المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين بقية تفريغ محاضرة تكفير المعين للشيخ فالح بن نافع الحربي


كيف حالك ؟

عامي
04-30-2006, 04:06 PM
تكفير المعين

للشيخ العلامة فالح بن نافع الحربي

- حفظه الله و رعاه -

أيها الإخوة فهذه مناسبة ننتهز الكلام فيها معكم ، والحامل على الكلامِ معكم هي النصيحة الواجبة على المسلم إتجاه أخيه ، وليس المقصود هنا الكلام في التكفير وظوابط التكفير وشُعب ِ المسائل ؛ لتشعب ِ المسائل ِ في هذه القضية ِ، وإنما المقصود هو المذاكرة مع الإخوان في قضيةٍ أَكثروا الكلام َ فيها ، وخاضوا فيها ، وترتب على الخوض ِ فيها ما يُخشى على الإخوان مما لا تُحمد ُ عُقباه ُ ، عندما يخوضوا الناسُ في أمور ٍ دقيقة ، وفي أشياء ٍ لا يعلمُ تفصيلاتها إلا العُلماء ُ ، ولا يعلم إلا العلماء ما يترتب على الزلل والخطأ في تلك القضايا والمسائل ِ الدقيقة ، وذلك عندما يخوضُ فيها من لا يُحسن ُ القول ، ومن لا يُدرك مباحث ِ القضيةِ ، وقد تدخل ُ عليه ِ الشُّبه ُ ، وقد تدخُل علي غيره ِ ، وقد يغترُ أحيانا ً بكلمات ٍ - قد تختلف ُ الأحكام ُ فيها - على عواهلها مُسلمة ً ، ولأهل ِ العلم ِ والدِّراية ِ تفصيلات ٌ أُخرى .
وقضية ُ التكفِرُ - أيُّها الأُخوة ُ- قضية ٌ ليست بالسهلة ِ ، وإن كان هناك ما هُو واضح ٌ وجليِّ ، ولا ضرر على المُسلم ِ أَنْ يتكلم َفيها ، أوْ لابُّد أَنْ يعتقِدُ ، وان لم يعتقد فهنا تأتي الخُطُورة ُ وذلك حين لا يعتقد ُ العقيدة ُ التي يجب أَنْ يعتقِدها ، والتِّي لايسعي المُسلم َإلا َّ أَنْ يعتقدها .
* فالمسلم ُ يعلم ُ أن اليهُود والنَّصارى والباطنية ُ والكُفّار ُ الأخرين ؛ فيعلمُ كُفرهُم ، ويعتقد ُ كقرَّهُم - أيضا ً - على العموم ِ وعلى الخُصوص ِ ، أَو على العموم وعلى التعيين ، أو الكفر العام والكفر العيني ، لأن أفراد الكفّار هُم كفّار على الحقيقة ،وما دام الكافر لم يُسلم ، ولم ْ يدخل في الإسلام ِ ؛ فإنَّه ُ يحكم ُ عليه ِ بالكُفر ِ ، ويعتقد ُ المسلم ويعلم ُ أنه ُ كافر ، وهنا كافر ويترتب عليه الموالاة والمُعاداةُ ِ - ويترتب عليه ِ أن نعتقد كفر الكافر ، ومن لم يعتقد كفر الكافر فعليه ِ خطرٌ - إن عرف أنه ُ كافر - ويُنطبق عليه حُكمهُ ، ويكون حاله ُ خال الكافرين بسواء ٍ .
*هنالك من دخل في الاسلام ويمكن أن يُكفّر على العموم ِ ؛إذا أتى بُمكّفر ٍ ، فعمل عمل مُكفرا ً فنقول : من عمل عمل كذا فهو كافر ؛ فهذا عموم ٌ ، ولم يُقصِّر الكُفْرَ عل مُعين ، ولاضير في كونه ِ يقول ُ بهذا لأنَّ هذا من باب الأسماء ِ ، لأنه قد جاءت النصوص في كتاب الله وفي سنَّة ِ الرَّسُول ِ - صلى الله عليه وسلّم - كذلك عرف -أيضا ً - عن طريق أهل العلم أن من فعل كذا فهو كافر ، فعلمَ هذا عن طريق أهل لعلم ِ قرأَ هذا في كتاب ِ اللهِ وفي سنة الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذا في سنة رسول الله فهو ينقل هذا وان لم يكن عالما ً ؛ فقد تكون هنالك أمور معلومة من الدين وواضح الأمر فيها ، ولكن تأتي الخطورة عندما يأتي الحكم - بها - على الشخص المُعين ، والشخص بعينه ِ ؛فيقال -مثلا ً - " ُفلان كافر !" فهُنا تأتي الخطورة ، ويأتي الإشكال في المسلم ، وليس هو كافرا ً أصيلا ً ، وإنما هو مُسلم ٌ ، شهد أن لا إله إلا الله وأن مُحمَّدا ً رسول ُ الله ِ ، ولايصِّح ُ أن يُقال بحال ٍ منَ الأحوال ِ أنْ من شهد أن لا إله إلا الله لايخرُج ُ من المِّلة ِ ، ولايكفُر ، فهذا لا يُقال ُ ولا يجُوز ُ بحال ٍ من الأَحوال ِ ، وهنالك طوائف ٌ وفِرق ٌ أخرجها أهل ُ العلم ِ بل أجمعوا ْ على إِخراجِها من الإسلام ِ ، وما أفادَها كونُها تشهَدُ أَنْ لا إله إلا الله وأنْ مُحمَّدا ً رسُولُ الله ِ ، وهِي تنقُضها بأفعالها وعقائدِها ، وهُنالك من الفِرق ِ ما جآءَ الوعيد ُ في حقِّها ولكنَّها لمْ تخرُجْ من المِّلة ِ ، في حُدودِ حديث ِ الثنتين والسبعين فرقة ، لأنَّ هذه الأُمة تفترق ُ إلى ثلاث ٍ وسبعين فرقة ً ؛ كلهّا في النَّار ِ إلا واحِدة ً ، وهُم أهل ُ السُّنة ُ وأهل الحق ُّ والطائفة ُ المنصورة والفرقة ُ الناجية والمتمسكون بالكتاب والسُّنة ِ هذه ِ هي الفرقة الثالثة والسبعين ، ثُم َّ تأتي الفرق ُ الأُخرى التي ابتدعت ْ ، وهي في دائرة ِ الإسلام ِ، وحينئذ ٍ قدْ تكون أُمور ٌ ظاهرة ٌ في حقِّ هؤلاء ِ ، ويُحكم ُ عليه بباب الأسماء، لأن أهل السنة والجماعة لهم بابان :
* بابُ الأسماء ِ
* وباب ُ الأحكام ِ .
وباب ُ الأسماء : وهو أنْ يُطلق الاسم ُ ولايُطلق َ الحُكم ُ .
فالحكم ُ له شأنُّه ُ وله ُ ظوابطه ُ ؛ فيُطلق ُ الاسم ، ويُترك ُ الحُكم ُ .
ومن هذه الفرق التي ابتدعت وثبت أنها أتت ببدعة ٍ و - أيضا - بمُكفِّر - فإنّهُ يُقال ُ هؤلاء مبتدعة ٌ وعلى العموم " أن أهل البدعة الفلانية ، وأهل النحلة ِ الفُلانية ِ ، وأهل المذهب ِ الفُلاني مبتدعة ٌ " ، فإن كانوا كُفارا ً و أَجمعت الأُمة ِ ، وعُلم من الدين بأنّهُم كفّارٌ ، فإنّ عوامه يتبعونَ سادتِهم ، وقادتهم وعلماءهم ومتبوعيهم ، فيتبعونهم ، فإذا كفرت فرقة ٌ من الفِرق ؛ اتبعُوا هذا ، كما حصل الشأنُ للكفار الذين قاتلهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - حينما قاتلهم الرَّسُول - صلى الله عليه وسلّم - وجعل حُكمَهم ؛ حُكمُهم ، فلمْ يُحاشِي ولم يُمانِع- عليه الصلاة والسلام - من قتالهم ، ولو لم يكُونُ كُفارا ً لما قاتلهم معهم ، كقتاله ِ لقريش ٍ ، وقتاله ِ للوثنيين ، وبالنسبة لأهل ِ الإسلام ِ ومن في دائرة الإسلام والتِّي ابتدعت ْ ، فإنَّه ُ يُقال ُ عن ْ هؤلاء ِ مُبتدعة ، لأنَّهُم على أصل ِّ البدعة ِ ، ومن هُم من أفرادهم يُقال ُ - أيضا ً - بأنَّهُم مبتدعة ، و يحكم عليهم بأنّهم مبتدعة ، ويُحكم ُ عليهم بالبدعة لأن الأصل الذي هُم عليه هو البدعة ، وإن كان الشخصُ المُعيّن كمن فعل كذا من المُكفرات ِ فهُو كافر ٌ ، ومن فعل كذا من المُبتدَعاتِ فهو مُبتدع ٌ على العموم ِ فإنُّ لايُسقَط ُ عليه ِ حُكم ُ الخُصوص ِ ، وإنما يُنظرُ على الحال التِّي هُو عليها ، فإن كان الأمر ُ هذا واضح ٌ ، وجليِّة ٌ ، وما يحتاجُ..