المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تبرك بشجر أو حجر ونحوهما/شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله


كيف حالك ؟

قاسم علي
04-22-2006, 03:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله : ( باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما)
كبقعة وقبر ونحو ذلك ، أي فهو مشرك .
قوله : وقوله الله تعالى " أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى " (الآيات) وكانت اللات لثقيف ، والعزى لقريش وبنى كنانة ، ومناة لبنى هلال . وقال ابن هشام : كانت لهذيل وخزاعة .
فأما اللات فقرأ الجمهور بتخفيف التاء ، وقرأ ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وحمدي وأبو صالح ورويس بتشديد التاء .
فعلى الأولى قال الأعمش : سموا اللات من الإله ، والعزى من العزيز . قال ابن جرير : وكانوا قد اشتقوا اسمها من الله تعالى ، قالوا : اللات مؤنثة منه ، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً قال : وكذا العزى من العزيز .
وقال ابن كثير : اللات كانت صخرة بيضاء منقوشة عليها بيت الطائف له أستار وسدنة وحوله فناء معظم عند أهل الطائف ، وهم ثقيف ومن تبعها يفتخرون به على من عداهم من أحياء العرب بعد قريش ، قال ابن هشام : فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار .
وعلى الثانية قال ابن عباس : كان رجلاً يلت السويق للحاج ، فما مات عكفوا على قبره ذكره البخاري قال ابن عباس : كان يبيع السويق والسمن عند صخرة ويسلؤه عليها ، فلما مات ذلك الرجل عبدت ثقيف تلك الصخرة إعظاماً لصاحب السويق وعن مجاهد نحوه وقال : فلما مات عبدوه رواه سعيد بن منصور . وكذا روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنهم عبدوه وبنحو هذا قال جماعة من أهل العلم .
قلت : لا منافاة بين القولين . فإنهم عبدوا الصخرة والقبر تأليهاً وتظيماً .
ولمثل هذا بنيت المشاهد والقباب على القبور واتخذت أوثاناً . وفيه بيان أن أهل الجاهلية كانوا يعبدون الصالحين والأصنام .
وأما العزى فقال ابن جرير : كانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة ـ بين مكة والطائف ـ كانت قريش يعظمونها ... كما قال أبو سفيان يوم أحذ : لنا العزى ولاعزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم " وروى النسائي وابن مردوية عن أبي الطفيل قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة ـ وكانت بها العزى ، وكانت على ثلاث سمرات ـ فقطع السمرات ، وهدم البيت الذي كان عليها. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال ارجع فإنك لم تصنع شيئاً ، فرجع خالد ، فلما أبصرته السدنة أمعنوا في الجبل وهم يقولون : يا عزى يا عزى ، فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها فعمها بالسيف فقتلها ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره . فقال : تلك العزى قلت : وكل هذا وما هو أعظم منه يقع في هذه الأزمنة عند ضرائح الأموات وفي المشاهد .
وأما مناة فكانت بالمشلل عند قديد ، بين مكة والمدينة ، وكانت خزاعة والأوس والخزرج يعظمونها ويهلون منها للحج ، وأصل اشتقاقها : من إسم الله المنان ، وقيل : لكثرة ما يمنى ـ أي يراق ـ عندها من الدماء للتبرك بها .
قال البخاري رحمه الله ، في حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها : إنها صنم بين مكة والمدينة قال ابن هشام : فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً فهدمها عام الفتح فمعنى الآية كما قال القرطبي : أن فيها حذفاً تقديره : أفرأيتم هذه الآلهة ، أنفعت أو ضرت ، حتى تكون شركاء لله تعالى ؟
وقوله : " ألكم الذكر وله الأنثى " قال ابن كثير : تجعلون له ولداً وتجعلون ولده أنثى وتختارون لكم الذكور ؟ قوله : " تلك إذا قسمة ضيزى " أي جور وباطلة . فكيف تقاسمون ربكم هذه القسمة التي لو كانت بين مخلوقين كانت جوراً وسفهاً فتنزهون أنفسكم عن الإناث وتجعلونهن لله تعالى . وقوله : " إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم " أي من تلقاء أنفسكم " ما أنزل الله بها من سلطان " أي من حجة " إن يتبعون إلا الظن " أي ليس لهم مستند إلا حسن ظنهم بآبائهم الذين سلكوا هذا المسلك الباطل قبلهم " وما تهوى الأنفس " وإلا حظ أنفسهم في رياستهم وتعظيم آبائهم الأقدمين . قوله : " ولقد جاءهم من ربهم الهدى " قال ابن كثير : ولقد أرسل الله تعالى إليهم الرسل بالحق المنير والحجة القاطعة ، ومع هذا ما اتبعوا ما جاءوهم به ولا انقادوا له ا هـ .
ومطابقة الآيات للترجمة من جهة أن عباد هذه الأوثان إنهم كانوا يعتقدون حصول البركة منها بتعظيمها ودعائها والاستعانة بها والاعتماد عليها في حصول ما يرجونه منها ويؤملونه ببركتها وشفاعتها وغير ذلك ، فالتبرك بقبور الصالحين كاللات ، وبالأشجار كالعزى ومناة من ضمن فعل أولئك المشركين مع تلك الأوثان ، فمن فعل مثل ذلك واعتقد في قبر أو حجر أو شجر فقد ضاهى عباد هذه الأوثان فيما كانوا يفعلونه معها من هذا الشرك ، على أن الواقع من هؤلاء المشركين مع معبوديهم أعظم مما وقع من أولئك . فالله المستعان .
حديث أبي واقد الليثي في ذات أنواط
قوله : عن أبي واقد الليثي قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ، ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة ، فقلنا يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون " لتركبن سنن من كان قبلكم " رواه الترمذي وصححه .
