المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع سورة البقرة...لطلبة العلم فقط


كيف حالك ؟

خطيب المنبر
12-10-2003, 11:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتمِّمِ النِّعِمِ,والكاشِفِ عن عبادِهِ المُتَقِينَ الصَّالحين؛ النِّقَم والسَّادِل على خلقه من فضله والكرم, الباعثِ عليهم رحمةً منهم يهدِيهم إلى نُورِ الطَرِيقِ َوالأخلاقِ والشِّيَمِ ويُعَلِمُهُم الكتابَ والحكمةَ بالحِفظِ والقَلمِ , أما بعد:
فهذه بعض الفوائد من سورة البقرة يسَّرِ الله لي كتابتها وكانت وقافات على بعض الآيات مما فيها من الفوائد التي يحتاجها طالب العلم ليستقيم على الحجة ويستعين بها لرد على آهل البدع والخرافات واصحاب الزيغ والضلالات أو تنفعه حينًا من الدَهرِ , ولستُ قائلا أن الفوائد ما وقفت عليها فقط ؛ بل القران أعظم فائدة, وفوائده لا تنتهي فهو البحر الذي لا ساحل له والبئر الذي لا قعر له, فهل من مذّكر.
وبتالي كلُّ عملِ ابن آدم؛ يعتريه نقص فجلّ من لا نقص فيه , فيكون النصحُ فيهاوالتأخيرُعليها وكذا التقديمُ مباحًاعلى كلِّ فردٍ أتاهُ الله علمًاوفهمًافلا يبخلنا أخٌ بذلك, ففوقَ كلِّ ذِي علم عليم
وقفات مع سورة البقرة

الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {4}
الآية رقم:3 نستفيد منها: أن من أفضل الأعمال إطلاقا بعد الإيمان بالغيب ؛أقامة الصلاة والأنفاق,الصدقة في سبيل الله ,فسمى الله هؤلاء متقين ثم جاء تفسير التقوى فقال: الذين يؤمنون بالغيب, ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
الآية رقم4

والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {4}
نستفيد منها:أن شرع من قبلنا يجب أن نؤمن به إيمانا لا تنكره قلوبنا وانه ما نسخ بالشريعة المحمدية فهو ليس بشرع والإيمان به مع ذلك واجب ,وفى نفس الآية قال : وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {4}إشارة إلى ما سبق انه متعلق بالإيمان بالآخرة ؛ فمن أتى بكل هاته الأعمال أو فضل بين الإيمان بالله والغيب أقام الصلاة واتى الزكاة فلا يقبل منه هذا حتى يؤمن بالبعث والنشور.اه
الاية رقم 8:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ 8}نستفيد منها: أن الإيمان إذا كان مجرد قول لا يكون الإيمان الذي اراده الله من عباده؛ حتى يكون لسانيا وقلبيا.
الآية رقم 13: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ {13
نستفيد منها :أن المنافقين والكفار والمشركين وكذا المبتدعين ليس فيهم علماء ؛قال :ألا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون؛ و هنا نفى للعلم وتكذيب لما سبق من الزعامة للإصلاح في الأرض وان ماهم عليه هو الحق
الاية16 } أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ
نستفيد منها: ان تعبير القران؛ هو اصح التعبير بلا مخالف إلا من شاء فكفر؛فلا يصح تعبيرا بقولك استبدلت الثوب القديم بالجديد فهذا خطا فتنبه ؛قال الله: اشتروا الضلالة بالهدى؛ أي استبدلوا الهدى بالضلالة, وقال موسى : أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير, وقال : أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ
فهذا أمر مهم فتنبه له.
الآية رقم :38 ‏ قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {38}
نستفيد منها :أن الهدى هنا هو البينة والحجة من الكتاب والسنة كتاب هاد ورسول ينادى , فلا يجوز لاحد ترك ما جاءت به الرسل للعوائد وما كانت عليه الأباء والأجداد أو تعصبا للمشايخ أو العلماء أو مذهب له ينافح فيخالف الحق والهدى , والهدى هنا هو برنامج الحياة للبشرية؛ بدأها من التوحيد والعبادات والمعاملات من أخلاق وادابو هلّم جرّا, ونستفيد منها :انه من يتبع هدى الله فلا خوف عليهم ولهم يحزنون والعكس انه من لم يتبع هدى الله سيصيبهم الخوف والحزن,ونستفيد منها : أيضا العذر بالجهل؛لانه بين هؤلاء من الذين آمنوا والذين خافوا؛ من لم يأتيه الهدى , فهذا كيف يكون حاله عند التكليف؟ وبعد الممات ؛فعند التكليف لا يؤاخذ إذا كان من الذين لم يصلهم الهدى وما سمعوا به فهذا يمتحن عند لقاء الرحمن كما جاءت بذلك الأخبار.
الايةرقم : 40} يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ {40}
نستفيد منها: ان مراسم الدعوة تكون بتذكير المدعو بنعم الله عليه ثم يسترسل فى دعوته,ونستفيد منها :أن النعم إذا كانت في الأجداد فعلى الأبناء والأحفاد شكر الله عليها , وبعد ذلك التذكير بالإيمان وعدم الكفر واقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ,وكثرة الركوع و أن يأتمر المرء بما يدعو أليه,وان يستعين بالصبر والصلاة؛ وفى الصلاة مفزع لكل من أصابه هم أو حزبه أمر , ثم بعد ذلك التذكير بالنعمة مجملا, والتخويف من يوم القيامة, وبعدها يأتي التفصيل في النعم ؛فقال سبحانه مذكرا لهم : وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ.اه
الايةرقم :61 وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ 61
نستفيد منها : أن الله يختار لعباده ما فيه صلاحهم وانفع لهم في دنياهم وأخراهم, ومن ذلك ما يكون دنيويا وأخرويا, ومنه ما يكون دنيويا محض , وقد يتعدى سببه بالآخرة؛فمثل ذلك كتحريم الخمر؛فضرره متعلق دنيويا وأخرويا, ولحم الخنزير أيضا ؛فضرره متعلق دنيويا محض لما فيه من المكروبات والجراثيم لِتَغَذِّيهِ على النَّجاسات والقاذُورات وما فيه من الدِّياثَة فتعلًّق سَببُه بالآخرة؛ لنهى الشارِعُ عنه , وكذا هؤلاء المخذولين لما انزل الله عليهم المنَّ والسَلوَى؛ التي هي؛ خيرٌ,ولا يترتب عليها ضرَرٌ جسمانِيٌ ؛ بل هو دواء وصحة ولكن قِصَّرُ عُقُولِ البشَرِيِّةِ, جعلهم يعارضون ما اختار لهم بارئهم بالذي هو أدنى من البصل والثوم والعدس والقثاء التي هي سببٌ لكِّلِ الأمراض , والأوجاع المعدية ,والصداعية, والعضلية, والتي قد تضعف المناعة, أو البصر, أو السمع والذاكرة, ولكن اكثر الناس لا يعلمون , ومع هذا الضررِ ضررٌ آخر؛ وهوضررُ الشُبهَةِ والشَهوَةِ والهَوَى الذي امرض قلوب هؤلاء بهذه المعارضة الناقصة.اه
الاية رقم :65 و 66 } وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ {65} فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ.66
نستفيد منها :انه لا يجوز التحايل على الشرع, سواء في المعاملات أو العبادات؛ كانت نواهي أو أوامر, أو العادات ؛كصيد السمك الذي حُرِّمَ على هؤلاء بيوم السبت فرموا الشِبَاكَ بالجمعة واخذوا ما اصطادوه بيوم السبت, يوم الأحد, وتذوِيبِهِم للشُّحُومِ وتجميلها وبيعها واكل ثمنها.
الاية 67: } وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ {67} نستفيد منها :انه لا يجوز للعالم وطالب العلم أن يسخر بشيء من الأحكام الشرعية في الحكم عليها, أو العزو إلى غير مصدَرِها هزًوا, والقولَ بخلاف الأصلِ , أو الإجماع, أو ما عُلِّمَ بِنَصِّ الكتاب (بقوله مثلا : هذا الأمر حرام, ثم يقول: لا أنا أمزح هو حلال) ,فهذا حرامٌ, وهو من الجهل, فقال موسى :(أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين), فسمَّى هذا من عمل الجُهَال, وما أكثرهم
اخوكم ابو حمزة رضا الجميلي

12d8c7a34f47c2e9d3==