وقد انتفت الموانع في حقّه ِ ، وقامت عليه الحجة ، وانتفت الموانع وتوافرت الشروط ، وانتفت الموانع ؛ وهذا - غالبا ً - لايعلمه ُ إلا العلماء ُ ، ولكن إن كانت واضحة ، أوْ يعلمُ تفصيلاتها إن كانت واضِحة ً ،
عوامهم ، فالعوام قد يفهمون ويعلمون أن هذا الإنسان قد انتفت في حقه الموانع وتوفرت في حقه الشروط فأمره ُ ظاهر ولا ضيرَ أنّه ُ يعلمُ هذا ، ويعتقدوه وقد يكون هذا عن طريق فتاوى علماءهم ، عن طريق ما رأوهُ من وُضوح ابتداع هذا المبتدع ِ ، فإنَّهُ لا ضيرَ عليهم أنْ يعتقدوا ْ العقيدة ، أو يعلم العقيدة ويعتقد ، وينتج عن هذا الولاءُ والبراءُ عند الشَّخص ِ ، أيضا ً إذا كان هذا الشّخص ُ هذا يأتي مُكفرا ً ، والمُكفرات - أيضا ً - منها ما هو خفي كما هو في الابتداع ابتداع ٌ ومنها الأحكام ُ الأُخرى ..،ومنها ماهو خفي ٌ ومنها ماهو جلي ٌّ واضح يعلمهُ النَّاسُ ، و يعلمهُ كُلُّ أحد ٍ ، و يعلمهُ غير ُ العلماء ، فحينئذ ٍ يعلم ُ هذا الشخص ِ أَنَّ هذا المُكفّر ، أو من أتى المُكفّر ، قد انتفت في حقه ِ الموانع ُ ، وتوفرت الشُّروط ، فلا ضيرَ عليه ِ أَنْ يعلم - وطالما - أَنّه ُ قد علِم َ هذا ، أنْ يعتقد أن هذا الشَّخص َ كافر ٌ ، ويتبرأ ُ منه ُ ، ولا يُواليه ِ ويُعاديه ِ ، ويتقرب ُ إلى الله ِ بعدواته ِ ، لكن فرق ٌ بين هذا وبين أَنْ يُفتي ، أَوْ يحكم ْ بحُكم ٍ ،يُشيعه ُ بين النَّاس ِ ، ويُذيعه ُ ، ويرى أنْ النَّاس لابُدَّ أَنْ يتبعوه ُ ، فليس له هذا ، وليس له أن يطعن ، لأن هنالك أمرٌ معلوم ٌ من الإسلام ِ من باب سد ِ الذرائع ِ، ومن باب درء ِ المفاسِد ، لأن النّاس لايقبلون من هذا الشَّخص ِ الحُكم َ ، ولا الفتوى لأنهُ ليس أهلا ً للحكم ، وليس أهلا ً للفتوى، وقد يكون من المفاسد ِ ومن الأضرار ما يقع ُ على الشَّخص ِ نفسُه ُ ، قد يتعرض للقتل وقد يتعرض للأذية ِ ، ويتعرض ُ لما لا يُحتمل ُ ، ويكون قد جنى على نفسه ِ و هو ما كُلفّ بهذا ، قد يُحدث ُ فتنة ً ، ويجُرُّ هذه الفتنة على غيره ِ ، حتىَّ ولو كان هذا الشَّخص ُ يقصدُ الخير َ ، وكم من يقصد الخير ولكن لايصل إليه ، فهنالك ضوابط ٌ وهنالك حدود ٌ للشخص للمطالب والمقاصد لهذه الشَّريعة ، وسد باب الفتنة والفساد ِ ، ودفع المضار والشرور عن النَّاس ِ ، فمن أشاع َ بين النّاس ِ ما يُحدِّث ُ الفتنة َ ، ويُحدثُ الشّر ، حتّى ولو كان ما يفعله ُ حقّا ً ، ولكن قد يُحدث فتنة ، فلا يجوز ُ ، العلماءُ يُراعون هذا ! ؛ فما بالك بالعوام ، ونحنُ نذكرُ من سنوات ٍ ولعل كثير ٌ من المسلمين