أبو واقد إسمه الحارث بن عوف ، وفي الباب عن أبي سعيد وأبي هريرة قاله الترمذي وقد رواه أحمد وأبو يعلى وابن أبي شيبة والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني بنحوه .
قوله : عن أبي واقد قد تقدم ذكر إسمه في قول الترمذي وهو صحابي مشهور مات سنة ثمان وستين وثمانون سنة .
قوله : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين وفي حديث عمرو بن عوف وهو عند ابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني . قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، ونحن ألف ونيف حتى إذا كنا بين حنين والطائف ـ الحديث.
قوله : ونحن حدثاء عهد بكفر أي قريب عهدنا بالكفر ، ففيه دليل على أن غيرهم ممن تقدم إسلامه من الصحابة لا يجهل هذا وأن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قبله لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة . ذكره المصنف رحمه الله .
قول : وللمشركين سدرة يعكفون عندها العكوف هو الإقامة على الشئ في المكان ، ومنه قول الخليل عليه السلام : '21 : 52' " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون " وكان عكوف المشركين عند تلك السدرة تبركاً بها وتعظيماً لها وفي حديث عمرو كان يناط بها السلاح فسميت ذات أنواط وكانت تعبد من دون الله .
قوله : وينوطون بها أسلحتهم أي يعلقونها عليها للبركة .
قلت : ففي هذا بيان أن عبادتهم لها بالتعظيم والعكوف والتبرك ، وبهذه الأمور الثلاثة عبدت الأشجار ونحوها .
قوله : فقلنا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط قال أبو السعادات : سألوه أن يجعل لهم مثلها فنهاهم عن ذلك . وأنواط جمع نوط وهو مصدر سمى بها المنوط . ظنوا أن هذا أمر محبوب عند الله وقصدوا التقرب به ، وإلا فهم أجل قدراً من أن يقصدوا مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر وفي رواية سبحان الله والمراد تعظيم الله تعالى وتنزييه عن هذا الشرك بأي نوع كان ، مما لا يجوز أن يطلب أو يقصد به غير الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل التكبير والتسبيح في حال التعجب تعظيماً لله وتنزيهاً له إذا سمع من أحد ما لا يليق بالله مما فيه هضم للربوبية أو الإلهية .
قوله : إنها السنن بضم السين أي الطرق .
قوله : قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة " شبه مقالتهم هذه بقول بني إسرائيل ، بجامع أن كلاً طلب أن يجعل له ما يألهه ويعبده من دون الله ، وإن اختلف اللفظان . فالمعنى واحد ، فتغيير الاسم لا يغير الحقيقة .
ففيه الخوف من الشرك ، وأن الإنسان قد يستحسن شيئاً يظن أنه يقربه إلى الله ، وهو أبعد ما يبعده من رحمته ويقرهب من سخطه ، ولا يعرف هذا على الحقيقة إلى من عرف ما وقع في هذه الأزمان من كثير من العلماء والعباد مع أرباب القبور ، من الغلو فيها وصرف جل العبادة لها ، ويحسبون أنهم على شئ وهو الذنب الذي لا يغفره الله .
قال الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل الشافعي المعروف بابن أبي شامة في كتاب البدع والحوادث : ومن هذا القسم أيضاً ما قد عم الابتلاء به من تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعمد وإسراج مواضع مخصوصة في كل بلد ، يحكى لهم حاك أنه رأى في منامه بها أحداً ممن شهر بالصلاح والولاية ، فيفعلون ذلك ويحافظون عليه مع تضييعهم لفرائض الله تعالى وسننه ، ويظنون أنهم متقربون بذلك ، ثم يتجاوزون هذا إلى أن يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم فيعظمونها ويرجون الشفاء لمرضاهم وقضاء حوائجهم بالنذر لها ، وهي من عيون وشجر وحائط وحجر . وفي مدينة دمشق من ذلك مواضع متعددة كعوينة الحمى خارج باب توما والعمود المخلق داخل باب الصغير ، والشجرة الملعونة خارج باب النصر نفس قارعة الطريق سهل الله قطعها واجتثاثها من أصلها ، فما أشبهها بذات أنواط الواردة في الحديث . انتهى .
وذكر ابن القيم رحمه الله نحو ما ذكره أبو شامة ، ثم قال : فما أسرع أهل الشرك إلى اتخاذ الأوثان من دون الله ولو كانت ما كانت ، ويقولون : إن هذا الحجر وهذه الشجرة وهذه العين تقبل النذر ، أي تقبل العبادة من دون الله ، فإن النذر عبادة وقربة يتقرب بها الناذر إلى المنذور له ، وسيأتي ما يتعلق بهذا الباب عند قوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد" .
وفي هذه الجملة من الفوائد : أن ما يفعله من يعتقد في الأشجار والقبور والأحجار من التبرك بها العكوف عندها والذبح لها هو الشرك ، ولا يغتر بالعوام والطغام ، ولا يستبعد كون الشرك بالله تعالى يقع في هذه الأمة ، فإذا كان بعض الصحابة ظنوا ذلك حسناً وطلبوه من النبي صلى الله عليه وسلم حتى بين لهم أن ذلك كقول بني إسرائيل : ' 7 : 138 ' " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة " فكيف لا يخفى على من دونهم في العلم والفضل بأضعاف مضاعفة مع غلبة الجهل وبعد العهد بآثار النبوة ؟ ! بل خفى عليهم عظائم الشرك في الإلهية والربوبية ، فأكبروا فعله واتخذوه قربة .
وفيها أن الاعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء ، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم طلبتهم كطلبة بني إسرائيل ، ولم يلتفت إلى كوفهم سموها ذات أنواط . فالمشرك مشرك وإن سمى شركه ما سماه . كمن يسمى دعاء الأموات والذبح والنذر لهم ونحو ذلك تعظيماً ومحبة ، فإن ذلك هو الشرك ، وإن سماه ما سماه . وقس على ذلك .

