخ العلامة صالح آل الشيخ { فأشراط الساعة وهي علاماتها منها كبرى ومنها صغرى، وقد ثبت في الصحيح أن عوف بن مالك قال له النبي صَلَّى الله عليه وسلم «اعْدُدْ سِتّاً بَيْنَ يَدَي السّاعَةِ مَوْتي ثم فَتْحُ بَيْتِ المقدِسِ ثم مَوْتانٌ يأخُذُهُمْ فيكم مِثُلُ كقُعاصِ الغَنم ثم استفاضة المال حتى يعطي الرّجُلَ مائةَ دينارٍ فيظلّ ساخطا» إلى آخر ما ذكر، وهذا من أشراط الساعة الصغرى، فإن بعثته عليه الصلاة والسلام مؤذنة بقرب الساعة، وإن تطاول الزمان ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾[ ثم بعد ذلك فتح بيت المقدس ،ثم بعد ذلك أتى المرض العام الطاعون فأصاب الناس كما أخبر بذلك النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ثم كذلك استفاض المال في لصحابة فمن بعدهم حتى حصل ما قاله الرسول صَلَّى الله عليه وسلم.ومن أشراط الساعة الصغرى ما أخبر به النبي صَلَّى الله عليه وسلم جبريل في حديث عمر المشهور حيث سأل جبريل النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال له «فََأَخْبِرِْني عَنْ السَّاعة؟» فقال «مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ». قال «فََأَخْبِرِْني عَنْ علامَاتِهَا؟» قال «أَنْ تَلِِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاَةََ الْعُرَاةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ».
وهكذا في أنواع كثيرة من أشراط الساعة الصغرى التي تتوالى في الزمان تحدث شيئا فشيئا، تحدث كما أخبر النبي صلى اله عليه وسلم، وقد أخبر من ذلك عليه الصلاة والسلام أنها «لن تقوم الساعة حتى تخرج نار في المدينة تضيء لها أعناق الإبل ببُصرى» وهي قرية بالقرب من دمشق من الشام فحصل ذلك في القرن السابع من الهجرة بعد سنة خمسين وستمائة (650هـ)، وعلم العلماء ذلك وعلمه الناس فكان ذلك من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام.
وقال فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى
وقد ذكر العلماء ان اشراط الساعة على ثلاثة اقسام‏:‏
القسم الاول‏:‏ العلامات الصغرى، وهذه حصلت وانقضت‏.‏
القسم الثاني‏:‏ العلامات الوسطى، هذه ما تزال تحدث مثل ما حدث في زماننا من تقدم الصناعات والاتصالات، واستخراج الكنوز من الارض، وتقارب البلدان، حتى كان العالم قرية واحدة، واجتماع اليهود في فلسطين انتظاراً للدجال، وتوطئة للملاحم التي ستقوم هناك‏.‏
القسم الثالث‏:‏ العلامات الكبرى، من خروج الدجال، ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام، وخروج ياجوج وماجوج، وخروج الدابة، ثم طلوع الشمس من مغربها، فهذه اذا حصل احدها تتابعت البقية‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏من خروج الدجال‏)‏ ‏:‏
هو اول العلامات الكبرى، وهو من اليهود، ويدّعي الربوبية، ومعه خوارق شيطانية، تفتن الناس، يامر السماء فتمطر، ويامر الارض فتخرج ما فيها من الكنوز والنبات‏.‏
والدجّال هو اشد الفتن؛ لان الذين يفتنون به كثير؛ لشدة ما معه من الفتن، ومعه جنة ونار، وياتي على جميع الارض الا مكة والمدينة، وهذه الفتنة تميز المؤمن من الكافر، وسُمّي دجالاً من الدجل، وهو الكذب؛ لكثرة كذبه، وسمي المسيح؛ لانه يسير في الارض ويمسحها بسرعة؛ لما هيا الله له من وسائل المواصلات السريعة، التي هي اسرع من الريح، وقيل‏:‏ سمي بذلك لان عينه ممسوحة، فهو اعور، ويسمى‏:‏ مسيح الضلالة‏.‏ فيخرج الدجال فيتبعه اليهود، فيقودهم، ويحصل بسببه على المسلمين فتنة عظيمة، وما من نبي الا حذر امته منه، واشدهم تحذيراً منه نبينا صلى الله عليه وسلم؛ لانه اخر الانبياء، وامته اخر الامم، واقربها للدجال، وامرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد الاخير من الصلاة‏:‏ ‏(‏ان نتعوذ بالله من اربع‏:‏ من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال‏)‏ فهو فتنة عظيمة وشر كبير، فينـزل عيسى عليه الصلاة والسلام من السماء فيقتله بباب ‏"‏لد‏"‏ فيريح الله منه المسلمين، ثم يحكم عيسى بحكم الاسلام، فهو تابع للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لانه ليس بعد نبينا نبي، وليس بعد شريعة الاسلام شريعة‏.‏