علموا هذا ، أن أحد العلماء كان أفتى بفتوى وفتواهُ حق ٌ ، ثمَّ أَخَّها من لم يُراعوا المصالم ِ والمفاسِد ِ ، ونشروها في بلادٍ بعيدة ، ولو سألوا ذاك العالمَ ، وتبين له ما يرتتب عليها ، لنهاهم عن نشر تلك الفتوى في تلك البلاد ِ ، فجرت فتنة ً سمع به المسلمون في أقطار ِ الأرض ِ ، في المشارق ِ والمغارب ِ ، في بلاد ٍ بها مسلمون ، وسُفكت دماء ٌ ، وتعرض النَّاسُ لفتنة ً عظيمة ً وكبيرة ً جرت وكانت حتى في شهرِ رمضان ، ممن لم يُراعوا هذا الجانب ، ولم يكونوا علماء حتى يُدركوا ، ويُتقنوا باب المصالح والمفاسد ، في هذا .
فاذا كان الأمر كذلك ولم يكن خفيّا ً ، وهذا مايقول به أهل العلم ، فهذا مايقول به سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ؛ ولايختلف العلماء في هذا إذا كانت الأمور ظاهرة ً وواضحة وبينّة ، فإنّه لاحرج - أو كُفر الكفّار - الذين كفروهم واضح من أهل الملل ، أو الذين أجمع المسلمون على كفرهم وخروجهم من الملة ، فإنه ُ لاحرج أن يعتقد ؛ إذا علم َ هذا ، فلا حرج أن يعتقد ذلك ، وقد يعلم ذلك العوام ، ومبتدئة ُ طُلاّب ِ العِلم ، يعلمون هذا ، لكن في المسائل الظاهرة ، والبيِّنة ِ ، ولكن إن كانت المسائل خفية ً ، وشيخ ُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - يُمثِّل على هذا بدخول ِ الجن في الإنسان ، والإيمان بوجود الجِنِّ ، فمن أنكرهُ فقد كفر ، وهذا أصل من أصول أهل السُّنة ِ والجماعة ِ ، من أَنكرَ وُجود الجِنِّ فإنَّهُ يكفُر ، ويخرج من الإسلام ِ ،وكفرهُ ظاهر ، وواضح ؛ وهذا على خلاف من أنكر دخول الجنِّ في اجسامِ بني أدم ، فإنّهُ فيه ِ خفاء ٌ ؛ خفّي ٌ ، والنَّاسُ لايُدركُون َأَنْ هذا من أصُول ِ أهل ِ السُّنة ِ والجمَاعة ِ وأَنّها من أصول العقيدة ِ ، لايُدرِكُه كل أحَدٍ ، فإذا ً يُتَوقف ُ في كُفرِ هذا الإنسانِ حتَّى تُقامُ عليه ِ الحُجة ُ ، ويُبيّن ُ لهُ ، ولايُسارعُ في تكفيره ِ ، يُخرجُ من المّلة ِ لقوله ِ :" الجِنُّ كيفَ يدخُل !؟ " وعرضتْ له شُبَهٌ ، فتُزالُ الشُّبهة ُ ، وتُقامُ عليهِ الحجة ، ذلك لو أنَّ شخصا ً ظهر منهُ مُكفِّرٌ واضح ٌ ، وظاهر ٌ - يعني كفرٌ ظاهر ؛ لكنّ هُنالك ما يمنع ُ من كُفرهِ الظاهر ِ ،هُ كأَنْ يكونُ نشأَ في بلادِ كُفر ٍ ، ولايعلم شيئا ً ، ولايعلمُ أَنْ هذا الذِّي أَتاهُ مُكفِّرٌ ، ومخرج ٌ من المِّلةِ ، أَسلم - مثلا ً - في بلادٍ لم يكن هنالك من يُعلِّمه ُ ، وحتَّى الآن ما تعلم َ ، ولم يتعلم عقيدة الإسلام ، وأَتى بشيء مما يكفُر ُ بهِ ، فيُبيّن ُ لهُ ، وتُقامُ عليه ِ الحُجة ، أَيضا ً - منْ نشأَ في بادية ٍ أَو في أحراش ٍ ، بعيدةٌ عن العلم ِ ولم يتمكن من العلم ِ ،فإنَّ مثل هذا حتَّى ولو كانت المسألة ُ واضحة ً ، وجلية ً ، فلا يُحكمُ عليهِ حتَّى تُقام ُ عليه ِ الحُجة ُ ، وأما المسائل الخفية فهي كما ذكرنا ، ونقلنا كلام