لتركبن سنن من قبلكم
قوله :لتركبن سنن من كان قبلكم بضم الموحدة وضم السين أي طرقهم ومناهجهم وقد يجوز فتح السين على الإفراد أي طريقهم. وهذا خبر صحيح . والواقع من كثير من هذه الأمة يشهد له .
وفيه علم من أعلام النبوة من حيث إنه وقع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم .
وفي الحديث : النهى عن التشبه بأهل الجاهلية وأهل الكتاب فيما كانوا يفعلونه ، إلا ما دل الدليل على أنه من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
قال المصنف رحمه الله : وفيه التنبيه على مسائل القبر ، أما : من ربك ؟ فواضح. وأما : من نبيك ؟ فمن إخباره أنباء الغيب. وأما : ما دينك ؟ فمن قولهم اجعل لنا إلهاً إلخ . وفيه : أن الشرك لا بد أن يقع في هذه الأمة خلافاً لمن ادعى خلاف ذلك ، وفيه الغضب عند التعليم ، وإن ما ذم الله به اليهود والنصارى فإنه قال لنا لنحذره قاله المصنف رحمه الله .
وأما ما ادعاه بعض المتأخرين من أنه يجوز التبرك بآثار الصالحين فممنوع من وجوه :
منها : أن السابقين الأولين من الصحابة ومن بعدهم لم يكونوا يفعلون ذلك مع غير النبي صلى الله عليه وسلم ، لا فى حياته ولا بعد موته . ولو كان خيراً لسبقونا إليه ، وأفضل الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم . وقد شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن شهد له بالجنة ، وما فعله أحد من الصحابة والتابعين مع أحد من هؤلاء السادة ، ولا فعله التابعون مع ساداتهم في العلم والدين وأهل الأسوة . فلا يجوز أن يقاس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من الأمة ، وللنبي صلى الله عليه وسلم في حال الحياة خصائص كثيرة لا يصلح أن يشاركه فيها غيره .
ومنها : أن في المنع عن ذلك سداً لذريعة الشرك كما لا يخفى .
منقول من كتاب فتح المجيد للشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله

أبو فاطمة
04-23-2006, 08:21 AM
ما حكم الاستعانة بقبور الأولياء والطواف بها والتبرك بأحجارها والنذر لهم والإظلال على قبورهم واتخاذهم وسيلة عند الله؟
فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الاستعانة بقبور الأولياء أو النذر لهم أو اتخاذهم وسطاء عند الله بطلب ذلك منهم شرك أكبر مخرج من الملة الإسلامية موجب للخلود في النار لمن مات عليه.
أما الطواف بالقبور وتظليلها فبدعة يحرم فعلها ووسيلة عظمى لعبادة أهلها من دون الله, وقد تكون شركا إذا قصد أن الميت بذلك يجلب له نفعا أو يدفع عنه ضرا أو قصد بالطواف التقرب إلى الميت.

عندنا فيه رجل يدعى صالح أو من الصالحين وهو حي على وجه الأرض والناس يكرمونه غاية الإكرام, وكل سنة أو على الحول يعملون له الوليمة خاصة من كل رجال القبائل فيأتيه الرجل ويقول له: أنت يا سيدي فلان عشاك عندي على سبيل التبرك, والآخر يقول له: يا سيدي فلان غداك عندي, وأما الوليمة فهي تكون من ذبيحة أو ذبيحتين ويجمع على الوليمة من الرجال حوالي 50 أو 60 رجلا في نفس الليلة أو اليوم ويلقى الذكر إذا كانت الوليمة في الليل, والحاصل: يبلغ تكاليف الوليمة عند الرجل صاحب الوليمة حوالي 100 جنيه, وبعد انصراف الرجل الولي يلحق به الرجل صاحب الوليمة ويعطيه ما لا يقل عن 50 أو 20 جنيه, هذا كل سنة عند الناس الأغنياء, وهو يعلم من يطلب بخاطره أو جاهه عند الله في المغيب,
وإليك هذا المثل عندما يمشي الرجل الذي في قلبه عقيدة أنه رجل صالح ويأتي في ظروف كربة فيقول: يا سيدي فلان خاطر بركتك وجاهك عند الله أن تفك لي كرب من كروب الدنيا كمثل مرض أو خوف من طريق أو في ظلام من الليل وهكذا, ويقول له بعد الدعاء: لك مني يا سيدي فلان خمسة جنيه إذا شفيت مرضي أو فك عني خوفي من أي نوع كان, وهذا كله في المغيب, وبعد أن لقى الرجل الصالح قال له: خذ جنيه, فيقول الرجل الصالح: هات الخمسة الذي قلتها لي في ساعة كربك, فيتعجب الرجل المكروب من هذا الأمر وهذا كله في المغيب, فهل هذا الأمر يدل على بشرى عمل الصالح في الرجل المذكور؟ أم هو من عمل العرافين من الغيب والمنهي عنه, ونريد منكم أيضا تفسيرا على هذا الأمر الدال على الصلاح، أو المنهي عنه.?


المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:

أولا: دعاء غير الله من الأولياء والصالحين لكشف ضر أو شفاء مريض أو تأمين طريق مخوف - شرك أكبر يخرج من الإسلام, قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا }وقال تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين }
ثانيا: ادعاء علم الغيب كفر, قال تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله
ثالثا: أما الذبح لغير الله لقصد بركة هذا الولي فهذا لا يجوز, وفاعله ملعون; لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن الله من ذبح لغير الله وقال تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين }وأما إن كان الذبح لقصد تكريم الإخوان وإطعامهم وفعل المعروف فهذا لا شيء فيه.

أنا شاب في المرحلة الثانوية طالب منذ نعومة أظفاري وجل أهلي في السودان يتوافدون على أماكن أضرحة المشايخ للتمسح والتبرك بها والنذر لهم, فأبت نفسي هذه المشاهد, ولكني لا أستطيع الإفصاح;
لأني أعتبر في نظرهم كافر وأنهم سيسمموني, وقطعا سيصيبوني بمكروه, وأنهم أصحاب كرامات; لأنهم أولياء فأغلبهم يدعي أنه رأى الله, فكنت أغبط ذلك في نفسي إلى أن تعرفت بطريقة ما بجماعة أنصار السنة المحمدية الذين وضحوا لي بأن ما يدعيه هؤلاء ما هي إلا أوهام وشرك وأنهم أصحاب بدعة وكل بدعة في النار,
ووجدت عندهم بعض كتب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب, ولكني لا أستطيع أن أقتنيه لضيق ذات اليد إنما أعتمد على استلاف كتبهم وإرجاعها لهم بعد مدة قصيرة.
فأرجو منك كوالد وداعية إلى الحق أن تبين لي في رسالة خاصة رأيك في هذه الجماعة مع إمدادي ببعض الكتب إن أمكن لتنير لي الطريق, والله من وراء القصد؟


المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:

إن النذر لأضرحة المشايخ شرك; لأن النذر عبادة من العبادات وصرف شيء منها لغير الله شرك أكبر, وهكذا دعاؤهم والاستعانة بهم; لأن القصد من ذلك طلب البركة منهم, وقد صح من حديث أبي واقد الليثي ما يدل على ذلك,
كما ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في [كتاب التوحيد] في باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوها, وهكذا التمسح بالأضرحة بطلب البركة من أهلها.

المصدر

http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=search&question=%C7%E1%CA%C8%D1%DF+%C8%D4%CC%D1+%C3%E6%CD %CC%D1&con=where

قاسم علي
04-26-2006, 03:18 PM
قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله{قد يُقال: أنتم تحرمون التبرّك بالأشجار والأحجار والقبور، في حين أن الصحابة -رضي الله عنهم -كانوا يتبرّكون بريق النبي صلى الله عليه وسلم وشعره ووضوئه، أليس هذا تبركاً بمخلوق.
فالجواب عن ذلك: أن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما انفصل من جسده صلى الله عليه وسلم لأنه مبارك، فما انفصل من جسده من ريق، أو عرق، أو شعر، أو وضوء، فإنه يُتبرّك به، أما التبرّك بغير النبي صلى الله عليه وسلم فهذا لم يَرِد حتى مع أفضل الأمة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والعشرة المبشرين بالجنة، وأصحاب بدر، وأصحاب بيعة الرضوان، ما ذُكر أن المسلمين كانوا يتبرّكون بهؤلاء، لا بريقهم، ولا بعرقهم، ولا بشعورهم.
فالتبرك لا يجوز؛ لا بالأشجار، ولا بالأحجار، ولا بالأشخاص، ولا بالحُجْرة النبوية، ولا بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، كل هذا لا يجوز، لأن هذه أمور لم تكن منفصلة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليست من جسده صلى الله عليه وسلم فلابد أن نعرف الجواب عن هذه الشُّبَه، لأنهم يُدْلُون بها.
منقول من كتاب إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد

12d8c7a34f47c2e9d3==