ثم يخرج في وقته ياجوج وماجوج، وهم ايضاً فتنة عظيمة، قال تعالى‏:‏ ‏{‏حَتَّى اِذَا فُتِحَتْ يَاْجُوجُ وَمَاْجُوجُ وَهُم مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ‏}‏ ‏[‏الانبياء‏:‏96‏]‏، وهم امة من الامم من بني ادم، كانوا في زمان الاسكندر ذي القرنين، وبنى دونهم السد، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَا اسْطَاعُوا اَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً‏}‏ ‏[‏الكهف‏:‏97‏]‏ فلا يستطيعون الصعود فوق الحائط، ولا يستطيعون نقبة؛ لقوته؛ لانه من الحديد والباس الشديد، ولكن اذا جاء وعد الله جعله دكاً، فيخرجون ويفتكون بالعالم، وليس لاحد طاقة في قتالهم، ثم يهلكهم الله في ساعة واحدة‏.‏
‏ ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء‏:‏
ويسمى بالمسيح؛ لانه كان يمسح على ذي العاهة فيشفيه الله، ويسمى‏:‏ مسيح الهداية، ونزوله من السماء الى الارض في اخر الزمان متواتر، ومن انكر ذلك فهو كافر، قال تعالى ‏:‏ ‏{‏وَاِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ‏}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏61‏]‏ وفي قراءة‏:‏ ‏(‏وانه لعلم للساعة‏)‏ –بفتح العين واللام- اي‏:‏ علامة على قرب الساعة، قال الله سبحانه‏:‏ ‏{‏وَاِن مِّنْ اَهْلِ الْكِتَابِ اِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏159‏]‏ وهذا في اخر الزمان؛ لانه حي في السماء ولا يموت الا بعد انهاء المهمة الموكلة اليه، فيموت فيدفن في الارض بعد ان يقتل الدجال والخنـزير ويضع الجزية ويحكم بالاسلام‏.‏
ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها‏:‏
الشمس مسخرة تجري بامر الله، فتخرج من المشرق، وتغرب من المغرب، ثم اذا كان اخر الزمان وحان قيام الساعة امرها الله سبحانه بالطلوع من المغرب، فتكون علامة للقيامة، واذا طلعت من مغربها فلا يقبل الله توبة التائب، قال سبحانه‏:‏ ‏{‏هَلْ يَنظُرُونَ اِلاَّ اَن تَاْتِيهُمُ الْمَلائِكَةُ اَوْ يَاْتِيَ رَبُّكَ اَوْ يَاْتِيَ بَعْضُ ايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَاْتِي بَعْضُ ايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً اِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ امَنَتْ مِن قَبْلُ اَوْ كَسَبَتْ فِي اِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ اِنَّا مُنتَظِرُونَ‏}‏ ‏[‏الانعام‏:‏158‏]‏ فالكافر يسلم، ولكن لا يقبل الله اسلامه، والعاصي يتوب، ولكن لا تقبل توبته‏.‏
وخروج دابة الارض من موضعها‏:‏
قال سبحانه‏:‏ ‏{‏وَاِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ اَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْاَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ اَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِايَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏82‏]‏ تخرج هذه الدابة فتسم المؤمن والكافر، اي‏:‏ تضع عليه علامة يتعارف الناس بها، فيتخاطبون، وهذا يقول‏:‏ يا مسلم، وهذا يقول‏:‏ يا كافر، ومعنى قول الله ‏:‏ ‏{‏تُكَلِّمُهُمْ‏}‏ بكلام خارق للعادة‏.‏ وليس عندنا خبر ثابت عن موضع خروجها، لكن نؤمن بخروجها من موضعها الذي يعلمه عالم الغيب والشهادة، قال سبحانه‏:‏ ‏{‏اَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْاَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏82‏]‏‏.‏

12d8c7a34f47c2e9d3==