شيخ الإسلام فيها ، وكلامِ أهل العلم ، فلابُدَّ من التَّفريق ِ في هذه القضايا ، ثُمَّ إذَّا فرَّقنا بين هذه الأُمور ِ ؛ فإنَّهُ لابُدَّ من مُراعاة ِ ما هُو للعُلماء ِ ، إذا خفيَّ علينا - مثلا ً - هل الحُجة ُ قائمة ً أو غيرُ قائمة ً ، فإنَّ هذَّا يُعادُ للعُلماء ِ ، إذا كانت - مثلا ً - المسألة ُ تحتاجُ إلى الفتوى ، وإلى الحُكم ، ُ ليُنشَّر َ بينَ النّاس ِ ،بين النَّاس ويُشاع فإِن هذا يُرجعُ فيه ِ إلى العُلماء ، وإذا كانت المسألة ُ خفية ً - أيضا ً – فلا يحسم فيها العامة ُ بلْ يُرجَع ُ فيها - أيضا ً - إلى العلماء ِ ، والعُلماء ُ حتَّى ولو إختلفوا فإنَّهم لايختلفون إلا في المسَائِل ِ التِّي يسُوغ ُ فيْها الإِختلاف ُ ، وتختلف ُ فيها أنظارهُم ، والأدلة ُ على ذلك كثيرة ٌ ، فمن العُلماء ِ يُكفِّر ُ بترك ِ الصلاة ِ ومنهم من لم يُكفِّرُ بتركِ الصَّلاة ِ ؛ عندما يتركها تهَاوُنا ً ، ولم يتركها إنكارا ً لوُجوُبها ، لو أنهُ تركها إنكارا ً لوُجُوبها فإنَّه ُ يَكفُر ُ بالإجماع ِ ، لا يختلف ُ في ذلك اثنان ِ ، وَ أَما إن تركها ليسّ إنكارا ً لوُجُوبها وإنما تهاونا ً وكسلا ً ؛ فهذا هو الذِّي يُكَفِّرُونَّه ُ بعض ُ أَهل ِ العِلم ِ - بل كثيرٌ من أهل ِ العلم ِ - ومنْ أهل ِ العلم ِ من يرى الإجماع َ على هذا ، وهُم متفقون على أَنَّه يُعاقب ُ وأَنّه ُ قد يُقتل ُ وهو ما عليه جُمهورُ أهل ِ العلم ِ ، وما قاله ُ أبو حنيفة - رحمه ُالله - : " أَنَّه ُ يُسجن حتى يموت أو يتوب ! " ؛ فهذا أمر ٌ خطير وعظيم ودليل على أهمية الصلاة ِ ،و على مكانتها من الإسلام ِ - ولاحول ولاقوة إلا بالله ِ - فكثير ٌ من المسلمين قد أضَاعُوا ْ الصَّلاة َ ، وربما الكثيرُ ترك الصَّلاة َ - مع الأسف - ؛ فهُنا يُحترم ُ إختلاف ُ العُلماء ِ ، فإَّذا خاض العلماء ُ في المسائل ، فلانأتي نحن ُ - العوام ُ - نتسارع ُ ، ويتسارع ُ المُبتدئة ُ ؛ ثمَّ إَذا صارَ الخلاف ُ ؛ صار منهم من يرمي الأخر بالإرجاء ِ ، وصارَ الأخرُ يرمي الأخر َ بالتكفير ِ ، إَذَّا كان يُكفّرُ قالوا : " هذا تكفيري " ! ، وإذا كان َ لا يُكفّر رموه ُ بالإرجاء ِ ؛ فهذه ِ من مشاكل العوام ِ والمُبتدِئة ِ ، ولهذا إذا أُعلنت فتوى العالِم في أيِّ قضية ٍ فالنَّاس ُ لايرجِعُون إلى غيْر ِ العالم ِ ، وَلايَثِقون بغيْره ولاتُؤمن ُ الفتنة

تفريغ أبو حذيفة الليبي

أين بقية التفريغ ؟

فكري الدينوري
04-30-2006, 04:11 PM
ما أجمل تواضع الشيخ في قوله : (وليس المقصود هنا الكلام في التكفير وظوابط التكفير وشُعب ِ المسائل ؛ لتشعب ِ المسائل ِ في هذه القضية ِ، وإنما المقصود هو المذاكرة مع الإخوان في قضيةٍ أَكثروا الكلام َ فيها ..))

وليد الاثري
03-17-2011, 05:16 PM
يرفع للأهمية
وجزى الله العلامة فالح الحربي خير الجزاء في الدنيا والآخرة على هذا البيان

12d8c7a34f47c2e9d3==